الخميس، 21 مايو 2015

الحلقه الثامنه عشر

فاجأتنى نور فى احد الايام بموافقتها على اجراء فحوصات طبيه للوقوف على سبب التـأخر فى الانجاب ...فرحت بشدة ...ويبدوا ان قلق نور المتزايد قد انتقل بعضه الى ..الا اننى كنت اطمئن نفسى ونور ...ان شاء الله يا نور هيبقى.الامر بسيط ...وقريب هتبشرنا الدكتوره بالحمل ...
دعاباتى ذلك اليوم لم تفلح ابدا فى تغير عبوث نور .....ويبدوا ان قلبها الشفاف قد علم مسبقا بالالم ...قد شعر المأساة ....للحظه ظننت انها علمت من قبل بنتيجة التحاليل فلذلك كانت ترفض ..لكنى لم اجرى ابدا تلك الفحوصات الا هذه المره معها .....او ربما اجرتها لنفسها فعلمت بها انها سليمه معافاه ....فاستنتجت بذلك مصدر العطب وهو انا ......
كان وقع الامر شديد علينا نحن الاثنان ...والطبيب يحدثنا ...عن الرضا بقضاء الله والتسليم لامره ....يحدثنا عن عدم مقدرتى على الانجاب ابدا .....وان العلم تقدم وربما تكون هناك فرصه فى العلاج قد تثمر وقد لا تثمر ...ولكن يبقى الامل ......مر امامى كل شريط الذكريات ....زواجى الاول ...الم الفراق ....وحدتى فى الغربه ....فرحتى بنور ....زواجنا ....الاحلام التى كنا نبنيها .....فرحة نور بابناء اختها .....تصميم نور لملابس الاطفال ....تصميمها الذى فازت به فى المسابقه ...كانت دائما تقول ..اطفالى مش هيبلسوا اى لبس وخلاص ..كل القطع انا الى هصممها ..واشرف على تفصيلها بنفسى ..

لم نتحدث من وقع الصدمه ولم اقوى على النظر فى عينيى نور ...ولا ادرى بما تشعر ....غير اننا ظللنا صامتين لاكثر من يوم ...ذهب الكلام الذى كنا لا نتوقف عنه ...احيانا كنا بسببه نتأخرعن موعد العمل لان احدنا لم ينهى حديثه بعد ...

ظلت كل الافكار تراودنى ..وتخنقنى ان مس احدها فكرة ذهاب نور من حياتى ....ربما تلك كانت على اشد من خبر عدم الانجاب .....هل نتحدث ؟؟...هل اخيرها ؟؟...اليس من حقها الانجاب ؟؟...اليس من حقها ان تكون ام ؟؟....اوليس من حقى انا ايضا ...يا الهى ماذا دهانى ..هل اقنط من رحمة ربى .....استغفرت وبكيت فى سجودى عل الله يغفر لى ذلاتى ........

: مكنش لازم اسمع كلامك ونروح نعمل التحاليل
اجبتها باقتضاب : امال كنت عايزه تفضلى عايشه مع واحد وانت مش عارفه انه السبب فإنك متخلفيش
ولا كنت عايزه تفضلى فاكره نفسك السبب ...
اكملت بنفس النبره ...امل قالتلى على سبب خوفك من التحاليل كنت بتقوليلها انك حاسه انك انت السبب وانك مش هتستحملى ...انى مكنش اب بسببك ...وفى نفس الوقت مش هتقدرى تقوليلى اتجوز او اشوف غيرك
ثم نظرت اليها وسالتها ....مش دى انانيه
انك تربط الطرف التانى جنبك وانت عارف ومتأكد انك مش هتحققله حلمه 
ظهرت الدهشه على وجه نور وقد فهمت ما ارنو اليه فى كلامى 
واكملت فى صرامة 
بس انا مش انانى 
بحركه سريعه وضعت نور يدها على فمى كى لا اكمل 

لحظه واستجمعت فيها قواها وانطلقت فى الحديث ...نبره واثقه عنيده قويه كقوتها التى اعهد .....
: انا لما وافقت ارتبط بيك واشاركك حياتك وتشاركنى حياتى مكنش عشان انت عندك ايه وهتقدر تحققلى ايه ....انا لما اتجوزتك مكنش هدفى الاسمى ان اخلف واجيب اطفال مع انه لا يقل اهميه عن باقى الاهداف ....بس مش عشان هدف صغير اهد وراه اهداف تانيه حققتها ...واهمها انى اتجوزت انسان انا بحبه ...انسان بيحترمنى وبيقدرنى وبيفهمنى من عينى اقبل ما اتكلم ....مش جايز يكون دا اختبار جوزانا .....ياترى هننجح فى الرضا والتسليم بامر ربنا ..فيكافئنا ربنا فى الدنيا قبل الاخره او فى الاخره بس .....
ليه تمرر فكره زى دى اصلا فى دماغك ....
انانيه 
اه علاقتنا ببعض انانيه ..انانيتنا دى الى هتخلينا نحافظ على بعض ...مع بعض ...
ومش الخلفه هى سر نجاح اى علاقه ....اسر كتير مليانه اطفال ...لكن ازواج منفصلين تحت سقف واحد ...واحنا ربنا مدينا الحب والتفاهم ..بس مأخر حاجه 
قاطعتها فى حده ...دا مش تأخير ..دا منع 
انا مش هخلف ابدا يا نور مدركه دا ؟؟!!!

تنهدت واقتربت منى ...وقالت : منع او تأخير كله بأيد ربنا ...وربنا قادر على كل شىء ..هو مش ربنا بردوا الى رزق سيدنا زكريا بعد ما كانت مراته عاقر فى سورة مريم " قال رب انى يكون لى غلاما وكانت امرتى عاقر وقد بلغت من الكبر عتيا " 
مش ربنا بردو الى رزق السيده ساره زوجة سيدنا ابراهيم بعد ما كانت عاقر 
اوعى تقولى دول انبياء عشان كده ربنا رزقهم واولادهم دول كمان ساروا انبياء ...الواقع مليان قصص للصبح ناس كتير عاشو عمر طويل من غير اطفال ..وفاجأه بدون انزار تلاقى الام نفسها حامل ....

اردفت بعد كلمتى : انتى مش فى زمن المعجزات 
: احنا فى زمن العلم ...فاكر لما قلتلى ان ربنا رفع المعجزات بانتهاء نزول الرسالات وتركلنا العلم وهو دا معجزة الازمنه الباقيه 
احنا هناخد بالاسباب ونتوكل على ربنا واى خيط علاج نمشى فيه ...وان شاء الله ربنا هيرزقنا ..انا واثقه انه فى يوم من الايام هيكون هنا طفله جميله احلى من مى بنت اختى ماليه البيت شقاوه وتنطيط 

اقتربت منى نور وهى تقول تلك الكلمات تمرر اصابعها على وجهى ...فاحتضنتها اريح رأسى من عذاباتى فى الايام الماضيه ...أأخذ هدنه من صراع دامى بداخلى ....بكل الصدق الذى التمسته فى حديث نور ...الا انى لازلت مهموما ومجروحا ....ابكى كثيرا كلما وضعت رأسى على الارض ساجدا ..ابث الله شكواى ...واستغفره على لحظات عدم الرضا ...واستسلم ..

ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق