الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

20

كان سامى فى منزل عمر يجلس مع علا فى صالة منزلهم الواسعه يتحدثان ...تارة تجلس معهم والدتها وتارة تتأخر وهى تعد لهم المشروب ...لتترك مساحة للحديث بحرية .....رن جرس الباب ...فدخل عمر منه بعد ان فتح بالمفتاح ...رحب بسامى وجلس معهم ....تحدثا قليلا ...ثم بدا الحديث عن التجهيزات ...
سأله عمر ..
هل الشقه التى وجدتها مناسبه
اجابه سامى
نعم الحمد لله ... أصطحبت علا وخالتى اليوم ليروها وقد اعجبتهم ...ونظر الى علا
فقالت ...جميلة يا عمر ..وعلى شارعان ...وقريبه من عمل سامى ..لكنها بعيده عن هنا ...
ابتسم لها عمر وقال ...لابأس سنأتى لزيارتك ..ثم اردف موجهاً حديثه لسامى
متى ستنتهى من تجهيزها
- يعنى فى غضون شهر ..ان شاء الله
-جيد ...اذا نحدد ميعاد الزفاف
ابتسم سامى ونظر لعلا وقال
- يا حبذا ...
يمكن ان يكون فى منتصف الشهر بعد القادم ..
قال عمر وهو يهم بالوقوف ..
ارينا همتك يا بطل ..امامك شهر ونصف
وقف سامى بدوره ..وسلم على الجميع وعلا واستئذن

على العشاء
قالت والدة عمر ...
الا ترى انك استعجلت فى تحديد ميعاد الفرح
عمر : ولما التأخير ؟!
: ثلاثة شهور فترة قصيرة للخطبه
نظر عمر الى علا وقال
:انظرى الى ابنتك يا امى وانت تعرفين لما الاستعجال
تحرجت علا من كلمته كثيرا ونظرت بطعامها وابتعلت اللقمه دون مضغ
فأردف قائلا ليذهب عنها الحرج...اقصد انها هى من تقرر هل تفاهمت هى وسامى ام لا تزال تحتاج وقتاً كى تقرر ..هل تتم الزواج منه الان ام لا ...
نظرت امها اليها فرفعت علا عينيها اليها وهزت رأسها بالقبول ...ولاتزال ابتسامتها الخجله على محياها....

فرغ من الطعام وجلس معهم قليلا ثم استئذن منهم لينام
دخلت خلفه امه ...يبدوا ان لديها كلاماً لم تُنهيه بعد على المائده وارادت قوله فى غياب علا
بقلب الام ادركت ان ابنها مُتعجل لأمرٍ ما ...امر يخصه هو ...وهومن رفض الزواج حتى تتزوج اخته اولا ..
- قل لى يا عمر
- نعم يا امى
هل تتعجل سامى وزواج اختك ...لترتبط وتتزوج انت ايضا ..
سكت عمر ..وابتعد بوجهه
فأتبعت هى  ..ذلك يوم المنى يا بنى
ليس لدى مانع ان تخطب الان مادمت قد وجدتها .......وتزوج بعد زفاف علا
قبل يديها ورأسها وقال...
- ننتهى من امر علا اولا ثم نرى بعد ذلك ..

اغلق نور الغرفه قبل ان تقتحمه ...يوهم نفسه انها لا تقتحم خيالة فى الظلام ..بل هى كل خياله ...
اصبح يشتاق للصباح وللعمل ...وافضل اوقاته هى تلك الدقائق التى يقضيها امام شرفة مكتبه يطالعها وهى قادمه ...

كانت تشعر هذه المره بالوحده رغم اعتيادها ...كانت تشعر باحتياجها الشديد لاسماء ...لا تستطيع ان تحكى لها على الهاتف ما تفهمه اسماء من مجرد النظر اليها ..
ارادت التهرب من مقابلة علاء ...ارات ان تكتفى منه بالحديث عبر الهاتف والرسائل فقط ...لكنه كان يلح دائما فى مقابلتها ...
ارادت اسماء لتخبرها ماذا تفعل ... كيف تجعل علاء يقنع والدته بها ...هل تذهب وتزورها كما يقول...هل تحدثها بالهاتف ...ماذا يترتب عليها ان تفعل ...
كيف تصبر حتى يُقنع والدته ...تحبه كثيرا وتشتاقه ايضاً ...تشتاق من يؤنس وحدتها ويفيض عليها من حبه وحنانه ...

ذات مساء جلست امام التلفاز فى غرفة المعيشه ..فى ملل ..فقد عادت من العمل ... تناولت غداء جاهزا احضرته معها من احد المطاعم ...ونامت قليلا ...واستيقظت ...لا تجد احد وتشعر بالغربه فى منزلها ...رن هاتفها واضات شاشته باسمه ....طلب منها الخروج معه الى احد المولات الكبيره يود شراء بعض الملابس ...رأتها فرصه لإضاعة الملل التى تشعر به ..وفرصه لان تهنأ به ويرتاح قلبها قليلا ..
مر بسيارته امام منزلها ...فركبت معه ...جلست بجواره ....اراد ان يمسك بيديها فسحبتها قبل ان يمسكها وابتسمت ...
بعد ان انهيا جولتهما المُتعِبه فى اللف على المحال والمتاجر وشراء ما يريد  ...اصطحبها الى مطعم فاخر يتناولان العشاء ....كان عشاء فاخرا فى مطعم انواره خافته موسيقى رومانسيه فى الخلفيه وكأنها ليلة ساحرية من ليال الالف الليله.....كانت كفيلة بأن تنسيها العالم من حولها ...حتى اتصالات اسماء لم ترها ولم تسمع رنين الهاتف ...

اتصلت اسماء كثيرا عليها ولم تجب ...اخر مكالمه كانت بينهم بعد ان استيقظت على اذان المغرب ...واخبرتها انها ستجلس لتشاهد التلفاز ...
بعدها كانت تتصل كل ساعة بها لكنها لم تجب ...حاولت اسماء ان تقنع نفسها لربما نامت ...لربما لا تسمع الهاتف ...لم يهدأ قلب اسماء و عقلها من التفكير ...
: وماذا على ان افعل يا اسماء
: لا ادرى يا سامى ...تصرف ...قلبى مشغول عليها اخاف ان يكون حدث لها مكروه وهى وحدها بالبيت ..
: ليست هى الاولى يا اسماء التى تتركونها وحدها
كان فى بيت عُلا عندما اتصلت به اسماء ..كان مدعوا على العشاء ...استمع عمر ايضا للمكالمه ...وبدأ الانشغال ايضا عليها من صوت اسماء الذى تسرب من هاتف سامى وهى تترجاه ان يتصرف ...
قام عمر واحضر مفاتيح السيارة واخذ سامى وذهبا للاطمئنان على سلمى التى لا ترد على الهاتف منذ ساعات ..
عُلا : سامى ...والعشاء 
اجابها عمر ...سنأتى حالا لن نتأخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق