الخميس، 17 سبتمبر 2015

27

راودها الحلم ثانية ...
كانت فى بساتين خضراء تجرى وتمرح وحين سقطت فى الحفرة لم تجد سوى يدا واحده ...لم يكن واضحا فى المرة الاولى من هو صاحب اليد ...لكنها عرفته لما تكرر الحلم ...
قامت رغم المها الجسدى من ضعف جسمها وضرب والدها لها بالامس ..تشعر بارتياح غريب ..سرعان ما تذكرت ان الخادمه اغلقت عليها بالمفتاح بامر والدها ...كما انه لازال محتفظا بهاتفها ...ارادت محادثة اسماء ....تذكرت شيئا وقامت اليه ..
- الو
- سلمى!! حبيبتى كيف حالك؟
- بخير
- الازال والدك محتفظا بهاتفك
- نعم ..اخذه البارحه ولم يعطينى اياه ..كنوع من العقاب
وضحكت بسخرية
فقالت اسماء
- من الجيد احتفاظك بهاتف والدتك ..
- اسماء ..ماذا افعل ...اخبرينى
- سلمك امرك لله يا صغيرتى ...وعودى لصلاتك ..ادعو الله كثيرا ان يخفف عنك ..
سلمى ...
- نعم ..
- الم تقولى انك لا تعلمين كيف خرج اسم عمر من فمك لابيك ...اذا هو قدرا ...علينا التسليم له ..ولعله خير
-كيف ذلك انا لا اطيقه ...كيف ..كيف ..لا استطيع تخيل ذلك ...
وبدأت دموعها فى الهطول ...
- لعل بخروجك من منزلك ومن تحت وصاية اباك لك رحمه ..
.. كنت اود ان اكون بجانبك واحتضنك بشده ..لكن لا بأس ..سأنتظرك هناك فى منزل عمر ...
ولن اتركك ابدا ..
هدأت كثيرا بعد محادثة اسماء. ...لازالت تحتفظ بهاتف والدتها فى دولاب ملابسها ..تشغله كل فتره وتجرى اتصالا واحدا منه لتظل شريحته تعمل ولا تتوقف ...من الجيد انه لا يعلم بأمره.....
خبطت الخادمه وفتحت بالمفتاح وضعت طعام الفطور على المنضده واغلقت الباب بالمفتاح كما كان ..
أيظن انها ستهرب ...سلمى اصبحت لا تبالى باى شىء ولا لاى شىء ..حتى وان تركه مفتوحا على مصرعيه ..الى ماذا ستذهب ...وقد اصبحت زوجة لرجل طالما نادته بالفظ الغليظ ...ولازالت ابنه لرجل قاسى وعاصى ..لا يراعى حرمات الغير ..
..
كانت تنظر من زجاج النافذه ...تراقب اسراب الطير فى السماء ..رن الهاتف ...
ترى من المتصل ..لا يعلم احد بامر هذا الهاتف سوا اسماء. ..ربما هى ...هكذا حدثتها نفسها...
اخفضت صوته حتى لا يسمعه اباها فيحرمها وسيلتها الوحيده فى الاتصال بأسماء ..
رقم ...رقم دون اسم ...هكذا ظهر على شاشته
خافت ان ترد ...
سكن الهاتف بعد رنين متواصل ...
ظل بيدها ...واعادت التأمل من النافذه ...رن مرة اخرى لكن برنين نغمة الرسائل ...
فتحتها ...
ردى عليا اذا تكرمت ....انا عمر
كان رقم عمر هو المتصل ...لم تعرفه ...فلم يكن يوما مسجلا لديها ولا كانت تتوقع فى يوم انه سيكون ضمن قائمة اتصالاتها ...
رن مرة اخرى ...ظل يرن حتى انتهى ....نظرت للهاتف بعد ان انقطع الرنين ...نظرت للرقم ..عله يخبرها لما يتصل عمر بها ...
رن ثانية بيديها وقبل ان ينقطع للمرة الثالثة  ..فتحت الخط وسكتت ..
سكت هو ايضا ...ثم قال بهدؤ
- صباح الخير ...
هل احضرت لك الخادمه الفطور
تحدثت اخيرا ..
- نعم
- تناوليه اذا سمحت ..ولا تفعلى مثل الامس ...اخبرتنى الخادمه انك لم تأكلى اى منه ...
استغربت كيف عرف ..هل اتى وسال الخادمه ..واوصاها بالفطور ...
انهى المكالمه سريعا وكأنه لا يريد منها ردا ولا لان يسمح لنفسه بسماعها ..
كان مازال غاضبا ...غاضبا جدا مما حدث ...لكن لم يمنعه  ذلك من الاطمئنان عليها من رقم الخادمه الذى اخذه منها بالامس وهو يوصيها بالفطور ...
حتى اتته مكالمة من اسماء تخبره فيها برقم هاتف والدتها التى تحتفظ به ولا يعلم بامره والدها ..
بذلك اتصل بها ....ظل يرن ...توقع انها لن ترد لان الرقم غريب فارسل لها رساله ...ثم عاود الرنين ...حتى ردت عليه قبل انقطاع الرنين ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق