الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

35

كانت اسماء تتناوب معه فترة الصباح عندما يكون بالعمل ....ينهى عمله ويذهب اليها مسرعا يظل بجانبها يساعدها فى تناول الطعام ..فى رفع السرير او خفضة ليكون لها مريحا ....ومتابعة تحسن حالتها مع الطبيب ....ويبيت على الكنبة المقابله لها ..ثم ينصرف فى الصباح عندما تأتى اسماء ...يعود الى بيته يبدل ملابسه ويذهب بعدها الى عمله ...

عدلت لها اسماء وضع الوساده لتجلس ...وناولتها بعض الاطعمه للفطور ..
- اتعبتك معى يا اسماء
ناولتها اسماء الخبز وقالت
- من تعب معك حقا هو عمر
- لا اعلم لماذا ...ليس مجبرا على ذلك
- عمر زوجك يا سلمى ام نسيتى
- يوم الحادثه كنا سنذهب للمأذون
رفعت اسماء وجهها وفوجأت بقولها ...
- هل هذا طلبك
- هذا وعده لى واراد ان يفى به
- وانت ؟؟
ابتسمت فى خجل وقالت
- سؤالك هذا خبيث يا اسماء
ضحكت اسماء وقالت ...له فى خلقه شئون
- اتعلمين خيل الى انه نادانى بحبيبته ...
انفرجت اسارير اسماء وهى تسمعها تكمل
لا ادرى اكان حلم ام هلاوس سمعيه
ابتسمت اسماء ابتسامه خفيفه وقالت
- ولما لا
نظرت سلمى بعينيها وقالت
- اتقصدين ان عمر يمكن ان يكون .....قد احبنى !!
- ولما لا تقولين انه يحبك من البداية
زاغ نظر سلمى وهى تسترجع كل ما مضى
دخل الطبيب بصحبة الممرضه ...اتم فحصه وقال
- جيد يا مدام سلمى. ..تحسنك ملحوظ
ثم وجهه كلامه الى اسماء
الم تساعدوها فى السير قليلا
هتفت سلمى ..اسير ؟!! كيف ...انا لا استطيع تحريكها .
قال الطبيب
حدثت زوجك بالامس وطلبت منه احضار مشاية ..ستساعدك كثيرا ..

دخل عمر بعد قليل ومعه المشاية التى تحدث عنها الطبيب فى الصباح. .
نظرت له سلمى وقالت بزعر
عمر انا لن اسير بهذا اليس كذاك
وضعها عنر جانبا وتقدم اليها وجلس على مقربة منها وقال بصوت هادىء
- الا تريدن ترك السرير واالسير على قدمك مجددا
...هذه ستساعدك ...
نظرت لاسماء وكلها خوف ...من ان تخذلها قدمها المريضه ...
- اذا اسماء تساعدنى..
حز فى نفسه انها لا تريد مساعدته ...ترجل للخلف خطوات ليفسح لاسماء المكان ...
شعرت اسماء بالحرج لاجله من قولها ....فهى تعلم بشدة حبه لها وخوفه عليها ....
انزلت سامى قدمها اليمنى اولا ثم ساعدتها اسماء فى انزال الاخرى 
طلبت من اسماء ذلك للتوتر الذى اصابها من حديث اسماء والتى مازالت تفكر به ...أيحبها عمر فعلا. .أيحبها من قبل الزواج وما حدث ....الذلك ذهب وخطبها من والدها ..ألانه يحبها حقا ....
حاولت الاستناد على المشاية المعدنيه ...وحركت قدمها اليسرى ثم قبل ان تتبعها اليمنى ...كان قد اختل توازنها من دوار احست به ...فكان يد عمر هى الاقرب اليها فاحتضنها قبل ان تقع على الارض ...فالتقت عيناهما ..وتحدثت لثوانى حديث السكوت ...
اعادها للسرير ...فالتقطت انفاسها المتعبه ...ناولتها اسماء كوب الماء ...
ارادت اسماء الانصراف لترك المجال لهما ...ربما اذاب القرب جليد قلبيهما ....
فاستئذنت للانصراف ...
اغمضضت عينيها واسندت رأسها للخلف ....تسللت دمعه على خجل ..على جانب وجهها ..
لامست اصابعه خدها ومسح الدمعه ...قرب كرسيه من سريرها ...وضم يديها بين كفيه ....شعرت بضمة كفه انها تحتضن العالم ...شعرت بالدفء بعد البرودة التى اصابت اوصالها من الدوار ...نظرت اليه
شبك اصابعه باصابعها ورفعها الى فمه وقبلها ...
اصابتها رعشه سرت فى جسدها من فعلته...فاغمضت عينيها مسرعة هربا من نظرته ...
- قال الطبيب هذا طبيعى ..لم تغادرى سريرك منذ شهر تقريبا ..قال هذه الكلمات ليهدأ من روعها ..

طرق الباب ففتح عمر ...فكان والدها ...حاولت الجلوس لكن لم تقوى على ذلك فعادت ادراجها ..
اقترب منها والدها وقبل جبينها ...
- حمدا لله على سلامتك يا ابنتى
وكأن هناك شىء تغير ...وكأنه رجل غيره ...غير ابيها ..
اصبها الوجوم فلم تتحدث الا قليلا ...وكان الحديث معظمه مع عمر ...تذكرت قول اسماء والشيخ فى خطبة الجمعه ...لعله خير ..فابتسمت ابتسامه صغيرة ..

عاود عمر التجربة معها ثانية فى اليوم التالى ..ولكن هذه المرة كانت اشجع من الاولى ...حاولت وتقدمت بضع خطوات ...
ظلت تعاود التجربه كل يوم ...الصبح مع اسماء وفى المساء مع عمر ..

غاب عنها قليلا ذات مساء ثم اتى مبتهجا
- لدى خبر سارا
- حقا ماهو ؟
- قال لى الطبيب انه يمكننا العودة للمنزل غدا
صمتت وكأنها اهتمت من كلامه فاكمل
-  سيكتب لك الطبيب غدا على خروج بعد الفحصه
لاحظ شرودها فسألها
- مابك ...الا تريدن الخروج من المشفى
- الى اين .؟!!..
- الى بيتك ...
صدمت سلمى وظهر على وجهها الضيق ...فأردف قائلا
- ستعودين الى بيتك فأمى مشتاقه لابنتها الثانيه ..وعلا ايضا ..ونظر اليها فعادت البسمه وجهها فقال بابتسامه...وغرفتى ايضا مشتاقه لك ....
ثم قال بخبث الا تعلمين ماذا حدث لصاحب الغرفه ..
ابتسمت بخجل وقالت ...ما به
قال وهو ينظر اليها ...
قد هجرها حتى تعودين ..
اخفضت بصرها لاسفل خجلا من كلماته ...شعرت بل تأكدت من مشاعره وحبه لها ...بقى ان تتاكد من مشاعرها هى ايضا تجاهه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق