الخميس، 10 سبتمبر 2015

13

نَظرت اليها اسماء بتفَحُص .....على ذِكرها اسماً اخرَغيرعُمر محور حديثَهُما 
- لا تنظرى الى هكذا ...كُنتُ سأُخبَرك لو لا إنشغالك
تظاهرت اسماء بقبول العذر وابتسمت فى هدؤ
فاكملت سلمى وقد تغيرت ملامح وجهها وبدأت تظهر لمعه خفيفة فى عيونها التى كانت توزعها على الارجاء وتتحاشى النظر بهما فى عين اسماء كما زينت ابتسامة رقيقة فمها ...
- اتذكرين الشاب صاحب السباق ...الشاب الذى تصادف توجدنا معا على الطريق فكان يغلق على الطريق احيانا واحيانا نتسابق  ...
اومأت اسماء برأسها ايجابا لتكمل
اكملت سلمى وارسلت الكلمات بتأنى
- تعارفنا وصرنا نتحدث بشكل يومى ...
انهت كلمتها وتابعت وجه اسماء لتستشف تعبيرات وجهها فلم تجد ...فاكملت وهى تنظر للاسفل
- يعجبنى اهتمامه ...ارتاح حين أحَدِثه ...يسمعنى كثيرا ويتفهمنى ...يحبنى ...وانا ....احببته
اعادت نظرها لاسماء فوجدت اسماء على نفس النظرة وابتسامه صافية تزين وجهها
صمتت سلمى وانتظرت رد اسماء او تعليقاها لكنها صمتت ايضاً
وبعد دقيقه من الصمت المتبادل ..
قالت .. وماذا بعد
قبل ان تهم سلمى بالتفكير حتى بإجابة سؤالها اردفت قائلة ...
- اتعلمين كثيرا ابحث عن نظارتى وهى فوق انفى امام عيناى ...
وقفت اسماء وقالت لسلمى ...الفجر على وشك الأذان سأذهب واستعد للصلاة واستعدى انت ايضا لنصلى جماعة ...
- اسماء ...ألن تُعقبى على كلامى ...ألن تنهينى عن ما افعل
نظرت اسماء فى عينيها ...وقالت

- وهل تفعلين ما يستحق النهى؟!  اثق بك واعلم انك ستُميزين الغثّ من الثمين....
وسؤالك وحده علامة على احساسك بالمسؤلية تجاه نفسك ...وهل ما تفعليه يليق بك ام لا ؟!!
انصرفت اسماء وعادت بعد الأذان ليصليا معا وتركتها حائره ...لم تعطها اى اجابة شافيه ..حتى سؤالها .وماذا بعد ..لم تنتظر اجابته ..ارادت أن تُلقيه فى عقل وقلب سلمى لتجد هى الاجابة بنفسها ولنفسها لا أن تبرر ما تفعله ..كانت كالبصله لتحدد الاتجاه الصحيح
اغلقت الهاتف لتجبر نفسها وهو على عدم الحديث حتى تفكر جيدا (وماذا بعد )

هو ايضا لم ينم ليلته ..اصبح الامر جلياً..على الاقل بداخله ...كان الأمرُغريباً ...فقد سيطرت عليه اليوم كله كان سعيدا بعملها بالقرب منه رغم قساوته وفظاظته معها لكنه اصبح يعتاد وجودها ...ندم كثيرا بعد ان حدثها بعنف وشده عندما كانت فى مكتب ايمن نور الدين  ...ربما لمِا يلحظه من اهتمامه بها فاغضبه فكرة انه ربما يعجبها ايضاً ويتبادلان الاعجاب ...
آلمه التفكير بتلك النقطة  كما آلمه واغضبه فى الصباح
فرك بأصابعه جبهته ونهض من فراشه بعد تأكده من فرار النوم الليله ..وقف فى شرفته وتذكرها وهى فى منزله ...رقيقه كنسمة الفجر التى داعبته منذ قليل ...تجلس بجوار نسيبتهم اسماء ...تهمس فى أُذنَيها سراً كالفراشه تهمس للورود ...كانت جميله فى المساء اجملمن جوهرة تعكس اضواء المصابيح ..
لم يمنع نفسه من اكتشاف سر وجودها فى منزله ربما قريبة سامى او صديقة اسماء ...لم تمنعه تلك الاحتمالات من الاقتراب ...حتى  استيائها حين رأته ...كان قاسية عليه ردها ...وتذكر صوتها الحاد وهى تنطقه ...انها لو تعلم بوجوده ما أتت ....لذا قرر الاعتذار فوراً عن ما حدث فى الصباح رغم ان الاعتذار ليس من قاموسه ...وربما تُعد على الاصابع تلك المرات التى اعتذر فيها لاحد ...لكنه ندم بعدها ...لم يكن يتوقع ردها الجاف ذلك ولم يتوقع رفضها لاعتذاره واحراجه امام اسماء. ..
ازداد اعجابً بها على عندها وعزة نفسها .. تنفس بعض الهواء النقى من هواء اجمل سويعات اليوم هواء ما قبل الفجر 
دعا لها فى سجوده ...وهو يصلى ركعتان قيام ليل و صلاة الفجر ودعا لنفسه بالزوجه الصالحه ....وتمنى فى قرارة نفسه ان تكون هى تلك الزوجه الصالحه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق