الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

22

مرضت سلمى من كثرة البكاء والالم النفسى الذى احل بها ...وامتنعت عن الاكل ...ظلت هكذا لثلاث ليالى متواصله ....فى اليوم التالى للحادثه هاتفتها اسماء
فبكت كثيرا بكت فى الهاتف اكثر من بكائها الليله الماضيه ...خلعت قلب اسماء فى سفرها ...اسماء التى تعانى مع والدها خلاف كبيرا ربما لن تصل حد نتائجه كالمرات السابقه ...سمعت منها واحست بالندم ان تركتها ...لكن ما حيلتها وذاك زوجها ......كانت تتصل عليها كل ساعتين لتطمئن عليها...وتحاول معها على الهاتف جاهدة ان تأكل شيئا وتعتنى بنفسها حتى تأتى اليها ....
احست بالاختناق وهى وحدها فقررت الخروج ...لن تستطيع العودة للعمل بهكذا حاله ...خرجت الى مكانها المفضل على كورنيش النيل ...جلست وبكت كثيرا ...ولما افرغت ما بجعبتها ...عادت للمنزل ....
- ابى !! ...متى عدتم ؟؟
- كان يجرى اتصالا ...تركته ونادت على اسماء ...فتشت عنها بالغرف ...بالمطبخ ...بالحمام ولم تجدها
-ابى ..اين اسماء
- ذهبت...ولن تعود
- لن تعود !!
- طلقتها
كانت فى ذهول مما تسمع لم تكن حالاتها الصحيه او النفسيه تسمح لان تصدق خبرا كهذا
-طلقت اسماء !!!...كيف ذلك ؟
-طلقتها ...طلقتها كما يطلق الرجال النساء
- لماذا
-سلمى لا شأن لك ....ولا اود ان تكلميها ثانية ولا ان تريها. .
- دخلت غرفتها بجسد يرتعد .....ارتمت على سريرها ..وبكت ايضا ...بكت كثيرا
رن هاتفها ...ففزعت ...اصبح العالم كله مفزع ....اصبحت الحياة مؤلمة ...
-الو ...اسماء ...
حاولت استعادة بعض وعيها وبدلت ملابسها وخرجت
لم تبالى بتحذيرات والدها لكى لا تتصل باسماء ...لكنه لا يعلم قدر احتياج ابنته لقلب وحضن اسماء وما يُمثلانه لها ...
ارتمت فى حضنها بمجرد ان ادخلتها اسماء غرفتها فى منزل والدها واغلقت الباب .....
سلمى حبيبتى ...كيف حالك
- اسماء ...وانهمرت الدموع على وجنتيها ...لماذا  تتركينى يا اسماء ..لماذا الطلاق
ليس لى غيرك فى هذه الحياه المؤلمه
-اهدئى يا فتاتى ...واجلسى ...ارمى على كتفى كل الآمك ...واحكى لى بالتفصيل ...وان كان يؤلمك ..احكى ...فكلامك سيريحك ..سيزيل كل آهاتك
حكت لها سلمى. ..عن تفاصيل كانت تخبئها بعيدا عنها ...وحكت لها عن الليله المشؤمه ...
ظلت تحكى وتبكى وهى تحكى ...احضرت لها اسماء عصير الليمون بعد ان فرغت وافرغت كل ما ضاق به صدرها ..
حكت لها ايضا تواجد عمر الغريب فى ذلك الوقت وانه من انقذها ... وكيف تعود للعمل ...وكيف سترفع عينيها فى عينه وقد رأى ما حدث
هدأت سلمى قليلا واوقفت البكاء ..احضرت اسماء صحن كبير به اصناف اعدتها والدتها...يعلمون جميعا ان سلمى ضحية هذا الرجل ايضا كأسماء  ..وانه كان خطأ من البداية ضغطهم عليها فى الزواج منه ....
حولت اسماء ان تجعلها تأكل ...فوجهها اصفر وعيونها ذابله من كثرة البكاء ..حتى انها حين ما كانت تتوقف سلمى عن الاكل ...تضع لها اللقمه فى فمها ...فتبتسم سلمى رغم الالم ....
-اسماء ...لماذا طُلقت ...هل انت من طلبت ذلك
-لا تهتمى يا سلمى ...زيجه مثل هذه لم تكن لتكتمل يوما ما ...لكنها اقدار الله ...لأن اراك ....لأن احبك كأبنتى ...لأن اكون لك عوضاً ولو واحد بالمئه عن فقدك امك ...
تحملته لاجلك انت فقط ...لكنه دمر كل شىء ...
تنهدت اسماء وابتسمت
وقالت متى ستعودين للعمل
-لا ادرى ....لا اود الذهاب
-بل عليك الذهاب ...العمل سينسيك ما حدث ...كما عليك ايضاً شكر عمر لانقاذك ..
- لا ادرى هل استطيع الذهاب وشكره كما تقولين ...ام لا ....



Posted via Blogaway

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق