الخميس، 24 سبتمبر 2015

36 والاخـــــــــــــــــــيرة

للحُبْ أسرار تفيضُ على وَجوه المُحبين جمالاً وحُبورَ
تملىء القلبَ سعادةً ونُور ....
كان عمر يطيرُ فرحاً بقرارخُروجِها من المشفى الذى اعلمهم به الطبيب بالأمس ....وسعادته الكبرى كانت لِما أحسهُ منها بالرغبه فى العوده معه الى بيته ...
اخبر أمَه من الامس بعد علمه من الطبيب .....واحضر بنفسه طعاماً وفاكهه ...وورُود كثيرة فى باقات مختلفة زين بها غرفته ..وزعها على الاركان ووضع بعضاً منها فى مزهرية وردية على منضدة قريبة من سريرة كان يهمس لهم ان ينشورا حبه مع ذرات شذاهم فيغدو استقبالاً يليق بجمالها..


هُنَا موطِنُها ...هُنا مكانُها ...هنا الدفء ...هنا الحنان ....هنا الحب ..هنا رجل اصبحت تَثِقُ به اكثر من نَفسِها ...رجُلٌ اصبح بحق سنداً تتكىء عليه مُغَمضة العينين ... 

لم يقفز فى عقلها مكاناً غيره حين حدثها بأمر الخروج من المشفى والعودة....خافت ان يظل على عهده ...خافت فِراقه ...لم تعترف بعد بحُبِها له ...لكنها تأكدت من فيض مشاعره ...
كان يوماً حافلاً واستقبالاً مهيباً ....حضرالجميع لأستقبالها ...والدة عمر وعلا وزوجها سامى واسماء ايضا ..
أحسنوا استقبالها والترحاب بها ....فكانت اسعد حالاً بأهله وسعادتهم بوجودها ...

شعورها بحنان الاسرة طغى على لحظات الالم التى احست بها من الجلوس فترة على الاريكة وثنى قديمها ...لم تستطع المقاومة كثيرا ...استئذنت منهم لتستريح ...ساعدهاعمرلتدخل الغرفه ...دارت بعينيها فى الغرفه التى فاح عبير الازهار منها يحمل همساً يطرق طرقاً خفيفاً على شغاف القلب...ساعدها للاستلقاء على سريره ....وخرج لضيوفه ثم عاد اليها بعد انصرافهم ...لم تنم .... كانت تفكرفيه ..هائمةً به ...وفى حبه الذى ظهر ألواناً كثيره ...هى ايضاً تُحبه لكِنها كانت تخاف ...تجربتها السابقة جعلت مشاعرها تبدوا قاسية..ماعادت تنبض مثل السابق ...لكنها معه رأت معناً اخر  ..فعادت معه مشاعر كثيرة مفتقدة منذ زمن ...احست بالامان ..بالسند ..بالاطمئنان ...رأت به اكتمال الرجولة ...


اخرج الفراش الذى كان يضعه لها على الارض من دولابه ..واستلقى عليه وهو يقول لها مشاكساً متعجباً على حاله
- عينى على الحلو حين تُبهدله الايام
ضحكت ضحكات خفيفه لقوله 

فصمت يتذوق عذب الضحكات
بصوت رقيق قالت 

- عمر
- نعم
- ألم تخبرابى ان لديك شقتك الخاصه ؟
- نعم لدى
- اين هى ؟
- بالطابق العلوى 

كان يتحدثان وكل منهما فى فراشة هى بالاعلى وهو على الارض اسفلها
- لما لا تسكن بها ؟
- لا اريد ان اسكن بها وحدى
- ألن تأخذنى معك
خفق قلبه مجدداً... سكتَ قليلاً ليستوعب ما سمع ...نهض وجلس على ركبتيه واسند مرفقية على السرير وقال
- لن تسكن فيه الا زوجتى التى توافق على وترضانى ...وتكون لى دائماً وليست بشكل مؤقت ..
صمت فصمتت ...ثم قال بعين لامعه كالظمآن يريد الارتواء
- اتريدين السكن بها
فهزت رأسها ايجاباً
فرقص قلبه لِما رأى ...فأراد التأكد
- حقا؟؟!!
هزت رأسها ثانية بالايجاب
اتسعت ابتسامته وملئت وجهه فأشار للوسادة والمكان الخالى امامها ....ففهمت ما أرد ...أراد استعادة سريرة والنوم عليه لكن هذه المره بجوارها ...
فهزت رأسها نافيه
فمط شفتاه وتظاهر العبوس
- لِما ؟؟
- ليس الان
- متى ؟
- فى بيتنا الجديد
زم شفتيه وعاد ادراجه ونام اسفل السرير وهى فى اعلاه 

نام يرقص الفرح فى قلبه ...وتغرد آيات الحب فى عينيه 
قام يكمل بيته بكل قواه ...
وزادت مسؤلياته تلك الفتره ..فأحضر عمالاً لاستكمال تجهيز منزله االجديد...واحضر كتالوجات الوان الحوائط لتختار ما تريد ...واحضر ايضا كتالوجات الاثاث لتختار منها اثاث منزلها الجديد...


عاودا الطبيب بعد مده للمراجعة ..فأخبرهم انه الان يمكنها الاستغناء عن المشايه والتدرب على السير وحدها مع العلاج الطبيعى ...

رمى عمر بالحواجز خلف ظهره ..كان يفيض بحُبه ....ويتفنن فى اظهاره ...لم يخجل بأن يناديها حبيبتى امام الناس وامه ...رغم احمرار وجنتيها من الكلمه..الا انه لم يبالى ...كان يريد ايضاً سماعها منها ...يتربص بها لتقُولها ...صحيح ان حُبها ايضا ظهر ووضح لكنها لم تفصح بها حتى الان .. 


- هيا يا سلمى يجب ان تتدربى على السير دون المشايه كما قال الطبيب..
- ليس اليوم قدمى تؤلمنى منذ الصباح
كانت واقفه
فأبعد المشاية عنها وراح يجلس على الكرسى  مستندا للوراء مربعاً يديه امامه
- عمر ماذا تفعل اعطنى المشاية
- تعال وخذيها
قالها بتحدى
فبدأت تتحرك ببطء ..جاهدت نفسها حتى وصلت إلى منتصف الغرفه ..وقفت تلتقط انفاسها ثم تابعت ...خطوتان ثانيتان وشعرت بدوار ..اقتربت خطوه اخرى ووقعت بين ذراعيه وجهها بوجهه فأحس بحرارة انفاسها ...
فأرتشف الحب منها انهارا
- ألن تقوليها ايضا
- أحبك

تم البناء فى بيتهم الجديد الذى انتهى تجهيزه مع عودة سلمى المشى وحدها والاستغناء عن العكاز...
زارها والدها زيارات متباعده كلما عاد من سفره فتحسنت علاقتها به .....كانت علاقته بوالدته ايضا جيده .....وعلا اخته التى اصبحت صديقته الجديده. ...وظلت على علاقتها باسماء وصداقتها بها...
وعمر الذى اصبح السند والاخ والاب والحبيب ...
ادركت سلمى ان الله الرحيم .... يدبر الامر ..وكل شىء عنده بمقدار .....
ادركت ان اشياء كثيرا لا نرى خيرها بقصور نظرنا وهى فى الاصل خيراً خفى ....ادركت ان المشاعر وحدها ليست دليلا على الحب ...
ادركت ان الاشخاص الذين يظهرون فى حياتنا يلعبوم ادوار مهمه فى حينها  وحين يرحلون نكون قد اكتسبنا منهم بعض الصفات ..او تعلمنا منهم بعض الاشياء 



تمتتتتتتتتتتتتتتتتتتت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق