السبت، 12 سبتمبر 2015

15

كان سامى يجلس مع عمر بعد الغداء فى منزل عروسة علا ...وكانت علا تنتهى من تنظيف السفرة ونقل الصحون للمطبخ بعد انتهائهم جميعا من وجبة الغداء التى كان ضيفا عليها سامى ...خرجت تحمل اطباق الفاكهه 
وجلست بجوار عمر ...كان عمر وسامى يتبادلان الحديث فى موضوعات شتى حين قاطعتهم علا قائلة ...
من تلك الفتاة التى كانت تجلس بجوار اسماء وتحدثت معها يا عمر ...اهى قريبتكم يا سامى ؟
رد سامى وهو يلتقط منها طبق الفاكهه وعينيه تلمع ببريق الحب لخطيبتة وزوجتة ...
من تقصدين !...لم انتبه ....
اجاب عمر بعد ان اصابته رعشة خفيفه من ذِكرها ...انها
ابنة زوج مدام اسماء
اردف سامى ...اتقصدين سلمى
وجهت علا حديثها هذه المره لعمر ...اوتعرفها يا اخى ..
لاحظت انها تحدثت معك بحده ....كانت تعبيراتها توحى بذلك ...ثم انصرفت فجأه
استاء عمر من الحوار ...ترك طبقه وقام مستئذناً
اردف سامى وكأنه تذكر معاناة سلمى من والدها القاسى وحكى لعلا عن ما كانت تحكية اخته من بعض مأسيهما مع هذا الرجل ...
ذهب عمر لغرفته ...هربا من ذكرها امامه ...لم يكن فى حاجه لان يذكره بها احد ...هى لم تغب عنه من البارحه ...غلبه النعاس من سهره ليلة امس من التفكير بها ...
فتحت باب الغرفة واضأت نوره وجلست بجواره توقظه قائله ...هذه الاولى التى تنام فيها فى نهار الجمعه...
هيا يا عمر استيقظ ..سيفوتك المغرب ..
نظر لها عمر ومسح وجهه بيديه وقال ...هل ذهب سامى. .
اجابت ...بحزن ...نعم
ضربها باصابعه على كتفها ....استحى يا فتاه
فضحكت علا بخجل ..وافسحت له الطريق لينهض من فراشه ...
ختم صلاة المغرب ..ووجدها لاتزال على سريرة ...فقال
يبدوا ان الامر هام ...هات ما عندك ...
قالت علا ...اخى هل تعرف سلمى من قبل
اهذا ما اجلسك هنا تنتظرينى ...
اجبنى يا اخى لما انتفضت الفتاه عندما راتك وانصرفت مباشرة ...
نظر اليها باسما وقال ...ومن يستطيع مجابهة فضول النساء ....حسناً
كل ما فى الامر انها موظفة عندى....كنت قد وبختها فى الصباح ...لذلك انصرفت عندما رأتنى ...امر طبيعى
قالت علا ....ولما ذهبت اليها لتحدثها وهى موظفه مهملة و مقصرة ...
نظر اليها عمر وقال بسخرية ....مع من كنت بالضبط ...ذلك المسكين سامى اعتقد انك معه ...وانت تتابعينى ..كالام التى تتبع طفلها خشية ان يضيع فى الزحام
ابتسمت علا ابتسامة مجاملة على كلامه وقد سرحت بعض الشىء فيما حكاه سامى عن سلمى ...
اتعلم يا اخى ...تلك الفتاه قد نالت تعاطفى ...صحيح انى حرمت والدى مبكرا لكننى لا استطيع ان اتخيل ان يكون والدى قاسيا على ابنته الوحيده ...
انتبه عمر بكل جسده لما تقوله علا على لسان سامى ...حكت له علا بعض مما قاله سامى عن المعاملة الجافة التى تعانى منها سلمى وبالتاكيد اسماء لكنها لا تظهر ذلك ابدا ...
تركته علا وقد تبدل حاله ....كان يعلم ان لديها لغم على وشك الانفجار ...يعلم ان لديها الم ...لكنه لا يعلم مصدرة ...يشعر دوما بروح ممزقة يحتويها جسدها
اصبح التفكير فيها جبرياً ...هرب من حديثهما عنها بعد الغداء ....اتته علا بحديث اخر عنها ايضا فى المساء ....وكأنها تحاوطه من جميع الجهات ....وكأنها تتعمد ذلك ولكن دون ان تدرى
حاول الخروج من نطاق تفكيرها فذهب الى اصدقائه يأنس بهم عله يهدأ ....
فى الصباح كان يقف فى الشرفة كعادته ...استدار وعاد الى مكتبه بعد رأها تدلف من الباب الخارجى ....
اخذ نفسا عميقا وعاهد نفسه على تنفيذ ما وصل اليه بعد تفكير متواصل يوم وليله ...سيحاول تدريب نفسه على التعامل معها بلين ولطف ...سيغير من طريقة تعامله معها ...سيدرب نفسه على الحديث معها بهدؤ ....ليس تعاطفا كتعاطف علا ..ولا اشفاق ...ربما شعور بالمسؤلية تجاهها ...مسؤلية الحب ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق