الجمعة، 30 أكتوبر 2015

جديد 4



الفصل الرابع
دخل( على )على (سيف )الغرفه ووجده هائماً وتفكيره سارحاً فى جنبات الغرفه ...كان المساء قد حل منذ ساعات وانتهى الجميع من العشاء وقد سبقهم سيف.. انهى عشاؤه ودخل الى غرفة على التى يقطنها معه ..لحقه على بعد فترة ليست بالوجيزه ..
حدثه لكن سيف لم يفق من شروده ...بل ظل هائماً تعلو شفتاه ابتسامه عذبه لخيال يمر امامه ولا يعمله على ..
هجم على على سيف بضحكه خبيثه ...فقد ادرك ما بصاحبه وابن خاله فصرخ فى وجهه 
: لست هنا بالمره يااا صاااح 
انتفض سيف وتبدلت تعبيرات وجهه وقطب جبينه وقال 
على ...ماذا ...ماذا هناك.. ومنذ متى وانت هنا
ضحك على وقهقهه عاليا 
وغمز بعينيه ...منذ كنت شارداً فيها 
فيها !!!
اقترب على منه وحوطه بذراعه واضعاً يده حول عنق سيف وقال
هيا يا صديقى ..قل لى من هى 
انزل سيف يد على من حول رقبته وقال بتلعثم 
من تقصد ؟؟!!
من اخذت بعقلك وقلبك هكذا

------------

قضت امانى يومها فى طهو احد الوصفات التى يحبها زوجها عصام وبناتها ربا وروبان ...مارست احد الهوايات المفضله لديها قديما قبل ان تنشغل فى البحث العلمى والتدريس الجامعى الذى اخذها كثيرا فأطاعت مرغمة رتم الحياة الغربية السريعه ...
 اتت من المطبخ مسرعه على نغمات طرقات ربا على الباب ..
كم مرة نبهتك باصطحاب مفاتيحك معك !..
دخلت ربا وهى تقول
كثرا كثرا
دخلت خلفها امانى
وكيف كنت ستدخلين اليوم !
دائما معها روبان مِفتاح
?? واين هى روبان
قالت انها اخبرتك ان ستذهب مع احد صديقاتها لمنزلها لتنفيذ مشروع قد طلب منهم
اه تذكرت ..بالفعل اخبرتنى ...اذا كيف كنت ستدخلين ايضا فى عدم وجود روبان
ابتسمت ربا فى مكر وقبلت وجنتة والدتها وقالت
حمدا لله انك موجوده
هدأت نبرة صوت امانى وقالت
ربا الى متى يا حبيبتى
 قالت بتبرم
مام ماذا هناك ؟؟
الى متى يا صغيرتى ستظلين معتمدة على الاخرين ...الى متى ستظلين تعتمدين على روبان
زفرت ربا بضيق ورفعت احد جوانب فمها معترضه
امى ..انا لست صغيرة ولا اعتمد على احد
وضعت امانى اصابعها على جبينها تضغط بهما بقوه على صداع تحاول مقاومته منذ الصباح فتغيبت بسبه من عملها اليوم ..جلست على اقرب كرسى اليها
جثت ربا بركبتيها امام امها
مام ماذا بك ؟؟
حدثتها امانى لتذهب عنها القلق والفزع الذى اصابها
صداع ..وسيزول
سمعت الاثنتان صوت مفاتيح فى الباب فكان عصام هو القادم ..دخل يشمشم الروائح القادمه من المطبخ
وقال بصوته الحاد وعيناه تلمعان:  اعلم تلك الرائحه ..انها المفضلة لدى
قامت امانى وطوقته بذراعيها ترحاباً به
وفعلت ربا مثلها وهى تقول بلهجة مرحه ...الدكتورة امانى تنازلت اليوم ... اليوم فقط لاجلك يا ابى لتصنع تلك المفضلة لديك ...
ضحكت امانى وذهبت تعد المائدة حالما يبدلون ثيابهم ..
---
جلست سها بجانب والدتها بعد وضعت كوبا الشاى على الطاوله امامهم وقالت 
لما تودين السفر يا امى ...لازال الوقت باكرا على الاجازه الصيفيه ...لانستطيع النزول الان
ردت الام بإقتضاب 
كونى انت بجانب زوجك واولادك انا سأعود  
: امى ماهذا القرار المفاجأ ...نعود معا ونأتى معا ..
: استوحشت بيتى وثناء واهلنا والجيران ..اريد ان اعود اليهم ..
: سنعود سويا بعد امتحانات الاولاد 
: سها لا تتعبينى يا ابنتى ..قد اتخذت قرارى وحزمت امرى ..
قالت الام هذه الجمله بنبرة مصممه 
سكتت سها ونظرت للارض ثم قالت 
امى حسن ...
قاطعتها الام 
لا دخل لحسن ...هذا قرارى من قبل ولكنى اجلته بضع مرات ..
لم تجد سها سبيلا لثنيها عن قرارها الا واتخذته لكن جميعها باء بالفشل ..
سها هى الاخت الاصغر ...كما يقولون عنها ابنت ابيها المدللة ...كانت اكثرهم دلالا على والديها ..تشبه والدتها الى حد كبير لكنها امتازت عليهاوتفوقت بعينان عسليتين ونغازتين اضافوا لها حسناً مزوذجا حسن امها وملامحها الجميله ...ربما لذا كانت ايضا المفضله عند امها ..وهى الوحيده دون اخوتها التى حظيت بوجود امها معها لعدة سنوات متتاليه ...منذ ان تزوجت سها وسافرت لزوحها حسن السعوديه وحملها الاول ثم وفاة والدها وهى غربتها فتأثرت تأثر بالغ أثر حزنها على مولودها فوضعته واكتشفوا ثقبا فى القلب لدى الصغير ...شهور وفارق الحياة ....فكانت الصدمة الثانية لها...
سافرت لها والدتها بتشجيع جميع ابنائها وظلت معها الى ذلك الحين ..لم يكن يدرك الجميع ان الام لن تستطيع مواساة ابنتها ثم تركها والعودة ...بل مكثت بجوار الابنه المدللة حتى عوضها الله
بسندس وتيسير والاء ) ) 
يعودون للوطن فى الاجازات الصيفيه ثم تعود معهم الى السعودية مرة اخرى .
ثناء : الم يحل الخلاف بينها وبين حسن 
سها : كان اختلاف فى وجهات النظر ..خلافا عاديا ..اعتذر عنه حسن وقبل رأسها لكنها ظلت متمسكه بطلبها فى العودة الى مصر ..
ثناء : هل ستنزلين معها 
سها : لا استطيع ترك الاولاد فى ايام الدراسه ...احاول تأجيل سفرها حتى اجازة نصف العام ..
ثناء : إذا لن اخبرها. .
سها : بماذا
ثناء : عن وجود سيف عندى 
ضحكت سها باستهزاء وقالت 
:لا داعى ..قام اخى حسام بالواجب واخبرها 
مما زاد من تمسكها بالامر 
ثناء : لا تضغطى عليها ...اتركيها ...هى تحبك ولن تستطيع فراقك ...
بصوت منكسر اجابت سها 
: يارب يا ثناء ...اعتدت وجودها معى وان سافرت لا ادرى ماذا سأفعل ...
ابتعلت ثناء غصه وقفت بحلقها ووخذه بقلبها وانهت مكالمتها مع اختها وهى تتعجب ...
راها محمد فشاكسها لتبوح بضيقها 
تبكى سها لان والدتى ستعود ...الم تعلم اننا حرمنا منها فى حياتها ..
انا ايضا كنت اود امى بجانبى. ..كنت اودها بجانبى وانا اضع اولادى ...كنت اريدها حين مرضت وقضيت فى المشفى اياما وانت ........بين الاطفال وبينى 
كنت اتمنى ان نجتمع فى بيتها انا واخوتى ..فى بيت العائله كل اجازه ...
قال محمد مرتبا على كتفها : هونى عليك ...اخوتك الرجال لا يأتون هنا ولا يجتمعون فى اجازه ..
قالت ثناء ولازالت منفعله ..
يجتمعون هناك بالامارت عند اهى حسام 
اجابهامحمد : كان ذلك منذ زمن حين كانوا شباب فى بدايات سفرهم ...اما الان فلا يجتمعون الا نادرا 
ثناء .: وانا ...اليس لى حق بان اراهم جميعا حولى ...ان ارى امى بجانبى ...
وجودها هناك كان داعما اساسيا فى هجرهم الوطن حتى فى الاجازات ...
قالت ثناء جملتها الاخيرة وجلست على الاريكه تخبىء وجهها بين يديها وقد انهمرت دموعها تطفىء شوقها وحنينها ...

السبت، 24 أكتوبر 2015

3 جديد

الفصل الثالث
تلقى سيف مكالمة من والده يبارك له فيها انتظام الدراسه ويطمئن على احواله وارتياحة فى بيت عمته
-         وكيف هى عمتك ؟؟
-         بخير يا ابى
-         اتمنى ان لا تسبب لها المتاعب
ضحك سيف ضحكات خبيثه وقال
-         ابى ..قد كبُرت وسأصبح طبيبا بعد عدة اعوام
-         حسناً يا دكتور لنرا بأنفسنا....
اخبرنى كيف هم ابناء عمتك ..اعلم ان (على ) يدرس الطب ايضا اليس كذلك
-         يدرس طب الاسنان ....انا وعلى اصبحنا اصدقاء واحمد كان ممتعضاً من وجودى فى البداية لكنه تقبل الامر فيما بعد
-         لا تحاول مضايقته ..واعمل على كسبه ليس هو فحسب بل كل ابناء اعمامك وعماتك ..فهم عائلتك
-         وهل ارى الباقين !!
-         لربما تجمعنا الاقدار ذات يوم

انهى حسام مكالمته مع صبيه الذى شب وصار جامعياً وسافر بعيدا عنه تذكر نفسه حين فاتح والداه بأمر سفره عقب تخرجه
وكيف حزن والده لبعض الوقت من ذلك القرار الذى كانت تشجعه عليه والدته ...كانت تود لولدها ان يعتمد على نفسه ان يكّون مستقبله ويشق طريقه حتى وان كان الثمن الغربه والبُعد ...كانت تتصبر بأنه سيعود ..سيعود ليتزوج ..سيعود ليكمل حياته هنا فى وطنه ...لكن الاعوام جرت ولم تنتظر...ولم يعد ...
وسافر خلفه اخوته واحد تلو الاخر حتى الصغيره سها تزوجت وسافر زوجها للعمل فلحقت به بعد عام من زواجها ....

خرج حسام من شرودة على صوت زوجته امل يعلو مع ساره التى كانت تقول : ولما لا اذهب كل صديقاتى ذاهبات
امل : قلت لا يعنى لا

مر حسام من امامهم وبكل هدؤ قال
ساره اسمعى كلام والدتك ..ولا تجادليها
ثم انصرف الى غرفته يبدل ملابسه
دخلت خلفه امل بعد انسحابها من نقاشها مع ساره ..مع التشديد على رفضها وتذمر سارة
-         ما الامر
-         لا شىء تود الذهاب فى رحله ..
-         وما الجديد فالتذهب
-         تقول انه معسكر كشفى لثلاثة ايام
صمت حسام برهه يفكر فى الامر ...ثم سألها وما وجهه اعتراضك
-         لم تذهب ساره الى معسكرات من قبل ولم تبيت خارج المنزل
-         ببساطه لانها كبُرت ...وكل مرحلة ولها متطلباتها
-         جيد لكنى لا اوافق
-         عزيزتى امل اطفالك كبروا ويحتاجون لان يروا العالم من نظرهم هم وليس من نظّاراتنا نحن ..
ابتسم حسام وهو يتذكر كلمة سيف
وكما قال ابنك سيف لقد كبرت يا ابى وغدا سأصبح طبيباً
التفتت اليه امل
-         حدثت سيف ..وكيف هو
-         بخير
-         لما لم تنادنى لأحدثه ؟!
نظر اليها بنظرة تعجب
-         الا تحدثيه كل صباح ...
-         بلى
-         امل اخرجى لسارة وابلغيها اننا موافقون للمعسكر
-         لا لن اذهب اخرج انت اذا اردت
ناداها حسام فلم تستجيب
فذهب اليها حيث غرفتها واخبرها بموافقته فتعلقت سارة برقبته كالاطفال
فضحك حسام وجلس يمليها بعض الارشادات والتنبيهات
وامل ترقبهم من بعيد
رن الهاتف بجانبها فأجابت

: الو مرحباً... كيف حالكم وكيف حال امانى
اعطها الهاتف قبل ان تحدث حسام فلا استطيع محادثتها ككل مره

امانى كيف حالك وكيف حال البنات
 امانى : بفضل من الله يا امل ..وكيف احوالكم انتم
امل : بخير يا حبيبتى ...
امانى : مبروك لسيف علمت من عصام انه سافر الى القاهره ليلتحق بكلية الطب
امل : نعم صحيح
سمعت امل على الجانب الاخر صوت رُبى تأخذ منها الهاتف
: طنط ا مل كيف حالك وحشتينى
ابتسمت امل : كيف حالك يا شقية
روبا : لست بخير ..يعذباننى يا خالتى
نظرت امانى بأستعجاب وضربتها على كتفها
تظاهرت رُبا بالبكاء وهى تقول
ويضرباننى ايضا
ضحكت امل على الجانب الاخر وضحك حسام عندما اخذا الهاتف من امل
وقال : لن تكبرى ابدا يا رُبا اعطنى اباك هيا
: عماه كيف انت افتقدك بشدة ..
بصوت حازم ناداها عصام لتعطيه الهاتف
اقتربت منه ولازال الهاتف على اذنها
: طبعا طبعا يا عمى ...ضحكت واعطت الهاتف لوالدها ...تفضل يا ابى

امانى : غريبه انت يا رُبا
نظرت اليها رُبا وهى تلتقط تفاحه من طبق الفاكهه وتقطمها
وقالت وفمها ممتلىء
: لما
امانى : فى اخر اجازه كنا بها فى الكويت عند عمك واولاده ..كنت كثيرة التذمر والشكوى وكنت غير سعيدة بتلك الزيارة
رُبا : انا احب عمى وخالتى امل ...لكن اولادهم ...امتعضت بوجهها وهى تقول.. لا استسيغهم ...ذاك المسمى سيف والاخر زياد ..والممله سارة
دخلت روبان تنادى رٌبا
: رُبا تعالى اريد ان ترى شيئا على الحاسوب ..اهلا امى

فتاتان فى عمر الزهور تفتحتا فى ارض باردة لا تشرق فيها شمس الاهل ولا دفء الاحباب ..سافر عصام ليكمل دراسته الجامعية فى بعثة الى لندن وعندما عاد الى مصر ليحضر زفاف اخيه حسام اعجب بأخت عروسه امانى فخطبها وفى اجازته التاليه تزوجها وسافرا ليتم رسالة الماجستير والدكتوراه وسافرت معه ...وكأخيه الاكبر استقرت حياته فى اوروبا ...

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

2 جديد


الفصل الثانى
اجرت العمة ثناء مراسم احتفال بابن اخيها القادم من السفر ...فأجرت بعض التعديلات على المنزل بمساعدة بعض الابناء وبتبرم البعض الاخر ...
قال احمد بضيق :
انا لا اريد ترك غرفتى
ردت والدته ثناء محاوله استرضائه ونيل موافقته على تبديل الغرف
: يا احمد انت لا تحب مشاركة احد فى غرفتك ...اليس كذلك
نظر احمد اليها فأكملت
اذا دعنا نبدل الغرف فتأخذ انت غرفة على ويأخذ هو مكانك
احمد : ولما ذلك
ثناء : غرفتك اوسع استطيع وضع  سرير ومكتب اخران لسيف
احمد : واذا لم اوافق
ابتسمت ابتسامه صغيره ماكره وقالت
سأضع السرير والمكتب هنا وسيشاركك سيف الغرفه
قام احمد منتفضاً من مكانه كأنه ينفض الفكرة ايضا
ثم قال بتبرم : ولما لا يمكث عند جدتى
ثناء : واين هى جدتك ...جدتك التى تزور مصر مع خالتك بعض الاشهر القليله ثم تأخذها خالتك وهى عائدة الى زوجها
صمت احمد ثم ترك الغرفه لامه تفعل ما تشاء على مضض .

كانت ثناء فى غاية السعادة لحضور سيف ومكوثه معها كانت تشتم فيه رائحة اخيها الاكبر ...
وقفت تتأمل صورة عائلية تجمعها بإخوتها ووالدها ووالدتها ...صورة قديمه لكنها تحمل من المشاعر المشتعله بفتيل الاشتياق ...ولهيب الحنين ....ما يجعلها تقيم الافراح لحضور احدهم او ابنائه ...
حضر الضيف المنتظر ...رحبت به اشد ترحاب ...رحبت بأبن اخيها وقرة عينه الذى اتى اليها.....احتضنته بقوه تلتمس فيه حضن اخيها ..تريد  ان تشعر ولو بجزء بسيط انه من اخيها فكثيرا قالوا هذا الشبل من ذاك الاسد ..
رحب به زوجها (محمد) ....وفرح (على) بوجوده ....على عكس احمد الذى كان كثيرا التبرم لوجود سيف ..
رغم مشاركة سيف لغرفة على الا ان احمد كان كثير التزمر من وجوده بالمنزل
جلس الجميع فى غرفة المعيشه مرحبين بسيف يتذكرون الزيارات الاخيره لاسرة سيف لمصر ..ويتذكرون المواقف المضحكه والمواقف الغريبه  صعبة النسيان ...الا الصغيره سلمى لم تتذكر تلك المواقف لصغر سنها وقتها وبُعد فترات زيارتهم ...لكنها كان تضحك بضحكهم ...فرحت سلمى هى الاخرى بوجود سيف ...ذاك الغريب الذى سيقطن معهم فى بيتهم ويشاركهم طعامهم واشيائهم ...

سيف : لما اخترت طب الاسنان يا على
على : فى الحقيقه لم اخترها ..هم من اختاروها لى
سيف باستغراب : هم !! من ؟؟
على : مكتب التنسيق طبعا
ابتسم سيف وقال : وماذا كنت تريد غيرها
على : كنت اتمنى ان التحق بكلية الالسن ...فأنا احب اللغات وكنت اريد ان ادرسها
سيف : اذا لما لم تكتبها اول الرغبات
صاح على : وكيف ذلك  ؟؟ انت لا تعلم كم لاعتراضات التى قابلتها عند عرضى فقط لما اتمنى ...فقط لان مجموع درجاتى كبير يمكن ان يدخلنى طب او طب الاسنان او الصيدلة ...
سيف : نظرة طبقيه لتلك الكليات عن غيرها ...
على : وانت ...هل هى الكلية التى تريد ؟؟
سيف : نعم... احلم بها منذ كنت فى العاشرة ..
تآلف كثيرا على وسيف ربما لقرب السن بينهم وربما لتشاركهما نفس الغرفه وايضا نفس الجامعه ...كما ابتعد ايضا احمد لعدم استلطافه سيف وايضا لمذاركته التى انشغل بها حتى قبل بدء الدراسة  فالثانوية العامة كفيلة بجعل اى منزل مصرى فى حالة طوارىء دائمه ااذا كان لديهم طالب فيها  ...
ساور محمد زوج العمة ثناء بعض القلق من جراء وجود سيف بالمنزل مع وجود طفلتة التى تجاوزت الثالثه عشر
ثناء : محمد ماذا يشغل بالك ...قل لى فأنا افهمك حتى وانت صامت ..
اجابها محمد بشرود
: هل انت واثقه من ان وجود سيف معانا لن يسبب اى مشاكل لابنائك
اجابت ثناء بثقه
: ان شاء الله لن تحدث مشاكل
محمد : واعتراض احمد
ثناء : سيعتاد ..هم فى النهايه ابناء خال
محمد : وسلمى
ثناء : ما بها هى ايضا
نظر محمد اليها وقال
 : اليس من السىء وجود شاب بالمنزل وطفلتك قد كبرت وعلى مشارف سن المراهقه ..
قربت ثناء منها سبت الغسيل وتناولت احد قطع الملابس لتطويها وهى تقول
: سلمى تربية يدى ثم انى لن اتركها من امام عينى ...لا تقلق
ثم رفعت ثناء عينها فى عينه فقال
حبيبتى لم اشأ اغضابك واعلم مدى حبك لأخوتك وابنائهم واعلم مدى اشتياقك لهم وحنينك لجمعهم ...
تنهدت ثناء واكملت على حديثه
-         حتى امى محضننا الاساسى منذ ان فقدت سها طفلها الاول وهى فى الغربه فى اول سنين زواجها ....سافرت امى اليها ومنذ ذلك الوقت لم تعد الا اشهر قليله كل عام مع سها وبناتها  فى الاجازات ...
محمد : كان الامر شديدا على اختك وكان على والدتك الوقوف بجانبها كما انها اكثركم تدليلا ..
ثناء : لا بأس ..انا لست حزينه لذلك ..فقط كنت اتمنى لمة العائلة بجوار امى فى منزل ابى ..
لم يجد محمد سبيل بعد تداعى تلك الذكريات ورياح الحنين التى هبت فى تجديد للاشوا ق ...الا ان يغلق الحديث فى ذلك الامر داعيا الله ان يجعل له فرجا ...




الخميس، 15 أكتوبر 2015

1 جديد



الفصل الاول

رن الهاتف

-         السلام عليكم ...اهلا عمتى

-         مبارك  يا سيف مبارك النجاح يا عزيزى

-         بارك الله لك عمتى ...

-         مجموع درجاتك ماشاء الله مرتفع ...ماذا نويت ..واى جامعة اخترت

-         كلية الطب جامعة القاهره بإذن الله

بصوت ملئته  الفرحة

-         اذا ستقيم معى ...اسعدتنى يا سيف

انهى حواره مع عمته والتفت ليجد والدته تربع ذراعيها

امام صدرها فعلم انها اعترضت على ما قاله لعمته ...

نظرت اليه بنظره حاده وانصرفت الى غرفة الطعام حيث والده واخوته على المائدة فتبعها وهو صامت ..جلس على كرسيه ومد يده الى الطعام ليبدأ طعامه ويبدأ نقاشاً لا بد منه ..

قالت وهى تصب فى طبقه بعض الارز

-         ماذا يعنى قولك بانك ستدخل جامعه القاهره

قالت سارة اخته بفرحه : القاهره !! مصر !!...هل سنعود يا ابى

-         سيف : وما الغريب فى قولى يا امى

-          قال حسن اخيه : ستسافر وتتركنا ؟؟

-         سيف : ولما لا ؟!!

التفتت الى زوجها حسام الذى كان يتابع الحوار فى هدؤ

-         حسام سمعت ما قاله ؟؟!

وجهه حسام نظره الى سيف وقال

-         هل هذه رغبتك

-         نعم يا ابى اود العوده الى مصر والدراسه هناك

تعجبت امل من سؤاله له ...وعقبت

-     

   اذا انت ايضا توافقه يا حسام

حسام : اذا كانت هذه رغبته فما المانع ؟

سارة : هل سنعود جميعا يا ابى ..اريد السفر

نظرت امل الى سارة بنظره حاده لان تصمت وقالت بتهكم

: ما المانع ؟؟!! ...المانع انه سيسافر ...سيتركنا ...سيعيش وحده ...دوننا

ونظرت الى سيف وقالت : اتستطيع ان تعيش وحدك ...اتستطيع

طهو طعامك وغسل ملابسك وترتيب حاجياتك

انت لا تفعل شىء بنفسك ...تعتمد على فى كل امورك ...كيف اذا...ستتدبر امورك هناك وحدك ...

ابتسم حسام وقال : اذا فذلك أدعى  ..دعية ليتعلم كيف يعتمد على.....نفسه وتسريحين انت من هم احدهم

اعقب سيف وهو يلتهم الطعام وكأن الكلام لا يخصه  : لا لا شىء...مما تقولون ...دعتنى عمتى ان امكث عندها فترة الدراسه .
قالت باستنكار
امل : حقا!! ... انت رتبت امورك اذا !!

نظر اليها سيف ثم اعاد نظره الى طعامه فاتبعت هى

 : وانا اخر من يعلم !!

تركتهم واغلقت خلفها باب غرفتها فى اشارة الى الاعتراض

على ما قيل

حسام : لا تحزن يا بنى ستهدأ ونعاود فتح الامر ثانية

حسن : لما لا نعود جميعنا يا ابى

حسام : تأخر هذا الطلب كثيرا يا حسن ..اوضاعنا اصبحت هنا مستقره ..

قالت سارة : ولما سيذهب سيف اذا

تنهد حسام ووضع منشفة الطعام على المائده بعد ان فرغ من طعامه

: لانها فى النهاية وطننا ..ولا بد من عوده حتى وان كانت عودة احدنا ..


قام حسام الى غرفة نومه حيث امل زوجته الغاضبه

حاول بكلمات لينه استرضائها فما وجد غير دموع ام تبكى لفراق فلذة كبدها

رغم انهم جميعاً مفارقون ...فارقوا الوطن منذ اكثر من خمسة عشر عام وعاشوا فى احد دول الخليج ..يكبر زوجها حسام ويكبر عمله وتكبر تجارته معه وتأخذه الايام فلا يستطيع العودة لارض
الوطن ...ولا يمثل له الا مزاراً سياحيا له ولاولاده سارة ذات الخمسة عشر عام وحسن فى السابعة عشر من عمره و سيف الذى انهى المرحلة الثانوية ويريد الالتحاق بكلية الطب جامعةالقاهره

كان يوافقه على رأيه ربما استقر سيف فى مصر ربما اسس حياة

فى ارض الوطن ..اراد استرجاع طعمه ورائحته فى قلب ابنائه

...ربما تلاه اخوته وعادوا  ...فلعله يعود هو ايضا ..ذات يوم .