الخميس، 30 أبريل 2015

الحلقة السادسه

  نور

 تصغرنى اختى امل بعام واحد وهى اختى الوحيده ..ومن شدة تشابهنا والتصاقنا الدائم يظننا الناظر من اول وهله اننا تؤامين ..
عندما تمت خطبت امل على دكتور محمود وبدأت فى تجهيز منزلها الجديد كانت تود ترك الامر لمهندس ديكور لتُذهب عن عاتقها مهمه الاختيار والتنسيق بين الالوان والاثاث والمفروشات مما يشعرها مجرد التفكير فيه كثيرا بالنفور والاقلاع عن امر تجهيز شقتها اوربما الاقلاع عن الزواج كليةً ...قبلت بهذه المهمه التى رشحتنى لها امل فبحكم عملى كمصمة ازياء يجعلنى اُبدع فى اختيار الالوان والتنسيق بين الاشياء وأحداث تناغم بينها لتُخرج ذوق عالى وفن رفيع ...لم تتدخل امل كثيرا فى ما افعل على الرغم من اخذى لرأيها فى معظم لاحيان وكانت تقول دوما : واثقه فيك يا نور وفى ذوقك العالى .
سعيدة انا بسعادة اختى ..لم تظهر يوما ما يسمونه بغيرة الاخوات من كونها تصغرنى وانها اصبحت عروسه وكل ما يقال فى مثل هذه مواقف ...فوعى والدان كوالدى يكفينى وينفى اى خبث من تلك الافكار ..ويمتعنا بحب الاخوه الصافى ..
بدأت فى  معاينة الشقه وذهبت الى محال الدهانات واحضرت الى المنزل كتالوجات الالوان ورسمت رسم كروكى لغرف الشقه واقحمت امل التى كانت تتهرب منى بمكالمات محمود التى لا تنتهى والتى تدور معظمها نقاشات علميه ربما او رياضيه عن الفريق الذى يفضل والماتش الاخير لفريقه والغريب ان امل لم تكن من هواة كرة القدم نهائيا ...هو.. نعم الحب ..جعلها تهوى ما يهوى ..وتحب ما يحب ...احيانا اظن ان امل تغيرت وتبدلت لاخرى او انها اصبحت محمود أو انهما واحد ولم نكن نعلم ...
قرأت كثيرا عن الحب لكنى لم اكن اتصور انى سأراه حى امامى ...
كان كل شىء على ما يرام ...حتى هبط من السماء ...نعم هبط فقد عاد ابن عمة محمود وصديقه المقرب من الخليج ...وبدون مقدمات ظهر فى حياتنا ...وبدون سابق انذار اقتحمنى بشده ...

نبنى الاسور ونبالغ فيها فنلفها بالاسلاك الشائكه ونبنى قبل الاسوار قصور مرتفعه لنحفظ المضغه التى لو فسدت لفسد الجسد كله ..ربما لفسدت الحياه ايضا ..ولا قيمة لحياه قلبها فاسد ..
غفوت على سجادة صلاتى ويبدوا ان غفوتى طالت قليلا فحلمت انى اسمع طرق الباب واعلم من الطارق تغمرنى السعادة لوجوده يسبقنى قلبى لافتح ..من فرط سعادتى اراه من الباب دون فتحه ..دنوت من الباب ..اكثر فاكثر ...وفتحته .. فاذا به جميلا ينظر الى لا ادرك تحديدا ملامحه لكنى اعرفه وكانى اعرفه منذ زمن بعيد اعطانى وردة متفتحة حمراء ثم اختفى فجأه..لا اعلم اين ذهب ..ولم اختفى ...بحث عنه لم اجده ..لكن الطرقات على الباب استمرت ...فاستيقظت فاذا هى طرقات حقيقية على باب منزلنا ..
من العين السحرية وجدت احدهم ومعه اكياس يحملها
: مين ؟؟

: محمود باعت الحاجات دى للدكتوره امل ..هى موجوده ..
: لا مش موجوده ...ثوانى
عدلت من حجابى وفتحت الباب اختفىِ ورائه وامسكت بيدى طرفه واملت براسى للخارج

: الحاجات دى باعتها

ثم انقطع الكلام ..توقف عن الكلام فجأه واصابنى نسيم هب فجأه ...
احرجنى الموقف فتحدثت لانهيه
ناولنى الاكياس مسرعا وانصرف ..
عدت للداخل وانا اتذكر الحلم ...اثم هناك علاقه بينهما ..فتشت فى الكياس بحثا عن الورده الحمراء ...وضحكت من بلاهتى وحلمى العجيب ...

انشغلت جدا مع امل فى التجهيزات بالكاد كنت اذهب لعملى فى الصباح ونتبادل انا وامى اللف معها لانهاء التجهيزات والشوار
واتابع انا دهانات الاثاث مع محمود كما اتفقت مع امل مسبقا ..
وكل ما اتممت انجاز شىء افسده هو ....يختار اشياء غير التى اخترت ...ويضع اشياء فى غير ما اتفقنا ....وكانه يفعلها متعمدا ...كنت استشاط غضبا فى كل مره ....وما كاد يفعل ما يثير غضبى الا ويختفى فاصب غضبى وثورتى على خطيب امل محمود ...
اركز دائما فى عملى واى عمل يوكل الى فاتفانى لانجازه على النحو المطلوب لذلك كنت اتعصب بشدة من التغيرات التى يفعلها هو لاغاظتى ولم يكن كما رددوا جميعا انه يساعد وانه دون قصد......حدسى كان يخبرنى ان وراءه مقصد لاستفزازى ...

فى يوم زفاف امل تركتها  فى الكوافير مع بعض الصديقات وذهبت لامى لتوصيل الطعام والمشروبات لبيت العروس اوصلنا ابى ثم انشغل ولان شقة امل فى حى جديد يبعد عن اقرب وسيله موصلات بعض الامتار اقترحت امى ان اتصل بمحمود ربما لازال لديه وقت فيعيد امى للمنزل وانا للكوافير حيث امل ...
دقه ودقه ودقه مع كل رنه للهاتف .....غريبه انا مع انى ارن على هاتف محمود لكن دقات قلبى تتزايد ..... لم ادع للمتحدث فرصه وتكلمت بسرعه كآلة انسر مشين اردد ما احفظه ..جائنى الرد واقفلت الهاتف مسرعة مخافة ان افقده من كثر الدقات ...
هبطت انظر فى الشارع ابحث عن محمود وعلى اذنى هاتفى ارن عليه ربما ينتظرونى فى الشارع الاخر واعلم جيدا انه اما سياتى معه او دونه ...وقبل انا التفت ظهر امامى يفتح يديه مشيرا الى السياره ....باغته بسؤالى لاتاكد
: انت الى رديت على
فصدمنى هو بكشف المستور وقال ضاحكا : الله ...دا احنا واخدين بالنا من الصوت ....
انتبهت للهاتف بيديه ولمحت اسمى (نور اخت خطيبتى ) يومض من اتصالى فاستنتجت ما حدث وانهيت الجوله لصالحى
: لا اخدت بالى من الموبيل الى فى ايديك ...
لما اهتز كل تلك الهزات وكاننى اصابنى زلزال حين اراه ...ما كل تلك الدقات المتلاحقه ان حدثنى ....رغم استفزازه لى الا انها باتت شىء جميل يضحكنى ويترك البسمة على شفتى ...

الأربعاء، 15 أبريل 2015

الحلقه الخامسه

الحلقة الخامسه

امام مركز العناية والتجميل اصطففنا بإسطول سيارات امام البوابه الحديده الكبيرة المزدانه بالاضواء واللافته الكبيره لا سم المركز

ترى هل حقا يُحدث تغير ؟؟ هل حقا يصنع من القبيحات جميلات ؟؟ ولما يأتين الجميلات ؟؟  أليزدادن جمالاً فوق جمالهن ؟

ام انه الحسن الربانى الذى يهبه الله للعروس فى ليله كهذه ....ولماذا يبالغن  الفتايات فى التزين فى الافراح مادمن لسن هن العروس وفى افراح كلها اختلاط ..

هل تعتقد الفتاه انها ستفوز بقلب رجل بهكذا زينه فى مثل هذه المناسبات ..

لن يحظين باكثر من نظرات ملتهمه ..مهما كان هذا الشاب غير ملتزم او متدين فعند تفكيره فى الارتباط لن يرضى الا بمن تحفظه وتصونه فلا يرى جمالها الا هو ولا يظهر جمالها الا له ....

خرجت من افكارى هذه على صوت محمود يطلب منى بوكيه الورد الذى اوصى عليه  البارحه واحضرته بعد كتب الكتاب ..اعطيته اياه وبقيت فى يدى وردة حمراء متفتحه جذبتنى اليها من بين مثيلاتها فكانت احلاهم رغم تشابه الوانهم اشتريتها وانا احضر البوكيه ..

تعالت الاصوات بالزغاريد والسيارات بالزمامير حين خرج محمود وفى يده عروسته ..

ظهرت خلفهم ..حين تقدموا ناحية السياره المزدانه بالورود والازهار والالوان

ظهرت كالبدر ليلة التمام ..ورغم نقاء وجهها من اى مساحيق بدت أكثر فتوناً وكانها هى العروس ...ظهرت بفستانها الذهبى فى الاسود وحجابها الذهبى الذى اعطى وجهها ضى زاده جمالا فوق جماله ...

بالكاد ابعدت بصرى عنها ...وركبت سيارتى وركبت معى امى وخالتى ..

راقبتها فى المراه تساعد العروس فى ركوب السياره بفستانها الابيض الواسع ...ثم ركبت سيارة والدها خلف امها .. تتابع سيارة العروسه وتتحدث مع امها قليلا وتضحك ...فتأسرنى اكثر ....

انطلق الموكب فى بطىء واصوات مزاميرالسيارات تعلن عن مرور موكب العروسين ...وكلما اقتربت منها ..جذبتنى اليها بشده فلا املك نفسى الا وقد تعلق بصرى هناك ...انتزع نفسى منها بصعوبه ..

وصلنا القاعه ...وبدأ الفرح ....

كنت اقف مع بعض الاصدقاء ..ورغم انى لم ارهم من مده وكان بيننا الكثير لنحكيه ..فقد كنت معهم ولست معهم ...هناك ..اتتبعها بعينى وقلبى

تتنقل بين المدعوين كفراشه بين الزهور فى فصل الربيع ...تسلم هنا ...وتقف هنا ...تقف بجانب اختها قليلا ..تسر اليها بشىء ..فتضحكان ..

فاتمنى ان كنت هذا السر فاحظى بتلك الضحكه ...

ثم تنزل بين المدعوين من جديد ....انظر حولى فاجد بعض الاعين تتبعها مثلى ..

وبعض الرقاب ..تتلوى خلفها كلما راحت او جاءت

مشاعر مختلطه تزورنى وتذهب وتزورنى وتذهب ...

ومشاعر اعرفها جيدا اشعلت داخلى ..وكانها البركان ...مشاعر غيره وانا ارى بعض الشباب ينظرون اليها كلما جاءت او راحت ..رغم التزامها بحجابها الا ان وجهها يشع نور دون تكلف

ذهبت اليها مغتاظاً يكاد قلبى يتمزق من فرط غيرتى ويتطاير الشرار من عينى ...طلبت منها التحدث بالخارج قليلا ..سبقتها ولحقتنى

: هو انت هتفضلى رايحه جايه نازله طالعه كده طول الفرح ؟

نور : نعم ...ويخصك فى ايه؟ افضل طالعه نازله ولا اقعد فى مكان لاخر الفرح

انا : انت بقى مبسوطه والشباب عينهم عليكم رايحه جايه ؟

وهنا اشتعل الفتيل ..تقطب جبينها وانفعلت من كلامى

وردت : لحد كده وكفايه ...مش هسمحلك بكلمة زياده ...انت عايز منى ايه بالضبط

من يوم ما رجعت وانت حاططنى فى دماغك ...بتعكنن عليا فى كل حاجه بعملها ...بتقول عليا متسلطه وبتدخل فى شئون غيرى ...

وجاى تقول دلوقتى كلام فارغ ....

ياريت تقولى دلوقتى حالا ..انت عايز منى ايه ...وليه حاططنى فى دماغك ...

هزنى سؤالها ... ووصلنى منه شعور جعلنى ابتسم وانظر للوردة بين يدى

شعور يحثنى على القرب ..على ان افصح عن مكنون قلبى ومشاعرى ...شعور يدفعنى لاعترف ..لاعترف لها بحبى منذ ان رايتها على باب منزلها ...

مددت يدى بالورده بعد ان قربتها من وجههى ابثها ما اود قوله ويعجز لسانى عنه

لم تتحير هذه المره من فعلتى ككل مره بل تبدلت معالم وجهها تماما انفرجت تقطيبة الحاجبين ..وارتخت عضلات وجهها التى شُدت من عصبيتها وغضبها من كلامى .. ابتسمت فى خجل واستقبلت الورده بكفها ....

هب اعصار كاعصار تسونامى ..دمر كل شىء ...اقتلع البذره قبل ان ارويها ....

رتبت على ظهرى سيده فى الستين من العمر التفت اليها فسلمت على بحفاوه

: ازيك يا مصطفى عامل ايه ..انت مش فاكرنى ؟

اجبتها فى تعجب فلا اذكرها فعلا : مش واخد بالى

السيده : انا طنط اكرام ... بنت عم باباك الله يرحمه ..

لم اتذكر الشكل لكنى بالكاد تذكرت الاسم وكنت اعلم انها سافرت  لامريكا لابنتها هناك ..

: حضرتك كنت مسافره مش كده.. رجعت امتى ..

السيده : ايوه سافرت بعد فرحك على طول ...الا هى فين مراتك

ثم التفتت الى نور واردفت : هى دى ..هى  شكلها اتغير شويه يا مصطفى ؟؟

استقبلت نور الخبر واختفت فجأه ...كنت سأخبرها ..لم اكن اود ان تعلم بهذه الطريقه ..كنت ساحكى لها عن كل شىء ..عن المى وعذابى بعد وفات زوجتى عن حياتى التى كانت تفتقد كل الوان الحياه حتى ظهرت ...عن العتمه التى كنت اضع نفسى بها حتى اضاءت كل الانوار وغمرنى نورها ...فبثت فى الحياه من جديد ....

لم تنتظر نور لاخبرها ...ذهبت مسرعه منكسره من نصف الخبر ...

بحثت عنها فى كل الفرح فلم افلح ...انتهى الفرح ...وانسحبت منه ولم ارها

انشغل بالى عليها كثيرا لم ارها من الفرح وقد مر 3 ايام وفقدت سبيلى فى لقياها فسافر محمود وامل لقضاء شهر العسل ...

انتهت اجازتى وحان موعد سفرى  ....حجزت التذكر هوانا مستاء كم وددت لو شرحت لها ..لو حدثتها عن مكنون مشاعرى حتى وان لم تقبل بى

بالتأكيد لن تقبل ..لما تقبل بمثلى وكانت لى حياة اولى .. وهى ليست الاولى فى حياتى ...يليق بها من تكون هى نوره وحياته الاولى والاخيره ...

اتى يوم رحيلى وقبل معاد الطائره استئذنت اخى فى مشوار قبل ان يوصلنى للمطار

ذهبت الى منزلها وتحت شرفتها ظللت واقفاً انظر اليها ربما تظهر فأراها اخر مرة قبل الرحيل ..

عللى اتزود بنورهاعلى غربتى ..تذكرت وجهها وهى تبتسم وتاخذ الورده كم كان القرب جميل ..فهل لى وصال من جديد

لمحت حركة خاطفة فى شرفتها وكان هناك من رانى فانصرف بسرعه حتى لا اره ..كأن احدهم لا يرغب فى رؤيتى  ..


لولا رنين امى واخى المتواصل لما تحركت قبل ان اراها ....

الحلقة الرابعه

الحلقة الرابعه
تقابلنا كثيرا هذه الفتره بحكم قربى من محمود وكونها اخت العروس ...وفى كل مره كنت اتعمد استفزازها بشىء مختلف ...افسد دائما ما تخطط له ...تغضب ..وتثور
واحياناً تتشاجر معى ان قابلتها فى طريقها وهى غاضبه ...
اشعر بحماسة شديده  وشغف لاثارتها واستفزازاها اكثر ..ويقف دائما لتسوية النزاع القائم بينى وبينها تارة محمود واخرى اختها وفى احيان هما معا ...وقد تنضم اليهم والدتهم ..وفى كل مره اضايقها فيها تصيبنى نشوة وفرح غير عاديين فأعود الى بيتى مُنتشياً مسروراً بشعور شهريار الذى امر لتوه بقطع رقبة احدى الجوارى ...ثم انام بعدها ليلة هادئه ..على الاقل بالنسبة لى ..متقدة بلهيب الاستغراب والاندهاش والثورة والغضب على الجانب الاخر .. ليلة انتظر فيها سماع دوى الانفجار الذى اشعلت فتيله من قليل ...اسمع رنين الهاتف كما انتظر .. وارد كما ارسم  واسمع على الجانب الاخر محمود وهو يعاتبنى على فعلتى ويحكى عن ثورتها وغضبها الذى ظل يمحو اثاره طول زيارته لمخطوبته ..وكيف انى بذلك افسدت عليه لقائه بمحبوبته ..
اهدئ من غضبه واعده ككل مره انى سأحل الامر ..وانى لن اضايقها ثانيةً.


بدات افهمها ...متى تغضب ...متى تثور ...وما يستفزها وما يفرحها وينهى على ذاك الغضب فى لحظه ...كالنمره ..صعبة المراس ...عنيده ...لا تيأس بسهوله ....ولا تنكسر ...مثابرة لاقصى حد ...وانا ..صيادٌ ماهر ...اوقعها فى افخاخى  ...واعدوا بعيدا اختبأ ..لاسعد برؤيتها فى شباكى .. ..احيانا تقع ..وكثيرا ما تنجوا بصبرها ومثابرتها على انجاز ما تبدأ .. يوما سعيد ..يوم الميثاق الغليظ الذي سيقطعه على نفسه محمود العزيز
حياة جديده ..بكل امل ومع امل عروسه ينتظرها ...مهما وصفت صديقى هذا اليوم لن تسعفنى كل الكلمات على وصف سعادته ...فى ليلة العرس اوصانى صديقى قبل ان انام ان ادعو له بالتمام والهناء
وقبل الفجر استيقظت على همهات دعائه فى السجود بان يبارك له الله فى زوجه ويرزقه منها البنين الصالحين
بت معه الليله بعد السهر مع الاصدقاء والاقارب فيما يسمونها بيوم الحنه عند البنات
وعلى الرغم من التعب يبدوا انه لم يستطيع النوم فاخذ يصلى ..على عكسى تماما
ما كنت اضع راسى على وسادتى ..واستدعى اخر موقف حدث معها ..فتقفز ابتسامتى الى محياى ..واغطّ فى نوم عميق .حتى استيقظت على همهاته تلك ...نام محمود بعد ان صلينا الفجر فى المسجد المجاور لمنزله ..حاولت ان استلقى مجددا فوجدت بجانبى هاتف محمود ...شيئا ما جعلنى اعبث به بحثاً عنه ..رقمها بالتاكيد ..حتى وجدته ..وقد سهّل علىّ محمود الامر بان اسماها " نور اخت خطيبتى "
وبحركه تلقائية ارسلته لنفسى عبر الواتس
ايقظتنى زوجة خالى ..فلم اجد محمود نائما بل كان فى الشرفه يتحدث الى خطيبته فى الهاتف بالتاكيد ...لا يصطبران على بعض الوقت دون حديث او رسائل ماسنجر او واتس ..حتى هذا اليوم الذى سيجتمعان فيه بعد سويعات ...فيصيران زوج وزوجه حبيب وحبيبه ...تجاوزنا الظهر بساعه وانا مشغول اقصد مسحول ..فى اطعام المدعوين
كانت الاولى التى اعلم ان هذا التقليد انما سنه عن النبى صلى الله عليه وسلم تسمى وليمة الفرح ..وصديقى العريس طبعا مشغول فى عروسه فقط يسلم على الاهل والاصحاب قبل ان اصطحبهم لمكان الطعام واعود بهم لاصطحب اخرين ...صليت العصر وجلست التقط انفاسى وحمدت الله ان هناك من اخذ مكانى من شباب العائله الاصغر سنا واكثر رشاقه واصبر على مثل هذا العمل ..اصطحبت محمود الى صالون تجميل رجالى ليتهيىء ..فاليوم يومه والليله ليلته كما يقولون
سألنى محمود وهو يبحث عن شيئا فى جيبه ..: مصطفى مشفتش موبيلى
اجبته : كان معاك فى العربيه .

محمود : يبقى اكيد نسسيته فيها ..روح هاتهولى زمان امل بترن عليا ..

امسكت بمفاتيح السياره وانا اتباطىء :  هروح اشوفه فيها وبعدين يعنى اكيد ملحقتش تقلق عليك فى الربع ساعه دى وبعدين مش هى فى الكوافير بردو ولا ايه ..محمود : يا عم روح بقى وبطل رغى
عندما اقتربت من السياره رأيت وميضه يبدوا انها قلقت كما قال محمود ..التقطته من فوق تابلوه السياره وقد انتهى المتصل من الرنين ..وقبل ان اغلق باب السياره ..رن مجدداً خفق قلبى بشدة ..وسرت رعشه خفيفه فى جسدى وانا انظر لاسم المتصل ..سحبت باصبعى ففتح الخط ...جائنى صوتها اندى وارق مما عرفت ..فزادت قلبى خفقاته ..رغم حديثها السريع والجاد ..مما لم يجعلها تميز اختلاف الصوت ..قالت : دكتور محمود لو لسه عندك وقت ممكن تعدى تاخدنى انا وماما من الشقه
بابا وصلنا جِبنا الاكل والطلبات ومش هيعرف يرجع ياخدنا ..اجبتها دون تفكير : مفيش مشكله ..انا جاى
انطلقت بالسياره دون تردد ..وصلت الى العنوان الجديد الذى سيسكن فيه محمود .وجدت والدتها تقف بانتظارى ..لم تكن بانتظارى انا بالطبع كانت بانتظار محمود على اساس اتصال نور ...

سالتنى :فين محمود اجبتها انه عند الحلاق ..ركبنا السياره فى انتظار نور ..دقائق وظهرت من باب العماره نظرت تبحث عن سيارة محمود ..وابتعدت بعض الخطوات تبحث وهى ترفع هاتفها على اذنها
توجهت اليها واشرت الى سيارتى  : اتفضلى ..

نظرت الى السياره ورمقتنى بنظرة استغراب :انت الى رديت عليا ؟
اجبتها مبتسما: الله .. دا احنا واخدين بالنا من الصوت ..

اجابت ساخره : لا اخدت بالى من الموبيل الى فى ايدك ..نظرت الى يدى فوجدت هاتف محمود الذى يظهر اسمها كمتصل ...

فهو الهاتف الذى كانت تتصل به تبحث عن صاحبه فى سياره ينتظرها ووالدتها كما طلبت منه ..فلم تجد غيرى امامها ..ركبت خلفى وركبت والدتها فى المقعد المجاور ..لم تتفوه بكلمة غير عنوان مركز التجميل الذى اوصلتها اليه ثم اوصلت والدتها بعد ذلك للمنزل ..فى صالون الحلاقه كان ينتظرنى محمود بكل ما تتخيلونه من اسائله واستفسارات عن سبب تاخرى واين ذهبت ولماذا لم اعد اليه الهاتف ...لم ينقذنى من كل ذلك سوى اتصاله بامل ...    

الجمعة، 10 أبريل 2015

الحلقة الثالثه



الحلقة الثالثه

محمود : ايوه يا امل جبت كل الى قلت عليه ...لا مش هينفع اجبهملك دلوقتى ..معاد الصيدليه ومش هينفع اتأخر
اشرت اليه ليركب على المقعد المجاور لمقعد السائق واقود انا ..بعد ان تعِبنا من كثرة اللف لشراء ما طلبت امل لم استطيع الانتظار دقيقه اخرى واحده حتى ينتهى من  مكالمته
انصاع لأمرى وهو يتحدث وناولنى المفتاح وركب على المقعد المجاور وهو لا زال يتحدث اليها ..
: لا يا امل مش هينفع خالص ...لما اخلص الصيدليه هوصلهملك لحد البيت ..
تدخلت لانهاء الامر : هوديهم انا ..
انهى محمود المكالمة واغلق الهاتف وهو يقول : يا باى الستات دول عليهم زن السنين
واكمل موجها حديثه الى : بس انا كده هتعبك يا مصطفى انت بتلف معايا من بدرى ...
: يا سيدى هى جات على دى ..عد الجمايل
ضحك محمود وقال : ماشى يا سيدى ادينى بعد وصلنى بقى الصيدليه وخد العربيه وديلها الحاجات بيها وخليها معاك لبكره ..
اوصلته لعمله ..وانطلقت لبيت امل بعد ان وصفه لى
لم يكن بالصعب الوصول اليه ..فى هذا الحى الراقى لا تتشابه البيوت فكل بنايه تتفرد فى شكلها عن الأخريات وكانهن فى منافسه لأجمل بنايه فى المنطقه ..يظهر على المكان انه حديث عهدٍ نوعاً ما فكل عمارت الشارع جديده زاهيه الوانها لم يعبث بها الزمن ولا تقلبات الطقس ولم تغبرها الاتربه .
صعدت السلالم وتوقفت عند الطابق الثالث كما وصف محمود وعند الشقه اليمنى رأيت اللافته المطبوع عليها اسم والدها وعمله - حسن الاحمدى مأمور ضرائب .
طرقت الجرس وانتظرت اقف على الدرجه الاولى بعد الباب بسنتيميترات حتى لا اجرح من بالداخل اذا فتح الباب
انتظرت قليلا وطرقت الجرس للمره الثانيه
: مين ؟؟
هكذا اتانى صوتٌ من خلف الباب
فاجبت : محمود باعت الحاجات دى للدكتوره امل ..هى موجوده ..
: لا مش موجوده ...ثوانى
انتظرت الثوانى حتى يفتح الباب ...يبدو ان من قالت ذهبت لترتدى حجابا لتفتح الباب
فُتح الباب ..كنت انظر للاكياس وانا اقول : الحاجات دى باعتها .....رفعت رأسى ..ثم توقف لسانى فجأه وهربت منى كل الكلمات وضاعت الحروف وتبعثرت على لسانى ..وتوقف كل شىء من حولى الزمن والهواء وانفاسى وجفنى الذى لم يرتد ليرمش فتوقف فى الاعلى مفتوحاً لأخره واظن انه ليس وحده من لم يرتد الىّ من حينها ....
كانت تقف خلف الباب ممسكه اياه بيديها تميل براسها لليسار وتختبأ خلفه تنتظرنى اكمل ..فلم اكمل
فتحدثت هى لتنهى ذلك الحرج ..
: ايوه ؟
للاسف لم تجد منى اجابه ايضا غير تلك الوقفه البلهاء وكأنى تمثال حجرى ...
فأردفت : حضرتك بتقول معاك حاجات لامل
نظرت للاكياس بيدى وكانى انتبهت فجأه لما انا هنا
مددت يدى وانا انظر للارض ..اخذت الاكياس وقالت بصوت يكاد يسمع من فرض الحرج
شكراً..
استدرت ونزلت السُلم اوبخ نفسى على ما حدث - اين غض البصر –فان كانت لى الاولى فليست لى الثانيه
" يا على لا تتبع النظره النظره فإن لك الاولى وليست لك الاخرة "
استغفرت طول الطريق وكلما تذكرت تبسمت ..لا اعلم سر هذه الابتسامه ...ثَمّ هناك نور قفز من وجهها الى داخلى فسكن فيه ..
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ،  قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُّبّ حتى لا حَرَاكَ بهِ،  و هنَّ أضعفُ خلقْ اللهِ أركانا
فى نفس الاسبوع كنت اقف على رأس العمال وهم ينصبون الغرف فى شقة محمود ..بعد قليل اتت امل ووالدتها يحملان اطعمه ومياه غازيه للعمال ..القيت السلام وتعرفت عليهم فكنت انتظرهم كما اخبرنى محمود من عمله وكانت هى الاولى التى اتعرف عليهم مباشرة غير احاديث محمود عنهم ...اتجهت امل توجه احد العمال لنصب هذه القطعه هنا وتلك هناك ...لم تكن معهم ..حمدت الله فكيف لى ان أواجهها بعد الاحراج الذى سببته لها بتحديقى فيها ..
كنت اقف مع النجار فى المطبخ الذى يركب قطع المطبخ ..وكان قد انصرف معظم العمال بعد ان انتهو من تركيب ورص قطع الاثاث وتبقى المطبخ
تسرب الى صوت حوار علمت منه انها حضرت للتو
دقائق وسمعتها تنادى على امل وتقول
: امل ليه خلتيهم يحطوا البوفيه هنا
امل باستغراب : مش فاكره يا نور ..بس مكانه مش بطال 
نور : لا مكانه مش حلو خالص ..امال مين يعنى الى قالهم يحطوه هنا
: انااا .....
اجبتها على سؤالها لامل ..وكنت قد خرجت من المطبخ على صوت مناداتها لامل و كنت اقف خلفهما فلم يلحظا وجودى
التفتا الى ورغم اندهاشها من وجودى الا انها قالت بنبرة حاده
:مين حضرتك ؟! ..ثم اكملت وهى ترفع اصبعها فى اتجاهى ....مش انت ..الى جبت الحاجات من يومين
تطلع مين بقى حضرتك وبتعمل ايه هنا ؟؟!!!!
امل : دا يبقى ابن عمة محمود بشمهندس مصطفى يانور
استفذنى اسلوبها ....فتحدثت باسلو مشابه لاسلوبها وطريقة كلامها ..
انا مصطفى ..وانا الى قلتلهم يحطوا البوفيه هنا ...
قبل ان انصرف متجها الى المطبخ ..التفت اليها مجددا واستطردت : وعلى فكره هو تقيل اوى وتعب العمال جدا  لو حابة تغيرى مكانه ...شيليه انت لوحدك ..
تركتها ودخلت اتابع عمل النجار فى المطبخ دون ان انتظر ردها او ارى ردة فعلها ..
ومن هنا بدأت الحرب .......لا تندهشوا ......فما حدث بعدها كان يشبه الحرب المستعره .


































الخميس، 9 أبريل 2015

الحلقة الثانيه



هبطت الطائرة ارض الوطن...الوطن الذي غاب عنى بغيابها
...ومع أول قدم أضعها على ترابه....شعرت بريح طيبه ...نسمه صافيه أنعشت نفسي واصابتنى بارتياح انشرح له صدري ..وتبسم ثغري ......
ربما هو الدفء ...دفء الأهل والأحباب ...ربما الحنين إلى الأحضان أولها حضن امى وآخى وصديقي وحضن تراب يضم رفات حبيبتي
استقبلني صديقي محمود بابتسامته التي أفضلها ..وبحضن فاضت معه الذكريات... كل الذكريات  في ثواني معدودة
ظللنا نتسامر طول الطريق من المطار حتى منزل أمي .. اضحك على نكاته ويضحك على قفشاتى في لحظه ظننت إننا في الماضي ولم تعدو السنون بنا وتفرقنا ..وتفعل بنا ما تفعل ...حيث كنا معا ولم نفترق يوما
اعادنى صوته إلى الحاضر ..السيارة التي يقودها واجلس بجواره بها ...
: تغيرت...
أنا باندهاش: ازاى ؟
محمود: مش عارف...بس أنت أحسن بكثير من قبل السفر ...لا ..دا أنت أحسن حتى من مكالمة أمبارح ..

بهدؤ وانشراح صدر لا اعلم سببه أجبته :
تصدقني لو قلتلك أنا نفسي مش عارف ...
أكملت في شرود : ...بس حاسس بفرق ..
محمود : الحمد لله ...الحمد لله انك رجعت
قالها محمود وهو ينقل بصره بين الطريق وبيني مبتسما
قلت بخبث : عشان الفرح .
محمود: لا عشان رجعت زى الأول..
عبست فجأة ...لا اعلم لما اغضبتنى كلمة محمود ...أم لأنه اعادنى في لحظه للخلف .....تذكرت نفسي قبل رحيلها ..وتذكرت رحيلها وحالي من بعدها ...
أخرجت من جيبي سنسال بدلايه بشكل قلب في أخره فيونكه معلقه ...كانت هديتي لها في ذكرى يوم ميلادها الأول بعد زواجنا
اذكر تعليقها عليها جيدا ...بعد أن رأتها ابتسمت وقبلتني وهمست في اذنى ...بحبك
ابتعدت قليلا وقالت بخبث وهى تنظر لها بين يديها ::وإيه بقى الفيونكه المتشعلقه فيها دى
قلتها لها مداعبا : دا أنا إلى متشعلق بقلبك ...امسكى فيها اوعى تسيبيها ...لأضيع من غيرك ..
ضغطت عليها بقبضتي وقربتها من قلبي المتعب دون صاحبتها ..
عدت لأحضان امى العزيزة ...وحنان آخى الأكبر الذي عوضني به الله عن فقد أبى ..
عدت اغترف الحب وانهل منه من عينيهما...التمس الدفء في كل كلمة وحركه وهمسه ..في كل ضحكه أو ابتسامه تنبئني عما يودان قوله ويخافان اغضابى ..لا تسافر ...ابق معنا
عدت ...وعادت بعض روحي إلى ...فبصرت ما لم أبصره من قبل ...
أن للقلب غرف ...لا يسكنها الحبيب كلها بل يفوز بـأغلاها وأعلاها والمميز منها ..غرفه  أميرة القصر في أعلى القصر ...لا يجرؤ على تلك المكانة إلا هي أميرته , ملكة هواه ...أما باقي الغرف يقطنها الأحباب من تعلو منزلتهم وتتمايز عن العوام من البشر
ويتجاوز العدد على مقدار ما رزقت به من حب هؤلاء ممن يهبون لغيرهم الحياة والحب دون شروط ودون مقابل حتى وان قابلناهم بالبعد والجفاء
أعادت لي مشاعر امى وآخى وصديقي محمود الحياة في القلب الميت من جديد ...عمّروا الغرف المظلمة ..تعالت الأصوات من جنباته بفيض مشاعرهم وحبهم لي ..
قررت أن أسدد الدين أن افتح الأبواب  على مصراعيها .....إلا بابها...موصد منذ تركته وأخذت معها مفتاحه...
وأبت نفسي محاولة فتحه باى مفتاح أخر ...أو حتى الاقتراب منه ....فتركته على حاله ...أهفو إليه كل فتره....
واستعددت لاستقبال وإرسال الود والمشاعر الطيبة مع الآخرين واخصهم حامى التي لم تفارقها البسمة منذ عودتي ...
فقابلت سعادتهم بى وحفاوتهم ...بحسن تواجد ومؤانسه ....جلست في  خدمة امى  طالما كنت في المنزل ...وأكثرت من زيارة آخى والجلوس بين أولاده ...سعيت لاجتماعنا أنا وامى وآخى وزوجته وأولاده كلما سنحت الفرصة لتوطيد علاقتنا الاسريه من جديد .
لم انسي بالطبع صديقي العريس .....وانشغاله الذي بدأ يزداد وازداد معه توتره وقلقه ..بسبب شقته التي لم ينتهي من إعدادها وبعض الأثاث الذي لم يشتريه بعد أو ينتهي منه النجار أو الاستورجى ....وعمله ...وخطيبته التي كان ينزل معها وأمها في كثير من الأوقات لشراء واستكمال ما ينقص....حاولت التخفيف عنه وعرضت عليه أن أتابع له ما يلزم بما أنى في أجازه ويلتفت هو إلى عمله الذي كان يتغيب عنه كثيرا تلك الأثناء...
في شقته تابعت أخر عمل ديكور تم فيها وانصرف العمال ومهندس الديكور واتصلت به فأتى فورا ليتمم على كل شيء.....
: كده تمام أوى يا محمود نقدر نجيب العفش يترص
محمود: لا استني لما تيجى أمل ونور يشوفوا إيه إلى ناقص...
انا لمحمود ...ماشى هتشفها لما نرص العفش ...
محمود نافيا... لا لا نور تشوفها الاول ولو قالت اوكيه نجيب العمال يجيبوا العفش...
انا: انا عن نفسي شايفها 10 على 10 ...انت شايف حاجه ناقصه...
محمود: نور اكيد لها راى تانى
انا: خطيبتك دى عجيبة..إيه إلى ممكن يكون ناقص يعنى ..
التفت إلى محمود وقال : نور مش خطيبتي ....نور تبقى أخت أمل خطيبتي...
باستغراب نظرت إليه ...فأكمل ليذيل عنى هذه الدهشة...
: أمل ما بيفرقش معاها لون الحيطة ازرق ولا اخضر...ولا الحيطه دى ورق حائط ولا دهان ...امل بتغرق في التفاصيل ما بتعرفش تطلع منها ...وانت عارفنى ماليش في الفن والالوان والكلام من ده ...عشان كده نور هى إلى متولية الامر...
سالته: هى مهندسه ديكور ؟
وقبل أن يجيبني أجاب المتصل على الجانب الأخر من الهاتف ...ولأنها كانت خطيبته ..تركني في الريسبشن ودخل الشرفة
أخذت أتجول في الشقة متفحصا كل شيء لعلى أجد ذوقا رفيعا مميزا لشخص متسلط ...
نعم تصورتها هكذا ..شخصية قوية متسلطة تتدخل في حياة الآخرين ...حتى ألوان غرفة نوم أختها العروس .
أقفلت الأنوار من لوحة الكهربا أول الشقة وأقفلت الباب بمفتاحه الالكتروني ..ودلفت إلى المصعد حيث كان ينتظرني محمود وهو مازال يحدث خطيبته ويعلمها بأخر تطورات الشقة والأثاث ... 









السبت، 4 أبريل 2015

الحلقة الاولى





اوهمتُهٌم جميعا وخاصة امى انى نسيت الماضى وتعافيت من آلمى ..وحين اذكرها ادعو لها بالرحمة والمغفرة وترحل الذكرى بعيداا عنى

لا يعلمون انى اعيش فى الماضى مع كل ذكرى لى ولها مع كل ضحكه ضحكناها سويا , مع كل الم تألمَتهُ وحدها ولم استطيع حمل بعضه عنها او التخفيف منه ..اعتصر الماً كلما تذكرت تلك اللحظه ..اصعب لحظه مرت فى حياتى بل الأبئس على الاطلاق
حين فاضت روحها وروحى معها وانا احمل رأسها على صدرى إنتفض جسدها النحيل نفضه خفيفه ذاغ بصرها ’ابتسمت وراحت للابد ..راحت لجنات النعيم لحياة الخلد بلا مرض او وجع ..ذهبت الى ربها هو ارحم بها منا ..منا جميعاً ..ومنى انا ايضا
تلك الملاك فى صورة أنثى لا تكون الارض لمثلها بل لها جنات وقصور وانهار من لبن وعسل مصفى ..تلك حياة تليق بها بين الحوريات ..
زهِدَت فى الدنيا بعدها وتمنيت كثيرا الحاق بها ..أن لا تدعنى وحدى ...
سأت حالتى كثيرا ولم ادرك اننى أعذِب معى قلبٌ أخر ..قلبٌ نقى ..قلبٌ يرانى بشبه روح ..وشبه جسد ..قلب امى ..كلما راتنى على هذه الحاله .
تصنعت الثبات واننى افضل بمرور الوقت وقد مر عام على رحيلها ..
فكرت فى الهرب ....اقصد السفر هو فى الحقيقه هرب من شبح يطاردنى ..من تعاسه سببتها لأمى ..من كلمات لازعه من الاقارب وبعض الاصدقاء .." تزوج باخرى وستنساها ....انت لسه فاكرها ....يا عم الله يرحمها شوف حالك بقى ....حرام عليك امك معذبها معاك "
ما كانت تلك كلمات مواساة ابدا كانت سكاكين تصوب الى قلبى فتزيد الامى  ونزيفى ..
تمسكت بالفكره ورضخت امى لمطلبى بعد ان اقنعها اخى الاكبر وطلب منها العيش معه هكذا اطمئِن عليها . فهى تحب زوجة اخى والاخرى تحبها ..وكانت تحب زوجتى ايضا كانت تقول عنهما دوما  " لم يروقنى الله البنات من رحمى لكن رزقنى زوجات اولادى هن اكثر من بناتى "
كنت امازحها دوما حين تقف فى صفها على " انا مش عارف مين فين ابنك بالضبط "
فتقول " انت ابنى الى مربياك وعارفاك..انما هى امانه عندى " وتكمل متوعده " عارفين الى هيزعل منكم مراته تانى لا هو ابنى ولا اعرفه "

 فى الحقيقه لم يحدث بيننا مشاجرات كالتى تحدث بين الازواج وكالتى بين اخى وزوجته
كانت زوجة اخى تقول " كل ما تعدى عليكم سنين كل ما خناقكم ونقاركم مع بعض يزيد "
انظر لزوجتى نظره فتفهم ما تقوله عيناي لها " هل هذا صحيح ؟..هل هذا سيحدث حقا ؟ "
فتجيب  " طول ما احنا قلوبنا عمرانه بحب ربنا وكل واحد فينا بيقّدر التانى ويفهمه عمر ما هيكون بينا مشاكل "
ليتها حدثت يا حبيبتى ..ليتها حدثت تلك المشاكل ....ليتنا تشاجرنا ليل نهار ...ليتك غضبت منى كثيرا ...ليتك كنت سىيئه  ....
كنت استقويت على فراقك ..كنت تحججت لنسيانك بانك كنت زوجه سيئه متعبه ...
لا والله ابدا ما كنتِ كذلك
وما كنت يوما زوجه سيئه ...كنت دوما زوجه مطيعه هادئه ..مرحه بشوشه ..
تحقق فيك حديث رسولى الكريم صلى الله عليه وسلم " الدنيا متاع وخير متاعها الزوجه الصالحه "
كنت انت الزوجه الصالحه
كلما نظرت اليك كما قال النيى صلى الله عليه وسلم  سُررت ..وان غبت عنك حفظتينى فى مالى وعرضى .


اااه يا حبيبتى كم اشتاقكك ...كم افتقدك ....احضن صورتك كل ليلله كى استطيع النوم ..واصحو وهى بين زراعى .اطارها مبلل من اثر دموعى عليها.

ظللت هكذا فى غربتى على حالى عامان  وقد مر على رحيلها ثلاثة اعوام قضيت الاولى ولا اعلم كيف انقضت  بدونها فى بلدى بين امى واخى واهلى واصدقائى الذين حاولوا التخفيف عنى ولم يفلح اى منهم

وقضت الاخران فى غربتى بين احزانى ...
لم يقوى احد على اقناعى بالعوده الى الوطن وقد غاب عنى وطن قلبى ...تركونى على حالى داعين الله لى ان انسى ..واعود كما عرفوه بضحكه ومرحه ونكاته التى لا تقف عند حد ...
حتى
حدثنى صديقى واخبرنى بموعد زفافه وضمّن كلامه انه بحاجتى ...دعونى احدثكم عنه ...فهو ليس صديقى فحسب بل ايضاابن خالٍ لى
معاً من  نعومة اظافرنا لم نفترق حتى الجامعه صحيح اننا التحقنا بكليات مختلفه فالتحق هو بالصيدله وانا بالحاسبات لكنا تخرجنا من نفس الجامعه ...
كان معى فى كل تفاصيل حياتى الصغيره قبل الكبيره ..كان معى حين تعرفت على زوجتى اول مره , وكان معى حين تقدمت لخطبتها ....كان معى فى تجهيز الشقه وشراء المستلزمات ..فى بعض الاحيان كنت اوكل اليه شراء بعض ما ينقصنى دون ان اراها وكنت اردد له دوما "لو كنت رحت مكنتش هاجيبها بالضبط كده ..عينى عليك ديما فاهمنى "
اذكر جيدا يوم زفافى كيف وقف بجانبى من الصباح حتى اوصلنى وعروسى الى بيتى ....ومأخرا كيف كان بجانبى فى ازمتى وفقدى لحبيبتى لم اكن اسمح لغيره ولم يكن لغيره استطاعه على اقتحام شرنقتى ....
بالطبع لم اكن لاسمح لنفسى ان اخذله  فى يوم كهذا .
لم ازر مصر خلال العامان ولم اكن اتمنى زيارتها ثانية   ولولا وجود امى واخى وصديقى بها ماعدت اليها مخافة ان تهجم على كل الذكريات التى هربت منها واحاول جاهدا ان اتناساها وتأبى الا ان تسكننى مهما ذهبت ..
حسمت قرارى ان اعود باجازه جيده نوعا معا اقف بجانب صديقى فى زفافه وارى امى واخى وبعدها اعود الى كهفى فى مهجرى من جديد ......لم اكن اعلم ان الزياره  ستكون مغامرة ...وان سدى المنيع الذى بنيته حول نفسى فى الاعوام السابقه سينهار فى لحظه ...وستغمرنى مياه كمياه نهر ثائر تهووى بى مسرعة الى حافته ..فاسقط فى شلال ليس لى منه مفر ....وتنقلب حياتى على اثرها راساً على عقب ...





























الخميس، 2 أبريل 2015

من انت

لماذا ؟؟
لماذا ..انت ؟؟
لماذا يحدث بى كل ذاك التوتر والشغف كلما رايتها
لا اعلم من هى ولا هى تعلم من انا
كل ما اعلمه انه فى تلك الدقائق المعدوده الت الاقيها فيها اصبح شخص اخر ..اصبح كالطفل الابله ...انظر لها ..وفقط