الاثنين، 25 يناير 2016

6



نظر الجميع اليها منتبهين وقال ماجد مندهشا
هل تذكرت اسمك
نظرت الى الارض وقالت بأسف ..
لا
لكنى حبذت فكرتك بخصوص.. فرصة اختيار اسم جديد
رفعت رأسها لتنظر الى ايمن الذى قال
يليق بك ...اختيار موفق
قال عبد الرحمن بابتسامه هادئه
الله ..سارة اسم جميل
ثم نادى على ام ايمن
اين الغداء يا ام ايمن عصافير معدة سارة تزقزق
خرجت ام ايمن مسرعة تقول
آتيه آتيه ...
ثم توقفت خلف مقعد ايمن وهى تتعجب
سارة ...من ؟!!
ابتسم ايمن اخيرا منذ ان جلس وهو المثقل بهمه
سارة يا امى سارة
تحركت حتى وصلت الى جوار عبد الرحمن وقالت فى سرور
حقا هل تذكرت اسمها 
امسك عبد الرحمن يدها وقال ما رأيك اليس اسما جميلا
ردت ام ايمن وكانت تتمنى ان تتذكر الفتاه وتعود اليها مافقدته من ذاكره
الغداء حالا يا حبيبتى ..يا ساره
هيا يا ماجد قم ورتب المائده
نهضت سارة مسرعه بعد ان هم ماجد وقالت
سأساعدك
قال ماجد : لا داعى ..الامر بسيط واقوم به كل يوم
ابتسمت فى ود وقالت
اسمح لى ان اساعدك هذه المره
سمح لها ماجد بمساعدته بعد اصرارها ..
.................

التفت عبد الرحمن الى ايمن بعد قيام سارة وماجد وطلب منه ان يقترب ويجلس بجواره
وقال
ماذا فعل الله بك اليوم يا ولدى
تنهد ايمن ونظر امامه وقال
يساوموننى
قال عبد الرحمن
كى تصمت
اجاب ايمن
اصم اذانى وعينى عما يفعلون
مقابل غلق ملف التحقيقات
مال عبد الرحمن للامام وقال
وماذا ترى
نظر اليه ايمن وقال
ليس غير الذى ربيتنى عليه يا ابى
ربت عبد الرحمن على كتف ولده
واعاد ظهره للوراء وقال
بارك الله فيك يا بنى ..واخلفك الله خيرا

.............. .
استوقفته سارة عند المائدة بعد انتهائه من اعدادها
ماجد اود ان اشكرك
على ماذا
على انقاذك حياتى
ضحكت وقالت
حقيقة لا اعلم ..هل كنت سأشكرك فعلا لو كانت ذاكرتى بمحلها
قال ماجد ضاحكا
بالتأكيد كنت ستوسعيننى ضربا ...لاننى افسدت موتتك
اعادت كلمته الاخيره ...موتتى 
وضحكت على طريقته فى الكلام
انتبه لقوله ايضا فضحك بصوت عال
حتى انتبه ايمن واثار ذلك المشهد شىء بداخله
فقال بصوت عال
متنا جوعا ..الن تطعمونا
التف الجميع حول المائدة
قالت سارة : الن يأتى ياسر للغداء
قالت ام ايمن
فى دروسه ...يخرج يا حبة قلبى من الظهر ولا يرجع الا بعد العشاء
قالت سارة ...بالتوفيق ان شاء الله
اكملت ام ايمن
يتمنى ان يحصل على مجموع عال يريد ان يدخل كلية الطب ..
الا ..ماذا درست انت يا سارة
كف الجميع ايديهم عن الطعام وتوقفت افواههم عنه ونظروا الى سارة
التى اقتضب جبينها وسكتت تنظر للطعام امامها
قال عبد الرحمن مغيرا للحديث
لماذا لم تجلس يمنى للغداء معنا
ردت ام ايمن التى لم تنتبه لما قالته ولم تتوقف عن الاكل فى الاصل
كانت متعجله وقالت ستأتى فى المساء
ثم قالت موجهه كلامها لايمن
احسنت يا ايمن انك ارسلتها بملابس لسارة ..فملابسى كانت ...
ابتسمت سارة بخجل حين تذكرت نفسها بتلك الملابس الواسعه ضعفين حجمها وقصيرة لنصف ساقها
فضحكت ام ايمن لابتسامات سارة واكملت
احم ..اه كانت يعنى.... لا تليق بسارة وجمال سارة
انتقل ايمن بنظره من امه اليها
فرأى وجهها ازداد فتونا من حمرة الخجل فأخفض بصره سريعا غاضا له ...
ارادت ان تشكره لكن الكلمات توقفت على طرف لسانها حين وجدته انهى طعامه وترك مكانه وانصرف ...


السبت، 23 يناير 2016

5



الحلقه الخامسه
عبد الرحمن رجل على المعاش قد تجاوز الستين بأعوام قليله ...انهى حياته المهنيه فى شركة للكهرباء ..تبدوا عليه علامة الكبر لكنه يمتلك نفس الابتسامة التى تُزين محياه وتفتح له القلوب منذ وُجِد فى هذه الحياه ورغم كل المصاعب التى مرت به وتمر بأولاده الا انه دئما يقابلها بنفس الابتسامه
قبل خروجه على المعاش كان قد تخرّج ولده الثاني ماجد من كلية الهندسة رفض عبد الرحمن أن يذهب لرؤسائه يتوسط لتوظيف ابنه كما يفعل زملائه في المصلحة..لكنه كان رجل يملك قدرا من الثبات على المبادئ التي تربى عليها وعمل على زراعتها في أبنائه طيل حياته ...
حتى أيمن الذي تخرج من كلية العلوم رفض ان يتوسط له على عكس احد زملائه الذين توسط لتعين احد ابنائه خريج كلية الاداب وبالفعل تعين ..رفض ان يتوسط له رغم تعبه فى البحث عن وظيفة تناسبه ..
منذ ان خرج على المعاش وهو يساعد زوجته كثيرا حتى انه اصبح يتسوق بدلا عنها ..وخاصة بعد اصابتها بالروماتزيم ..تخفيفاً ومساعدةً لها وتقضية لوقته فى خدمة اهل بيته كما وصى بها النبى صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله "
خرج هذا الصباح يجوب السوق يُلقى السلام على البائعين الذين توطدت علاقته بهم منذ اصبح التسوق من عاداته اليوميه  ....اشترى انواع من الخُضر و الفاكهة ..اشترى تفاحاً و موز رغم ان ايمن لا يأكله فلديه حساسية منه فاشترى له البرتقال لكن لديهم ضيفه وعليه الترحاب بها ..ولم ينسى جريدته المفضلة ..
كان يشغل باله حالتها وفقدها لذاكرتها.. كيف ينسى الانسان عمراً بأكمله..كيف ينسى أُناس وبشرعاش معهم ..بل كيف ينسى ابواه ..
ابتسم بأسى حين تذكر دارالمسنين وأباء وأمهات تركهم ابنائهم هناك ونَسُوهم ..

----------
بسم الله ماشاء الله
قالتها ام ايمن حين رأت الفتاه
تخرج من الحمام مرتديه الملابس التى احضرتها يمنى ..على الرغم من انها انحف بكثير من يمنى بهيئتها التى رأتها عليها لكن الملابس كانت مناسبه الى حد كبير..
ارتدت جيبة قرمزية وكنزه زهرية رقيقة مثلها منقوشة بوردات صغيرة تنتشرعلى صفحتها الزاهية ..
على كتفيها منشفه صغيره تجفف بها بقايا قطرات الماء  العالقة بخصلات شعرها البني الطويل بعد أن أخذت حمامها تزيل به اثار ليال قاسيه لا تعلم لما رمت بها الاقدار اليها ام لما رمت هى بنفسها فى هذا الاتجاه ..
ربما ساعدتها قطرات الماء المتساقطة في توالٍ على رأسها
الي الهداية لأي ذكرى تطفىء نار التفكير وصرير الصداع الذى يملكها كلما حاولت ..كأن عقلها يعاقبها بفعلتها فيأبى ان يتذكرويأبى مساعدتها...ويألمها بصداع شرس
ابتسمت وهى تسمع اطراء السيدة ام ايمن ودخلت الى الغرفة
سمعت بعدها ام ايمن طرقات على الباب واستغربت حين رأته أبا أيمن ..
لما لم تفتح يا رجل ..هل نسيت مفتاحك يا عبد الرحمن
وضع الاكياس على المنضدة وجلس على كرسى يلتقط انفاسه ..ونظر الى زوجته باسماً وقال مشيرا برأسه الى باب غرفة أيمن ..
انسيتى؟!! لدينا فتاة ..
كيف هى؟ ..هل استيقظت
نعم
جلست ام ايمن بجواره ..وقصت عليه ما دار من الصباح ..ام أيمن سيدة بسيطة ممتلئة القوام تحب زوجها كثيرا وابنائه وهم محور حياتها لا تحتفظ بسر لها ابدا وتعشق قص التفاصيل ..يستمع لها عبد الرحمن دائما ويدخل معها فى تفاصيلها وتحليلاتها البسيطة للأمور اعتاد ذلك ..اعتاد ان لا ينزعج من كثرة التفاصيل رغم  معايشته لمعظمها ..اعتاد الاستماع اليها دون ملل ..واعتادت هى ان تستقبل ذلك منه ..وتراه حباً ...فتقابله هى بضحكه وكلمة مأثورة تقولها دائما كلما شعرت بأنها استغرقت وزادت اوان من امامها قد مل..
يااااه فمى تعب من كثرة الكلام ..سأكمل فيما بعد
يضحك عبد الرحمن على كلمتها المعتادة
اذاً لدينا عزومة الليله على العشاء  
قالت ام ايمن وهى تقوم خلفة تتبعه الى غرفتهما
انت تعلم ام على لن تسكت وتستريح حتى تعلم اصل وفصل الحكايه
ثم انك تحب ابا على وتنسون انفسكم وانتم تلعبون الشطرنج
اختفى صوتهم داخل غرفتهم

كانت تسمعهم من خلف باب الغرفه ..
ابتسمت وعادت الى المرآه تصفف شعرها ..لمعت فى عينيها دلاية الحرف الذهبى وتذكرت حوار الامس ..لا بد لها من اسم ينادونها به وتعرف نفسها الجديده به ..لربما تلك فرصه كما قال ماجد ان تختار اسما على ذوقها ..فكرت فى الاسماء التى ذكروها ..أخذت تردد كل اسم وتتخيل نفسها به
فاحتارت .. لم يكن الامر سهلاً ولا ممتع ان تختار لنفسك اسماً وتعتاده ..كم ينقذانا والدانا من تِلكُما حيرة ..
تمنت لو عرفت اسمها الذي سُميت به منذ ولدت ..
اثارها الامرفبكت وعاد الصداع يتملكها .. حتى نامت لم تشعر بشىء.. سوى خبطات خفيفه على باب الغرفة
لم تستطيع تمييز الصوت لازالت اصوتهم جميعاً غريبه عليها ..
كان ماجد ..يسألها عن حالها
خرجت من الغرفه وجلست معهم فى صالة المنزل...صالة ليست بالواسعه ولا الضيقه ...جيدة بالنسبة لبيت من البيوت ذات الطراز القديم ..
الحمد لله
بصوت هامس ردت على ماجد
فاتبع هو
تذكرت صديق لى ..طبيب اوصلنى الى طبيب نفسى بالمشفى التى يعمل بها واخبرته عنك وعن الحادث
قال انه لا يمكن التنبؤ فى مثل هذه الحالات بموعد استرداد الذاكره ..
ولذلك توجد بعض العلاجات والتمارين الخاصة بالذاكره التى تساعد بعض الشىء
قال ايضا انه ربما يأتيك صداع او دوار فى فترات قريبه
هزت رأسها وهى تسمعه وعلمت سبب الصداع الذى يملكها كل بضع دقائق ولا يغيب  
 اكمل ماجد بكلمات هادئة ..
ارى ..انه من الافضل معاودته فى عيادته
سكتت لبرهه تفكر ..قال عبد الرحمن
انت متأكد يا بنى ان ذلك العلاج يساعد فعلا فى عودة ذاكرتها اليها
طبعا يا ابى الطب النفسى تطور كثيرا.. ونحن لا نعلم ما الذى وصلوا اليه فى هذا الامر
قالت ام ايمن التى اطلت برأسها من المطبخ حين سمعت كلمة طبيب نفسى
دكتور نفسى !! ..ماذا تقول يا ماجد الفتاه بخيروليست مجنونه ..
ضحك الجميع ..ونظروا الى الباب الذى سمعوا صوت المفتاح به ثم توقف قبل ان يُفتح ودُق الجرس
نادت ام ايمن بصوت عال..افتح يا ايمن اليس معك المفتاح  
ام تفعل مثل ابيك انت ايضا
اكمل ايمن ادارة المفتاح ودخل.... القى عليهم السلام وارتمى على الكرسى الفارغ وجلس قبالتها ..
رمى مفاتيحه على الطاولة امامه ..فلفت انظارهم جميعا عبوسه الغير معهود ..
قال ماجد
ما بك يا ايمن ..هل استكملوا معك التحقيق اليوم ايضاً
تنهد ايمن ولم يجب وتمتم بالحمد  
وحين رفع رأٍسه وجدها تنظر اليه ..فتذكر وجودها
فسألها عن حالها
كيف حالك اليوم يا...
تذكر ان لا احد يعلم اسمها ولا هى تعرفه اود ان يتأسف
فباغتته قائلة

سارة

الخميس، 21 يناير 2016

كما انا 4




دخلت الغرفة التى تركها لها ايمن ...تفقدتها بعينيها وجلست على حافة السريرتضع يديها على ركبتيها وتنظر الى الاسفل بعين مضطربه وجبين مقتضب ...تود لو تتذكر شيئاً... اى شىء حتى ولو كان مجرد اسمها ...تذكرت حرف s المدلى من رقبتها ..خلعتها ووضعته بين يديها ...امعنت النظر فيه كأنها تسأله من انا ؟؟ ...من اكون ؟؟...ما اسمى ؟؟؟

من اهداك الى ؟؟..امى ..ام ابى ...او زوجاً ..او ربما حبيباً

تملكها الدوار مجدداً وشق الصداع الذى لم يفارقها منذ الحادثه ويزداد كلما حاولت التذكر رأسها ....

مسكت رأسها بيديها وضغطت عليه بقوة ...وانهالت دموعها كالانهار ...كتائه فى صحراء ..فقد راحلته ودليله

كطفل وجد نفسه وحيدا فى عتمة ليل بارد فى طريق مقفر ..لا مأوى ولا ملجأ ولا ذكرى تدفئه وتدله...

بكت حتى على صوت نحيبها ..رتبت السيدة بحنو على ظهرها وضمتها فى حضنها...لم تشعر بدخول ام ايمن ولا جلوسها بجوارها ..حوطتها بزراعها تلتمس الدفئ لروحها المتعبه ...اسندت رأسها على كتف ام ايمن وهدأ صوت نحيبها وانسالت الدموع فى سكون ..مررت ام ايمن يديها على شعر الفتاه حتى هدأت قليلا ...

رفعت الفتاه رأسها ومسحت بظهر كفيها بعضاً من السيل الجارف لدموعها التى لا تتوقف ...

اسفة

على ماذا ؟ لا احد يملك قدره ..

حاولت السيدة ان تتمالك نفسها حتى لا تتفلت دمعتها التى هلت على مشارف عينها من عطفها على الفتاه ..وقالت لتتفادى ذلك

هذه ملابس للنوم ..اعلم انها لا تناسبك ...بالغد سأتصرف واحضر لك ملابس مُلائمة ..

حاولت الفتاه انتزاع ابتسامه تشكر بها السيده على كرمها وعطفها ...

قامت السيده وقبل ان تغلق الباب خلفها قالت

المفتاح بالباب اغلقيه به خلفى ...تُصبحين على خير

-----------

قال ايمن وهو يضع يديه على عينيه يُخفى عنها الضؤ..

الن تغلق النور يا ياسر ؟! لا استطيع النوم ..

ضحك ياسر ساخراً وقال غامزاً بعينه

أهو النور الذى اذهب النوم من عينيك ...

ام الحسناء التى احتلت غرفتك وتنام الان على سريرك

ازال ايمن يده من فوق عينيه واستند بها رافعاً رأسه وقال بلهجه محذره :

ياااسر..تأدب

اعاد ياسر وجهه بداخل كتابه وقال معتذرا

كنت امزح ..

قال ماجد وهو يتقلب للجهه الاخرى..

: ياسر انت دائما تذاكر فى الصاله بعد ان ننام ..اخرج واذاكر بها ..

ياسر : لا استطيع

قال ماجد بصوت ناعس وقد بدا انه قد دخل فى النوم: لماذا لا تستطيع

ياسر : الفتاه

نظر اليه ايمن مجددا فأكمل ياسر سريعا ردا على نظرات ايمن الملتهبه

ابى من قال لى ذلك ..وحذرنى ايضا من التجوال ليلا بالبيت

رد ايمن زراعه على عينيه واغمضهما عساه يأتيه النوم بعد تلك الليله المُجهده...

--------------

كان على الهاتف ام على اخت ام ايمن حدثتها بلهجه معاتبه لوجود تلك الفتاه فى منزلهم

يا أُختى بالله عليك لا تتحدثى هكذا عن الفتاه لو رأيتها لانفطر قلبك عليها ..تعالى وسأحكى لك ما حدث

قولى لى قبلا كيف عرفت وهى للتو بالامس قد جائت

ردت ام على بصوت اخف حده 

ايمن حدث يمنى منذ قليل وحكى لها ما حدث

تمتمت ام ايمن

يا الله عليك يا ايمن وما الداعى لذلك

قالت ام على وهى تسمع همهمات اختها

هه لا اسمعك ..هل تقولين شىء

لا لا فى رعاية الله .. سأنتظركم فى المساء 

اغلقت ام ايمن الهاتف وعادت للمطبخ وهى تنفخ لا تعلم لماذا اخبر ايمن يمنى ابنة خالته واخته من الرضاعه بالامر

سمعت صوت المفتح فى باب غرفة ايمن وهى فى طريقها للمطبخ .. فرأت الفتاه تفتحة ببطىء وتنظر منه

قالت السيدة بابتسامه

صباح الخير ..تعالى يابنتى لا احد هنا

فقد نزل الجميع لأشغالهم وياسر نائم فى غرفته كان يذاكر حتى الصباح

تمشت الفتاه بالعبائة التى اعطتها لها السيدة بالامس كانت واسعه لكنها كانت مريحه فى النوم ...نظرت اليها ام ايمن ومنعت نفسها من الضحك وقالت

لا بأس ..سأتصل بأيمن يشترى لك ملابس مناسبه

ردت الفتاه بابتسامه رقيقه تشكرها

بينما هما واقفتان رن جرس الباب

نظرت ام ايمن من العين السحريه وقالت

اطمئنى ليس احد من الشباب انها يمنى ابنة اختى

دخلت يمنى وسلمت على خالتها ونظرت الى الفتاه وذهبت اليها ومدت يدها قائله

اهلا انا يمنى

مدت الفتاه يدها وسلمت وهى خجله من ملابسها الغير ملائمه

ادركت يمنى الحرج الذى اصاب الفتاه وقالت

وهى تمد يدها بحقيبه تحملها :

اعتقد ستناسبك هذه اكثر

اتصل بى ايمن وطلب منى ان احضرهم اليك

تركتهم يمنى على الكرسى القريب من الفتاه واتجهت الى الباب وقالت ملوحه لخالتها

سلام يا خالتى هل تريدين شيئاً

اجلسى للغداء معنا

سأتى فى المساء

اغلقت يمنى خلفها الباب فقالت ام ايمن مازحه

هيا يا بنتى اذهبى وبدلى ملابسك قبل ان يأتى الشباب ويراك احدهم هكذا

نظرت الفتاه لنفسها وضحكت




الثلاثاء، 19 يناير 2016

قصه 3

تركا عنوانهم فى المشفى واصطحباها للبيت
ينظر كل منهما للاخر كل بضع ثوانى
ماذا سيقولان لوالديهما....
لم يكن لديهم خيارا تجاهها وهى غريبة عنهم وعن نفسها
لا تتذكر اى شىء حتى اسمها
علامات الذعر والخوف تملكاها بعد ان فاقت وبدأت تسأل عن المكان وعنهم ..اخبرها الطبيب انها كانت تود الانتحار وذاك الشاب ماجد من انقذها واتى بها للمشفى ويبدوا انها ارتطمت بشىء فى الماء اثر على مركز الذاكره ففقدتها غير بعض الجروح الخفيفه فى الجبهه والوجه ...
كان عليها مغادرة المشفى ...لكن الى اين ؟..هى لا تعلم
كان لدى ايمن امل ان يحضر اهلها بحثا عنها فى المستشفيات فيتعرفون عليها ويأخذونها وتعود اليها ذاكرتها معهم او لا تعود ...
وينتهى الامر
لكن لم يأتى احد ..حتى وقت انصرافهم من المشفى ...اخرج من جيبه ورقه وطلب من موظف الاستقبال قلما ودون عليه ارقامه وارقام اخيه وعنوان المنزل
ثم انصرفا بها
كانت تجلس على كرسى الصالون المدهب تضم نفسها اليها اكثر تلتصق ارجلها ببعضها وتفرك كفيها بتوتر
بينما كان ايمن وماجد باجتماع عائلى بالخارج يتباحثان امرها مع والده ووالدته واخيهم الاصغر ياسر
قال ياسر باستنكار
ستقيم معنا ؟!!
ردت الام
وماذا سنقول للجيران وبالبيت ثلاثة شباب
قال عبد الرحمن بصوت هادىء وكأنه استقطع وقتا من التفكير ليرد عليهم
مؤقتا يا حاجه ..بالتأكيد سيعثر اهلها على المشفى ويخبروهم بمكانها
قال ماجد ..وربما تعافت و استردت ذاكرتها وعلمت من تكون
نظرت اليه امه وسألته بشغف
هل قال الطبيب ذلك ...يعنى انه ممكن ان تعود اليها الذاكره وتتذكر ..
رد ماجد عليها
نعم يمكن ان تعود لها الذاكره فى اى وقت
تحدث ايمن بعد لحظات صمته
وربما لن تعود اليها
وربما لم يبحث اهلها عنها ..او ربما لم يكن لديها اهل اصلا
قال عبد الرحمن ..الامل فى الله لا ينقطع
على كل حال لن نتركها تذهب هكذا ...
رتب عبد الرحمن على كتف زوجته يستحثها للقيام
تركنا الفتاه وحدها كثيرا ..هيا يا ام ايمن حضرى الغداء
لابد انها لم تتناول شيئا من الامس

دخل ماجد اليها يرسم ابتسامه رقيقه على شفتيه ودخل الجميع خلفه 
اعرفك... هذا ابى الحاج عبد الرحمن
قال عبد الرحمن ..حمدلله على سلامتك
وهذه امى الحاجه ام ايمن
نورتنى وشرفتنا
وهذا اخر العنقود ....قبل ان يكمل ماجد قاطعه ياسر بمرح
وقال : ياسر ثانوية عامه
ثم اشار ماجد الى ايمن
وهذا ايمن تعرفيه
ردت عليهم جميعا بابتسامه يشوبها الخوف والذعر معا
يرتجف جسدها النحيل وتبتلع ريقها بصعوبه وتشعر بدوار
من هى ...ولما ارادت الانتحار
هل كانت حياتها سيئة لهذا الحد
هل فقدت حبيبا فاستحالت العيش بعده
كل تلك الاسئله تدور وتدور حتى تشعرها بالدوار ...
ساد الصمت على المائدة ...يفكر كل منهم بالطارىء الذى حل بهم
كيف سيعودون الى حياتهم ...وكيف ستعيش بينهم
ثلاثة شباب وابيهم ليس بينهم انثى الا امهم
ربما لكان الامر افضل ان كانت لديهم اخت ...لكنه الحال
حتى مكان النوم لم يفكروا به حتى هتف ياسر قائلا
احم ..اين ستنام ...
نظرت ام ايمن الى زوجها الذى رفع رأسه عن صحنه واراد ان يعرض فكره لكن سبقه بها ايمن
ستنام فى غرفتى
قال ياسر
وانت
سأنام معاك فى غرفتك انت وماجد ..هل لديك مانع
ضحك ياسر وقال فى دعابة
عيب يا كبير ...ستنير الغرفه بقدومك
ابتسم الجميع من دعابته
لكن هى لازالت غارقه فى دوامة تفكيرها تنظر الى الطعام بعين زائغة ...تعتصر الذاكرة الخاليه من اى شىء وكل شىء حتى اسمها ..
كلى يا......تذكرت ام ايمن انها لا تعلم اسما للفتاه ولا هى ايضا ..
يا الله ..لا نعلم اسمك ..اعذرينى يا ابنتى
نظرت اليها الفتاه وابتسمت
لا عليك
قالت ام ايمن ...وكيف سنناديك ..لا بد من اسم
ابتسم ماجد وقال ..هذا فرصه جيده لتنتقى اسما جميلا ..فجميعنا يولد وليست لديه هذه الفرصه ...
ضحك عبد الرحمن وقال
تتمنى انت يا ماجد هذه الفرصه لتتنكر من اسمك الجميل
قالت ام ايمن
انت من صممت على هذا الاسم يا عبد الرحمن ...كنت اود ان اسميه على اسم والدى شندى رحمه الله
ضحك الجميع بصوت عال وقال ماجد بذهول
لا لا ماجد افضل بكثير
ابتسمت الفتاه من دعابتهم ..والتقت عيناها بعين ايمن الذى اخفضهما سريعا ...عندما ارادت ان تلتفت لياسر الذى وجهه حديثه اليها قائلا
اقول...الا ترتدين سنسال
نظر الجميع اليه باستغراب فاكمل
كثير من الفتايات يرتدين احرف اسمائهن او اسمائهن كاملة فى سنسال
تحسست الفتاه رقبتها فوجدت بالفعل حركت يديها وادارت شعرها المنسدل لليسارواخرجت سنسال بحرف S بالانجليزيه
هتف ياسر بصوت منتصر ...
الم اقل لكم
نظر اليه ايمن وقال لو انك تُلم
هكذابامور دراستك  كما تلم بامور النساء لفلحت. .
عبس ياسر قليلا من كلمات ايمن ثم التفت الى امه حيث قالت
وماذا يعنى هذا ان شاء الله
قال ماجد اذا اسمك يبدأ بالسين ..لربما سلوى او سلمى او سوسن
قال ياسر: او ساره ...يليق بك ساره اكثر
قال ايمن بهدؤ... او سيرين
قال عبد الرحمن
هيا يا ابنتى لترتاحى فانت متعبه ونوم اسرة المشافى لا تريح ابدا
هتف ياسر ..الن نختار لها اسم
رد عليه والده ..هى تختار ولكن بعد ان تنام وترتاح

الاثنين، 18 يناير 2016

قصة 2

حضرت الممرضه تطلب من ماجد استكمال البيانات ذهب معها وظل ايمن فى الغرفه ..شعر بحرج من وجوده بغرفه مع فتاه حتى وان كانت الفتاه ذاهبة عن الوعى ..وحتى وان كانت الغرفه احد غرف مستشفى ..
اغلق الباب خلفه وهاتف والده وقص عليه ما حدث ..اثنى والدهما على عمل ماجد فى انقاذ روح من الموت وان كان صاحبها يريد ذلك لنفسه ...
ربما كان لديها ضغوط لا تتحملها يا بنى ...هكذا قال عبد الرحمن لولده ايمن حين استغرب من ان تسيطر فكرة الانتحار على فتاه مثلها فى عز شبابها على حد تعبيره
على العموم ابقيا بجانبها حتى يأتى اهلها
وكيف سيعلمون وماجد يقول انه لما احضرها لم يكن يعلم اكان بحوزتها حقيبه وتركها هناك قبل ان تقفز ام لا
وماذا ستفعلون
سننتظر حتى تفيق وتخبرنا باسمها وارقام اهلها لنخبرهم
....
على مقاعد المشفى المعدنيه كانا ينتظران ...ينتظران استفاقتها وعودتها لوعيها او ان يعثر عليها اهلها حين يفتقدونها فيبدؤن البحث فى المستشفايات ..طال انتظارهم حتى حل منتصف الليل ...كانا يدلفان كل فتره لداخل الغرفه ...لربما فاقت او طلبت شيئا ..
حل الصباح وماجد قد غط فى نوما وهو جالس على الكرسى ...
لكن ايمن لم ينم غفا الساعه او بعض منها ...وظل متيقظا يشغل تفكيره ترى ماذا يمكن ان يكون قد احل بمثلها لتفكر بالانتحار ...ماذا يمكن ان يدفع اى انسان الى سلك ذلك سلوك ..
كيف يستطيع اى انسان مهما كان به ان ينهى حياته التى وهبه الله ايها ....
بالتأكيد خلى هذا القلب من الايمان ...فإنكار الحياه والتخلص منها يتناقض تماما مع الايمان بالله والقضاء والقدر ...
وعى ماجد لصوتها فايقظ ايمن الذى غفى حالا ..
اقترب منها ماجد فسمعها تتمتم شىء ركز قليلا حتى فسر ما تقول ...كانت عطشى ...كانت تطلب ماء ..
ذهب ماجد واحضر زجاجة مياه وذهب ايمن ليحضر الطبيب
دخل الطبيب الغرفه مع ايمن  وجدا علامات الاندهاش على وجه ماجد ...حاول ايمن تفرس وجه اخيه ليفهم سبب هذه التعبيرات
فحصها الطبيب وتحدث اليها قليلا ثم كتب فى التذكره اشياء ثم طلب منهم الخروج للتحدث ..
قال ماجد مصدوما
فقدت الذاكره اليس كذلك ؟!
تكلم الطبيب واضعا يديه فى جيب زيه الطبى قائلا
طبيبعى ومحتمل فى مثل تلك الحالات ..
لا تنسوا الخبطه التى حدثت لدماغها فى الماء ..


قصة جديده


اتى ايمن مسرعا الى المشفى التى اخبره اخيه الاوسط ماجد انه موجود بها عبر الهاتف
كان جالسا متدثرا بغطاء داكن من اغطية المستشفى
بصدر يعلو ويهبط ونفس يلهث وصوت متهدج سأله ايمن وهو يمد اليه يده بحقيبة الملابس التى احضرها له
ماذا حدث ؟ هل اشتقت للسباحه فى هذا الجو البارد
رد ماجد وهو يرفع طرف الغطاء الذى اسندل
وماذا كنت ستفعل انت ان كنت مكانى ورأيت فتاة تقفز فى الماء لتنتحر ؟!
نظر ايمن للارض وحرك رأسه ثم قال
وهل انقذتها
نعم
جال ايمن بنظره فى انحاء الغرفه وقال
اين هى
رد ماجد وهو يبدل ملابسه
فى غرفة العمليات ...اصيبت فى رأسها
بعد ساعة دخلت الممرضات يدفعن سرير امامهن
وفى حركات خفيفه نقلن الفتاه الى سرير يتوسط الغرفه
دخل خلفهم الطبيب
ووجه حديثه الى ايمن قائلا
انت زوجها
هز ايمن رأسه نافيا
قال ماجد ...هل هى بخير يا دكتور
رد الطبيب
اود ذلك ...الخبطه التى تلقتها عند سقوطها فى الماء اثرت على الدماغ ...خيطنا الجرح الظاهرى وسننتظر لعمل اشاعات على منطقة الدماغ والرأس
نظر ماجد اليها فى اسى
بينما سأل ايمن الطبيب
متى ستفيق
قال الطبيب وهو يكتب فى التذكرة ..ربما غدا
استدار ايمن ونظر اليها وهى مستلاقاه على السرير الابيض وتمتم قائلا 
وكيف لملاك ان ينتحر...


الاثنين، 4 يناير 2016

الفصل 8

الفصل الثامن
عاد الجميع من زيارة والدة امانى وامل من المشفى ...
جلس عصام بجوار والدته على الاريكه فى صالة المنزل الواسعه
اخبرنى يا عصام كيف حماتك
نظر عصام الى اسفل وقال بأسى :
ليست بحال جيده
الجده : لطف الله بها وخفف عنها الامها
ثم توجهت بسؤالها لحسام ..هل ستبيت زوجتك معها ايضا الليله
قال حسام : تتبادل هى والدكتورة امانى ..سأرسل اليها سيف يحضرها وتبيت الدكتورة معها الليله ..
سألتهم عن الابناء وكأنها تذكرتهم ..
بالمناسبه اين هم الاولاد
قال حسام ..ارادوا الخروج والتنزه فتبرعت ثناء وعلى ابنها بذلك فمنذ اتينا انشغلنا بجدتهم لامهم ولم يخرجوا  
هز المكان صوت باب يغلق بعنف ثم خطوات مسرعه تهبط من اعلى الدرج ..كان حسن زوج سها ...
نادى عليه حسام فلم يجيبه وخرج مسرعا
قام عصام وقال : يبدوا انه تشاجر مع سها
هبطت سها ايضا على عجل ويقفز الغضب من وجهها
هل رأيتم حسن
قال حسام لا تبحثى عنه خرج مسرعا ولم يسمعنا حين ناديناه
قالت الام
ماذا حدث ؟؟
هبطت سها اخر درجات ووقفت امام امها واخوتها الحسام وعصام ..
امى ستعودين معى اليس كذلك
عبثت الام ونظرت بعيدا ثم قالت
ذلك امر اهلكناه نقاشاً
قال عصام ...الذلك تشاجرتم
قالت سها وهى تجلس على الكرسى وتضع رأسها بين يديها
انتهت اجازته ويريد السفر
وما المانع فى ذلك ..اليست دراسة الفتايات ستبدأ ايضا ...سألها عصام وهو يجلس قبالتها
قال حسام : الم تعلم أختك بعد يا عصام ..اختك لا تريد السفر دون امك
رفعت سها رأسها بغضب وقالت
وما المانع ان تعود امى معى ..انا لا استطيع ان اعود بدونها
ثم بكت ...
وقفت الام وقالت ..لا تفعلى مثل الصغار واكبرى قليلا ...انا من اخطأت ..انا عودتك على ذلك ..
ثم انصرفت الى غرفتها

فى احد المطاعم جلست العمه مع ابناء اخوتها لتناول العشاء كان جميع الابناء فى انسجام "احمد" و"زياد" وعلى كان معظم حديثهم حول كرة القدم والاعبين الاجانب والعرب اما روبان وسندس ورؤى كان حديثهن ذو طابع انثوى فتحثن عن الملابس والاكسسوارات تارة واخرى عن الهواتف الذكية والاجهزة اللوحيه وبعض التطبيقات الحديثه ..اما العمه وربا وعلى وسيف كان حديثهما منوعاً كانت العمه تقفز معهم من موضوع لاخرلتواكب انتقالهم السريع بين الموضوعات والاحاديث
حدثينى عن دراستك يا ربا ..قالت والدتك انك تدرسين العلوم الانسانيه
بالفعل يا عمتى ادرس العلوم الانسانيه كما تمنيت .
لما لم تردسين الطب مثلا او الهندسه
فى اوربا الامر جد مختلف يا عمتى
العلوم الانسانية اصبحت هناك اهم من دراسة الطب
اعترض سيف قائلا
وهل ستعالجين نفسك بالفلسفة ام بعلم النفس
اطمئن ...لن احتاج لعلاجك
قال سيف : كيف
قالت ربا بسخريه
لانى لست من الفراعنه القدماء حتى تعالجنى بعلومكم العقيمة
ضحك الجميع
ورد عليها سيف بضحكه صفراء
لنرى يا ابنت اوروبا 

على اطرف  المائدة كانت رؤى تسترق النظرات على خجل
لم تشاركهم الحديث لكنها كانت مستمتعه ...مستمتعه به تحديدا وبحديثه ونكاته حتى مشغباته لربا وعلى وثناء ...
كانت تعود لحديث سندس وروبان بين الفينة والاخرى وربما اعادها من شرودها فيه صوت ضحكات الفتايات وجيج حديثهن ...
حاولت ثناء التى كانت تجلس فى منتصف المائدة فتقسمها نصفين على يمينها الفتايات وربا امامها ثم على الجانب الايسر يجلس سيف وعلى واحمد وزياد
حاولت ان تتواجد فى احاديث الجميع تشارك الفتيات احاديثهن وتفك تشابك كلامى ما بين سيف وربا او سيف وعلى وتنتقل الى احمد وزياد واحاديثهم ...
سرحت ثناء قليلا ثم عادت تعتزم امرا فى داخلها ولن تقدر عليه الا بمساعدة والدتها بالطبع ....



كفرسة جامحة متمردة وعصية ....لم تختلف كثيرا عن الطفولة زادتها السنون قوة وتمرد ...هكذا حدث نفسه عنها ..
لازالت نبتته فى الظل لا يعلم عنها احد شىء ..ولا هو يريد الافصاح عنها ...ربما شعر احيانا معها انها تعلم بأمرها ..
يرى فى خبايا ابتسامتها نظرة خاطفة الى مكنونه فتراها رغم حصاره لها وابعاد الجميع عنها حتى لا تفسد ...

فى الصباح حضرت ثناء لبيت العائله ..اخبرتها احد الفتايات ان الجده فى شقة سها  , ربما لتحل الخلاف الذى نشب بالامس بين سها وزوجها ..
دخلت المطبخ لتحضر الفطور فهكذا تفعل منذ ان حضرت والدتها ثم الجميع ...يذهب زوجها لعمله وتحضر هى الى منزل العائله فتتناول معهم الفطور وتقضى اليوم معهم بصحبة امها واخواتها واولادهم ..
نزل الجميع والتفوا حول المائدة ... جلست الجدة وجلس عصام وحسام وزوجته امل وكعادتهم منذ عادو من غربتهم تتبادل الاختان المكوث مع والدتهم فى المشفى وتبادلها الاخرى فى صباح اليوم الثانى ..جلس بعض الاولاد بينما تغيب بعضهم ممن لا يحبون الاستيقاظ باكرا ....نزل ايضا حسن وسها يهمس بأذنها شيئا فتضحك سها وهى تمسك بيدى زوجها وينزلان سويا الدرج ...سها التى كانت بائسة بالامس مبتهجه وسعيدة هذا الصباح مما اثار اندهاش الجميع ....
باغتها حسام قائلا
سها ..اراكم اليوم افضل حالا
قالت ثناء مبتسمة
امسك الخشب ابا سيف
ابتسمت سها بخجل

فقال عصام
افهمنا انت يا حسن هل اجلت السفر ام ماذا ؟
اجابة حسن وهو يرتشف من فنجان الشاى
لا لم اؤجله
نظر الجميع اليه منتظرين استكماله لحديثه ليزيل عنهم الحيرة والاندهاش
فأجابتهم سها وهى تمسح قطعة الخبز بالمربى وثمة ابتسامة انتصار على شفتيها
سنسافر كلنا معه ..
ابتلعت ثناء لقمة وضعتها فى فمها دون مضغ فقد وقع فى قلبها خوفاً ما ...وسكتت حتى لا يتأكد ظنها ...
لكن سها اصرت على افساد فرحتها بالتمام الشمل واتبعت
سيذهب حسن بعد قليل ليؤكد الحجز
قال عصام : هل اصدق هذا !! اخيرا ستتركين امى لتعيش هنا فى بيتها بعد كل هذه السنين ...
قاطعتها سها سريعاً : ومن قال ذلك
ستذهب امى معنا كما اتيت معنا
هنا نظرت ثناء الى سها طويلة ثم التفت لتقرأ على ملامح امها شىء وقد فهمت اثر زيارتها لسها فى الصباح ...هكذا نجحت سها فى استجلاب عطف والدتها لتسافر وتعود معها ..
شعرت الام بالحرج من نظرات ثناء فقامت من المائدة سريعا قبل ان تشتعل نار خامدة منذ سنين ..
صرخت امل بعد ان ردت على الهاتف وبكت فى حضن حسام الذى التقط منها الهاتف ليعلم من امانى ان والدتها توفت ...

حضر الجميع مراسم العزاء ...واضطر حسام للمغادرة سريعا مصطحباً معه امل التى انهارت كثيرا بعد فراق امها ...وكانها بكت فراقها السنوات الماضيه ..بكت قساوة قلبها وهى على قيد الحياه ....بكت كيف مرت اعوام ولم تنعم فيها بقربها لما كانت بصحتها ...كيف لم تجلس تحت قدميها ف مرضها سوى تلك الليالى المعدوده منذ عودتها ....
كان موتها صدمتها التى افاقتها من غيبوبة عِنّدِها مع اخيها الاكبر على ميراثها واستحواذه على امه .....

تأثر سيف لحالة امه وود ان لا يتركها لكن دراسته كانت على وشك البدء ...وتأثر لاكثر للحرب التى اشتعلت فى صمت ما بين عمتيه سها وثناء حول حول سفر الجدة مرة اخرى ..
تعكر الصفو الذى زين البيت الكبير اياماً ...وبدأ انفرط العقد وسفرهم واحد تلو الاخر ابتدئه حسام واسرته ثم سها وزوجها وابنائها ....ثم عصام وامانى وابنتيه روبا وربان
ها هى تسافر ثانية ويُحرم من وصلها ولا يعلم متى القيا مجددا ...فاض قلبه واشتعل اراد ولو ان يخبرها بأى شىء مما يجول بين جنبيه ...لكن نفسه ابت فى عزه ..
اوصلهم المطار ...وودعهم ...وقفت ربا امامه فقال ..
متى ستعودين
لا اعلم ...ربما قريبا
لملم شتاته وقال
كانت زيارة قصيرة ....لم نتحدث
ابتسمت فى خجل وقالت
....قد وصل ....
وحملت حقيبتها وانصرفت وغابت بين الاناس فى زحمة المسافرين
زادت نبضاته لا يعلم اشعرت به حقا  ..أوصلها ما يكن لها
هل عنت بالفعل انها قد وصلها ما بدخله..
سيظل هكذا حائرا حتى تعود وتؤكد ما شعر او تنفيه
لكنه والاكيد انه جمله الحب الذى حوطه وانار داخله ....