الأحد، 28 يونيو 2015

سلاحف النينجا

كان الاطفال يشاهدون سلاحف النينجا حين جلست بجوارهم تنهى عملا منزليا ..راح الصغيران يحدثانها عن المسلسل الكرتونى وابطاله....هذا “ليوناردو ماما  وهذا”ميكيلانجيلو”،والاخرهذا ”رفائيل”، والاخيى”دوناتيلو"
اومئت برأسها وهى تستمع لحماسة لصغير واخذتها الذكرى الى نفس الحماسه التى كان يحدثها بها حينما كانوا فى نفس سن الصغيران ....
تفاجأت حين فتح العلبه ورأت بزل سلاحف النينجا وكانت الاولى التى ترى فيها لعبه لاحد الشخصيات الكرتونيه ...تحداها فيها حتى اتقنتها كما تحداها فى كل اللعب التى كانت تراها لديه لاول مره  ....الشطرنج...الدمينو....الاوراق الماليه بنك الحظ التى اهداها لها قبل سفرها ....لتأخذها معاها فتلعب وتسأنس وتتذكر كلما لعبت ...بل كلما رأت اللعبه او اى من الالعاب الاخرى ...تمر كل ذكريات الطفوله كشريط سينمائى ..فى كل مشهد له صورة ...ان لم يكن اكثر ...


يتبع


الجمعة، 26 يونيو 2015

فكر تكتب

مش كل حاجه تنفع تتكتب لكل الناس
مش كل حاجه تنفع تتكتب ع الفيس وتويتر
جرب تكتب لنفسك
اكتب حتى الجمل الى بنشيرها من هنا لهنا
اكتبها لنفسك
جربت مره تكتب جواب لنفسك وتكتب فيه كأنك حد بيحبك وباعتلك رساله ..شوف هتكتب فيها ايه ...
اكتب جمل قصيره ...او حتى كلمه واحده ..بس اكتبها بصدق ...وكلم نفسك فيها اوى ....
اكتبها بصراحه محدش هيشوفها ولا يعلق عليها ولا حتى هيعملها لايك ...
جرب تكتب لنفسك ......جرب لما تزعل اكتب اووووووف ..محدش هيشوفها ولا يحس بيها بس هتخرج بيها كل الغضب الى جواك وقت الزعل وهتحس بعدها انك مختلف ...
جرب هترتاح



Posted via Blogaway


الجمعة، 12 يونيو 2015

الحلقة الواحد والثلاثون والاخيره


لم اصدق حين نادتنى امى وقالت ان بيان اتت ..لم اصدق الا حين جريت عليها وضممتها فى حضنى ...اتلمس وجهها بين يدى واشعر بانفاسها وتطرب اذنى بكلمة ماما ....توجعت حين رأيتها على كرسى متحرك ..وفهمت من نظرة عينيها وجسدها النحيل ووجهها المجهد ..تألمت صغيرتى لفراقنا كما تألمنا ربما اكثر ....حملت الصغيره من الكرسى وجلست على الاريكه احضنها كل دقيقه واحدثها ثم احضنها.... لم انتبه فى تلك الدقائق السريعه الى الواقف على باب شقتنا ويبدوا ان شغفى بالفتاه ولهفتى عليها الهاهم هم ايضا ..
انصرف قبل ان اشكره ....اعادنى موقفه هذا الى زمن مضى عندما كان يرضينى ويسترضينى ويفعل كل ما يسعدنى او يرسم بسمة على شفتى ..ارتسمت بسمة رقيقه على شفتى فى لحظه عبور الذكرى وارتباطها بالحاضر فى عقدة متصله ...

اصر محمود وامل على اقامة حفل بسيط احتفالا بعودة بيان...ربما فرصه جيده لاشكره فلم ادركه انصرف سريعا قبل ان اشكره ...
قبل الحفل كنا عاودنا الطبيب المعالج لبيان قبل سفرها واعادة الجلسات ولان جزء كبير من العلاج اعتمد على النفسيه فاستغنت سريعا عن الكرسى وعن احد العكازين ايضا واستخدمت واحد فقط مع الضغط قليلا على القدم اليسرى لتتعود السير كما اوصى الطبيب ...سعادة بيان بوجودها بيننا وسعادتنا بها كانت بأشبه بفرحة العيد ....اعددنا للحفل وجهزنا المكان وعلقنا بعض الزينات فى الارجاء ..بيسان كانت فرحه جدا تلهو وتلعب فى الاشياء وتدور حلو بيان وبين الحين والاخر تحضن بيان وتميل الاخيره عليها وتقبلها ....
كعادتها بيسان كلما تراه تتعلق برقبته فيحملها.. لم تكن وحدها هذه المره بل بيان ايضا جرت عليه بعكازها وخطواتها المتثاقله ...لم اشك فى براعته فى السيطره على قلوب فتاياتى ..فلدية خبره ولدى معرفه ....
..... زاد ارتباكى ...وكأننى لاول مرة اراه اواحدثه ...يحمل واحده وتستند الاخرى على يده ....فى صورة يصعب تصديق انه ليس الاب ......احمل بين يدى هدية صغيره ....
- شكرا ....انك رجعتلى بيان
قطب جبينه وعقد حاجبيه ورفض استلام الهديه
هز راسه نافيا وقال
- مش هى دى هديتى
(انت كمان هتتشرط ...) رددتها فى داخلى واستغربت. ..فانزل الصغيره عن زراعه ...ووجه نظره الى ووقف قبالتى ...وقال
- انا عرفت انك موافقه نتجوز ..لو عايزه تهادينى وتشكرينى بجد نكتب الكتاب حالا
احمرت وجنتاى جدا وهربت ببصرى لاجد الجميع ينظرون الينا وينتظرون موافقتى المسبقه التى حدثت بها امل منذ يومين ...ويبدوا انها اشاعتها كالبرق ...
ونشكو بالعيون اذا التقينا فأفهمه ويعلم ما اردت
اقول بمقلتى انى مت شوقا فيوحى طرفه انى قد علمت

افتح عيناى وانا مستلقاه على سريرى لا ارغب فى النهوض ربما كان حلماً جميلاً ...فلن انهيه باستيقاظى ....شعرت بانفاسه مقتربه ..فرأيته يتطلع الى عن قرب شديد ...
- مالك بتبصلى كده ليه
- مش مصدق ..
- مش مصدق ايه
- مش مصدق ان حياتى نورت من تانى ..مش مصدق اننا اتجوزنا ورجعنا لبعض تانى ...
مش مصدق ان الضلمه الى عششت قلبى وبيتى نورت ونورها مش هيفارقها ابدا
نور .....انا اسف
- على ايه اسف
- على تفريطى فيك ....
قاطعته
- هى اقدار الله عشان بيسان تيجى للدنيا وبيان تلاقى اب يعوضها فقد ابوها
فى تلك اللحظات سمعنا خبطات رقيقه على باب الغرفه وصوت الصغيرات من خلفه
.عمو النهارده الجمعه وحضرتك وعدتنا هتودينا الملاهى
ضحكت واعتدلت لانهض واقفه واكملت
- ودا بقى جزاء التفريط
- نور .....التفت اليه قبل ان افتح الباب فأردف .......بحبك
استقبلت الكلمه فوضعت قبله على اصابعى ونفخت فيها برقه لتطير اليه محملة بكل الحب
ادرت مقبض الباب لافتحه لاجد الطوفان قد اقتحم الغرفه وطوقوه بين فكى المطرقه والسندان وهما يقفزان عليه فيدغدغ واحده ويقذف الاخرى بالوساده ....فتضحك الفتيات ..ويضحك حبيبى معهم ....

                 تتتتتممممتتتتتت


الخميس، 11 يونيو 2015

الحلقة الثلاثون

كل شىء كان على مايرام ..بدأت بالتقرب شيئاً فشيئاً ..فالطريق وعر ..والابواب موصدة ..لكن اشارات القلب ربما تطمئن.. ....الارتباك والصمت كانا احد دليلىّ ...لم اكن اود الاقتراب مباشرة حتى ارتاح انها لم تنسانى وا انها صفحت عنى وسامحتنى ...لا اريد الاقتراب الا حين تفتح هى الابواب وتستقبل حبى من جديد ..
حاولت الظهور امامها بشكل لا يضايقها او يضايق الفتايات ....حاولت التعرف على الفتايات والتقرب اليهن هذا ايضا باب اليها ..لكن الرياح دائما لا تأتى بما تشتهى السفن ....اعلم مواعيد زيارتها لطبيب بيان وانتظرها فى الغالب امام مركز العلاج الطبيعى لأراها ..ربما احتاجت مساعده ...فرايت شاباً يسمك بيان ويساعدها وتسير معه نور وظلا يتحدثان حتى اوقفت تاكسى وانصرفت بالطفله ..فى الموعد التالى للطبيب لم تحضر ولم تحضر بيان ...ولم تذهب ايضا الى النادى بالصغيرات ...ذهبت وقتها الى محمود محاولا ان اعرف اى شىء وسألته بشكل مباشر ...هل اذا كانت نور تزوجت ...
لم يستغرب سؤالى ...واخبرنى بما حدث ...
صعِب الطريق اكثر الان ....فموافقتها للزواج منى ربما يعرضها لفقد الفتاه الاخرى ....كنت اتابع اخبارها من محمود فلم اعد اراها ...لكن كان لابد لى ان ارى بيسان ..كنت اذهب اليها من خلف نور واراها فى الروضه قبل ان تأتى نور وتأخذها ....
فى ذات المرات التى كنت فيها مع بيسان فى الروضه ..وقفت امامى غاضبه وسحبت يد الصغيره فى شده ...وعيناها تقول الطريق مسدود ....
: نور ..
: مش مستعده افقده التانيه كمان كفايه واحده
قالت كلماتها والدموع ترقرقت على بوابات عينيها ..وفى صوتها انكسار لا اعرفه ولم اره فيها من قبل ...غياب بيان يؤلمها بشده وخوفها من فقد الاخرى يهزها هزا عنيفا
اقسمت فى داخلى ان اعمل على استعادة بيان وردها اليها ..حتى وان لم تقبل العودة الى بعدها لكنى لن اسمح للحزن سكنُها ولدموعها الهطول .....

سافرت الامارات ولم يكن لدى اى فكره لارجاع بيان سوى ان اتحدث مع عمتها وزوجها لعلهم يتفهون حالة نور وانهم بذلك لا ينفذون وصية والد بيان

فوجئت والدة نور ووالدها بى وانا على باب منزلهم وامامى بيان على كرسى متحرك ..وطفقت امها 
تنادى ..نور نور ...تعالى مش هتصدقى ...بيان رجعت ..بيان اهيه 
اتت نور وعلامات الدهشه والاستغراب على قسمات وجهها ...سحبت الكرسى اليها واحتضنت الفتاه وقبلتها واحضنت راسها بين ذراعيها ...
جميلة انت يا نور ...جميلة وانت ام بحنانك وطيبة قلبك ....لازلت على حالى عند باب الشقه انظر اليها وتأملها ...حتى نبهنى صوت والدها وحثنى على الدخول ...فاستئذنت وانصرفت لارتاح من تعب السفر وكذلك الصغيره لتهنأ بأمها واختها ....

محمود : قولى بقى يا مصطفى جبت بيان ازاى من عمتها ...انا كنت موجود لما كانت عند نور وبتاخد البنت ومحدش فينا كان قادر يكلمها او يخليها تسيب البنت ..
: نور يا محمود هى الى خليتنى اصمم انى لازم ارجعلها البنت ...لما شفتها وازاى قلبها واجعها اوى على فراق البنت ...عرفت ان بيان مش مجرد بنت الراجل الى اتجوزته ومات ..بيان زى بيسان الاتنين بناتها ..
نظر الىّ محمود نظرة مطوله ففهمت ما يود قوله فاجبته سريعاً
: الموضوع اكبر من انى اعمل كدا عشان ترضى ترجعلى ... الحب يا صاحبى بيخليك متستحملش نظرة حزن او كسرة قلب فى الى بتحبه ...
: يعنى لما سبتها وطلقتها كان فين الحب دا
: مسبتهاش الا عشان بحبها ..عشان مش انانى افضل محتفظ بيها وهى نفسها تكون ام
: مقلتليش بردوا ازاى جبت البنت بسهوله كده
: ابدا كنت رايح وانا معرفش ازاى اقنعهم انها ترجع معايا ..لقيت عمتها وجوزها بيحكولى ان البنت صحتها فى النازل وبعد ما كانت بتمشى بعكاز واحيانا من غيره انتكست ورجعت تتحرك بكرسى ورافضه الاكل وعلى طول بتعيط ومعرفوش يخلوها تتأقلم هناك لقيتهم هما الى بيقترحوا انى اخد البنت معايا وانا مسافر اجيبها لمامتها ...
ضحك محمود وقال : انها قوة الحب يا صاحبى

الحلقة التاسعه والعشرون

بين طيات العمر لحظات اشد ارتباكاً نظن فيها انفسنا اشخاصاً اخرين وان الحياة السابقة مُحيت بضغط زرالالغاء كأزرار الحاسوب ...ثم تظهر فجأه ذكريات تقتحم الحاضر وتعبث بالقلب من جديد .....

تحسنت بيان ولم يكن تحسنها الجسدى واستغنائها عن الكرسى المتحرك بالصعب لكن الاصعب كان نفسيتها الحزينه التى كنا نتفانى جميعنا فى محاولات إسعادها ...كنت افعل ما بوسعى كى تعود بيان التى ربيتها واحببتها منذ هونت على فى الطائره عند عودتى الاخيره من الامارات ...كانت الابنه التى لم ارزق بها فى سنوات حياتى الزوجيه الاولى.. ثم اكرمنى الله ببيسان لترتبط بي بيان ارتباط نهائى رغم وفاة كريم ...


لم اخن كريم حتى بمرور ذكرى زواجى السابق على بالى ...حياتى الجديده واسرتى وفيض حب كريم وحنانه بالاضافه الى كبريائى من جرح سببه مصطفى لى ...لم اتذكره ولو فى قرارة نفسى ...
لكنه القلب ...المتقلب..يميل كيف يشاء ..يحفظ المشاعر ..رغم صرامة تنبيهات العقل ..يخفيها منه كما يخفى الطفل الحلوى ويتناولها بعيدا عن امه التى نهته عنها منذ قليل ..
سرت رعشه خفيفه فى جسدى حين رأيته ..ربما ارتبكت حين جرت بيسان وتشبثت برقبته كما كانت تفعل مع والدها ...
تعلقت به بالتأكيد فى فترة وجودى فى لندن مع بيان للعلاج ...
الغريب ان بيسان لا تندمج مع الغرباء بسهوله كبيان ..وتخافهم ولا تسمح لغريب بالتودد اليها الا فى حضورى او حضور كريم رحمه الله ..ربما اقتحم شرنقتها كما اقتحمنى من قبل بخفة ظله ومشاكسته المستمره ...
كان يتعمد الظهور امامى فى المناسبات التى تخص امل واسرتها ..وربما قابلته مره او مرتين فى النادى وانا اساعد بيان على ترك العكاز والسير دونهما ...
اذكر كيف ظهر فجأه وامسك بيان قبل ان تسقط على الارض وانا اجرى على بيسان التى تعثرت فارتطمت رأسها بالارض ونزفت من جرحها ..تركت يد بيان فى لحظة تعثر بيسان ..فكادت بيان ان تقع هى الاخرى لولا يد امسكتها من الخلف واجلستها على اقرب مقعد ...جلست عليه ايضا بالصغيره التى تبكى ويقطر الدم من جبينها واسده بمنديل اعطاهُ لى ..ثم اختفى كما ظهر .....


فى الايام التاليه عادت عمة بيان اخت كريم من الامارات ...رغم ان الزيارة قد تبدو عاديه الا ان احساسى لم يمطئننى ..وذلك ما عرفته فيما بعد من اعصار اتى ليشطر فؤادى نصفين ..نصف هنا ونصف اخذته معها ....
فى اول زياره لها تحدثت كما الافلام المصرية القديمه ..
امثال ان بنات اخيها لن يربيهم غريب الاولى بهم عمهم ..اما ان تأخذ الفتاه معاها او ان اوافق على الزواج من اخيها عم الاولاد وخو كريم الاصغر ..يكبرنى عام واحد ..تعاملت معه كثيرا واعلم مقدار حبه لبنات اخيه ...واعلم ان لديه ايضا رغبه فى الزواج منى ..قد افصح عنها فى ذات المرات حين كنا عند الطبيب مع بيان بلطف اعتذرت منه وتقبل ..ويبدو انها لم تكن رغبته وحدها وان سيجال دار بشأن هذا الامر فى بيتهم وجائت هى بلهجه اشبه بالامر او التخيير بين صعبين ..اما ان اتزوج عم الاطفال او ان تأخذ بيان معها فانا لست امها كما ادعت ...وهل بيان اقل عندى بيسان ..حاولت التملص من الامرين فكلاهما مستحيل ..اصرارها وتسلطها وتدخلها فى حياتى وحياة البنتين كان امرا مفزعاً للغاية ..ادى فى النهاية الى فقدانى بيان صغيرتى التى لم تتعافى بعد ولم تترك الكرسى المتحرك وتستخدم العكازين الا من وقت قصير ...طارت الى الامارات حيث ستعيش مع عمتها وابنائها كما عاشت فى اول حياتها عندما ارسلها معها كريم بعد وفاة والدتها وسفره بعثه لاستكمال دراسته وهى لم تتجاوز بعدُ عامها الاول ...لكن الامر الأن تغير ..كيف لها ان تأخذها منى وتحرمنى وبيسان منها ..انا الان اصبحت امها وام اختها وزوجة ابيها التى وصانى بها ..كل محاولات استجداء العمه فى ابقاء الفتاه لم تفلح ...تأملت ان يربط الله على قلبى كما ربط على فؤاد ام موسى حين ألقت به فى اليم ..رجوته ان يردها الى كما رد موسى الى امه ...
تأثرت كثيرا بفراق الحبيبه بيان وظهر ذلك فى عصبيتى التى زادت عن حدها ..فطالت حتى بيسان ..كنت احدث الفتاه يومياً حتى منعتها عنى وارسلت لى رساله ان الفتاه بحاله جيده باستثناء مكالماتى لها تبكيها وتذكرها بنا ...يالاقسوتها تلك العمه حتى حنين الطفله الينا تحرمها منها وتحرمنى سماع صوتها والاطمئنان عليها ...


الخميس، 4 يونيو 2015

28الحلقه الثامنه والعشرون



بعض الأمانى تفاجئنا الأقدار بتحقيقها وكنا نظنها محض احلام 

كنت اجلس فى بيت محمود حين دخلت طفله غاية قى الجمال لديها رغم بكائها عينان تسحران اللب والهوى ...عينان مثل عينيها التى كنت اذوب فى اعماقها حين كنت أنظر اليها...طفله تحمل من الملامح القليل ومن روح امها الكثير والكثير ....هدأها محمود وقام ينادى حازم ليعنفه على ضرب الصغيره ومشاكستها ...جلست اتأمل الصغيره وهى تأكل الشكولاته التى اعطيتها اياها ..مسحت دموعها بيدى وارسلت خصلات شعرها المسترسل خلف اذنيها لأتأملها جيدا واتذكر روحى التى افتقدها ....

من تلك اللحظه دخلت الى قلبى واستوطنت كما فعلت صاحبتهامن قبل ....فى ايام الجمعة التى كنت اقابل محمود بها كنت اصر ان يحضرها معه وان لم تسمح ظروف اى منا بالتقابل كنت اذهب اليه فى منزله لارى الصغيره التى تعلقت بى ايضا ...
علمت بالحادث والمأساه التى المت بنور وابنت الرجل بعد وفاته ....كنت احمل همها واتفقد احوالها فى فترات متقاربه ولم اهتم بكلام محمود او غيره بتركها وعدم السؤال عنها ....لا يعلمون انى اموت لاجلها الاف المرات ....واحلم بها كل ما اقفلت جفونى ...ربما هى تسكنهم فتظل معى فى احلامى ولا تفارقنى .....اشعر بحزنها والمها واعلم كم هى قويه تناضل من اجل احبائها وحياتها ....ارسلت فى رقبة الصغيره رساله لن يفهمها سوى نور ...يكفى ماضاع من عمرى دونها ...خطأ لن اسمح بتكراره ولن اعاود الصمت من جديد ...كنت ارى فى عين محمود نظرة رضى عن رغبتى ومن امل ايضا ..ضؤ اخضر لكن بحذر ...الوضع صعب ...والمنطقه شائكه بعد كل ما مرت به ..بعد جرحها منى ووفاة زوجها وابنته التى تتعالج وتحمل هم مسؤليتها ....فكان للاقتراب ذكاء حتى لا افقد الطريق ويوصد الباب ....
ساعدت محمود فى التجهيز ليوم ميلاد حازم المشاكس كما اسميه وحفظته لبيسان ايضا حين تشكو منه تنطق الاسم معا حازم المشاكس ...اكدت على محمود ان لا يخبر نور بوجودى ...اردت ظهور طبيعيا غير مصطنع ....حين عاد النور بعد ان اطفأ حازم الشموع هتفت بيسان وجرت تحضننى ..عمو طاطا ...هكذا علمتها اسمى ..اسما سهل على لسانها الصغير بدل من مصطفى  ...حملت الفتاه وحين التفت الى نور التى يبدوا انها لم تلحظ وجودى الا عندما ارتمت بيسان فى حضنى.. ارتبكت وصرفت نظرها بعيدا وجلست بعيدا مع بيان التى بدات تتحرك بعكازين ..تراقبنى وبيسان التى لازالت متعلقمه برقبتى اطعمها بعض قطع الحلوى بيدى ...اعلم كم الحيرة التى تملكت نور من تصرفات الصغيره كيف ارتبطت بى ...وكيف ارتبطت بها ايضا ....كيف مدت اوصال المشاعر التى انقطعت من زمان ...منذ تنازلت عن حبى ونور قلبى لأبيها ...ليهدينى الصغيره واختها وامها بعد وفاته ...وكانه رد الدين ....
لم اتحدث معها ....لم اكلمها حتى كلمة واحده ....يكفينى دائما منها ما كان يكفينى من حضور ليطمئن القلب ويفرح......