السبت، 19 سبتمبر 2015

30

زارتها اسماء بعد الزفاف فى بيت عمر ....وكانت الاولى منذ فترة لا تراها تبكى ...بل بالعكس ...تضحك مع بعض الخوف البسيط ...علمت منها انه لم يمارس حقوقه كزوج وانه وعدها بالطلاق كما ارادت ..حاولت اسماء توجيه نظر سلمى بلطف الى محاسن عمر ورقى تعامله ولو كان غيره فى مكانه مافعل كل مافعله عمر ...صمتت سلمى وغيرت محور حديثهما لتتفادى تلك المشاعر ..اخبرتها ايضا ان والدها اتصل بعمر واخبره انه سيأتى لزيارتها عقب عودته من السفر ...
- اتصل على هاتف عمر لانه لا يعلم ان معى هاتف امى
...لا اريد ان اراه ...فلو لا ما فعل ماكنت انا هنا
- الم نتفق انها اقدار الله ...فلا تقولى لولا ...فلو تفتح باب لعمل الشيطان ..
- لا اريد ان اراه ....الا تشعرين بذلك ايضا
- يختلف الامر معى ..لكنه والدك مهما تمصلتى منه فهو يلازمك ... ادعو له يا سلمى ان يهديه الله ..

اتى بالفعل كما اخبر عمر  ...استقبله عمر فى الصالون ...واخبر سلمى ...كانت تشعر بغضب كبير منه لم تكن تريد ان تراه حقا ..ولم تستطع كلمات اسماء بتغير بعض مشاعرها نحوه او حتى اقناعها برؤياه
- سلمى والدك يريد ان يراك
اجابت عمر بغضب وهى تجلس على احد الكراسى بغرفته ..
- لا اريد ان اراه
- سلمى ..هذا ضيفنا
- ضيفك انت ..
- سلمى ارجوك اخرجى لمقابلته ...سأكون معك ..لن يحدث شيئا
حاول استمالتها بلين للذهاب معه ...هزت رأسها بالنفى ايضا
- بضع دقائق فقط ...وان طالت عن ذلك لك الحق ان  تتركينا وتذهبى ...ارجوك سلمى لا تصغيرينى امامه ..
فكرت فى الامر قليلا ثم قامت معه ...
وفعلت مثلما تفعل كل ما خرجت من الغرفه ...تخلع الاسدال. ..وترتديه داخل الغرفه ..فيبتسم عمر من فعلها ...
دخلت الصالون ...فقام والدها من مكانه وقبلها على جبينها ...وقال بصوت لين ...سامحينى يا سلمى قصرت معك كثيرا ...
نظرت اليه بذهول ..كما استعحب ايضا عمر ...
مد يده فى جيبه واخرج مفاتيح سيارة سلمى وقال ...
سيارتك ...ثم مد يده ايضا بهاتفها ..
اخذ الحقيبه التى كانت معه عندما دخل واخرج منها علبة ...تعلمها جيدا انها علبة الذهب الخاصة بامها ...
قدمها اليها وقال هذه لك ...
ثم احتضنها ..حضنا قد نسيته منذ الصغر
ثم ودعهما وانصرف ...وعند الباب نظر لعمر وقال بصوت خفيض ...
- اعلم انك ذو خلق ..فأستوصى بسلمى ..
عاد اليها كانت لا تزال تنظر للاشياء بيديها ... وتتلمس بيديها موضع حضنه ...كان خاطفا لكنه كان دافأ ...
رن فى ذاكرتها كلمة اسماء لعله خير ...
تحدث عمر ليخرجها من حالة الذهول التى اصابتها ..
وقال ...هو اب ..مهما بدى قاسيا لكن شعور الابوة مازال متقدا داخله ...
وقفت امامه والدمع يترقرق فى عينيها وقال وهى على وشك البكاء ..
لم يحتضننى منذ وفاة والدتى الا اليوم ..
جرت مسرعه من امامه ودخلت غرفتها عندما ابت دموعها فى التراجع ...فتركها وحدها حتى تهدأ ...
دخل الغرفه بعد قليل ...فانتفضت من مكانها تبحث عن الاسدال ...فمسكه ومده اليها قائلا ....لقد وعدتك الا آمسك دون ارادتك ...ثقى بى ..
اراد ان يخبرها انها حقا حلوه ....لكنه تراجع وابتلع الكلمه ....
فأخذته منه ولم ترتديه ظلت ممسكه به تنظر اليه فقط ...
نادتهم علا لطعام الغداء ...

حاول بقدر استطاعته المكوث بالبيت اسبوعا كاجازه زواج ..
فى الصباح ارتدى ملابسه ليذهب للعمل ....
- ستذهب للعمل !!؟
- نعم
- اريد ان اعود انا ايضا
- انت فى اجازه
- حتى متى ...
- حتى اربعة شهور
- ومن اعطانى هكذا مدة
- انا
- منذ متى
- من يوم الحادثه ..
نظرت له باستعجاب ...فاكمل. .
-خفت ان تفقدى عملك بغيابك المتكرر ...قدمت لك على اجازه ترتاح بها اعصابك ..
زاد اندهاش سلمى من اهتمامه بها ..كانت الاولى التى تنتبه بها الى اهتمامه ماقبل الزواج بها ...فقد ظنت ان اهتمامه بها بعد كتب الكتاب نوعا من فرض السيطرة على شىء اصبح يخصه او يمتلكه ..وبعد الزواج ظنت اهتمامه من ضمن تمثيله يؤديها امام امه واخته ..

كان موعد زفاف علا قد اقترب ...فكان يترتب عليها النزول للاسواق كثيرا تلك الفتره لاستكمال حاجياتها ..
كانت امها تصاحبها دائما ...
- امى هل سنترك سلمى وحدها بالمنزل حتى نعود ..
- ماذا على ان افعل
- امى اطلبى منها ان تأتى معانا . ..لم تفارق المنزل منذ الزفاف .
سكتت امها هونيهه وقامت الى سلمى ...
- سلمى سنخرج لشراء بعض الاشياء لاستكمال حاجات علا ..هلا ترغبين بمصاحبتنا ...
ترددت سلمى ...لكنه بدى اقتراح طيب ...فتحتاج الخروج ..لم تعتاد على المكث فترات طويله هكذا بالمنزل ...
فردت ...
- و..عمر ..هل سيوافق ..
- كلميه واستئذنيه ولن يرفض ...انا انتظرك فى الخارج ..
ترددت كثيرا قبل الضغط على الازرار للاتصال به ..
اخيرا رن الهاتف..اتاها صوته عبره جادا
- طلبت منى والدتك ان اخرج معهم لشراء اشياء لعلا
جائه صوتها مذبذبا مهزوزا ..
فقال ...
- وانت ...ماذا تريدين
- اريد الخروج معهم منذ فترة وانا بالبيت وقبلها كنت محبوسه فى منزلى  ..
- موافق
شعرت بفرحه كبيره. ..فقط ظنت انه سيحبسها هو ايضا بالمنزل ولن يسمح لها باى حقوق ...بعد ان اخبرها بتلك الاجازه الطويله. ...
كانت علا اشد انبساطا بها ...فهى فى عمرها ..وكانت تتفهم علا واختياراتها وتتفق معها بها ...ولها زوق جيد فى الاشياء كانت تسعد علا برأيها وكانت تنزل عليه احيانا ....
ووالدتها ايضا كان يعجبها زوقها وتزكيه لعلا ..
تكرر الخروج وتكرر ذهابها معهم .....ساعدت تلك المشاوير فى زيادة التألف بينها وبين علا ووالدته ...لكنها ابعدتها عنه ...فكان يعود فى بعض الاحيان قبلهم ..فكان ينام حتى يأتون او يتناول غداؤه وحده وينام ....
- اهلا عمر
- مرحبا يا امى ... لا تخبربنى انكم لم تعودوا للمنزل بعد
- بالفعل كنت ساخبرك بذلك
- امى انا اتضور جوعا ...وانتم الم تتعبوا وتجوعوا
- سنتناول فى احد المطاعم ونعاود اللف على بعض المحال ...
جلست السيدة والانستان على الطاوله فى احد المطاعم ..قليلا واتى عمر ...
قامت علا من مقعدها المواجه لسلمى فجلس هو فيه ..استغربت من وجوده ...واضطربت فى حضرته ...وبعد ان كانت تتحدث بسلاسه مع علا ... كانت كمن ابتلع القط لسانها عندما اتى . ....كان يأكل وهو ينظر اليها مباشرة ...لم يرفع عينه عنها حتى قاما للذهاب ...قالت والدته
- عمر اصطحب زوجتك للمنزل فقد تعبت معنا اليوم وانا سأكمل انا وعلا
ارادت سلمى الاعتراض ...لكن لم تقوى على البوح به
فانصرفت معه ..
ركبت بجوارة بسيارته ...قطبت جبينها وقالت
لما كنت تحملق فى هكذا بالمطعم ..احرجتنى
اراد مشاكستها
- الله امرنى بذلك
- الله !!
- الست بزوجتى ..
نظرت امامها وكأنها تذكرت توا.... انها زوجته
نظر اليها ففهم ما احست به ..فأدار محرك السياره وانطلق المنزل
كانت الاولى لهما ان ينفردا بالمنزل ....كانت تشعر بالامان بوجود علا ووالدته ...الان وحدهما ...توترت وجلست بالصاله ...بدل ملابسه ...وجلس بجوارها على الاريكه وفتح التلفاز ...
نظرت له وقالت ....
لما هذه المعامله
التفت اليها وقد اهمه سؤالها
- هل اسأت معاملتك
- لما تعاملنى بكل هذا اللطف وهذا اللين ..
- لاننى بالاصل هكذا ..ولست فظا غليظا
احرجها بكلمته الاخيره فردت مدافعه
- كنت هكذا معى بالشركه ...لم تضحك فى وجهى قط
- ولما اضحك معك وانت لست من محارمى ...انا لست منهم اضحك واتسلى مع الفتايات ايا كانت الفتاه ...انا احفظ حدود الله ليحفظ الله حرمتى ...
وجهه نظر الى التلفاز وبدأ يقلب القنوات بأصبعه ...قامت هى الى الغرفه بعد سيل كلماته ...وتذكرت الماضى القريب ...كيف كانت تجلس وتتبسط بالحديث مع رجل غريب عنها ...كانت تظنه يحبها فيحافظ عليها لكنه انتهك الحب وقتله باعتدائه عليها ..


Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق