الخميس، 17 سبتمبر 2015

25

اسرع اليها وحملها ووضعها على الكنبة وطلب من الخادمه عطر وماء محلى ....جثى على ركبتيه وحاول ايقاظها بلطمات خفيفه على وجهها ..فلم تستجب ...رغم شحوب وجهها الا انها لاتزال تحتفظ ببرائة تفاصيله ...
- الماء المحلى والعطر سيدى
قرب زحاجة العطر من انفها ..فبتدأت تستجيب وتحرك جفنها ...اسند رأسها على ذراعه ...وقرب اليها كأس الماء المحلى فتجرعت رشفات قليله جدا منه ...
رغم عاصفة الغضب التى يحملها بداخله الا انه فى هذه الحاله قد نسيه ...تلك هى الاولى التى يقترب منها هكذا ...تفحص وجهها عن كثب ...كان رأسها على ذراعه ..يشعر بانفاسها المضطربه ....استعادت وعيها ...ونهضت مفزوعه حينما وجدته بقربها ....جلست ...واضعه وجهها بين كفيها تخفى انهار الدموع  ....
رن هاتفه ...فمد به يده اليها وقال ...اسماء قلقه عليك طمئنيها ...
خرج من الغرفه ومعه الخادمه وطلب منها تجهيز طعاما لسلمى ...وقف خارج الغرفه قليلا ..يعلم ان لديها كثيرا لتقوله لاسماء ولن تستطيع قوله امامه ...
- ..ليتنى مت يا اسماء..اخرج من نار ابى الى جنهم عمر
- اهدئى يا سلمى ..عمر شهم وسيحسن معاملتك
- لا اعلم لما فعلت هذا بنفسى ...كيف اورطه معى وقد انقذ حياتى ...وانا اصلا لم افعلا شيئا ...
-وهاهو انقذك الثانية
- اريد ان اموت ....لا اريد هذه الحياه
- سلمى ..هى اقدار الله ..اين رضاك بالقدر
عندما تخرجين من هنا وتذهبين الى بيت عمر ..سأستطيع ان اراك ...واكون بجانبك ..
- سلمى ...لى رجاء عندك
- بصوت مهزوز غير واضح قالت ...
نعم
- سيحضر لك عمر طعاما ...رجاءا تناوليه ....اهه رجاءا
دخل عمر وقد سمع بعض الكلمات ..التى كانت تقولها بانفعال ..احضرت الخادمه ..الطعام ووضعته امام سلمى وخرجت ..
تمشى بالغرفه ...واضعا يديه خلف ظهره ...اخذ نفسا عميقا ...ثم جلس قبالتها ...
ناولها الملعقه ...فأبت ووصرفت وجهها فى الناحية الاخرى ..
قال ..ستموتين
قالت ...يا حبذا
نظر اليها ...وقال بانفعال حاول جمحه من البداية ..
انت من وضعتنا بهكذا موقف ....انت من اقحمتنى بحياتك
- لماذا تزوجتنى ؟
لانقذ نفسى من فضيحه لا ناقة لى بها ولا جمل
كيف تقولين هذا عن نفسك ...اى فتاة انت ...من ايام انقذك من بين انياب شاب مستهتر ...واليوم تلوثين سمعتك ...
حاولت استعادة قوة نفسها ...وردت عليه قائل
بأمكانك  ان تطلقنى وتذهب الى حال سبيلك ...
- سيحدث ...لكن فى التوقيت الذى اقرر  ...
سمعتك... انت حره بها لكن سمعتى انا..... انت لست حره بها ...والان منذ اصبحت زوجتى لست حره بسمعتك ايضا  ....
سكت برهه ثم اكمل ..
اتفقت مع والدك على حفل صغير يوم الخميس هنا فى منزلكم ...حتى لا نثير الشكوك امام الناس ..
رجاءا لا تفسدى اليوم ..سأحافظ على سرك ولن يعلمه احد ولا حتى امى ...فكونى انت ايضا كما اريد
لانت كلماته الاخيره ..رغم جديتها ...
الان هيا تناولى طعامك ...يبدوا انك هجرتيه منذ فترة 
ثم تركها وذهب ......

ركب سيارته ...ولم يتحرك ...جلس يفكر ...ضجت رأسه بالافكار ...كان يوما غريبا...اصبح فيه عازبا وامسى متزوجا ...كيف سيخبر علا وامه ...ماذا سيقول لهم ...ارتفع اذان صلاة العشاء من المساجد المحيطه به ...نزل وصلى دعا الله كثيرا ان يهيىء له من امره رشدا .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق