الاثنين، 30 نوفمبر 2015

7 جديد


الفصل السابع


هم الجميع بالانصراف فقالت امانى اذهبوا انتم سألحق بكم بعد ان اطمئن على والدتى ...ثم نظرت الى اختها امل تستحثها على القدوم معها ...نظرت امل الى زوجها حسام فرأت فى عينيه نظرة حنونه يحثها ايضا على الذهاب وان تنسى الماضى
وماذا ان طردك مصطفى
اجابتها امانى ..
لن تطأ قدمى اى شبر على ارض مصر قبل ان اطمئن عليها
وانت ستأتين معى
نظر حسام الى سيف وطلب منه مرافقة والدته وخالته الى بيت خاله حيث تقيم جدته معه ..
انصرفت معها امل وهى تخفى صراعا بداخلها ...اشتاقت لامها وارادت الاطمئنان ايضا عليها خاصة بعد معرفتها بمرضها لكنها ابدا لم تنسى خلافها مع مصطفى اخيها الاكبر
لم تنسى كيف منعهم من زيارة والدتها كثيرا كلما اتت الى مصر حتى ملت ..وكيف استولى على ميراثها وميراث امانى من ابيها ...وكيف قست امها ايضا فلم تعد تسأل او تتصل بهم .. وكيف منعتهم من المطالبة بإرثهم ...وكيف انقطعت الصله بسبب تلك المشاكل ..

عاد الجميع الى البيت الكبير حيث الجده والام الكبرى ...استقبلتهم بحفاوة وفرحت اكثر ثناء بتجمع اخوتها حولها ..لم تكن تفارق منزل العائله سوى فى المساء وتعود فى الصباح الباكر هى وسلمى
ذهب سيف مع والدته وخالته امانى التى كانت قلقة بشأن مرض امها ..
قابلهم مصطفى واستقبلهم فى منزله ..كان غريبا ولينا كما لم تعهداه من قبل ...انكبت امانى تحت اقدام امها المستلقاه على السرير دون حراك وعلامات الوهن والمرض قد اخذ منها كل مأخذ ..جلست امل بجوارها وهى تحاول السيطرة ومنع دموعها من الفرار ...
حاولت امانى محادثة والدتها نادت عليها كثيرا حتى فاقت ...لكنها كانت تفيق وتذهب سريعا فى غيبوبه اخرى ..
حتى فى اللحظات الى فاقت بها لم تتذكر امانى لكنها تذكرت بصعوبه امل ...
شعر سيف بالاسى فتركهم وخرج يجلس مع خاله وابنائه

كانت الاولى فى التقاء فتايات العائلة جميعا فى بيت العائله..لم ترى ربا وروبان بنات عمتهم سها منذ كانوا صغار ..
جلسن فى غرفة المعيشه يتبادلن الحكايات والاحاديث تعرفت روبان وسندس وسارة وتآلفن كثيرا على عكس ربا ورؤى لم يتآلفن وكانا كقطبين مختلفين

فى الصباح يلتف الجميع حول مائدة الافطار الكبار والصغار الا الدكتورة امانى التى استيقظت باكرا وذهبت الى بيت اخيها حيث اتفقت معه على نقل والدتها الى مشفى تخصصى لعلاجها ...
لم تنتظر امانى امل حتى تستيقظ ولكن الاخيرة لحقت بها فيما بعد ...

كان سيف اول المستيقظين ..كان على موعد ..او كان يتهيأ لموعد ...تلك فرصته فى لقياها ..تختلف هذه المره عن كل المرات التى رأها فيها من قبل ..
مرت اعوام تغير فيها.. شب وصار رجلا ..ترك منازل الصبا وشقاوتها ..ترك مشاغباته التى لم تتهى الا بسفره ...لكن مشاعره التى ازهرت هناك فى الخليج فى احد زياراتهم ....كبرت معه ونمت واشتاق للوصال مجددا ..


لكن هل هى ايضا ازهرت لديها برعمات الحب يوما ..أم ان شمس الغرب الباهته اكسبت القلب بروده ...كبرودة اجوائه وعلاقاته ...

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

6 جديد


استقبلت سها اولادها وزوجها حسن فى المطار واقاموا جميعا فى بيت العائله الكبير ..
ذلك البيت الذى اعده والدها على امل ان يسكنه اولاده جميعا فبناه من اربع طوابق سلمه داخلى من الطابق الارضى وكل طابق به شقتان متقابلتان  لحسام وعصام الطابق الثانى وسها وثناء الطابق الثالث  والرابع به شقه واحده للاخ الاصغر عاصم ..لكن لا احد سكن به وظل مهجورا الا فى الاجازات المتفرقه ولا يجتمعون حتى ثناء التى تقطن نفس البلد فضل زوجها محمد السكن فى شقته هو ...
سعدت الجده بأحفادها الذين تجمعوا حولها اولا سيف وعلى واخوته احمد وسلمى ثم ابناء سها ( سندس .....)  كانت فقرة العشاء من اهم فقرات اليوم خاصة لدى سيف الذى ارتبط بجدته ارتباط وثيق عوضها عن غياب ابيه اكبر ابنائها كانت احاديث العشاء من امتع الاحاديث لديهم جميعا الجدة وسيف وعلى ثم الفتايات الاتى حضرن مؤخرا ....
لم تكن الفتايات يشاركن كثيرا فى الحديث فوجود شابين على المائدة لم يكن بالامر الاعادى فى حياة مغلقه كالتى كانوا يعيشونها ...
كانت تتابع سندس الحديث دائما وهى صامته بينما كانت تستئذن نور فى معظم الاحيان ويلهون الصغيرات قليل بعد العشاء ..قبل ان تناديهم سها للنوم
استغل حسن تلك الاجازه فى زيارة اقاربه واهله فى بلدته فى احد قرى احد المحافظات واخذ معه سها والفتايات ....
واستغل الجزء الاخر فى الخروج والتنزه مع الفتايات
على العشاء كل ليلة كانت سندس وهى تستمع الى احاديث الجدة عن ذكرياتها مع ابنائها لم تلك هى متعتها الوحيده كان ايضا الاستماع الى سيف وهو يضحك ويعلق على حكايا الجده ...
تلك النبضات الخفيفه التى كانت تشعر بها سندس لاول مرة فى حياتها مع قشعريرة خفيفه تنتابها حين يتحدث..او يضحك ..كانت تشعرها بالسعاده البالغه ..
سعادة لم تكن تعلمها من قبل ..فى ذلك القلب الغض الصغير ..
تحشرج صوتها وتقطعت انفاسها واضطربت حين سألها سيف عن دراستها فى السعودية ..
اجابت بكلمات مقتضبه وسريعه ثم استئذنت وانصرفت من فرط حرجها ...
ادرك على ذلك وابتسم بمكر ولم يعقب ...لكن سيف لم ينتبه لما حدث واكمل حديثه مع الباقين ...
...................................

كانت المكالمة هادئه حتى اخبرها سيف انه قابل خاله مصطفى الذى لم يعرفه حتى عرفه سيف بنفسه وذهب معه الى بيته ورأى جدته المريضه
_ ومن سمح لك بزيارته
_ هو فى النهاية خالى مهما كان قدر الخلاف بينكم
_ وكيف تعامل معك
_ فى منتهى اللطف والود ...وكذلك اولاده
قالت امل بانفعال
_ طبعا منتهى الود ما لم تسأل عن ميراث
_ لا اعلم ...هو لم يسألني عن شىء. ..وانا اوضحت له سبب وجودى فى مصر  ..
سكت سيف برهه
فقالت امل
_ سيف ...هل رايت جدتك
سكت سيف قبل ان يجيبها
- نعم ...
_ وكيف هى
- مريضه للغاية ...
هتفت امل باستنكار لما يقوله
_ امى !! ماذا بها
- تغيب كثيرا عن الوعى وتفيق لا تكاد تعرفهم
ثم ضحك سيف ضحكه ساخره
وبالطبع لم تتعرف على 
اغلقت امل الهاتف مع سيف ووضعت رأسها بين كفيها وبكت بكاء شديد ...بكت رغم صلابتها وقسوة تعبيرات وجهها اذا ذكر هذا الموضوع تحديدا
صلابه تحدثت بها مع امانى اختها فى الهاتف لتخبرها بماقاله سيف
امانى : يا حبيبتى يا امى ...قصرنا كثيرا فى حقها يا امل
امل : هى من فعلت ذلك
_ وماذا كان بيدها
- على الاقل لم تعترض على ما فعله مصطفى ...
الا تذكرين حين طردنا مصطفى من بيته حين طالبنا بميراثنا ...لم تعترض ولم تحرك ساكنا
- لكنها امى يا امل ..امى ولن انتظر هنا بعد ما علمت انها مريضه ..
- ستعودين ؟؟
- لا يحتاج الامر لنقاش يا امانى
لم يناقشها عصام بل تفهم الامر وحاول مع حسام لاقناع امل بالسفر ايضا لترى والدتها المريضه ..
كما اتفقا على قضاء اجازه ورؤية والدتهما وثناء بعد ما علموا بوجود سها ايضا ...
كانت فرصة رائعة لتجمع العائلة معا فى مصر لاول مرة ..
كان سيف بانتظارهم بالمطار ...عانقهم جميعا فقد اشتاق اليهم كثيرا...لم يغادروا المطار لان طائرة عصام القادمه من لندن على وصول ...انتظر الجميع فى صالة الانتظار حتى هبطت الطائرة ...
تعانق الاخوان حسام وعصام ..والاختان كذلك امل وامانى ...
وتعلقت ربا فى عنق عمها حسام كالاطفال بينما كانت روبان تعطس من تغيير الجو ...
انتهت ربا من جولة العناق والمرح التى اشاعتها فى سلامها على الجميع ..حتى وصلت لعلى فقالت ..
انت على ..اووه تغيرت كثيرا عن اخر صورة ارسلتها عمتى لكم ..
ابتسم على وقال ساخرا دائما ما تورطنى امى
لم تستطع قول شىء حين وصلت لصاحب العينين الواسعتين المحملقتين بها
سيف - حمدلله على سلامتكم
ربا - لم تتغير كثيرا ...


الأحد، 8 نوفمبر 2015

5 جديد


الفصل الخامس


دخل سيف ساحة الجامعه يبحث بعينيه عن على الذى حدثه منذ قليل عبر الهاتف واخبره انه ايضاً انهى مُحاضراتِه تواً ويمكنهم الانصراف سوياً حيث اراد سيف اقتناء بعض الملابس فعرض عليه على اصطحابه الى المتاجر التى يعتادها
اخيرا وجده ووجد فى صحبته فتاه تبدو زميلته ويبدو ايضا ان الامر اكثر من كونها زماله ..انتظر سيف فى مكانه قليلا ثم اقترب ليلفت انتباه علىّ لوجوده ...
اعتذر علىّ للفتاه التى بدى عليها الضيق من انصرافه ...واتجه الى حيث ينتظره سيف ..تصافحا وانصرفا الى حيث وجهتهما ..
------
تدخل وتخرج ترتب المنزل وتطهو الطعام وهى على حرف سيل من البكاء تحاشاها الجميع ..بناتها وزوجها حسن ..فيعلمون جميعهم معنى ان تسافر الجده دونهم ...
ودونها هى بالذات سها الابنه المدللة ....
سأسافر معها
قذفت سها بكلمتها لحسن وهى بالكاد تسيطر على ضيقها واختناقها من واقع الامر
اجابها حسن بكل هدؤ : والبنات
يظلون معك حتى امتحناتهم ثم يسافرون
حسن : وهل هذا معقول تسافرين وتتركين الفتايات ..و تتركينى قبلهم
قالت وهى تذرف الدموع : حاولت بكل السبل اقناعها لكنها مصره ومتمسكه برغبتها فى العوده ..لا اريدها ان تغادر افعل شىء يا حسن ..
تنهد حسن وسكت يدير الامر فى عقله ويخشى وقوع ظنه ..وهو من ارتاح من قرار حماته فى العودة للوطن رغم الاعاصير التى تقيمها زوجته كلما اقترب موعد السفر ...
لم يجد حسن سبيلا لتهدأت زوجته الا ان يحجز لها على نفس متن الطائره اسبوعان اجازه نصف العام حتى تتعود او ربما تقر بالامر الواقع ...
غمرت السعادة ثناء التى راحت هى وسلمى ينظفون المنزل استعدادا لاستقبال الجده والخاله والابناء
-----------
دخلت ثناء منهكه ارتمت على فراشها من التعب ناداها محمد فلم تجيب دخل على ليتفقدها فوجدها نائمه
محمد : ناديتها يا على
على : نامت يا ابى
محمد : اتركها تستريح ونادى سيف واحمد وسلمى... دعونا نتناول الطعام قبل ان يبرد..
اتى سيف على حديث زوج عمته مع علىّ
هتف محمد قائلا : تعال تعال يا سيف لتتذوق طهو زوج عمتك اللذيذ ..ان تناولته لن تتناول طعام عمتك ثانيةً
ابتسم سيف وهو يجلس حول المائدة ...ثم مال محمد عليه وقال
بينى وبينك ..ولا تخبر عمتك ضحك سيف
واعتدل محمد فى جلسته ثم اكمل وقد التف الجميع حول الطاولة
وطعامها لذيذ ايضا ..اليس كذلك يا اولاد
استيقظت ثناء بعد ساعتان غطت فيهما بنوم عميق ...استيقظت على صوت احمد وهو يصرخ فى احد لاعبين كرة القدم امامه فى التلفاز قد افلت الكرة واخذها خصمه ..يتابعان معه سيف وعلىّ الذان علا صوتهما ايضا عند اول هدف فى المباره ..نظرت اليهما ثناء وابتسمت لهوس الشباب بالساحره المستديرة سألتهم عن زوجها محمد ..فلم تتلقى اى اجابه وكأنها تتحدث الى اصنام ..استدارت تبحث هى بنفسها عليه حتى وجدته فى الشرفه يقرأ الجريدة  
-         احُضر لك شاى
نظر اليها محمد وقال
ايقظك الشباب ؟
اومأت برأسها ..واتبعت كنت اود الاستيقاظ بالفعل حتى لا تفوتنى صلاة المغرب ...سأصلى واحضر الشاى
فقال فى ود:  لا مانع
عادت بعد قليل تحمل اكواب من الشاى وضعت امام الشباب بعضها واخذت لها ولزوجها كوبان
-         اتذكر يا محمد حين تزوجنا وعرفت انك لست من هواة الكرة استغربت فى البداية كثيرا فلم يكن فى حياتى رجل لا يعشق كرة القدم او يحب مشاهدتها فأبى واخوتى كانوا من العاشقين والمتعصبين لها
-         ارتشف محمد من الشاى وهو يستمع لحديث الذكريات
-         كنت حين تأتى الىّ فى موعد احد المباريات كنت اعتقد انك ستقضى الوقت مع اخوتى تشاهد معهم المباره
ابتسم محمد حين تذكر وقال بخُبث وهو يغمز بعينيه
كنت انتهز الفرصه يا حلوتى
علا صوت الشباب ثانية واختفى صوت التلفاز فعلمت ثناء ان المباره قد انتهت ..فأنضم اليهم محمد وثناء فى الصاله أخذ احمد فى الحديث عن المباره والاهداف وضربات الجزاء شاركه سيف ايضا الحديث وتدخل على بعض الوقت ..فيما كانت ثناء تحدث سها على الهاتف لتعلم منها موعد الطائرة ورقم الرحله التى ستعود فيها والدتها ...

سافرت الجده وعادت الى منزلها الكبير الذى كانت تعود اليه فى الاجازات مع سها وابنائها وربما صادفت تلك الاجازه اجازه احد ابنائها البنين وابنائه او زاروها هناك فى السعوديه عند سها اذا فكر احدهم فى قضاء عمرة او حج ..
عادت يحدثها قلبها بشىء تجهله لكنه يوسوس داخلها ويُقلق منامها ..لم تحدث به احد لكنها اصرت على الرجوع ..
عمُر البيت الذى خلى من اصحابه دهراً ..شعرت جدرانه بالسعاده كأصحابه الذين اتوا
جلست ثناء بجوار والدتها تحضن كفها بين يديها وتربت الام على كتف ابنتها ..جلس سيف ايضا بجانب جدته التى رأها عدة مرات فى زيارات مُتفرقه
دخلت سها غرفتها فى الطابق الارضى تتحدث فى الهاتف مع حسن والفتايات تطمئن عليهن  وعلى امتحناتهم التى بدأت قبل سفرها
كانت تتحدث بصرامه الى سندس
-         سندس انتهى الامر... انتهى من امتحانات انت واخوتك وستأتين فى اول طائره
سندس لست صغيره على ذلك ...كفى تبرماً

اغلقت سها الهاتف وخرجت الى الجميع تشاركهم الحديث

قالت الجدة ...
من الان يا سيف ستقيم معى هنا ..لا داعى لازعاج عمتك وابناء عمتك
نظر سيف الى عمته
فقالت ثناء
كيف ذلك يا امى انه ابن اخى حسام ...وهو وعلىّ اصبحوا اصدقاء
قات الجده
اتركينى انعم بحفيدى يا ثناء فهو يشبه حسام كثيرا وبيت جده اولى به
ثم نظرت الى علىّ واردفت
واذا اردت يا علىّ يمكنك المكوث هنا ايضاً
قال على مازحاً
انا ..ولما لا ..فرصه للخروج عن سجن الماما ثناء
ضربته ثنااء بكفها على قدمه وقالت
سجن ؟!!...اذا سأريك الاصلاح والتهذيب
هنا تدخل احمد قائلا
بل خذينى انا يا جدتى
ما يفعلونه معى هو ما يسمى حقا تعذيب
قالت سها بمكر
انظر يا امى ليلة واحده لك هنا وتمرد ابناء ثناء عليها لأجلك
سينفلت امرهم اذا مكثت هنا اكثر من ذلك
رفعت ثناء حاجبيها دهشة من قول اختها التى تريد الاستحواذ على امها واقناعها بالعودة معها
وقالت
اهدئى يا سها لن تغادر امى بيتها ثانية
تدخلت الام لوئد مشادة شارفت على البدء
هيا يا سيف اذهب واحضر ملابسك واغراضك وانت يا على اذهب ايضا فأحمد يريد منزلا هادئاً ليستذكر بجد ليحصل المجموع الذى يريد
اليس كذلك يا احمد

اومأ احمد وقام على وسيف الى منزل ثناء لتنفيذ ما قالته الجده