الجمعة، 11 مارس 2016

18


الن تذاكر الليله
كان عليه ان يقطع ثرثرة ياسر المتواصله منذ انتهاء الحفل وبقاء ماجد فى بيت خطيبته ...استفرد به ياسر وظل يتحدث ويثرثر حتى قاطعه ايمن بنفور فرد ياسر عليه
لا لن اذاكر الليله ..انا متعب ...سأنام واصحوا باكرا .
قال ايمن سريعا حتى لا يعود ياسر الى ثرثرته مجددا
اذا فلتصبح على خير
والتف بوجهه الى الجهه الاخرى ....لام نفسه كثيرا على ما فعله ....حين رأها وقد اضفت عليها الحمره حلاوة والكحل فى عينيها سحرا ....فقد غار عليها ...غار لان يرى جمالها احد غيرة ....لم يكن متأكدا ان طلب منها ان تزيله هل كانت تطيعه ...لكنه لم يصبر على اجابة سؤاله ...فتصرف بما املاه عليه قلبه. ...ثم وقف يلهث امام باب الحمام الذى اغلقه عليها وهى بداخله ....اتته يمنى مسرعة لم يدرى ماذا يخبرها ...فتركها تستقبل هى صديقتها وذهب. ..تقلب على جهته الاخرى وارتسمت ابتسامه على شفتيه حين تذكر اخر الحفل حين رأى وجهها البرىء دون الوانا رغم بقايا اثره الا انها امتثلت لامره وازالت معظمه ...
فنام على تلك الابتسامه عله يهنأ بها فى حلم ...
اما هى فكانت غاضبة جدا منه ولا تفهم معنى افعاله معها ..تشعر بشىء ربما مرسلا منه لكنها تؤنب نفسها عليه ان استحسنت هى ايضا تلك المشاعر ...فصديقتها يمنى لا تستحق منها ان تفكر فى حبيبها ...
حاولت تجاهله والاختفاء بعيدا عنه قدر استطاعتها ...حتى موعد الغداء المقدس كانت تتهرب منه احيانا ...وان اجتمعت معه على طاولة تظل مطرقة رأسها حتى تنتهى ... سائه ذلك كثيرا واعتقد انها غاضبة منه بسب ما فعله يوم الحفل ...لكن الحقيقه انها كانت تهرب من مشاعرها اولا قبل ان تهرب منه هو ....انشغل هو بمشاكله فى العمل رغم محاولاته للاعتذار لكن هروبها لم يسمح له ...انشغلت هى ايضا بكتابة الرسائل والاوراق على الكمبيوتر...لم تكن تتعامل مع المركز بشكل مباشر كانت فقط تتلقى هاتفا كل فترة منهم بالمهام الجديده او الملاحظات ...والاوراق كان يسلمها لهم ايمن ...فكانت لتتغاضى الحديث معه تترك له الاوراق على منضدة السفرة ليأخذها صباحا ...تعامل هو ايضا بنفس الطريقه فكان يضع لها الجديد وعليه ورقه باى تعليمات او ملاحظات جديده ...بما انها ارادت ذلك فلن يغضبها ويتركها على راحتها ...
تلقى ايمن مكالمة من صديقه مدير مركز الترجمة وتعجب من كلامه كثيرا واصراره على رؤية سارة ...
وعده ايمن انه سيحدثها بالامر ويرتب معها زيارة له قريبا

جلس ايمن يفرك كفيه فى توتر ثم طلب من والدته ان تخبر سارة انه يريدها فى امر ما ...
خرجت من الغرفة وجلست امامه ورسمت على وجهها تقطيبه وملامح غاضبة ...
لم ينظر لها وتحدث مباشرة ...يبدوا انك ماهرة فى اللغة الالمانيه ويبدوا انها كانت لغتك لفترة لذا لم تنسيها بعد الحادث ...قرأ صديقى الترجمة التى ارفقتها مع ترجمة المركز واصابهم هناك الابهار لما كتبت وترجمت ...
ابتهجت لما قاله ايمن وظلت تنظر لاسفل رغم تبدل ملامحها ...سر ايضا هو حين رفع رأسه فلمح زوال الغيوم وظهور الشمس مجددا. ..فأكمل بهدؤ. ..
لذا يقترح عليك صديقى العمل بالمركز فى تعليم الالمانية وربما اكتشفت اللغات الاخرى التى تعرفينها ودرستها ....
سكت للحظات ثم اردف قائلا ..
فكرى بالامر واخبرينى اذا كنت جاهزه لمقابلة ..
قامت تهم بالانصراف دون اى كلمة منها ..
فاستوقفها ...
واقترب قليلا ...وقال بصوت هامس متقطع  ...
انا.....اسف ..لما حدث فى الحفل ..
انتفض قلبها من مكانه ورسمت الغضب مرة اخرى فاكمل مبررا ...
انت هنا مسؤليتى ...اقصد مسؤليتنا ...ولم يكن يصح ان تضعى هكذا زينة امام الاغراب ..
نطقت اخيرا وردت بانفعال
كنت فى غرفة الفتايات ...
رد عليها وزادت نبرته حده ..
دخل ماجد وعلى ...
قالت فى تلعثم ..
ماجد كأخى ...
ليس اخاك ...ماجد غريب عنك ويجب ان تلتزمى باداب الحجاب معه ...ويجب عليك ايضا ان لا تجالسيه وحدك او حتى الضحك والهزار معه ...
كانت علامات الدهشه مرسومة بشدة على ملامحها ...ليس لكلامه ...لكن لطريقته وانفعاله ...كلها تدل وترسل اشارات كالتى ارسلها يوم ان قبض بيده على معصمها وسحبها الى الحمام لتغسل وجهها ...
دخلت وضربت الباب لا تعلم ايهم كان اعلى صوتا ضربات قلبها ام صوت الباب ..
قال كلاماته وانصرف الى غرفته ...بعد قليل خرج واخبر والدته انه لن يحضر على الغداء وسيذهب للصيدلية التى يعمل بها ليلا مباشرة ...
اراد الابتعاد قليلا ...ان لا يراها ثانية خلال يومه ..فيكفى قلبه المرهق تلك المرة ...عله يهدأ او يفكر. ..
كانت تتحاشى ايضا يمنى ....كانت تخشى ان تكون هكذا تخون صداقتها....كانت تغير الحديث سريعا ان ذكرته يمنى فى طيات حديثها ...حتى حدثتها يمنى ذات مساء وهما فى غرفة يمنى بمنزلها عن سرها....ومشاعرها تجاه ابن جيرانهم ...وعن لوعتها فى حبها من طرف واحد ....وانها تدعو الله كثيرا وتبتهل فى الدعاء ولا تفعل اكثر من ذلك ..
باستعجاب كبير وجهت اليها سارة سؤالا ..
وايمن ؟
قالت يمنى ..
اخبرته واقترح على ان يكون وسيط ويرشحنى له وانا رفضت طبعا
قالت سارة باستهجان
اخبرتيه ماذا !!! الا تحبين ايمن وهو كذلك
ضحكت يمنى وخرجت من حالة الرومانسية التى كانت بها منذ دقائق ...وجلست تخبط كفا بكف
يا سارة حاولت اخبارك مرارا ان ايمن اخى بالرضاعة اى كعلى تماما ولا يجوز لى الزواج منه او من اخوته ..
سرحت سارة فى كلامها وتذكرت كل المواقف التى مرت واعتقدت فيها بحبهما لبعض ..
وجلست بجوار يمنى تضحك هى الاخرى على اعتقداها الابله ...

وافقت على عرض صديقه وذهبت معه ويمنى الى المركز ..صافحه خالد بحرارة وقال موجهة كلامه لسارة
واخيرا تعرفنا عليك انسة سارة
ابتسمت له سارة بود ..
ثم التفت ليمنى وقال مرحبا
فقال ايمن معرفا : يمنى اختى
بعد قليل من حديثهم سكت خالد يفكر وقال ..
اذا انت لا تتذكرين ..لكنك تقرئين وتترجمين الالمانيه ...اعتقد ان تم تدريبك على تعليمها وتدريسها ستتذكرين ثم تعملين على تدريسها ..
ثم نظر الى ايمن وقال ...اليس كذلك ..
قال ايمن : ربما
قالت سارة : وربما لم اتذكر ..
قال خالد : دعينا نجرب لن نخسر شيئا ..
قاموا جميعا وقد اتفقوا على التدريب الذى ستلتحق به سارة ...ودعهم خالد وودع يمنى بالاخص وقال
شرفت بمعرفتك انسه يمنى ..

كان الجميع على المائدة للعشاء ..حين دخل ماجد تعلو وجهه الخيبه ..ارتمى على الكرسى ووضع جبينه بين كفية
سأله عبد الرحمن
ما بك يا ماجد
انزل ماجد يده وقال
الشركة الامريكيه التى كنت اراسلها وافقت ويطلبون سفرى اليهم عن قريب .
قالت سارة بفرح : مبروك يا ماجد كنت تتمنى ذلك
قالت امه : يعنى ستسافر يا ماجد ؟!
قال والده : اذا وما المحزن بالامر
قالت ام ايمن : بالتأكيد حزين لانه سيسافر ويتركنا حبة قلبى
قال ياسر مازحا : او لانه سيترك حبة قلبة هو
رمقه ماجد بنظرة حاده وقال ايمن
هل اخبرت يارا
سكت ماجد وهز رأسه ايمائا ...
قال عبد الرحمن : انت تريد ان تأخذها معك اليس كذلك ...اذا علينا بتعجيل البناء لتنتهى من اوراق سفرها معك ..
قام ماجد من بينهم وقال فى اسى
لم توافق ...وخيرتنى ....هى او السفر ..


الاثنين، 7 مارس 2016

17



تكونت لديها صورة من مقتطفات حديث السيدة ومن وصف ماجد
لهيئتها وقت الحادث ومن الملابس التى كانت لها فى المشفى واستلمتها عند خروجها معهم ...
انها على ما يبدو كانت فتاه مدللة لاسرة ثرية ...اسرة ربما الاموال لديهم اهم من الاولاد ...اسرة لم تهتم بابنتها الضائعة ..ولم تبحث عنها...
اصابها الحنق والغضب لتلك الصورة ...اثرت على مزاجها بضعة ايام ...الا ان اجواء الفرح الذى عم بيتهم وبيت الخاله  ام يمنى انتزعها منه قليلا ...
حتى اخبرها ايمن بخبر اشعل الحماسه بداخلها وشغلها عن افكارها ....
لايمن صديق يمتلك مركزا ثقافيا لتعليم اللغات والترجمه وكتابة الرسائل العلمية ....فعرض صديقه عليه عملها فى كتابة الرسائل العلمية على الكمبيوتر من البيت .....
عاد ايمن ذلك اليوم يحمل حاسوبا محمولا وطابعه ...
كانت فرحتها بالغه وايمن يفتح الحاسوب ويصله بالطابعه ويجرب طباعة احد الاوراق ...
قالت فى قلق
ايمن هل انت واثق اننى سأنجح ..
قال ايمن وهو يلمس بأصابعه ازرار الحاسب
الامر ليس بمعضله ..ستتعلميه سريعا
اختفت ابتسامتها وقالت
كيف لى ان ادفع ثمن هذه الاجهزه ويبدو ان ثمنها باهظ
رفع ايمن بصرة وقد انهى عمله على الحاسوب ورفع يده ليستلم الورقه من الطابعه وقال
تحدثت مع صديقى وقال انه سيتم تقسيط ثمنهم على الاشهر ..فقط ابدئى انت ولا دخل لك بشىء
جلست سارة امام الحاسوب تتذكر ما علمه لها ماجد من فتحه وغلقه وفتح الملفات والكتابه به ..
لم يكن احد ليراها طوال اليوم ولم يؤثر عليها انشغال يمنى بيارا ...رغم محاولات يمنى لدمجها معهم فماكان للقطبين الا التنافر ...فآثرت سارة السلامه وابتعدت بحجة انشغالها بعملها الجديد ...تذكر جيدا يوم ان خطبها ماجد ماذا قالت لها يارا حين باركت لها...
اذ رفعت حاجبا وقالت بلهجة لازعة   : حظ اوفر سارة ..صحيح ان ماجد انقذك لكنه خطبنى انا ..تركت لك ايمن فهو لا يليق بى ..
حينها لم يتبادر الى ذهن سارة سوى جملة واحده
كان الله فى عونك يا ماجد

حل يوم الفرح كانت ام ايمن وسارة من الصباح فى بيت اختها ام العروس ...يجهزان معا البيت يضعن المفارش الجديده على مقاعد الصالون ويركبن الستائر التى غسلتها ام يمنى وكوتها يمنى لتبدوا بمظهر لائق ويعدان العصائر ويقمن بتجهيز الحلوى على الاطباق ...

اما الفتايات فكنا مع يارا فى غرفتها مع بعض الصديقات لمساعدة العروس ...
كان كتب الكتاب فى المسجد القريب بعده صعد الجميع للمنزل للاحتفال ...كان ماجد والرجال فى غرفة الصالون والعروس مع الصديقات والمدعوات فى غرفة اخرى ...
كان الحفل بسيطه فارتدت فيه يارا فستانا وحجاب بلون الذهب ووضعت تاجا فوق رأسها... وضعت بعض مساحيق الجميلات فكانت جميلة الجميلات....وضعت القليلا ايضا يمنى ومعها سارة ...على ان تزيلاه حين دخول ماجد العريس عند يارا ....
بدا الحفل وتراقصت الفتيات مع العروس فى غرفتهم التى تفصلها عن غرفة الرجال ممر طويل به الغرف الاخرى واخره الحمام ..
جلس العريس يتقبل التهانى مع ابيه واخوته وزوج خالته الذى اصبح حماه فى غرفة الصالون ...وهو على احر من الجمر ان يرى عروسه يارا ...بعد قليل نادته امه ليضع شبكته وخاتم الخطبة فى يد العروس ..لباها مسرعا ...
التفت ايمن الى جواره فلم يجد ماجد ..تحسس ايمن جيبه فوجد علبة الدبل نسيها ماجد ...قام الى هناك حيث النساء وقف بجانبه واخفض بصره اراد ان ينادى يمنى حتى لا يجرح الفتايات ...فسمع صوتا يعرفه. ..رفع ناظريه اليها فكانت سارة تساله هل معه علبة الدبل فقد ارسلتها والدته ...قطب جبينه ونظر اليها نظرة غضب اخافتها بشده وقال مشيرا الى وجهها
ماهذا ؟!
تحسست وجهها فلمست يدها شفتيها وتذكرت المساحيق ..ابتلعت ريقها بصعوبة ..وقبل ان ترد او حتى تفكر ...
فوجئت بفعلته فقد اطبق يده على معصمها من فوق كم فستانها وانطلق وهى خلفه مسحوبة تؤلمها يدها ولا تقوى على ايقافه ...فتح باب الحمام ودفعها بداخله واغلق الباب وقال بكلمات صارمه ..
اغسلى وجهك يا سارة ..وحذار اتخرجى هكذا ...
وقغت خلف الباب مذهوله من تصرفه ...تتحسس معصمها بيدها الاخرى ...كادت قبضته ان تخلعه من مكانه ...نظرت لوجهها فى المرآه بغضب ...وهى تحاول تفسير ذلك ..
ثم فتحت الصنبور ..
خرجت منه بعد قليل فلم تجد سوى يمنى بوجه قلق قالت ..
سارة ماذا حدث ؟
نظرت سارة الارض وقالت
لا شىء ..هيا بنا

حاولت النوم مرار وتكرار ...وكلما تقلبت على جانبها الايمن آلمها معصمها ...فتتحسسه وتتذكر ذاك المشهد ...ويخفق قلبها منه ....
ثم تعاود طرد الفكره وتجاهل الاحساس ...فهى لا تذال تعتقد ان العلاقه التى تجمع يمنى وايمن حب وليس اخوه ولا تفهم معنى اخوة رضاعة ...


الجمعة، 4 مارس 2016

16

فتح ايمن الباب ودخل ودخلت خلفه سارة ..
جرت اليها يمنى واحتضنتها اولا ...
نظرت سارة الى السيدة الباكيه الواقفه هناك بأخر الصاله قرب الحاج عبد الرحمن ..
ذهبت اليها وغاصت بحضنها ....وبكت الاثنتان ....بكت سارة شعورا قاسيا مر عليها لساعات ...شعور الضياع للمرة الثانيه ...لكن الفارق هذه المرة انها تعرفهم وتتذكرهم ....حنينها اليهم قاتل ...اكثر بكثير من شعورها تجاه حياتها السابقه التى لا تتذكر اى منها ولا حتى اسمها ...
رفعت ام ايمن وجه سارة وامسكته بين كفيها ونظرت الى عينيها الغارقتنان بين الدموع ..
لا ترحلى وتتركينى ثانية سارة
هزت سارة رأسها وابتسمت فى اسى ..
رتب عبد الرحمن على كتفها وقال
حمدلله على سلامتك يا ابنتى .....

فى المساء ...كانت تجلس سارة بجوار ام ايمن تحتضن كفها بين يديها ...وتسترضيها ...
اسفه ...
قالت ام ايمن بهدؤ ..
قلقت عليك كثيرا ...ماذا لو حدث لك شىء لا قدر الله
ردت سارة
لن اذهب لاى مكان حتى اخبرك به ...
سرحت قليلا واردفت ..عموما لن افعلها ثانية..فذاكرتى لازالت مريضه ...وتنسى سريعا ...
قالت يمنى :
من الجيد انك تذكرتى رقم هاتفى
ابتسمت سارة وقالت
حتى هذا لم اتذكره ...كل ارقام هواتفكم محت من ذاكرتى ..
نظرت يمنى باستعجاب ...فاكملت سارة ..
اتذكرين المفكرة الصغيره التى احضرها لى ماجد فى نفس اليوم الذى اخبرتنى به عن رقم هاتفك فدونته عليها من الخلف ..وجدتها وانا ابحث فى حقيبتى عن اى شىء استدل به على العنوان ..
تابعت سارة وهى تنظر الى خالتها ام ايمن
فى الحقيقه لم اتذكر لمن هو الرقم
لكن لم يكن امامى خيار اخر ..
نظرت الى يمنى وقالت ....
وحين سمعت صوتك تذكرتك
تنهدت سارة
وقالت ام ايمن
الحمد لله انك عدت يا ابنتى ..
يجب علينا جميعا ان نصلى ركعتان شكر لله على عودتك ..

دخل ماجد بزوبعة فرح وقال كمن يعلن خبرا من الوالى  ...
يا اهل الدار الكرام ..علقوا الانوار ...واملؤا كاسات الفرح...وانثروا الورد والرمل ...فكلكم مدعون لتشهدوا كتب كتاب الامير ماجد على عروسه الاميرة يارا يوم الجمعة القادمة  ...
دار ماجد حولهم وهو يقول ...
وعلى الحاضر ان يعلم الغائب ..
ضحك الجميع على اسلوبه ....وقالت امه ...سيصبح فرح ملوكى بصحيح ...
وقفت يمنى هاتفه ....اذا انا الان اخت العروس ....سأذهب لنستعد ...اراك لاحقا سارة
لوحت لها سارة فى ابتسام واغلقت يارا خلفها الباب
كانت سارة فى غرفتها حين علم ماجد من امه ما حدث مع سارة فى الصباح ..
طرق الباب ..
فخرجت اليه سارة ..
قال لها بصوت هادىء
اسف سارة ...انشغلت عنك الايام الماضيه
ابتسمت فى ود وقالت ..لا عليك
انا من استعجلت ان اذهب اليها ثانية لعلها تخبرنى من اكون ..
فرك ماجد جبينه باصبعيه وقال ...
لكنك قلت انها تراجعت واعتذرت وقالت تشابهه عليها الامر ..
قالت سارة بحماسه
ذلك عندما نادتنى يمنى ..
قال ماجد : كلها فروض يا سارة
قالت سارة : ولن تثبت صحتها او تنفى الا اذا واجهتها ثانية نظر تجاها ماجد وقال :
اعتقدين ذلك
هزت رأسها ايجابا ..

فى اليوم التالى كانوا ثلاثتهم امام محال الملابس الذى اشتريا منه مؤخرا ...ونفسه الذى قابلت به السيدة ...
هى وايمن ويمنى ...وقفت امام المحل تلهث ...
تستجمع قواها ...هل ستتعرف عليها السيده وتعلمها من هى ...ام ان سعيها سيفشل وتظل مجهولة ...
نظرت لليمين حيث يمنى ولليسار حيث ايمن تستمد منهم بعض القوة ...
ثم دلفت ودلفوا خلفها ..
حاولت سارة تذكير السيدة بها ...
سيدتى كنا لديك هنا من بضعة ايام وصدمت بك ثم ناديتنى باسم لاحد تعرفينه ...
ضيقت المرأه عيناها وهزت رأسها نافية ..
قالت يمنى ...
ارجوك تذكرى ..
نظرت السيدة مجددا لسارة وتفحصت وجهها وحجابها وقالت
كنت دون حجاب اليس كذلك ..
هزت سارة رأسها سريعا ...وقالت : نعم ارتديته بعد ان كنا هنا ..
هل تعرفيننى من قبل ..
ارجوك ...انظرى الى جيدا ...
ثم اردفت فى اسى ...لقد تعرضت لحادث وفقدت الذاكرة وانت اول من تعرف على ...

نظرت السيده اليها بتمعن وقالت
انت اذا الانسه نادين بالفعل ...
نظرت الى يمنى وقالت حين نادتك صديقتك تراجعت وقلت  يخلق من الشبه اربعين
استنفرت سارة جل حواسها وابتلعت ريقها بصعوبه واستمعت للسيدة
التى حكت وقالت :
كنت اعمل فى محل ملابس لماركة عالمية فى احد الاسواق التجارية المعروفه ...وكنت انت احد زبائنى ...
كنت تترددين علينا كثيرا انت وصديقاتك ...كنت تتعاملين معى وزميلاتى بلطف ....
قال ايمن : ما اسم والدها
ردت السيدة : لا اذكر ...كنا نعرفها بالانسة نادين فقط
سكتت قليلا ثم اكملت ...كنا نعرف انك ثرية وابنة رجل اعمال ...صراحة لم اكن اهتم باحاديث زميلاتى  عن الزبائن ...خاصة انها ماركه معروفه وكل زبائنها من الوسط الاجتماعى المرتفع ...
زم ايمن شفتيه ونزل ببصره الى مفاتيح يده يحركها بين اصابعه ..
قامت سارة وقالت لايمن هيا بنا للسوق للتجارى ربما تعرفوا على من هناك بالمحل ..
وقفت السيده ايضا وقالت بأسف ..
لقد تم بيع المحل لمالك اخر وغير طاقم البائعين وكنت ممن سرحهم المالك الجديد ..ثم اكرمنى الله بشريك واستأجرت هذا المكان وجلبت بضاعة لابأس بها ..
قضبت سارة جبينها ...وارخت يديها بجانبها فى وهن ...

كان لديها امل ان تعرفها السيده وتخبرها بتفاصيل اكتر تستدل بها عن نفسها ...
خرجوا من عندها صامتين كأن على رؤسهم الطير ...اكثرهم اسفا سارة ..
لفت يمنى ذراعها حول سارة وقالت ...لا بأس سارة لا تحزنى ..ربما ان عرفت من تكونين تتركينى وتذهبى ..وافقد انا صديقتى المفضله ..
لكن سارة ظلت صامته ...ولم تستجب لدعابات يمنى ...كان عقلها يضج بالاستفسارات والاسئلة..
شعر بها ايمن ..وبضجيج نفسها داخلها ...
فعرض عليهم ان يتنزهوا قليلا قبل ان يعودوا للبيت ...وافقت يمنى بمرح ...وتركت لهم سارة نفسها ...
كان المكان رائعا ....يطل على النيل ..واجوائه هادئة ...
قال ايمن ..
يحسب لك اليوم يا سارة...اقصد ..يا نادين
رفعت سارة راسها اليه ..
وتنهدت ثم قالت ...لازلت سارة ...لم نتأكد بعد مما قالت ..
ولم يفيدنا ماقالته شيئا ..
قالت يمنى : لقد علمنا انك ثريه وابنة رجل اعمال ..
قالت سارة : ان كان صحيح ما قالته ..لكان بحث عنى ابى ...لكان ارسل صورتى للجرائد ..
لكان انفق امواله ليجدنى ..
صمتت يمنى ولم تستطع الرد ..فهى محقه فيما قالته ..نظرت لايمن الذى تقدم فى جلست وارتكز على المنضده ..وقال :
ربما كان كلامك منطقيا ...لكننا لا نعلم بعد كل التفاصيل ....ولا نعلم بالاحداث التى مررت بها قبل الحادثة ...
هزت سارة رأسها فى سكون وهى تنظر الى يديها ...
فاتبع ايمن قائلا ..
انت تذكرينى بأحدهم ...
رفعت رأسها ونظرت اليه فاستطرد قائلا ...
سلمان الفارسى ..الباحث عن الحقيقه ...ظل دهرا يبحث عن الحقيقه وسافر لاجلها بلادا وترك لاجل الحقيقة حياة وملك وترف ....فقط ليحصل على الحقيقة ...
قص عليها قصة الصحابى الجليل سلمان الفارسى ورحلة بحثه عن الحقيقه ..حقيقة وجود الله ..حتى وصل فى النهايه واخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم " سلمان منا ال البيت "
كانت القصه لها تسرية عن آلامها ...استمعتها بشغف ...واعطتها الامل ...ان الباحث يصل مهما طال بحثه ..
اخيرا ارتسمت البسمه على شفاهها ...
حين قال دعابة ...
قالت يمنى ..يااااه اخيرا ابتسمت
شعرت سارة بالحرج من قولها واحمرت وجنتاها وزادها خجلا عندما رفعت عينيها فالتقت عيناه ....


15

استلقى على جانبه الايمن واضعا يده تحت خده ...حمد الله ان السرير الذى ينام عليه فى اخر الغرفه ويمينه الحائط فلن يرى ماجد او ياسر انشراحه وابتسامته التى غزت محياه وفجرت الدماء فيه فابتهج ....
ولما لا وقد خاب ظنه وسلك ماجد طريقا غير طريق سارة ..وخطب اخرى ...والاهم انها لم تكن تفكر فيه كزوج بل كان كالاخ فعلا .....
سكن طيفها عقله ....حين اطلق ماجد مفاجئته ....كان اول من وجهه اليه نظرة ليرى اثر المفاجأة كان لابد ان يعرف اثر المفاجأه عليها. ..فما رأى سوى وجه اضاء كالبدر بالفرح والابتسام ......غمزت ليمنى ..يبدوا انهما يعلمان بالامر ....وهل يعلمان بما فعلاه به الايام الماضيه .... شعور الفرح الذى غمره ..انساه قلقه ان ذاك....
فنام وقد اطمئن خافقه بأن طيره مازال حر حتى وان لم يكن له ....فيكفى انه لا يسكن احد
اشعل ماجد النور الخافت الموجود بينه وبين ايمن الذى عاد من صلاة الفجر ودفن نفسه سريعا فى غطاء سريرة
قال ماجد : ايمن ...هل نمت
التفت اليه ايمن وقال :
وماذا يريد العريس منى ...لا تقل لى انك لم تنم منذ البارحه
قال ماجد : اليس من الافضل ان نعقد بدل من الخطوبة
قال ايمن : بالطبع افضل ...حدث ابى فى الامر فى الصباح ..ولن يرفض بالتأكيد ..
سكت الاثنان قليلا ثم سأله ايمن : اهى يارا من كنت تقصد
هز ايمن رأسه وقال : نعم ..
قال ايمن : لم تخبرنى ...الست اخاك الاكبر
نظر اليه ماجد وقال باستغراب :
ظننتك تعلم حين حدثتنى ذات مره ونصحتتى ان اتقدم فورا ابتلع ايمن ريقه وسكت ...
فقال ماجد : ثم ان يمنى لا تخفى عنك شيئا ابدا
التفت اليه ايمن : اكانت تعرف ؟!
هز ماجد رأسه وابتسم وهو يقول : اخبرتها سارة وساعدانى كثيرا لاتحقق من شعور يارا تجاهى ...
ابتسم ايمن ايضا على ابتسامة ماجد وقال : اقمتم تحالفا على يارا اذا ..
رد ماجد وهو يغلق النور : سارة ...هى من دبرت وتولت الامور كلها ...
اخفض ايمن رأسه على الوسادة ...وارتسمت ابتسامه عذبه على شفتيه وظلت سارة عالقه فى خياله حتى اغمضت عيناه ....

جلست ام ايمن تفرك يديها وتحدث نفسها فى قلق
لماذا سمحت لها انت تذهب وحدها ؟! ..ماذا فعلت يا ام ايمن ...وليس معها هاتف ...لماذا لم اجعل يمنى تذهب معها ....ياالهى ماذا افعل ...ماذا لو حدث لها مكروه ...او فقدت الذاكرة مرة اخرى ....
ظلت ام ايمن تحدث نفسها هكذا ...التفت اليها عبد الرحمن الذى كان يطالع الجريده ..
ما بك يا حجه تحديث نفسك هكذا ؟!
ترددت ام ايمن
اتخبره انها تركت سارة تذهب وحدها .....فغابت ثلاث ساعات ولم تعد ...ام تنتظر وستأتى بعد قليل ...
بتلعثم قالت
سارة ....لم تعد حتى الان
قال عبد الرحمن
لم تعد من اين ؟
قالت ام ايمن بصوت متقطع
استئذنتنى ان تخرج لتشترى بعض الحاجيات
قال عبد الرحمن باهتمام
لماذا لما تذهب معها يمنى ؟
قالت ام ايمن بصوت يسيطر عليه القلق
لا ادرى يا حاج ...هذا ما حصل ..ثم قالت بصوت خافت كأنها تحدث نفسها  ...ليتنى ما تركتها تذهب
التفتت ام ايمن وزوجها لصوت المفتاح فى الباب
القى ايمن السلام على والديه الذان كانا ينتظران احدا غيره ...
قرأ مشاعر القلق والتوتر على وجهيهما ....
فسألهم ما الامر ...
سكتت ام ايمن ونظرت للارض ..
نظر عبد الرحمن اليها بغضب وقال ..
سارة ...
جلس ايمن والتفت بأهتمام الى والده الذى سكت قليلا ثم قال ...
سارة خرجت من الصباح ولم تعد حتى الان ..
وقف ايمن منتفضا وقال
وحدها ؟!
هزت امه رأسها ...
فقال بانفعال ..
كيف تركتموها تذهب وحدها ....
قال عبد الرحمن
قالت لوالدتك انها تريد ان تشترى حاجيات من اول الشارع..فلم تبالى والدتك واعطتها الثقه ...
قطع الصاله ذهابا وايابا يفرك كفيه فى توتر ..
وقال : اين يمكن ان تذهب ..
وضعت ام ايمن خدها على مقبض يدها واخذت فى البكاء ..وقالت من بين دموعها
ااه يا سارة اين انت يا بنتى ليتنى ما تركتك تذهبين ...
مسحت دموعها بكفيها وقالت
هل يمكن ان تكون قد تذكرت وعادت الى اهلها ؟!
عادت الى حالها بعدما نظرت الى زوجها وابنها وقرأت استحالة فرضها ذاك ..
رن هاتف ايمن فرد سريعا على يمنى التى كانت تتصل ...
يمنى : ايمن ..سارة ضاعت
قال ايمن بانفعال : كيف تتركيها تذهب وحدها الم اطلب منك ان تصاحبيها
قالت يمنى : لم تخبرنى ...ولو اخبرتنى لذهبت معها بالتأكيد
قال ايمن : المهم انها ام تعد حتى الان ..وهل ستعود ام لا
قالت يمنى : انا اخبرك من نصف ساعه انها ضاعت ..ضلت الطريق للمنزل ...
فتح ايمن الباب ولازال هاتفه على اذنه ..حين سمع كلمات يمنى ...
انطلق الى المكان الذى وصفته له .....امام محطة بنزين على الجنب الاخر من الطريق ....بجوار سوبرماركت ..كانت تجلس على مقعد ذو مظله مخصص لانتظار الحافلات ...كانت تنظر للارض وصدرها يعلو ويهبط كأنها عادت توا من سباق للجرى...
وقف قبالتها وهتف : سارة ...
رفعت نظرها اليه ببطء ...كانت كمن اتته قوارب النجاة فى عرض المحيط ...
عند مدخل الشارع الضيق ..يرفض سائقى السيارات الاجرة الدخول اليه ...نزل ايمن وبصحته سارة .
سبقها بخطوات وكانت تتبعه...
توقف فجأه وقال بلهجه شديده ..
لما رحلت ؟؟
توقفت هى الاخرى ....وقناع الصلابة التى كانت تختبىء خلفه وهى وحيده بالشارع تائهه قد زال فى ثوانى ..
وضعت يديها على وجهها وانهارت باكيه ...
التفت اليها ...ينظر الى ضعفها وروحها المكسورة ....رق خافقه بشدة لمنظرها ...وانكسرت عيناه لمرأها هكذا. .
تحركت يداه لا ارديا واقتربت منها ....ثم عادت فى حركه سريعه الى جانبه حين تذكر انها ليست من محارمه ...
واكتفى بكلماته
سارة اهدئى رجاءاً
انزلت كفيها عن وجهها وقالت بصوت باكى
انا تائهه يا ايمن ...حتى بيتكم الذى عشت به واحتوانى منذ الحادثه ...ضاع منى ..ولم اتذكر عنوانه ...
لم اتذكر شيئا ...لا اسم الشارع ولا المنطقه ..
رفعت رأسها الى اعلى ونظرت اليه
وقالت اريد ان اعود الى نفسى يا ايمن ...اريد ان اعرف من انا ...من انا
نظرت للاسفل مجددا وتنهدت باكيه
اشفق عليها ايمن وقال
انا معك ...لن اتركك ...وسأساعدك بكل ما استطيع ..
كانت كلمته كالماء البارد على قلبها الباكى ...
وقالت بصوت مبحوح
حقا ...
رد ايمن ...
نعم ...اعدك ..ان اقف بجانبك حتى تعود اليك ذاكرتك وتعودين الى حياتك ...
رسم ايمن ابتسامه على جانب شفتيه وقال
امسحى دموعك الان  ...ولنصعد لنطمئن السيدة ام ايمن فقد اعتقدت انك رحلت عنا ولن تعودى وتبكى لاجل ذلك ...