الاثنين، 14 سبتمبر 2015

19

مضت الايام كما كانت من قبل ومضى كلٌ على حاله ...مضى ايمن يحمل ضيقاً من رفضها اياه ..فأوقف رسائلة الصباحية التى كان يرسلها لها من احد الارقام الغريبه ثم يغلق الهاتف فورا بعدها كان يستمتع بمراقبتها وهى تقرأها بمجرد وصولها وجلوسها خلف مكتبها ...لم يكن يكتب سوى جملة واحده فقط " صباح الخير "  حتى عندما تم ترقيتها وانتقلت الى قسم اخر ..كانت الرساله قصيرا ايضا "مبروك" ثم تبعتها "صباح الخير "  تعجب حين راى رسالة منها ظن انها عرفته لكن كانت رسالة لاستفزازه ليفصح عن نفسه فكتبت له "جبان" ...لم يكن جبانا قدر ما كان خجولا جادا فى طلبه لكنه فى النهاية رُفض ....فلا داعى الان للرسائل ...كانت ترقبة من بعيد مروة زميلة سلمى ورفيقتها فى المكتب ...لم تكن تلفت انتباهه من قبل .....ربما لان قلبه  كان مشغول ....بدأ التفكير بها وتذكر ...تخمين عمر لها عندما كان فى مكتبه من اسبوع ...بدأ ايمن فى اتخاذ خطوات جاده ....فسأل عنها جيدا ...واتصل بوالدها يحدد موعد مقابله .....
مضت الايام سريعا ....كانت سلمى تتحاشى مقابلته فى العمل ...كانت تشعر بوطأ الاحراج الذى حدث  ...
حتى اتت مروة فى ذات صباح والفرحة تملىء عينيها ...اخبرت سلمى فى اذنها ...فقامت تقبلها وتبارك لها ...فرحت سلمى وانزاح عن صدرها هم خذلان ايمن من طلبها ....فرحت لهما جدا وفرحت لصديقتها مروة ...فرحت اكثر للسعادة التى رأتها فى عيون وصوت مروة وهى تتحدث عن التفاصيل ...
- قرأ ابى معه الفاتحه بالامس ...ويوم الخميس سنقيم حفلة صغيره لنرتدى خاتم الخطبة ..... ثم قالت بخجل : كما حدد معه ابى موعد الزفاف ....
-هتفت سلمى بمرح ....مبروووووك واحتضنتها
كان يقف خلفهما ....دخل المكتب وقال
مبروك يا انسة مروة ...ايمن شاب رائع ...
اجابت مروة بخجل ...شكراً لك سيدى
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بالخير
ثم نظر الى سلمى وقال ....عقبالك
اخفضت سلمى بصرها وتمتمت بشكره

غارت سلمى من صديقتها مروة ...لم تغار من فوزها بايمن فهى من رفضته بكل ارادتها ...لكنها غارت فرحة مروة بالخطبه ...غارت سعادتها ولمعة عينيها وهى تخبرها بموعد الزفاف ....كاى فتاة سلمى تشتاق لذلك اليوم ..الذى تسدل فيه السعاده ستائرها على قلبها وحياتها ...الى ذلك الرجل الذى يغير خارطة حياتها ويعوضها كل المأسى والالم التى عاشتها....
انطلقت بالسيارة ومرت بجانب سيارة علاء. .دون ان تتوقف على موعدهما ....فانطلق خلفها ...كانت غاضبة وارادت اعلامه بحديث السباق ....بمهارته المعتاده اوقفها على جانب الطريق ...ترجل من سيارته وفتح باب سيارتها وجلس ...
- ما به الجميل غضبان
- لاشىء
مسك كفها بين كفيه وقبله
سرت رعشه بجسدها وسحبتها ببطىء
وقالت ...
علاء لما لم تطلب منى موعد مع والدى
علم بما وراء حديثها اليوم وقال بنبرة يعلوها الحزن
لو تعلمين ما اعانى .. لعذرتينى
انتبت له تحثه على الحديث
اعاد ظهره للكرسى وقال فى اسى
والدتى تعبت الاسبوع الماضى ونقلتها المشفى ...عندما كنا نتحدث عنك ...ونظر اليها
-عنى !!!
-نعم ...كنت اخبرها اننى احببت فتاة جميلة ...وانى اريد خطبتها ....لكنها قالت لى انها تريد تزويجى ابنت اختها ...وعندما احتد النقاش ...وقعت منى فنقلتها للمشفى
فزعت سلمى ...وقالت
لما لم تخبرنى بذلك ...وكيف هى الان ...
فى تحسن ...اعدتها للمنزل اول امس وطلب منى الطبيب ان لا تتعرض للضيق ثانية ...
نظرت اليه سلمى بأسى لما تسمعه عن والدته ..ولانها فقدت امها من قبل هابها ان تكون سببا فى ان يفقد علاء والدته ...
شعرت بحزنه فارادت التخفيف عنه ...فخرجت معه يتمشيان ....
قال لها وقد راى رقة قلبها له ...
ما رايك ان تزوريها
- انا ...ازورها
-ربما ان راتك غيرت رايها
صمتت سلمى لتفكر كيف ذلك... لم تستغ الامر فحاول اقناعها بشده
فقالت له
حسناً  لكن ليس اليوم ...
تركها على موعد تاتى فيه معه لزيارة والدته ...

عادت المنزل تتذكر كلامه ولمسة يده وقبلته عليها ...كانت تشعر بان شيئا خطأ يحدث ...لكن عطشها العاطفى وقلة علمها بامور الحلال والحرام ...لم تقوى عليه فطرتها السليمة ...فى منعها ...

فتشت عن اسماء لم تجدها لكن وجدت ورقه على مكتبها تخبرها به اسماء انها سافرت اليوم مع والدها ...لم  تخبرها بالامس لانها نفسها ام تكن تعلم ...فقد اخبرها زوجها بتحضير نفسها للسفر فى غضون ساعة ....كثيرا ما كان ينسى ذلك فهو كثير السفر. .احيانا يحب اصطحاب اسماء واحيانا يسافر وحده ...وكانت تتحمل اسماء ذلك. ..واقلمت نفسها ...بل قد جهزت حقيبه صغيرة لمثل تلك المفاجأت الغير متوقعه ...



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق