الجمعة، 18 سبتمبر 2015

29

اغلق باب غرفته عليهما ...كان التوتر بلغ منها مبلغه ...نظر اليها بعين يملؤها الود ...
وقال: لا تخافى ....اعلم ان الزواج كان بغير ارادتك ..لذا لن ألمسك بغير رضاك ...
سكتْ قليلا ثم اكمل ...سأطُلقك كما وعدتك لكن بعد ثلاثة اشهر ...فتلك فترة كافية لان تكتشفى فيها ان زوجك قاسى وفظ وغليظ ...قال هذه الكلمات ونظر اليها عن قصد ثم اكمل ...فيكون لك الحق بالطلاق ولن يلومك احد
لكن ...حتى ذلك اليوم ...انت خارج الغرفه زوجتى ..امى وعلا ..لا يعلمون غير ذلك...
فقالت باستنكار ...تقصد نمثل عليهم
قطب جبينه ونظر اليها ...ثم صرف نظره بعيدا
هذا طلبى حتى أُلبى لك طلبك بالطلاق
ادار وجهه ودخل الحمام ليبدل ملابسه
خرج ليجدها كما وجدها تجلس على كرسى بأحد اطراف الغرفه ....
وجه كلامه لها وهو يمشط شعره امام المرآه
 : يمكنك ان تبدلى ملابسك بالحمام ...
زال عنها بعض الاضطراب بكلامه ...وزال بعض التوتر عندما علمت انه لن يلمسها...نظرت بداخل الحقيبه.....فصُدمت ... فملابسها التى احضرتها معها كالتى كانت ترتديها فى منزلها ليس بينهم عباءه بكم ....كلها خفيفه ..بنصف كم او بدون اكمام ....تذكرت اسدال الصلاه ....فاخرجت بيجامه بنصف كم ...واخذت معها الاسدال ...ودخلت الحمام ...

نام على جانبه الايمن واخذ يفكر فلازال غاضباً ...هى ....نعم هى من كان يريدها.. من كان يحلُم بها وتسيطر على تفكيره. ..لكن لم يكن يتمنى الزواج بها بهكذا طريقه ....اتته خاطرة ..انه ان كان تقدم لطلب يدها وهى تراه بتلك الصورة التى وصفتها اسماء وسمعها بلسانه عندما كانت تحدث اسماء ليلة كتب الكتاب ..." اخرج من نار ابى الى جهنم عمر " سأته الجمله كثيرا وقتها لكنه علم بعد ذلك بصورته لديها ...بالتأكيد كانت سترفضه ...ولم يكن  سيصل اليها ثانية ليوضح لها انه ليس كما تتصور فظ غليظ ....ابتسم للخاطره. ..وقال : قضاء الله خير ..
اغمض عينيه ...فكانت فوق راسه ...تناديه ...بغضب
- انت ...اين انام
نهض وجلس متربعا على فراشه ...ورفع يديه وكتفه ومط شفته للامام ..
وقال ...هذه غرفتى ...
عادت للكرسى وجلست فى ضجر ..
نظر اليها والى علامات الغضب والاستياء على وجهها ...
قام واخرج من دولابه لحافا ووسائد ..فرشهم على الارض ...وقال ..تفضلى يا انسه مشيرا الى السرير
فذهبت هى الى الارض وجلست على اللحاف
فاذهب هو الى السرير ...
وقال: كما تشائين
والاها ظهره وقال ..
..على فكره ...سأسمح لك بارتداء الحجاب هنا داخل الغرفه ...انما لن تستطيعين الخروج به خارجها ...
مفهوم ...

اعطتُه هى ايضا ظهرها ...وحاولت النوم بأسدال الصلاه ..ظلت مستيقظه حتى سمعت صوت انتظام انفاسه ..فنامت ..

استيقظ لصلاة الفجر..فاصدمت رجله بها على الارض فرفعها سريعاً ..ونزل من الجانب الاخر للسرير ... توضأ ...
حاول ايقاظها ...ففزعت وقامت تتحسس الاسدال على رأسها ..

ماذا ؟؟
- أذن الفجر ..توضئى لنصلى جماعة 

صلت خلفه ...وتذكرت دعوة اسماء لها وها هى تتحقق ..تصلى خلف زوجها ..لكنه زوج بغير رضاها ...
عادت للنوم وقد شعرت بارتياح يغزوا روحها ..فاستسلمت له وراحت فى نوم عميق ..

فى الصباح ..
طرقت علا الباب ...فاستيقظ عمر اولا ..ثم ايقظ سلمى حتى لا تنتبه علا لنومها على الارض او لبسها الاسدال ..
دخلت سلمى الحمام ..واخفى هو اللحاف والوسائد سريعا ..

- مبروك يا عريس ..اين سلمى 
- بالحمام 
- هذا فطور عرسان حضرته امى بنفسها 
- ولما لم تحضره امى 
 نظرت علا عند باب الحمام وقالت بصوت منخفض 
- يعنى ..مع الوقت ستعتاد 
- هذا يعنى انها لازالت غضبه منى 
انصرفت علا واغلقت خلفها الباب 

وضع الطعام على منضطده بين الكرسيين وجلس يأكل ..
كانت سلمى قد خرجت من الحمام مع صوت اغلاق الباب وجلست على حرف الفراش ..
- الن تأكلى 
- لا اريد 
- حسناً سأترك لك القليل ربما تجوعين 
اكمل جملته وهو يمضغ الطعام الذى ملىء فمه ..
ثم اكمل ..
وليكن فى حسابك اننا سنتناول معهم وجبة الغداء ..ولا توجد عروس لا تأكل ..

بعد قليل احست بالجوع فلم تتناول شيئا من ظهر الامس ..جلست على الكرسى المجاور ..ومدت يديها الى الطعام 
خفق قلبه لجوارها ..وظل يسترق النظر اليها وهى تأكل كالعصافير بطأ هو ايضا من تناوله ..انتهى من طعامه وجلس يتأملها ...فلما احست بذلك رفعت يديها عن الطعام ونظرت له ...
ضحك وقال ....حسناً حسناً اكملى سأخرج من الغرفه حتى تكونين على راحتك ..

ذهب الى غرفة امه طرق الباب ثم دخل ..قبل يدها ..فأدارت هى وجهها ...
- امى ...الازلت غاضبة منى ظننت انك حينما اتيت معى الى بيت سلمى انك رضيت عنى ..
- اتيت فقط حتى لا اصغرك امام صهرك ..فأنت رجل وكلامك ماشى حتى على انا ..لكن هذا لا يعنى انى راضية عن هذه الزيجه الغريبه ..
قبل رأسها وقال 
- سلمى طيبه يا امى وستحبينها انا متأكد 
- اسمع يا عمر انا لست غاضبة منها انامستأه منك ومن تصرفك 
جثى على ركبيته امامها ومسك يديها 
- سامحينى يا امى ظروف كانت اقوى منى 
رقت له ومسحت بيديها على رأسه 
خرج من عند امه ...كانت سلمى قد خرجت من الغرفه تحمل صينية الطعام لتعيدها المطبخ فقابلتها علا واخذتها منها ..فردت عائده حتى صدمت به ..يحملق بها.... كاد ان لا يعرفها 
فكانت ترتدى بيجامه بنصف كم ذات الوان هادئه كهدؤ وجهها فى الصباح ..وتربط شعرها خلفها بشريطه من نفس لون البيجامه ..
بدت احلى بكثير ..
اضطربت وانصرفت سريعا الى غرفته ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق