الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

23

اراد ان يطمئن عليها ....يعلم بشاعة الحادثه وانها قد تكون منهاره بسببها ...جاء علمه بغيابها كما توقع ...الامر محرج ...ان تحدث لها هكذا حادثه امامه .....وهو رئيسها بالعمل ....ربما ان تجاوزت الازمه ...لن تأتى لانها محرجة منه ...شغل بها كثيرا...كيف حالتها الان ...شعر برقه لحالها ولضعفها .....قرر ان يفاتح والدته بما ينوى...
لم يكن يرغب بالدخول فى اى موضوع يخصه الا بعد زواج علا ..حتى لا يشعر بالتقصير فى الامانه التى تركها له والده ...لكن الشوق استبد به ....حالتها الضعيفه التى ظهرت بها امامه ...وعجزه عن احتضانها بين ضلوعه والتخفيف عنها عجلت بالامر داخله على الاقل .....

تبقى شهر على موعد زفاف علا...ووالدته مشغوله مع علا فى التجهيز وشراء حاجيات العروسه ...كانت تعود من الخارج متعبه من كثرة اللف والمشى مع علا ...
اراد تحين الفرصه  ...لمفاتحتها بالامر ...

ايقظتها اسماء كعادتها لكن هذه المرة عبر الهاتف ...ايقظتها لكن لن تعد لها الفطور ...ادركت ذلك وحاولت التأقلم ..مجبره ....دعتها اسماء للغداء معها اليوم بعد انتهاء العمل ...
جلست على سريرها ...بعد ان اغلقت الهاتف مع اسماء ....فتحت الواتس وشاهدت اخر رسائل بينهم ...زرفت الدموع على خائن ااتمنته ...وضعت رقمه فى قائمة الحظر ...ونهضت ...تستعيد توازنها ...وربما بعض الحياه ....
فى الطريق ايضا داهمتها الذكرى والافكار والمشاعر السيئه ..فغيرت الطريق ...كان اطول لكنه دون مشاعر فذلك افضل ...فالاماكن والطرقات ترتبط ارتباطا وثيقا بالاشخاص. ..
وصلت العمل تخبىء عيونها خلف النظارة السوداء التى تخبىء نصف وجهها ايضا ...
بابتسامات مصطنعه حاولت التفاعل مع الناس ...حاولت جعل الامر عاديا ...نسى كل شىء ...وكيف تنسى ...حبا ختم بغدر وخيانه ...وكيف تنسى تلك الليله وكلما رأت عمر تذكرته ...

رأها تدلف من الباب الخارجى ...سعد لرؤياها قد عادت للحياه وومارسة حياتها وتخطى الازمه ...قدم نحو الباب ارد تحيتها ...ثم تراجع قبل ان يفتحه ...ربما يحرجها ذلك عاد خطوات للوراء ...ثم الى الامام ...ثم اخيرا جلس خلف مكتبه ..اخذ يفكر بطريقه يطمئن به عليها دون ان تشعرها بالاحراج ...
انشغل ببعض الاوراق ...انتهى منهم واخذ احداها وذهب الى مكتبها ...اراد ان يكون الامر طبيعيا الى حد ما ...وصل المكتب فلم يجدها على مكتبها ...فسأل مروة بعدم اكتراث ...اين صديقتك ...الازالت فى اجازه ..
- لا يا سيدى ..اتت اليوم واسئذنت منذ 10 دقائق
انصرف الى مكتبه ربما يراها من الشرفه لكن لا اثر لها ...يبدوا انها لا تزال متعبه ومرهقه من جراء الحادث ...

لم تستطع اكمال اليوم بالعمل ...حاولت ولم تستطع ..لازالت تتألم ...وزاد عليها اكثر فراق اسماء ...اتصلت بها واعتذرت عن دعوتها على الغداء ....يسيطر الحزن على قلبها ....يعتصره عصرا ...

استئذنت بعد وصولها للعمل بساعة ....تحججت بحالتها المرضيه وحاجاتها  للتشافى .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق