الاثنين، 30 نوفمبر 2015

7 جديد


الفصل السابع


هم الجميع بالانصراف فقالت امانى اذهبوا انتم سألحق بكم بعد ان اطمئن على والدتى ...ثم نظرت الى اختها امل تستحثها على القدوم معها ...نظرت امل الى زوجها حسام فرأت فى عينيه نظرة حنونه يحثها ايضا على الذهاب وان تنسى الماضى
وماذا ان طردك مصطفى
اجابتها امانى ..
لن تطأ قدمى اى شبر على ارض مصر قبل ان اطمئن عليها
وانت ستأتين معى
نظر حسام الى سيف وطلب منه مرافقة والدته وخالته الى بيت خاله حيث تقيم جدته معه ..
انصرفت معها امل وهى تخفى صراعا بداخلها ...اشتاقت لامها وارادت الاطمئنان ايضا عليها خاصة بعد معرفتها بمرضها لكنها ابدا لم تنسى خلافها مع مصطفى اخيها الاكبر
لم تنسى كيف منعهم من زيارة والدتها كثيرا كلما اتت الى مصر حتى ملت ..وكيف استولى على ميراثها وميراث امانى من ابيها ...وكيف قست امها ايضا فلم تعد تسأل او تتصل بهم .. وكيف منعتهم من المطالبة بإرثهم ...وكيف انقطعت الصله بسبب تلك المشاكل ..

عاد الجميع الى البيت الكبير حيث الجده والام الكبرى ...استقبلتهم بحفاوة وفرحت اكثر ثناء بتجمع اخوتها حولها ..لم تكن تفارق منزل العائله سوى فى المساء وتعود فى الصباح الباكر هى وسلمى
ذهب سيف مع والدته وخالته امانى التى كانت قلقة بشأن مرض امها ..
قابلهم مصطفى واستقبلهم فى منزله ..كان غريبا ولينا كما لم تعهداه من قبل ...انكبت امانى تحت اقدام امها المستلقاه على السرير دون حراك وعلامات الوهن والمرض قد اخذ منها كل مأخذ ..جلست امل بجوارها وهى تحاول السيطرة ومنع دموعها من الفرار ...
حاولت امانى محادثة والدتها نادت عليها كثيرا حتى فاقت ...لكنها كانت تفيق وتذهب سريعا فى غيبوبه اخرى ..
حتى فى اللحظات الى فاقت بها لم تتذكر امانى لكنها تذكرت بصعوبه امل ...
شعر سيف بالاسى فتركهم وخرج يجلس مع خاله وابنائه

كانت الاولى فى التقاء فتايات العائلة جميعا فى بيت العائله..لم ترى ربا وروبان بنات عمتهم سها منذ كانوا صغار ..
جلسن فى غرفة المعيشه يتبادلن الحكايات والاحاديث تعرفت روبان وسندس وسارة وتآلفن كثيرا على عكس ربا ورؤى لم يتآلفن وكانا كقطبين مختلفين

فى الصباح يلتف الجميع حول مائدة الافطار الكبار والصغار الا الدكتورة امانى التى استيقظت باكرا وذهبت الى بيت اخيها حيث اتفقت معه على نقل والدتها الى مشفى تخصصى لعلاجها ...
لم تنتظر امانى امل حتى تستيقظ ولكن الاخيرة لحقت بها فيما بعد ...

كان سيف اول المستيقظين ..كان على موعد ..او كان يتهيأ لموعد ...تلك فرصته فى لقياها ..تختلف هذه المره عن كل المرات التى رأها فيها من قبل ..
مرت اعوام تغير فيها.. شب وصار رجلا ..ترك منازل الصبا وشقاوتها ..ترك مشاغباته التى لم تتهى الا بسفره ...لكن مشاعره التى ازهرت هناك فى الخليج فى احد زياراتهم ....كبرت معه ونمت واشتاق للوصال مجددا ..


لكن هل هى ايضا ازهرت لديها برعمات الحب يوما ..أم ان شمس الغرب الباهته اكسبت القلب بروده ...كبرودة اجوائه وعلاقاته ...

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

6 جديد


استقبلت سها اولادها وزوجها حسن فى المطار واقاموا جميعا فى بيت العائله الكبير ..
ذلك البيت الذى اعده والدها على امل ان يسكنه اولاده جميعا فبناه من اربع طوابق سلمه داخلى من الطابق الارضى وكل طابق به شقتان متقابلتان  لحسام وعصام الطابق الثانى وسها وثناء الطابق الثالث  والرابع به شقه واحده للاخ الاصغر عاصم ..لكن لا احد سكن به وظل مهجورا الا فى الاجازات المتفرقه ولا يجتمعون حتى ثناء التى تقطن نفس البلد فضل زوجها محمد السكن فى شقته هو ...
سعدت الجده بأحفادها الذين تجمعوا حولها اولا سيف وعلى واخوته احمد وسلمى ثم ابناء سها ( سندس .....)  كانت فقرة العشاء من اهم فقرات اليوم خاصة لدى سيف الذى ارتبط بجدته ارتباط وثيق عوضها عن غياب ابيه اكبر ابنائها كانت احاديث العشاء من امتع الاحاديث لديهم جميعا الجدة وسيف وعلى ثم الفتايات الاتى حضرن مؤخرا ....
لم تكن الفتايات يشاركن كثيرا فى الحديث فوجود شابين على المائدة لم يكن بالامر الاعادى فى حياة مغلقه كالتى كانوا يعيشونها ...
كانت تتابع سندس الحديث دائما وهى صامته بينما كانت تستئذن نور فى معظم الاحيان ويلهون الصغيرات قليل بعد العشاء ..قبل ان تناديهم سها للنوم
استغل حسن تلك الاجازه فى زيارة اقاربه واهله فى بلدته فى احد قرى احد المحافظات واخذ معه سها والفتايات ....
واستغل الجزء الاخر فى الخروج والتنزه مع الفتايات
على العشاء كل ليلة كانت سندس وهى تستمع الى احاديث الجدة عن ذكرياتها مع ابنائها لم تلك هى متعتها الوحيده كان ايضا الاستماع الى سيف وهو يضحك ويعلق على حكايا الجده ...
تلك النبضات الخفيفه التى كانت تشعر بها سندس لاول مرة فى حياتها مع قشعريرة خفيفه تنتابها حين يتحدث..او يضحك ..كانت تشعرها بالسعاده البالغه ..
سعادة لم تكن تعلمها من قبل ..فى ذلك القلب الغض الصغير ..
تحشرج صوتها وتقطعت انفاسها واضطربت حين سألها سيف عن دراستها فى السعودية ..
اجابت بكلمات مقتضبه وسريعه ثم استئذنت وانصرفت من فرط حرجها ...
ادرك على ذلك وابتسم بمكر ولم يعقب ...لكن سيف لم ينتبه لما حدث واكمل حديثه مع الباقين ...
...................................

كانت المكالمة هادئه حتى اخبرها سيف انه قابل خاله مصطفى الذى لم يعرفه حتى عرفه سيف بنفسه وذهب معه الى بيته ورأى جدته المريضه
_ ومن سمح لك بزيارته
_ هو فى النهاية خالى مهما كان قدر الخلاف بينكم
_ وكيف تعامل معك
_ فى منتهى اللطف والود ...وكذلك اولاده
قالت امل بانفعال
_ طبعا منتهى الود ما لم تسأل عن ميراث
_ لا اعلم ...هو لم يسألني عن شىء. ..وانا اوضحت له سبب وجودى فى مصر  ..
سكت سيف برهه
فقالت امل
_ سيف ...هل رايت جدتك
سكت سيف قبل ان يجيبها
- نعم ...
_ وكيف هى
- مريضه للغاية ...
هتفت امل باستنكار لما يقوله
_ امى !! ماذا بها
- تغيب كثيرا عن الوعى وتفيق لا تكاد تعرفهم
ثم ضحك سيف ضحكه ساخره
وبالطبع لم تتعرف على 
اغلقت امل الهاتف مع سيف ووضعت رأسها بين كفيها وبكت بكاء شديد ...بكت رغم صلابتها وقسوة تعبيرات وجهها اذا ذكر هذا الموضوع تحديدا
صلابه تحدثت بها مع امانى اختها فى الهاتف لتخبرها بماقاله سيف
امانى : يا حبيبتى يا امى ...قصرنا كثيرا فى حقها يا امل
امل : هى من فعلت ذلك
_ وماذا كان بيدها
- على الاقل لم تعترض على ما فعله مصطفى ...
الا تذكرين حين طردنا مصطفى من بيته حين طالبنا بميراثنا ...لم تعترض ولم تحرك ساكنا
- لكنها امى يا امل ..امى ولن انتظر هنا بعد ما علمت انها مريضه ..
- ستعودين ؟؟
- لا يحتاج الامر لنقاش يا امانى
لم يناقشها عصام بل تفهم الامر وحاول مع حسام لاقناع امل بالسفر ايضا لترى والدتها المريضه ..
كما اتفقا على قضاء اجازه ورؤية والدتهما وثناء بعد ما علموا بوجود سها ايضا ...
كانت فرصة رائعة لتجمع العائلة معا فى مصر لاول مرة ..
كان سيف بانتظارهم بالمطار ...عانقهم جميعا فقد اشتاق اليهم كثيرا...لم يغادروا المطار لان طائرة عصام القادمه من لندن على وصول ...انتظر الجميع فى صالة الانتظار حتى هبطت الطائرة ...
تعانق الاخوان حسام وعصام ..والاختان كذلك امل وامانى ...
وتعلقت ربا فى عنق عمها حسام كالاطفال بينما كانت روبان تعطس من تغيير الجو ...
انتهت ربا من جولة العناق والمرح التى اشاعتها فى سلامها على الجميع ..حتى وصلت لعلى فقالت ..
انت على ..اووه تغيرت كثيرا عن اخر صورة ارسلتها عمتى لكم ..
ابتسم على وقال ساخرا دائما ما تورطنى امى
لم تستطع قول شىء حين وصلت لصاحب العينين الواسعتين المحملقتين بها
سيف - حمدلله على سلامتكم
ربا - لم تتغير كثيرا ...


الأحد، 8 نوفمبر 2015

5 جديد


الفصل الخامس


دخل سيف ساحة الجامعه يبحث بعينيه عن على الذى حدثه منذ قليل عبر الهاتف واخبره انه ايضاً انهى مُحاضراتِه تواً ويمكنهم الانصراف سوياً حيث اراد سيف اقتناء بعض الملابس فعرض عليه على اصطحابه الى المتاجر التى يعتادها
اخيرا وجده ووجد فى صحبته فتاه تبدو زميلته ويبدو ايضا ان الامر اكثر من كونها زماله ..انتظر سيف فى مكانه قليلا ثم اقترب ليلفت انتباه علىّ لوجوده ...
اعتذر علىّ للفتاه التى بدى عليها الضيق من انصرافه ...واتجه الى حيث ينتظره سيف ..تصافحا وانصرفا الى حيث وجهتهما ..
------
تدخل وتخرج ترتب المنزل وتطهو الطعام وهى على حرف سيل من البكاء تحاشاها الجميع ..بناتها وزوجها حسن ..فيعلمون جميعهم معنى ان تسافر الجده دونهم ...
ودونها هى بالذات سها الابنه المدللة ....
سأسافر معها
قذفت سها بكلمتها لحسن وهى بالكاد تسيطر على ضيقها واختناقها من واقع الامر
اجابها حسن بكل هدؤ : والبنات
يظلون معك حتى امتحناتهم ثم يسافرون
حسن : وهل هذا معقول تسافرين وتتركين الفتايات ..و تتركينى قبلهم
قالت وهى تذرف الدموع : حاولت بكل السبل اقناعها لكنها مصره ومتمسكه برغبتها فى العوده ..لا اريدها ان تغادر افعل شىء يا حسن ..
تنهد حسن وسكت يدير الامر فى عقله ويخشى وقوع ظنه ..وهو من ارتاح من قرار حماته فى العودة للوطن رغم الاعاصير التى تقيمها زوجته كلما اقترب موعد السفر ...
لم يجد حسن سبيلا لتهدأت زوجته الا ان يحجز لها على نفس متن الطائره اسبوعان اجازه نصف العام حتى تتعود او ربما تقر بالامر الواقع ...
غمرت السعادة ثناء التى راحت هى وسلمى ينظفون المنزل استعدادا لاستقبال الجده والخاله والابناء
-----------
دخلت ثناء منهكه ارتمت على فراشها من التعب ناداها محمد فلم تجيب دخل على ليتفقدها فوجدها نائمه
محمد : ناديتها يا على
على : نامت يا ابى
محمد : اتركها تستريح ونادى سيف واحمد وسلمى... دعونا نتناول الطعام قبل ان يبرد..
اتى سيف على حديث زوج عمته مع علىّ
هتف محمد قائلا : تعال تعال يا سيف لتتذوق طهو زوج عمتك اللذيذ ..ان تناولته لن تتناول طعام عمتك ثانيةً
ابتسم سيف وهو يجلس حول المائدة ...ثم مال محمد عليه وقال
بينى وبينك ..ولا تخبر عمتك ضحك سيف
واعتدل محمد فى جلسته ثم اكمل وقد التف الجميع حول الطاولة
وطعامها لذيذ ايضا ..اليس كذلك يا اولاد
استيقظت ثناء بعد ساعتان غطت فيهما بنوم عميق ...استيقظت على صوت احمد وهو يصرخ فى احد لاعبين كرة القدم امامه فى التلفاز قد افلت الكرة واخذها خصمه ..يتابعان معه سيف وعلىّ الذان علا صوتهما ايضا عند اول هدف فى المباره ..نظرت اليهما ثناء وابتسمت لهوس الشباب بالساحره المستديرة سألتهم عن زوجها محمد ..فلم تتلقى اى اجابه وكأنها تتحدث الى اصنام ..استدارت تبحث هى بنفسها عليه حتى وجدته فى الشرفه يقرأ الجريدة  
-         احُضر لك شاى
نظر اليها محمد وقال
ايقظك الشباب ؟
اومأت برأسها ..واتبعت كنت اود الاستيقاظ بالفعل حتى لا تفوتنى صلاة المغرب ...سأصلى واحضر الشاى
فقال فى ود:  لا مانع
عادت بعد قليل تحمل اكواب من الشاى وضعت امام الشباب بعضها واخذت لها ولزوجها كوبان
-         اتذكر يا محمد حين تزوجنا وعرفت انك لست من هواة الكرة استغربت فى البداية كثيرا فلم يكن فى حياتى رجل لا يعشق كرة القدم او يحب مشاهدتها فأبى واخوتى كانوا من العاشقين والمتعصبين لها
-         ارتشف محمد من الشاى وهو يستمع لحديث الذكريات
-         كنت حين تأتى الىّ فى موعد احد المباريات كنت اعتقد انك ستقضى الوقت مع اخوتى تشاهد معهم المباره
ابتسم محمد حين تذكر وقال بخُبث وهو يغمز بعينيه
كنت انتهز الفرصه يا حلوتى
علا صوت الشباب ثانية واختفى صوت التلفاز فعلمت ثناء ان المباره قد انتهت ..فأنضم اليهم محمد وثناء فى الصاله أخذ احمد فى الحديث عن المباره والاهداف وضربات الجزاء شاركه سيف ايضا الحديث وتدخل على بعض الوقت ..فيما كانت ثناء تحدث سها على الهاتف لتعلم منها موعد الطائرة ورقم الرحله التى ستعود فيها والدتها ...

سافرت الجده وعادت الى منزلها الكبير الذى كانت تعود اليه فى الاجازات مع سها وابنائها وربما صادفت تلك الاجازه اجازه احد ابنائها البنين وابنائه او زاروها هناك فى السعوديه عند سها اذا فكر احدهم فى قضاء عمرة او حج ..
عادت يحدثها قلبها بشىء تجهله لكنه يوسوس داخلها ويُقلق منامها ..لم تحدث به احد لكنها اصرت على الرجوع ..
عمُر البيت الذى خلى من اصحابه دهراً ..شعرت جدرانه بالسعاده كأصحابه الذين اتوا
جلست ثناء بجوار والدتها تحضن كفها بين يديها وتربت الام على كتف ابنتها ..جلس سيف ايضا بجانب جدته التى رأها عدة مرات فى زيارات مُتفرقه
دخلت سها غرفتها فى الطابق الارضى تتحدث فى الهاتف مع حسن والفتايات تطمئن عليهن  وعلى امتحناتهم التى بدأت قبل سفرها
كانت تتحدث بصرامه الى سندس
-         سندس انتهى الامر... انتهى من امتحانات انت واخوتك وستأتين فى اول طائره
سندس لست صغيره على ذلك ...كفى تبرماً

اغلقت سها الهاتف وخرجت الى الجميع تشاركهم الحديث

قالت الجدة ...
من الان يا سيف ستقيم معى هنا ..لا داعى لازعاج عمتك وابناء عمتك
نظر سيف الى عمته
فقالت ثناء
كيف ذلك يا امى انه ابن اخى حسام ...وهو وعلىّ اصبحوا اصدقاء
قات الجده
اتركينى انعم بحفيدى يا ثناء فهو يشبه حسام كثيرا وبيت جده اولى به
ثم نظرت الى علىّ واردفت
واذا اردت يا علىّ يمكنك المكوث هنا ايضاً
قال على مازحاً
انا ..ولما لا ..فرصه للخروج عن سجن الماما ثناء
ضربته ثنااء بكفها على قدمه وقالت
سجن ؟!!...اذا سأريك الاصلاح والتهذيب
هنا تدخل احمد قائلا
بل خذينى انا يا جدتى
ما يفعلونه معى هو ما يسمى حقا تعذيب
قالت سها بمكر
انظر يا امى ليلة واحده لك هنا وتمرد ابناء ثناء عليها لأجلك
سينفلت امرهم اذا مكثت هنا اكثر من ذلك
رفعت ثناء حاجبيها دهشة من قول اختها التى تريد الاستحواذ على امها واقناعها بالعودة معها
وقالت
اهدئى يا سها لن تغادر امى بيتها ثانية
تدخلت الام لوئد مشادة شارفت على البدء
هيا يا سيف اذهب واحضر ملابسك واغراضك وانت يا على اذهب ايضا فأحمد يريد منزلا هادئاً ليستذكر بجد ليحصل المجموع الذى يريد
اليس كذلك يا احمد

اومأ احمد وقام على وسيف الى منزل ثناء لتنفيذ ما قالته الجده 

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

جديد 4



الفصل الرابع
دخل( على )على (سيف )الغرفه ووجده هائماً وتفكيره سارحاً فى جنبات الغرفه ...كان المساء قد حل منذ ساعات وانتهى الجميع من العشاء وقد سبقهم سيف.. انهى عشاؤه ودخل الى غرفة على التى يقطنها معه ..لحقه على بعد فترة ليست بالوجيزه ..
حدثه لكن سيف لم يفق من شروده ...بل ظل هائماً تعلو شفتاه ابتسامه عذبه لخيال يمر امامه ولا يعمله على ..
هجم على على سيف بضحكه خبيثه ...فقد ادرك ما بصاحبه وابن خاله فصرخ فى وجهه 
: لست هنا بالمره يااا صاااح 
انتفض سيف وتبدلت تعبيرات وجهه وقطب جبينه وقال 
على ...ماذا ...ماذا هناك.. ومنذ متى وانت هنا
ضحك على وقهقهه عاليا 
وغمز بعينيه ...منذ كنت شارداً فيها 
فيها !!!
اقترب على منه وحوطه بذراعه واضعاً يده حول عنق سيف وقال
هيا يا صديقى ..قل لى من هى 
انزل سيف يد على من حول رقبته وقال بتلعثم 
من تقصد ؟؟!!
من اخذت بعقلك وقلبك هكذا

------------

قضت امانى يومها فى طهو احد الوصفات التى يحبها زوجها عصام وبناتها ربا وروبان ...مارست احد الهوايات المفضله لديها قديما قبل ان تنشغل فى البحث العلمى والتدريس الجامعى الذى اخذها كثيرا فأطاعت مرغمة رتم الحياة الغربية السريعه ...
 اتت من المطبخ مسرعه على نغمات طرقات ربا على الباب ..
كم مرة نبهتك باصطحاب مفاتيحك معك !..
دخلت ربا وهى تقول
كثرا كثرا
دخلت خلفها امانى
وكيف كنت ستدخلين اليوم !
دائما معها روبان مِفتاح
?? واين هى روبان
قالت انها اخبرتك ان ستذهب مع احد صديقاتها لمنزلها لتنفيذ مشروع قد طلب منهم
اه تذكرت ..بالفعل اخبرتنى ...اذا كيف كنت ستدخلين ايضا فى عدم وجود روبان
ابتسمت ربا فى مكر وقبلت وجنتة والدتها وقالت
حمدا لله انك موجوده
هدأت نبرة صوت امانى وقالت
ربا الى متى يا حبيبتى
 قالت بتبرم
مام ماذا هناك ؟؟
الى متى يا صغيرتى ستظلين معتمدة على الاخرين ...الى متى ستظلين تعتمدين على روبان
زفرت ربا بضيق ورفعت احد جوانب فمها معترضه
امى ..انا لست صغيرة ولا اعتمد على احد
وضعت امانى اصابعها على جبينها تضغط بهما بقوه على صداع تحاول مقاومته منذ الصباح فتغيبت بسبه من عملها اليوم ..جلست على اقرب كرسى اليها
جثت ربا بركبتيها امام امها
مام ماذا بك ؟؟
حدثتها امانى لتذهب عنها القلق والفزع الذى اصابها
صداع ..وسيزول
سمعت الاثنتان صوت مفاتيح فى الباب فكان عصام هو القادم ..دخل يشمشم الروائح القادمه من المطبخ
وقال بصوته الحاد وعيناه تلمعان:  اعلم تلك الرائحه ..انها المفضلة لدى
قامت امانى وطوقته بذراعيها ترحاباً به
وفعلت ربا مثلها وهى تقول بلهجة مرحه ...الدكتورة امانى تنازلت اليوم ... اليوم فقط لاجلك يا ابى لتصنع تلك المفضلة لديك ...
ضحكت امانى وذهبت تعد المائدة حالما يبدلون ثيابهم ..
---
جلست سها بجانب والدتها بعد وضعت كوبا الشاى على الطاوله امامهم وقالت 
لما تودين السفر يا امى ...لازال الوقت باكرا على الاجازه الصيفيه ...لانستطيع النزول الان
ردت الام بإقتضاب 
كونى انت بجانب زوجك واولادك انا سأعود  
: امى ماهذا القرار المفاجأ ...نعود معا ونأتى معا ..
: استوحشت بيتى وثناء واهلنا والجيران ..اريد ان اعود اليهم ..
: سنعود سويا بعد امتحانات الاولاد 
: سها لا تتعبينى يا ابنتى ..قد اتخذت قرارى وحزمت امرى ..
قالت الام هذه الجمله بنبرة مصممه 
سكتت سها ونظرت للارض ثم قالت 
امى حسن ...
قاطعتها الام 
لا دخل لحسن ...هذا قرارى من قبل ولكنى اجلته بضع مرات ..
لم تجد سها سبيلا لثنيها عن قرارها الا واتخذته لكن جميعها باء بالفشل ..
سها هى الاخت الاصغر ...كما يقولون عنها ابنت ابيها المدللة ...كانت اكثرهم دلالا على والديها ..تشبه والدتها الى حد كبير لكنها امتازت عليهاوتفوقت بعينان عسليتين ونغازتين اضافوا لها حسناً مزوذجا حسن امها وملامحها الجميله ...ربما لذا كانت ايضا المفضله عند امها ..وهى الوحيده دون اخوتها التى حظيت بوجود امها معها لعدة سنوات متتاليه ...منذ ان تزوجت سها وسافرت لزوحها حسن السعوديه وحملها الاول ثم وفاة والدها وهى غربتها فتأثرت تأثر بالغ أثر حزنها على مولودها فوضعته واكتشفوا ثقبا فى القلب لدى الصغير ...شهور وفارق الحياة ....فكانت الصدمة الثانية لها...
سافرت لها والدتها بتشجيع جميع ابنائها وظلت معها الى ذلك الحين ..لم يكن يدرك الجميع ان الام لن تستطيع مواساة ابنتها ثم تركها والعودة ...بل مكثت بجوار الابنه المدللة حتى عوضها الله
بسندس وتيسير والاء ) ) 
يعودون للوطن فى الاجازات الصيفيه ثم تعود معهم الى السعودية مرة اخرى .
ثناء : الم يحل الخلاف بينها وبين حسن 
سها : كان اختلاف فى وجهات النظر ..خلافا عاديا ..اعتذر عنه حسن وقبل رأسها لكنها ظلت متمسكه بطلبها فى العودة الى مصر ..
ثناء : هل ستنزلين معها 
سها : لا استطيع ترك الاولاد فى ايام الدراسه ...احاول تأجيل سفرها حتى اجازة نصف العام ..
ثناء : إذا لن اخبرها. .
سها : بماذا
ثناء : عن وجود سيف عندى 
ضحكت سها باستهزاء وقالت 
:لا داعى ..قام اخى حسام بالواجب واخبرها 
مما زاد من تمسكها بالامر 
ثناء : لا تضغطى عليها ...اتركيها ...هى تحبك ولن تستطيع فراقك ...
بصوت منكسر اجابت سها 
: يارب يا ثناء ...اعتدت وجودها معى وان سافرت لا ادرى ماذا سأفعل ...
ابتعلت ثناء غصه وقفت بحلقها ووخذه بقلبها وانهت مكالمتها مع اختها وهى تتعجب ...
راها محمد فشاكسها لتبوح بضيقها 
تبكى سها لان والدتى ستعود ...الم تعلم اننا حرمنا منها فى حياتها ..
انا ايضا كنت اود امى بجانبى. ..كنت اودها بجانبى وانا اضع اولادى ...كنت اريدها حين مرضت وقضيت فى المشفى اياما وانت ........بين الاطفال وبينى 
كنت اتمنى ان نجتمع فى بيتها انا واخوتى ..فى بيت العائله كل اجازه ...
قال محمد مرتبا على كتفها : هونى عليك ...اخوتك الرجال لا يأتون هنا ولا يجتمعون فى اجازه ..
قالت ثناء ولازالت منفعله ..
يجتمعون هناك بالامارت عند اهى حسام 
اجابهامحمد : كان ذلك منذ زمن حين كانوا شباب فى بدايات سفرهم ...اما الان فلا يجتمعون الا نادرا 
ثناء .: وانا ...اليس لى حق بان اراهم جميعا حولى ...ان ارى امى بجانبى ...
وجودها هناك كان داعما اساسيا فى هجرهم الوطن حتى فى الاجازات ...
قالت ثناء جملتها الاخيرة وجلست على الاريكه تخبىء وجهها بين يديها وقد انهمرت دموعها تطفىء شوقها وحنينها ...

السبت، 24 أكتوبر 2015

3 جديد

الفصل الثالث
تلقى سيف مكالمة من والده يبارك له فيها انتظام الدراسه ويطمئن على احواله وارتياحة فى بيت عمته
-         وكيف هى عمتك ؟؟
-         بخير يا ابى
-         اتمنى ان لا تسبب لها المتاعب
ضحك سيف ضحكات خبيثه وقال
-         ابى ..قد كبُرت وسأصبح طبيبا بعد عدة اعوام
-         حسناً يا دكتور لنرا بأنفسنا....
اخبرنى كيف هم ابناء عمتك ..اعلم ان (على ) يدرس الطب ايضا اليس كذلك
-         يدرس طب الاسنان ....انا وعلى اصبحنا اصدقاء واحمد كان ممتعضاً من وجودى فى البداية لكنه تقبل الامر فيما بعد
-         لا تحاول مضايقته ..واعمل على كسبه ليس هو فحسب بل كل ابناء اعمامك وعماتك ..فهم عائلتك
-         وهل ارى الباقين !!
-         لربما تجمعنا الاقدار ذات يوم

انهى حسام مكالمته مع صبيه الذى شب وصار جامعياً وسافر بعيدا عنه تذكر نفسه حين فاتح والداه بأمر سفره عقب تخرجه
وكيف حزن والده لبعض الوقت من ذلك القرار الذى كانت تشجعه عليه والدته ...كانت تود لولدها ان يعتمد على نفسه ان يكّون مستقبله ويشق طريقه حتى وان كان الثمن الغربه والبُعد ...كانت تتصبر بأنه سيعود ..سيعود ليتزوج ..سيعود ليكمل حياته هنا فى وطنه ...لكن الاعوام جرت ولم تنتظر...ولم يعد ...
وسافر خلفه اخوته واحد تلو الاخر حتى الصغيره سها تزوجت وسافر زوجها للعمل فلحقت به بعد عام من زواجها ....

خرج حسام من شرودة على صوت زوجته امل يعلو مع ساره التى كانت تقول : ولما لا اذهب كل صديقاتى ذاهبات
امل : قلت لا يعنى لا

مر حسام من امامهم وبكل هدؤ قال
ساره اسمعى كلام والدتك ..ولا تجادليها
ثم انصرف الى غرفته يبدل ملابسه
دخلت خلفه امل بعد انسحابها من نقاشها مع ساره ..مع التشديد على رفضها وتذمر سارة
-         ما الامر
-         لا شىء تود الذهاب فى رحله ..
-         وما الجديد فالتذهب
-         تقول انه معسكر كشفى لثلاثة ايام
صمت حسام برهه يفكر فى الامر ...ثم سألها وما وجهه اعتراضك
-         لم تذهب ساره الى معسكرات من قبل ولم تبيت خارج المنزل
-         ببساطه لانها كبُرت ...وكل مرحلة ولها متطلباتها
-         جيد لكنى لا اوافق
-         عزيزتى امل اطفالك كبروا ويحتاجون لان يروا العالم من نظرهم هم وليس من نظّاراتنا نحن ..
ابتسم حسام وهو يتذكر كلمة سيف
وكما قال ابنك سيف لقد كبرت يا ابى وغدا سأصبح طبيباً
التفتت اليه امل
-         حدثت سيف ..وكيف هو
-         بخير
-         لما لم تنادنى لأحدثه ؟!
نظر اليها بنظرة تعجب
-         الا تحدثيه كل صباح ...
-         بلى
-         امل اخرجى لسارة وابلغيها اننا موافقون للمعسكر
-         لا لن اذهب اخرج انت اذا اردت
ناداها حسام فلم تستجيب
فذهب اليها حيث غرفتها واخبرها بموافقته فتعلقت سارة برقبته كالاطفال
فضحك حسام وجلس يمليها بعض الارشادات والتنبيهات
وامل ترقبهم من بعيد
رن الهاتف بجانبها فأجابت

: الو مرحباً... كيف حالكم وكيف حال امانى
اعطها الهاتف قبل ان تحدث حسام فلا استطيع محادثتها ككل مره

امانى كيف حالك وكيف حال البنات
 امانى : بفضل من الله يا امل ..وكيف احوالكم انتم
امل : بخير يا حبيبتى ...
امانى : مبروك لسيف علمت من عصام انه سافر الى القاهره ليلتحق بكلية الطب
امل : نعم صحيح
سمعت امل على الجانب الاخر صوت رُبى تأخذ منها الهاتف
: طنط ا مل كيف حالك وحشتينى
ابتسمت امل : كيف حالك يا شقية
روبا : لست بخير ..يعذباننى يا خالتى
نظرت امانى بأستعجاب وضربتها على كتفها
تظاهرت رُبا بالبكاء وهى تقول
ويضرباننى ايضا
ضحكت امل على الجانب الاخر وضحك حسام عندما اخذا الهاتف من امل
وقال : لن تكبرى ابدا يا رُبا اعطنى اباك هيا
: عماه كيف انت افتقدك بشدة ..
بصوت حازم ناداها عصام لتعطيه الهاتف
اقتربت منه ولازال الهاتف على اذنها
: طبعا طبعا يا عمى ...ضحكت واعطت الهاتف لوالدها ...تفضل يا ابى

امانى : غريبه انت يا رُبا
نظرت اليها رُبا وهى تلتقط تفاحه من طبق الفاكهه وتقطمها
وقالت وفمها ممتلىء
: لما
امانى : فى اخر اجازه كنا بها فى الكويت عند عمك واولاده ..كنت كثيرة التذمر والشكوى وكنت غير سعيدة بتلك الزيارة
رُبا : انا احب عمى وخالتى امل ...لكن اولادهم ...امتعضت بوجهها وهى تقول.. لا استسيغهم ...ذاك المسمى سيف والاخر زياد ..والممله سارة
دخلت روبان تنادى رٌبا
: رُبا تعالى اريد ان ترى شيئا على الحاسوب ..اهلا امى

فتاتان فى عمر الزهور تفتحتا فى ارض باردة لا تشرق فيها شمس الاهل ولا دفء الاحباب ..سافر عصام ليكمل دراسته الجامعية فى بعثة الى لندن وعندما عاد الى مصر ليحضر زفاف اخيه حسام اعجب بأخت عروسه امانى فخطبها وفى اجازته التاليه تزوجها وسافرا ليتم رسالة الماجستير والدكتوراه وسافرت معه ...وكأخيه الاكبر استقرت حياته فى اوروبا ...