الأحد، 27 نوفمبر 2016

39

كما انا 39
يمنى : هذا ما حدث يا ايمن ولم تقل الفتاه اكثر من ذلك
..صمتت قليلة
ثم اردفت
حسنا يا ايمن سأتحدث اليها فى اقرب فرصة
اغلقت الهاتف والتفتت الى خالد لتجيبه على استفساره
خالد : من هى ؟!
يمنى : هبه زوجة الاستاذ محمود سكان الطابق السادس
خالد : اعرفتها فعلا !
يمنى : قالت فقط انها لا تتذكر اين رأتها من قبل
..سأحاول غدا ان اتحدث اليها ربما كانت تعلم شيئا عن
سارة واهلها

قامت هبه من سرير الكشف فى عيادة طبيبة النساء لمتابعة حملها ،عدلت ملابسها واستمعت هى ووالدتها المرافقه لها تعليمات الطبيبة وارشادتها
قالت هبه لوالدتها وهما
مغادرتان العيادة
: هل تذكرين شادى قريبنا ابن طنط نجوى
ردت الام بعد ان ركبا السيارة الاجرة
: وما الذى ذكرك بهم
هبه : اتذكرين الفتاه التى تزوجها شادى
الام بانتباه : التى ماتت
هبه : الم تقولى انها لم تمت وانهم هم من ادعوا ذلك
قالت الام : لا نعلم يا هبه اين الحقيقه فالناس يقولون انها انتحرت وبعض الاقارب يقولون انها هربت
ولكن ما الذى ذكرك بها   
اعتدلت هبه فى جلستها وقالت : رأيتها بالامس
انتفضت الام وقالت : فى الحلم ؟!! حلمت بها
هبه : لا يا امى هى بنفسها
دفعت الام الأجرة ونزلتا منه وقالت لابنتها فى استنكار
: المتوفاه !!
هبه : الم تقولى ان بعض الناس قالوا انها قد تكون هربت من شادى
الام : اين رأيتها وكيف تأكدتى انها هى
هبه : صحيح انها غيرت اسمها وشكلها وارتدت الحجاب لكنها من اصحاب الملامح البسيطه والجمال الهادىء وذلك صعب ان ينسى
قالت الام وهى تدير المفتاح فى باب شقتهم  :
يخلق من الشبهه اربعين
وقبل ان تدلف للداخل استدارت لابنتها هبه وقالت :
لا تذكرى شيئا من هذا امام والدك فهو لا يحب تلك العائلة وافعالهم

ذهب ايمن فى الصباح لمقر الشركه لا المعمل فعليه اليوم ان يتسلم مهام وظيفته الجديدة
دخل مع المسؤل الى مكانه الجديد غرفة واسعة تحتوى خمسة مكاتب على كل منها جهاز كمبيوتر وملفات واوراق وخلفها موظف يؤدى عمله الا مكتب واحد فى اقصى اليمين فارغ من الملفات وجهازه مغلق
تنهد ايمن وهو يجلس فوق كرسيه مسح وجهه بيده يفكر فى وضعه الجديد ،لا يحب الاعمال الروتينيه ولا الاعمال المكتبيه على الحاسوب ويبدوا انهم ارادوا التخلص من ضوضائه حين اكتشف عن طريق المصادفة التلاعب الذى يتم فى تشغيلة مواصفات احد الادوية الهامه فى السوق ، وحين اثار ذلك انقلب الامر عليه وسرى شيئا من الاسفل واختفى ذلك الدليل واتهموه فى النهاية وقامت التحقيقات ضده حتى آل امره الى نقله الى الشركه وترك المعمل ، فى اثناء شروده اقترب منه الاستاذ صلاح ،رجل كبير فى السن يغزو الشعر الابيض رأسه الا الشوارد يرتدى منظار طبى دائرى الشكل بنصف اطار، جال بنظره اولا فى الغرفه واطمئن ان الجميع منهمكون فى اعمالهم قبل ان يخطو خطواته نحو مكتب ايمن وقال فى لطف : اتركها على الله يا بنى
انتبه اليه ايمن فأردف قائلا بابتسامه ودوده مادا يده
صلاح عبد المجبد
صافحه ايمن قائلا
ايمن عبد الرحمن الموظف الجديد معكم هنا
سأله الأستاذ صلاح
واين كنت تعمل يا ايمن
ثم رفع يده واردف
اسمح لى ان اناديك دون القاب فانت فى عمر اولادى
قال ايمن : لا بأس
كنت اعمل فى معامل الادوية
نظر اليه الأستاذ صلاح من اعلى نظارته باندهاش
   فرد ايمن على تساؤله الذى قفز من عينيه
حكاية طويلة
ابتسم الأستاذ صلاح مجددا وقال
ارجو ان ترتاح معنا هنا
ولا يضطرون الى نقلك ال  مكان اخر
وقبل ان يرمقه ايمن بنظرة كان قد عاد الى كرسية بين اوراقه وملفاته
كانه يعلم ما حدث لايمن او ربما يتكرر ذلك امامه فعمره وسنه يقولان انه مر عليه الكثير من الاشكال والالوان .
رن هاتف ايمن فأجابة على الفور
ايمن : الو ..وعليكم السلام ..بخير يا يمنى هل من جديد ..جيد وهل حدثتك بشىء ... اذا هى لم تتذكر نادين ..هل اخبرت نادين بذلك  ..
حسنا ...يمنى هل اخبرتها باسمها الحقيقى وبعض التفاصيل ربما تتذكر ..اه وماذا قالت
حسناً حدثينا اذا اخبرتك اى شىء

فى نفس التوقيت رن هاتف اخر لكن فى بيت ام هبه
هبه : الم اقل لك يا امى انها هى
الام : هى من يا هبه
هبه : نادين زوجة شادى
الام : هل رأيتها مجددا
حكت هبة لامها عن تفاصيل زيارة يمنى فى الصباح وحديثها عن نادين اخبرتها القصه وكيف انقذها ماجد وكيف عاشت بينهم لا تتذكر حتى اسمها وسألتها ما اذا كانت تتذكر اين ومتى رأتها من قبل
لكن هبة انكرت انها تذكرت وظلت على نفس جملتها( لا اتذكر اين تحديدا او متى لكننى اذكر ذلك الوجهه) ووعدت يمنى انها ستخبرها ان تذكرت
باندهاش بالغ كانت تستمع الام للحكاية على لسان ابنتها هبه وراحت ببساطه تحكى هى الاخرى لزوجها الذى انفعل حين قالت الام فى معرض سردها شادى ابن نجوى
قائلا : شادى ليس ابن نجوى ولن يكون يوما ابنها
شادى ابن محمود وانصاف ..والداه كانا خيرين انما تلك المرأه خالته وليست كاأختها ..وهى من ابعدته عن العائلة واهله ولولا كلام الناس ما كنت حضرت ذلك العرس المشؤم  


الجمعة، 25 نوفمبر 2016

كما انا 38



كان الصمت صديقها الايام الماضية حتى هو لم يقوى على اختراقه رغم أنه لم يكن يظهر عليها الحزن قويا الا ان صمتها كان يقتله ،تمارس مهام الحياة العادية وترد بكلمات قليلة على السيدة ام ايمن وايمن كذلك حتى ماجد رفضت ان تتحدث اليه عندما كان يحدثهم وتعللت بانها نعست وستنام ،تحدثت يمنى فى الهاتف واصرت عليهم ان يبلغوا نادين انها تنتظرها يوم الخميس وستتضايق ان لم تأتى . ولما كان يوم الخميس ،حين كانت تنظف المائدة بعد الغداء وتدخل الاطباق المطبخ قالت ام ايمن بود : سيفرجها الله يا ابنتى
ابتسمت نادين من زاوية فمها وقالت :
لا تقلقى على يا امى انا بخير
ام ايمن : اذا ستذهبين الى يمنى !
سكتت نادين ونظرت الى اسفل
فأردفت ام ايمن تحثها على الذهاب : ان كنت بخير حقيقة اذهبى الى دعوة يمنى ،اجلسى وتحدثى اليها انا اعلم انكن تحبان بعضكما وتسران الى بعضكم بالاسرار ،احكى لها عن همك وحزنك وقلقك فالبوح بالهم يجلى بعضه ويفرج عن النفس ما فيها
ثم قالت بنبرة متحمسة اكثر :
قالت انها ستدعو جيرانها اجلسى معهم واستأنسى بهم فهن كما قالت يمنى فى مثل عمركم .
اومأت نادين برأسها تفكر فى فكرتها بالذهاب
خرجت من المطبخ فكان ايمن قد دخل غرفته ينام كعادته قبل ذهابه للصيدلية خرجت خلفها ام ايمن ونظرت اليها والى مكان نظر عينيها ففهمتها وقالت
لا تقلقى سأخبره انا وسأطلب منه ان يمر عليك بعد الصيدلية لتأتى معه .
ازعنت لفكرة ام ايمن ورأت فيها متنفسا وتغيير لحالتها النفسية التى صحبتها الايام الماضية ..
عند بيت يمنى
كانت احذية نسائية تفترش عتبة البيت وبعض الاصوات تتسلل عبر الباب الخشبى فعلمت ان مدعوات يمنى قد حضرن مبكرا ربما لن تستطيع الليله ان تنفرد بصديقتها فراقت لها فكرة العودة للمنزل لكن الفكره اتت اليها متأخره فقد ضغطت جرس الباب، لحظات واتى صوت يمنى مع صوت فتح الباب مهلله لحضور نادين بعد ان رأتها من العين السحرية بالباب
عناقتها بابتسامه واسعه وادخلتها الى حيث يجلسن الجميع وقفت يمنى وخلفها نادين وقالت بصوت مبتهج : اقدم لكن رفيقتى وصديقتى وخطيبة اخى ..سارة
تقدمت نادين وبدأت تصافحهن واحده تلو الأخرى ويمنى تقدم اليها الجارة بأسمها والطابق الذى تسكن
اخيرا انتهت واتخذت موقعا مناسبا بينهم وبالقرب من الباب ايضا ومن يمنى على الجانب الاخر،
كان حديثهن مسل ومختلف بعض الشىء فهى لم تقابل عدد من النساء المتزوجات صغيرات السن كهذا من قبل او تحديدا منذ عاشت حياتها الجديده بعد الحادث
يتفاوت عمر زواجهن من 7 سنوات الى الاشهر واحدثهن بالطبع يمنى بعضهن من لديها طفل اوطفلان واثنتان منهن حوامل فى الشهر الخامس والاخرى على مشارف التاسع كان كثيرا من الحديث يذهب اليها لانها كان هذا حملها الاول وكانت قلقه كثيرا فكانت تطمئنها احداهن وتتحدث اخرى عن الالام التى صحبتها بعد ولادة طفلها الاول وتخبر اخرى عن الطبيب الفلانى الذى لا يفهم شىء فى الطب وانه اخطأ فى التشخيص وعن الطبيب الاخر الذى وضعت على يديه بولادة طبيعية بعد ان كان سيجرى لها الاول القيصيرية ثم يذهب الحديث عن الاطفال وتعب تربيتهم ثم يقفز مرة اخرى عن الموضه ومتاجر الملابس النسائية وموسم التخفيضات كانت نادين لا تشارك فى الحديث لكنها استمتعت به جدا حتى انها خرجت بعض الوقت من الحالة التى اتت بها منذ قليل  وكانت تنتقل بنظرها وسمعها بينهم فتارة يصبح الحديث جماعى والكل يشارك وتارة ثنائى بين كل اثنتين متجاورتين او اكثر وفى كل مره كانت تنقل نظرها بينهم كانت تصتدم بنظرات تلك الفتاه التى تجلس على طرف الاريكه والحامل فى شهرها الخامس ،كل ما مرت نادين بنظراتها وجدتها تنظر اليها ثم ما تلبس الا ان تصرفهما وتنشغل بالحديث الجارى
مر الوقت سريعا وهن يتسامرن ويضحكن ويتحدثن عن كل شىء وفى كل شىء ،سعدن كثيرا بتجمعهن بفضل يمنى ، فبعضهن كانت لا علاقة لها بالجيران ومنهم من تعرفت على واحده او اثنتان بالكثير وتصادقا لكن الليلة عرفتهم يمنى ببعضهم وتواعدن على تكرار تلك الجلسه عند كل واحدة فى كل مرة ،ودعتهم يمنى عند الباب وقبل ان تخرج الفتاة الحامل ذات الشهر الخامس التى كانت تتبع نادين بنظراتها سلمت على يمنى وقالت لنادين اظن اننى اعرفك او ربما رأيتك من قبل ..لكن لا اتذكر اين تحديدا
نظرت يمنى الى نادين التى كانت ثابتة النظر نحو الفتاه تنتظرها ان تتذكر لكن الفتاه سلمت على يمنى اخيرا وانصرفت

اغلقت يمنى الباب ونظرت لنادين التى ظهر على وجهها علامات الغضب فقالت : سارة ما بك
نادين : يمنى كيف تركتيها تذهب ...المرأه قالت انها تعرفنى
يمنى : لم تقل ذلك يا سارة .اهدئى
على اثر الحديث المنفعل دخل خالد متعجبا
ماذا حدث ؟! ما بكما ؟!
حملت نادين حقيبتها وقالت : سأذهب
اكمل خالد فى استنكار
حتى ايمن يقف بالاسفل ولم استطع اجباره على الصعود معى ..واعتمدت عليك يا سارة ان تجعليه يصعد نتناول العشاء سويا
قالت نادين وهى تفتح باب المنزل : تعوض ان شاء الله استاذ خالد ..بإذنكما .
نظر الى يمنى علها تخبره ما سر حالتهما سارة وايمن .
فى المصعد تذكرت كلام ام ايمن عن المشكله التى تعرض لها ايمن مؤخرا ونقله ظلما الى مكان اقل فى الاجر والمهنيه و لا يحبه
  كان يضع يديه فى جيب بنطاله ويحرك قدمه بهدوء يرسم بهم على الارض امام البناية . نظرت اليه قبل ان يلحظ وجودها وعاتبت نفسها على حالته التى لم تنتبه لها وظروفه التى يمر بها وانها حتى الان لم تقف بجواره او تهون عليه حاله ..
التفت اليها عندما سمع وقع اقدامها على الارض ثم ابتسم لها ابتسامه رقيقة وسار بجوارها ويديه لا تزال متدفئة فى جيب بنطاله ..لم تدرى كيف تبدأ حديثا المفترض فيه ان تتعاطف شعوريا مع المه وضيقه وان تخفف عنه لكنها لم تكن بالقوة الكافية التى تجعلها تقف امام مشاعرها وهمومها وانانيتها وتنسى او تتناسى مؤقتا حالها لتخرج احدهم من المه وضيقه حتى وان كان هو ايمن
وقفت فجأه فوقف هو الاخر ناظرا اليها فقالت : ايمن لم اتعود منك على هذه الحاله .
ربت على كتفها قائلا : لا تقلقى ستتحسن الامور ..
ثم حاول جاهدا الابتسام واخذ بيدها ووضعها على ذراعه واكملا السير
ايمن : اخبرينى انت كيف كانت جلسة يمنى وجيرانها
تذكرت نادين الفتاه وحدثت ايمن عما قالته فقال : لا بأس سأطلب من يمنى ان تتحدث اليها ربما تعرفت عليك .
 


السبت، 5 نوفمبر 2016

37 كما انا

37  كما

قالت يمنى منهية حوارهما
سأنتظرك الخميس فى السابعه ، يا سارة لن اقبل اعذار
نادين : ان شاء الله حبيبتى
اغلقت الهاتف معها واجرت الاتصال بأيمن فقد اقترب موعد انتهاء عمله
:  الو ايمن كيف حالك
ايمن :بخير الحمد لله
نادين: هل تتذكر وعدك لى الامس
سكت ايمن برهة ليتذكر ما وعدها فى خضم الاحداث التى يعايشها منذ الصباح فى عمله ..بالكاد تذكر انه وعدها ان يذهبا لعنوان منزلها القديم فأجابها
: طبعا اتذكر ..نصف ساعة وينتهى دوامى وأتيك فكونى جاهزة
اغلقت الهاتف بسعادة وقامت تستعد للخروج ..تتسارع نبضاتها كما تتسارع كلما اقتربت من شىء يذكرها بالماضى ..
وامام منزل ضخم فيلا كما يسمونها تحوطها حديقه ذات اشجار قصيرة طار اوراقها وأصفر الزرع من حولها فبدا عليها القفور وهجر اصحابها لها ..
اقتربت من البوابة الحديدية وراحت تنظر للمنزل بتفحص شديد تشعر بحنين جارف له ..ولا تعلم هل ذلك الحنين لعلمها ام حنين قلبها وعقلها الباطن ..
امسكت بالقضبان الحديد وعمقت فيه النظر ...
اتى رجل كبير فى السن يبدو انه حارس العقار يسال ايمن السؤال المعتاد ..ماذا تريدان ؟؟
اجابة ايمن
نريد سكان المنزل ؟
الحارس : لا احد بالمنزل
التفتت اليهما نادين واقتربت منهما
ساله ايمن
هل سيعودون قريبا
الحارس : لا اعلم ياسيدى فقد هاجروا الى اوروبا منذ اكثر من عام بعد وفاة ابنهم.
نظر ايمن الى نادين فى نفس اللحظه فكانت محدقة فيه هو ايضا ..تداعى الى ذاكرتها صوت الفتى الذى يأتيها فى الحلم من بعيد دوما وينادى اسمها ولا تراه
قال الحارس الذى استغرب من رد فعلهما للخبر : ولكن ماذا تريدان انتما ...
امسك ايمن بنادين التى كانت لا تزال مذهولة من الخبر وقال للحارس
كنا نود زيارتهما فزوجتى صديقة الانسة نادين ..
رد الحارس نظره اليه بعدما نظر الى نادين
واضيقت عيناه وقال بحذر
تقصد ابنتهم التى انتحرت
نظر ايمن الى نادين وسال الحارس الذى لم يتعرف على نادين
فساله ايمن حين رأه لم يتعرف على نادين
منذ متى تعمل هنا ؟
بدا على الحارس الانزعاج من اسالته الكثيرة
فقال ايمن بحزن لتلطيف الجو والانسحاب بهدوء:
نحن لسنا من هنا ولم نعرف بكل تلك الاحداث ..لا حول ولا قوة الا بالله الدوام لله وحده ..لا عليك يبدوا اننا تأخرنا ..
وقبل ان يغادرا ساله ايمن سؤالا اخيرا
ولكن من يعطيك راتبك الم تقل انهم سافروا ..
قال الحارس بتضجر :بالبريد ..هيا اذهبا الى حالكما
لم يستطع ايمن العودة بنادين للمنزل هكذا
جلسا فى مكان هادىء وطلب لها ليمونا
خيم الصمت على المكان قليلا
حتى قال ايمن
نادين لازلنا غير متأكدين مما قال ..حتى انه لم يبدو عليه انه يعرفك ..او تشبهه بك..
نادين : بلى هو ..الم تشاهد تلك اللافتة الصغيرة بجوار الباب الحديدى ...الم تقرأ ما كتب عليها
ثم قالت بنبرة اشبه بالبكاء
فيلا الدكتور سامى علم الدين
نظر ايمن للاسفل فاكملت هى
الم تقل الفتاه واخيها ان والدتى سافرت اوروبا الم يتطابق كلامهم مع كلام الحارس
اذا هى الحقيقه يا ايمن ..كان لى اخ ومات ووالدى ايضا ووالدتى قد سافرت ..لم يعد لى احد هنا ...
يبدوا اننى لن اتذكر ابدا
ثم وضعت رأسها بين كفيها واجهشت بالبكاء ..
تركها ايمن حتى هدأت
لم تكن لديه اى كلمات مواساه لها ...ربما كانت محقه ..
لكن يبقى لغز لما انتحرت ..حتى ذلك لم يقدر على التفكير فيه ..يومه كان مليئا بالاخفاقات فى العمل ومع نادين ايضا ..تضايق من نفسه اكثر مما حدث ومن عدم قدرته على التخفيف عنها او اخراجها من تلك الحاله التى سيطرت عليها حتى اليوم التالى ..
لم يجد له صدرا يتقبل افراغه من ثقله غير والده الذى قص عليه بداية ما حدث معهما عند منزل نادين ..ثم ما حدث فى عمله والتحقيق الذى اجرى معه وانتج عنه نقله الى الشركه وترك المعمل الى عمل ادارى خلف مكتب واوراق ودفاتر وروتين مكتبى بغيض ..
افرغ ما بجعبته من ثقل لوالده الذى ذكره انه مثابر ولا يستسلم بسهوله مدام يرفع راية حق وعليه ان يميل مع الريح حتى لا ينكسر ثم يقوى من جديد عندما يتثبت من ادلته ليجابهه ذلك الفساد ثم يواجهه على ارض ثابته..  اوى الى فراشه يفكر فيها وفى المفاجات التى تتوالى عليها ولا تريحها بل تعذبها اكثر واكثر


الجمعة، 4 نوفمبر 2016

37

37  كما

قالت يمنى منهية حوارهما
سأنتظرك الخميس فى السابعه يا سارة لن اقبل اعذار
نادين : ان شاء الله حبيبتى
اغلقت الهاتف معها واعادة الاتصال بأيمن فقد اقترب موعد انتهاء عمله
:  الو ايمن كيف حالك
ايمن :بخير الحمد لله
نادين: هل تتذكر وعدك لى الامس
سكت ايمن برهة ليتذكر ما وعدها فى خضم الاحداث التى يعايش منذ الصباح فى عمله ..بالكاد تذكر انه وعدها ان يذهبا لعنوان منزلها القديم فأجابها
: طبعا اتذكر ..نصف ساعة وينتهى دوامى واتيك فكونى جاهزة
اغلقت الهاتف بسعادة وقامت تستعد للخروج ..تتسارع نبضاتها كما تتسارع كلما اقتربت من شىء يذكرها بالماضى ..
وامام منزل ضخم فيلا كما يسمونها تحوطها حديقه ذات اشجار قصيرة طار اوراقها وأصفر الزرع من حولها فبدا عليها القفور وهجر اصحابها لها ..
اقتربت من البوابة الحديدية وراحت تنظر للمنزل بتفحص شديد تشعر بحنين جارف له ..ولا تعلم هل ذلك الحنين لعلمها ام حنين قلبها وعقلها الباطن ..
امسكت بالقضبان الحديد وتعمق فى النظر ...
اتى رجل كبير فى السن يبدو انه حارس العقار يسال ايمن السؤال المعتاد ..ماذا تريدان ؟؟
اجابة ايمن
نريد سكان المنزل ؟
الحارس : لا احد بالمنزل
التفتت اليهما نادين واقتربت منهما
ساله ايمن
هل سيعودون قريبا
الحارس : لا اعلم ياسيدى فقد هاجروا الى اوروبا منذ اكثر من عام بعد وفاة ابنهم
نظر ايمن الى نادين فى نفس اللحظه فكانت محدقة فيه هو ايضا ..تداعى الى ذاكرتها صوت الفتى الذى يأتها فى الحلم من بعيد دوما وينادى اسمها ولا تراه
قال الحارس الذى استغرب من رد فعلهما للخبر : ولكن ماذا تريدان انتما ...
امسك ايمن بنادين التى كانت لا تزال مذهولة من الخبر وقال للحارس
كنا نود زيارتهما فزوجتى صديقة الانسة نادين ..
رد احارس نظره اليه بعد نادين
فساله ايمن حين رأه لم يتعرف على نادين
هل تعمل هنا منذ فترة ؟
بدا على الحارس الانزعاج من اسالته الكثيرة
فقال ايمن بابتسامه صفراء لتلطيف الجو والانسحاب بهدوء:
نحن لسنا من هنا ولم نعرف بكل تلك الاحداث ..لا عليك يبدوا اننا تأخرنا ..
وقبل ان يغادرا ساله ايمن سؤالا اخيرا
ولكن من يعطيك راتبك الم تقل انهم جميعا سافروا ..
قال الحارس بتضجر :بالبريد ..هيا اذهبا الى حالكما
لم يستطع ايمن العودة بنادين للمنزل هكذا
جلسا فى مكان هادىء وطلب لها ليمونا
خيم الصمت على المكان قليلا
حتى قال ايمن
نادين لازلنا غير متأكدين مما قال ..حتى انه لم يتعرف عليك
نادين : بلى هو ..الم تشاهد تلك اللافتة الصغيرة بجوار الباب الحديدى ...الم تقرأ ما كتب عليها
ثم قالت بنبرة اشبه بالبكاء
فيلا الدكتور سامى علم الدين
نظر تيمن للاسفل فاكملت هى
الم تقل الفتاه واخيها ان والدتى سافرت اوروبا الم يتطابق كلامهم مع كلام الحارس
اذا هى الحقيقه يا ايمن ..لم يعد لى احد هنا
ويبدوا اننى لن اتذكر ابدا
ثم وضعت رأسها بين كفيها واجهشت بالبكاء ..
تركها ايمن حتى هدأت
لم تكن لديها اى كلمات مواساه لها ...ربما كانت محقه ..
لكن يبقى لغز لما انتحرت ..حتى ذلك لم يقدر على التفكير فيه ..يومه كان مليئا بالاخفاقات فى العمل ومع نادين ايضا ..تضايق من نفسه اكثر مما حدث ومن عدم قدرته على التخفيف عنها او اخراجها من تلك الحاله التى سيطرت عليها حتى اليوم التالى ..
لم يجد له صدرا يتقبل افراغه من ثقله غير والده الذى قص عليه بداية ما حدث معهما عند منزل نادين ..ثم ما حدث فى عمله والتحقيق الذى اجرى معه وانتج عنه نقله الى الشركه وترك المعمل الى عمل ادارى خلف مكتب واوراق ودفاتر وروتين مكتبى بغيض ..
افرغ ما جعبته من ثقل لوالده الذى ذكره انه مثابر ولا يستسلم بسهوله مدام يرفع راية حق وعليه ان يميل مع الريح حتى ينكسر ثم يقوى من جديد عندما يتثبت من ادلته ليجابهه ذلك الفساد ثم يواجهة على ارض ثابته..  اوى الى فراشه يفكر فيها وفى المفاجات التى تتوالى عليها ولا تريحها بل تعذبها اكثر واكثر