الجمعة، 11 سبتمبر 2015

14

كان العصر قد أُذن له منذ دقائق حين دخلت غرفتها لتبدل ملابسها التى كانت تقف بها فى المطبخ مع اسماء يُحضران الغداء خرجت من حمامها واستلقت على السرير وتذكرت اليوم من اوله من صلاة الفجرمع اسماء ...راحة عجيبه وسكون ويوم رائع من اوله ...هى بركة صلاة الفجر ...نعم تعلمها تميز يومها جيدا من بداياته بصلاة الفجر فى وقتها ومن يوم فاتتها فيه وقضتها بعد الشروق ...استيقظت على صوت اسماء تدعوها للفطور ..كان والدها قد سافر بالامس بعد خطبة سامى ...دعاتها اسماء للخروج معاً للتسوق ثم لصلاة الجمعه فى احد المساجد الكبيره القريبه منهم ...كان يوما رائع لهن معا شعرت سلمى لبرهه انها فى صحبة امها ...لكن الام هذه المرة صغيرة وقريبه منها اكثر من امها الفعليه ..تذكرت انها لم تخرج مع امها هكذا منذ ان كبرت ودخلت الثانوى او الجامعه ...تذكرت انها كانت تصطحبها فقط حتى لا تتركها مع اخيها احمد فيتشاجران فى غيابها ...وعندما بدأت تكبر وتعتنى بنفسها كانت تتركها وتخرج هى للتسوق او قضاء حاجيات المنزل ...كانت تود لو انها صاحبتها كاسماء ..ربما لمرضها لسنوات ...لم تستطع ذلك ...اخرجها صوت اسماء وهى تشير الى فستان ابيض مائل للصفره ترتديه منيكان فى واجهه احد المحلات ...
- رائع ...اليس كذلك يا سلمى
يناسب حفله صغيرة ...ربما خطبه او مناسبه خاصة
اجابتها سلمى وهى تتفحصه ...جميل ..لكنه مغلق بزياده رددت اسماء الكلمة خلفها بتعجب
فوضحت سلمى قائله
انظرى اكمامه واسعه وطويل جدا ...لا ادرى كيف يضعونه فى قسم السواريه
عقبت اسماء : اليس من حق المحجبه ان ترتدى فستان سوارية فى مناسباتها ...دون ان تغضب ربها
اومأت سلمى برأسها ..فأكملت اسماء
اذن هذا مناسب جدا
هيا هيا ادخلى ...دفعتها اسماء لداخل المحل وطلبت من البائع فستان كالمعروض بمقاس سلمى
مدت به الى سلمى وقالت انا متأكده انه سيكون رائع عليك ..
ضحكت سلمى ودخلت الى غرفة قياس الملابس ومعها الفستان.. تجربه..ولما لا ..هى تحربة وحسب   ....فتحت الباب فتحه صغيره ونادت لاسماء ...التى قالت بإنبهار ..ماشاء الله تبارك الله
ارايت ..كيف ازداد جمالا بك
سلمى وهى تنظر لنفسها بالمرآه  : لا تبالغى يا اسماء ...صراحة لم اتخيلة جميل هكذا
انه جميل لانك ارتديته انت يا سلمتى
ضحكت سلمى واغلقت الباب لتبدل ملابسها ...
كانت اسماء قد دفعت ثمنه عندما اتت اليها سلمى تحمله ..قابلها احد البائعين ووضعه فى غلافه البلاستيكى ثم اعطاه لاسماء
سلمى باندهاش ...اشتريتيه حقا
اجابتها اسماء وهم فى طريقهم للخروج من المحل
تخيلى عليه تخفيض 15% فرصه ..اليس كذلك
سلمى ..وما حاجتى به الان
لا ادرى ...ربما تحتاجيه .. عندما ارتديته اقنعتينى بشرائه لك ..
ابتسمت سلمى من فعل اسماء ...وشعرت بنشوة فرح  فقط لشراء فستان يصلح لان يكون فستان خطبه .. سرحت قليلا وتخالت نفسها ترتدية وبجوارها علاء 
دخلت للمسجد الكبير الذى جهز فى طابقة الثانى مكانا خاص بالنساء ..جلسن ..أُذن للصلاة واعتلى الامام المنبر واتاهم صوته من مكبرات الصوت ...تكلم الامام عن اقدار الله ...وذكر حديث تعلق فى قلب سلمى ....قال رسول الله صلى الله علية وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
بعد الصلاه كان الجوع قد تمكن منهما ..كانت سلمى ستتوقف امام احد المطاعم لتناول الغداء ..لكنها ادارت محرك السيارة وانطلقت عائدة للمنزل عندما قالت لاسماء انها تتمنى لو تعلمت طهو الاكله المفضله لها التى تتناولها دائماً من هذا المطعم ...على الفور قالت اسماء بفخر ...انا سأعلمك.. بل افضل منهم ...وسأعطيك بعض اسرارى المطبخيه ....هيا هيا عودى بنا الى المنزل ...
ابدلن الملابس ووقفت سلمى بجوار الشيف اسماء تلاحظ ما تفعل وتقوم ببعض المهام التى تُكلفها بها اسماء ...
أذن العصر وهما ينهيان الوصفه اغلقت اسماء غطاء الاناء وقالت حتى نصلى العصر سيكون الطعام نضج ...


نادتها اسماء ...سلمى هل توضأتى ..هيا بنا
قامت وارتدت اسدال الصلاه وتبعت اسماء فى صلاة الجماعة للمرة الثالثه ...ابتسمت بعد الصلاه واخبرت اسماء ان هذه الاولى فى حياتها التى تصلى بها الفجر والظهر والعصر متتاليين فى جماعة ...
قبلت اسماء راسها وقالت رزقك الله زوجا صالحا يصلى بك جماعة ...
احمرت وجنتا سلمى خجلا من دعاء اسماء ...وذهبت الى غرفتها تتخيل نفسها خلف زوجها تصلى ...وضعت الاسدال فى الدولاب ووقعت عيناها على الفستان الذى اشترته اسماء لها ...تذكرت علاء ...وتذكرت ايضا هاتفها المغلق من البارحه ....ذهبت اليه وضغطت زر التشغيل ...نادتها اسماء مجددا ... الاكل سيبرد يا سلمى ...لست مسؤله ان لم يعجبك وهو بارد ..
تركته يفتح على مهل ..وذهبت لتناول وجبه ساعدت فى طبخها وتنفيذها باشراف اسماء 



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق