الأحد، 20 سبتمبر 2015

32

لم تنتبه لاستيقاظ عمر وخروجه فى الصباح الباكر للعمل ..اوعزت ذلك لارهاقها فى الليالى الماضيه مع علا ...ابدلت ملابسها وخرجت تتفقد المنزل بهدؤه فى الصباح سمعت صوت كركبه اتيه من المطبخ فتوقعت استيقاظ والدة عمر .....قبل ان تصل اليها بالمطبخ كان صوت ارتطام شىء قوى بالارض ....جرت مسرعه نحوه لتجد والدة عمر ملاقاه على الارض ...حاولت افاقتها فلم تفلح ...هرولت الى غرفتها تحضر الهاتف .....رنين متواصل وعمر لايرد...عادت لها ولا تعلم ماذا تفعل ....ارتدت ملابسها سريعا وذهبت لاحد الجارات ....حملت معها السيده الى داخل سياراتها ....بسرعة كبيرة انطلقت الى اقرب مشفى .....حملها فريق الاستقبال على الترولى واسرعوا بها الى العناية المركزه ......غابوا عنها لبضع ساعة ....
حضر عمر سريعا بعد ان اخبرته فى الهاتف ...وقفا امام العناية المركز يدعوان بقلب وجل .....خرج الطبيب وقال بدايات جلطه ....وجئتم بها فى الوقت المناسب ...
ثم اكمل الطبيب ...الاربع وعشرون ساعة القادمه ساعات حرجه ...ان مروا بسلام ...نطمئن وقتها ...
لم يناما ...ولم يتحركا من امام الغرفه ....ظلا هكذا حتى المساء ...عرضا عليها ان يعيدها للبيت لترتاح فرفضت ...حتى اخبرهم الطبيب بوجوب مغادرتهم والحضور فى الصباح ...
تذكر علا التى واصلت رنين على هاتفه وعلى هاتف امه ....هاتفها بصوت يتصنع الفرحه حتى لا تعلم ...تحجج بان الشبكه سيئه اليوم ووالدتها قد تعبت من محاولات الاتصال فنامت ..
ربما احست علا بريبه فى الامر ...وعزمت على الاتصال ثانية فى الغد ..وربما كما يقول ضعف شبكة الاتصالات فى هذه القريه على شواطىء شرم الشيخ ...
لم تنم سلمى ليلتها....ظلت تصلى وتدعوا لها ..
فى الصباح ..كانا عندها بالمشفى ...بشرهم الطبيب انها بدأت تستجيب للعلاج ...وخلال ايام ستعود معهم للمنزل ..
تحسنت بالمشفى قليلا ...فآثر عمر ان تستكمل علاجها بالمنزل ...فخرجت منه بصحبة عمر وسلمى التى لم تفارقها الايام الماضية وكانا يتبادلان المبيت معها بعد اصرارها وعندها الا تعود للبيت ...

اخبر الطبيب سلمى بمواعيد الادوية وانوع الطعام المسموح بها .....
كان عمر مع والدته بغرفتها ...تحدثت معه رغم تعبها وتحسنها البسيط ..
- اين سلمى لاشكرها لانقاذها حياتى
- لا شكر على واجب يا امى
- كنت اشعر ان ابنتى هى من كانت معى ولم تفارقنى ...هى حقا ابنه باره ..
سعد عمر بسماع تلك الكلمات عن سلمى من امه ..وقال مشاكسا
- كل ذلك عن سلمى فقط ...وانا من ...ابن البطه السوداء
ابتسمت ..وقالت
- نعما اخترت
قام من مكانه وقال
سأذهب لاناديها لتسمع بأذنيها كل هذه الاشعار فى رأى حماتها بها
بالفعل خرج يتفقدها ...فوجدها بالمطبخ ...تضع الهاتف على اذنها وتسنده بكتفها ...وبيديها الاثنتان تنفذ ما تسمعه بالهاتف ...
اسند ظهره لباب المطبخ وربع ذراعيه ووقف يشاهدها وهى مرتبكه ومبرجله ...
هتفت بضيق وهى تستعيد الهاتف بيدها ...
ياااه نفد الرصيد ..
التفتت لتجده على وضعه ذاك يضحك عليها  ..
- منذ متى تقف هكذا
- منذ قليل
- ماذا  تريد
- اريد المساعده
ثم دخل المطبخ ونظر بداخل الاوانى ...علم انها ليس لها خبره فى الطبخ ولا طهو الطعام ...وكانت الان تنفذ ما تقوله لها اسماء عبر الهاتف ...ولما انقطع الاتصال بنفاذ الرصيد ...سمحت له مجبرة على مساعدتها ...
كان ماهرا ايضا بأمور الطبخ ...طهى شوربة خضار ودجاج ....كانت تظر اليه وهو يشرح لها كيفية عمل الشوربه ...ثم استخدم الشوربه مع الخضروات المقطعه التى طلب منها تقطيعها من قبل ..لعمل شوربة خضار   ...نضج الطعام فطلب منها ان تذهب به الى امه ..حالما ينتهى من وجبه اخرى لهما ...غير الشوربات والطعام المسلوق ..
دخلت سلمى الغرفه وجلست بجوار والدته ..وضعت امامها الطعام. ..وابتسمت لها
سلمى ...
- نعم
- اود شكرك با ابنتى ...تعبت معى الايام الماضيه ..
- هذا واجبى يا خالتى ..هذا ما كنت سأفعله مع امى ان كانت فى وضعك ...
خفضت سلمى رأسها حين تذكرت والدتها ووفاتها ...
رتبت والدة عمر على كف سلمى وقالت
- اذا نادينى ماما
- رفعت سلمى نظرها وعلت وجهها ابتسامه رقيقه وقالت وهى تقرب اليها الطعام ...
- اذا اسمحى لى يا ماما ان اطعمك بنفسى ..
كان عمر قد انتهى من اعداده لمائدة لاثنين هو وهى فقط...
ذهب يناديها ..فكانت هى ايضا انتهت من اطعامها وغطتها لتنام ....اغلقت نور المصباح وانسحبت من الغرفه بهدؤ ...
كان عمر ينتظرها على المائده ...
- هيا الطعام سيبرد
تناولت الملعقه و التهمت الطعام بناظريها قبل فمها
- اين تعلمت الطبخ
- بالخارج
- كيف
- بعد تخرجى سافرت كندا 3 سنوات
- وهناك تعلمت الطبخ
- تعلمت كل شىء
- كيف ذلك
- كنت اقيم وحدى فكان على ان اتدبر كل امورى
- ولما عدت
- عدت بعد وفاة والدى
سكتت سلمى لما احست انها ذكرته بوفاة والده ..لكنه لم يكن مثلها تبكى كلما تذكرت لحظات وفاة والدتها ...
سلمى اود شكرك على ما فعلته مع امى
- لم افعل شىء
اكمل هو
كنت مجبرة على زواجك منى لكنك لم تكونى مجبرة على العناية بامى وانقاذها ...
رفعت نظرها ...لتجده ينظر اليها ويبتسم ...فابتسمت بدورها ...
رن هاتفه فكانت علا على الجانب الاخر ...حاول ان لا يخبراها الفترة الماضيه ...فعلمت عن طريق خطأ وزلة لسان وقع به سامى معها لانه كان يعلم من اسماء ..
كانت علا تبكى فى الهاتف وهى تحدث عمر وهما فى طريقهما للعوده للقاهره ...
هدأها وطمئنها على والدته ...لم تهدأ ولم تطمئن حتى اتت ورأتها وتحدثت معها ...
طلبت من سامى ان تبيت الليله مع امها ...وافق سامى رغم اعتراض عمر ..
لكنه علم فيما بعد انها كانت فكرة صائبه ...فسلمى التى كانت تؤى للفراش بعد يوم طويل تفعل فيه ما لم تكن تفعله فى منزل والدها ورعاية امه ...كانت تغوص فى نوم عميق بمجرد ان تضع رأسها على الوساده ..
تلك الليله الى اخذت مكانها فيه علا ..فكانت مستيقظه بعض الوقت ...خرجت من الحمام ...فوجدت عمر على فراشها على الارض ..حاولت ايقاظه ...فلم تفلح فنامت على السرير
- متعب هذا الفراش
- اها ...لازلت مستيقظا ..اذا قم الى سريرك
- متعب لكنها جميل
- وما الجميل فيه
كان يتبادلان الكلام وهو اسفلها على الارض وهى فوق السرير ..
قال بصوت هادىء ورقيق
- الجميل فيه... انه يحمل... عطرك ..وانفاسك ...وموضع رأسك ويديك ...
فمثلا هذه الوساده التى اضع رأسى عليها احاول لمس موضع خدك عليها وشم عبيرك التى تركتيه هنا قبل استيقاظك ...
احست باحمرار وجنتيها ...فأعطته ظهرها وابتسمت فى خجل وتظاهرت انها قد نامت ...



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق