الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

12

ارتفع الصوت القادم من مكتب عمر كان صوته بالتأكيد ... كصهيل جواد جامح قد افلت زمامه وامامه قطة صغيرة ...افزعها صوته وغضبة .....فكتمت غضبها حتى تنصرف من امامه ......
انطلقت بالسيارة على اقصى سرعة تتمنى وهى تطوى الطريق امامها ظهوره فجأه فتصدمه وتثأر لكرامتها المهدرة ..
لم تستطع العودة وهى بهكذا حاله ...فانطلقت الى احد الاماكن التى تحبها وتشعر بصفاء نفسها هناك ..وهى تنظر الى مياة النيل المنسابه فى هدؤ جلست تفكر ربما تجد مبررا لما حدث او لكل الاحداث الماضية التى عاملها فيها بقسوة .....ربما هو طبع غلبه ...او ربما يكره النساء...او انى لا اعجبه فيكثر من توبيخى وتعنيفى ....
ظلت المبررات تتوارد بشكل غير مقنع على عقلها ...
مع رنين هاتفها باتصال اسماء تذكرت موعد خطبة اخيها فى المساء ...فعادت للمنزل تحاول الهدؤ محدثة نفسها ان لديها فرصه الليلة ان تنسى وتحضر مناسبة سعيدة ربما اضفت بعضها اليها ...يكفى انها لن تراه غدا ..فاليوم هو الخميس وغدا هو الجمعه اجازه من العمل
هكذا كانت تحدث نفسها حتى تتناسى ما حدث

فى منزل عمر الذى زانته الانوار والزينات ابتهاجا لهذا اليوم ..كانت علا فى غرفتها تستعد مع بعض الصديقات ....ووالدتها تتاكد من الحلوى والجاتوهات والمشروب ...وعمر يتلاقى اتصالات واخرى يقوم بها ....كان حفلا عائليا بسيط
بحضور الاهل والاقارب من طرف العروسان ...
حضر العريس واهله...وحضرت اسماء وزوجها وسلمى...تأخر المأذون فهاتفه عمرفأخبره انه تائه عن المكان فذهب اليه ليحضره ....
تعالت الزغاريد بعد كتب الكتاب وهنأ الاهل العريس والعروس ...وزعت الجاتوهات والمشروبات وانطلقت اغانى الافراح فى خلفية مبهجه ...
مالت سلمى على اذن اسماء هامسه ...
يبدوا ان اخيك واقع فى غرام العروس
ابتسمت اسماء من تعبيرها وقالت
الا تستحق ؟!!
_: تستحق ومن يخفى عليه ذلك ..حلوة وجميله
غمزت بعينيها وهى تقول
قولى لى من اين اتى بها ...
قطع حديثهما احدهم
آنسة سلمى من الرائع ان اراك هنا
حملقت لدقيقه فى صاحب الصوت وكأنها تريد ان تكذب أذنيها
وقفت فى عزة وقالت بنظرة متعاليه
- لو كنت اعلم بوجودك هنا ما اتيت
تدخلت اسماء مستفسره
هل تعرفان بعضكما
اجاب عمر على الفور
الانسة سلمى احد موظفى القسم واحد الكفاءات فى الشركه
اندهشت سلمى من كلامه ...بل الاكثر انها اندهشت من نبرة صوته الرخيمه الهادئه واسلوبة الراقى فى الحديث ...
اضافت اسماء ..سلمى ابنة زوجى... واشارت الى عمر موجهه كلامها لسلمى
السيد عمر اخو علا العروس
قالت سلمى فى حدة : اسماء سأعود للمنزل
اخذت حقيبتها وهمت بالانصراف فأتاها صوته مجددا
فى نبرة اهدى ونظرة غريبة فهمتها اسماء
انسة سلمى اود ..الاعتذار عما بدر اليوم
التفتت اليه سلمى واجابته فى حده
وانا لا اقبل اعتذارك
قالت جملتها الاخيرة وغادرت المكان
هزها اعتذارة الغير متوقع لكنها أرادت الثأر ولو لمرة ...ظلت طول الطريق تفكر فى طريقة كلامة الهادئه وملامحه الخالية من الغضب ..بل الاكثر من ذلك لدية ابتسامة جذابة ..كان مختلفا كلية ..لما لا يكون هكذا فى الصباح ...لماذا يتغير معاها هى ..

طرقات على الباب اتاها من خلفه صوت اسماء
: وجدت نور غرفتك مفتوح والنوم يورقنى هل تمانعين فى كوبين من الشاى فى الشرفه
ابتسمت سلمى واجابتها
على الرحب
احضرن الشاى وجلسن على كراسى من الخوص فى شرفة غرفة سلمى
بدات اسماء حوارهما
كيف كان يومك
سلمى : كان عجيباً غريباً
اسماء : هل هذا هو رئيسك فى العمل الذى تشكين منه ومن فظاظته ...
سلمى زمت شفتيها : نعم هو عمر
ابتسمت اسماء فنظرت لها سلمى باندهاش
لم اتخيلة كذلك ...تخيلته ضخم وسمين وفمه كبير جدا ويصرخ فى وجهك دائما .....
ضحكت سلمى على وصف اسماء
لكنه افضل بكثير من هذا الوصف ...اليس كذلك
اعتدلت سلمى فى جلستها وبدى على وجهها الجد
لك حق فى قول ذلك ..فانت لم تره وهو يصرخ فى وجهى اليوم فى الصباح ...هذه المرة تحديدا....... ربما فى السابق قد اكون مخطئه او مقصرة فى بعض الاعمال لكن ما حدث اليوم احارنى بشده
اسماء :. احكى لى ماذا حدث
تنهدت سلمى وبدات تقص على اسماء تفاصيل الموقف
: استشكل على شىء فى عملى فسالت احد الزملاء قال لى اذهبى لزميلنا ايمن فهو المختص بهذا الامر
ذهبت الى ايمن لاحدثه فى مكتبه ...وقف وتبرجل فأوقع   اشياء من على مكتبه ...فرفعها على المكتب مجددا فوقعت اشياء اخرى ...ابتسمت مما حدث وهممت بالحديث فى الامر الذى احضرنى لكننى فوجئت بالسيد عمر من خلفى يصرخ فى ايمن وطلب منى ان اتبعه الى مكتبه ...ظل يعنفنى على ذهابى لمكتب ايمن  وانه على ان اساله هو عن اى اشكاليه وليس غيره بحجة عدم تعطيل العمل ....
اخفت اسماء ابتسامتها وتأكدت من النظرة التى رأتها منه الليله وهو يعتذر لها
اكملت سلمى فى ضيق وصوت هامس مسموع
يبدوا انه ليس لى فى هذه الحياه من يعاملنى برفق غير علاء وانت
ارتفعت سلمى ببصرها لتجد اسماء تنظر اليها باستفهام اكبر  ...هناك "هو" قد ذكر على لسانها ربما فلتة لسان او ربما اردت ان تفرغ كل ما لديها فى هذه الليله القمرية ..الغريبه



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق