الخميس، 28 مايو 2015

الحلقه السادسه والعشرون

فى القلب عتمه ...اعلم سرها ..لكن لا جدوى ..لن تنير حياتى مجددا ...وان لم اكن فعلتها يوما فى حياتى ...فندمى الان بعدد سنين عمرى مجتمعه ......انهيت كل متعلقاتى بالخليج وعدت منكسر القلب خاوى الجناح ...بعد محاولة فاشله فى استرجاع النور الذى اضاء حياتى برهه من الزمن ثم اختفى ...او لنقل اننى انا من اطفأته .....عدت لاراها هى ايضا قبل الفراق الابدى ....امى ....اتجرع الالم آلاف المرات ...زاد الحزن أحزاناً كثيره ...لا سكن ولا دفء ...لا ام ولا زوجه .....
فى حضن اخى ابكى فراقها ...بل فراقهن...تفرق كل الاحبه من حولى وصرت وحيدا فى هذه الحياه البائسه من جديد ....انطويت على نفسى ....اصبحت اكثر وحده ..اقيم فى بيت امى وحدى ...حتى دعوات اخى لا ألبيها ...فيضطر الى الحضور الىّ ومعه بعض الاطعمه التى تُعدها زوجته ....حاولت التماسك واعلم انى اضعف من ذلك ....حاولت التماسك لأزيل عن عاتقه همى ...عادت علاقتى بمحمود بعد عودتى وعادت اكثر بعد وفاة امى ..فهو صديقى الصدوق ..لا غنى لى عنه ولا غنى له عنى 

ذكرنى محمود بالشىء الذى سيجلو حزنى ويذهب همى ..فتحت كتاب الله اتلوه واحفظه وأراجع حفظى القديم ....عام ونصف واتممت حفظى لكتاب الله ..سكن الفؤاد ...واطمئنت النفس ورضيت بقسمة الله فى الحياه .....نصحنى احد الاصدقاء ان احفظه للاطفال بعد ان فتح الله على بختمه.....وفى نفس المسجد الذى كنت اتعلم فيه احكام التلاوه واراجع على يد احد الشيوخ ....صرت اجتمع ببعض الاطفال بعد صلاة العصراعلمهم واحفظهم ...ولما كان يسألنى أحدهم عن معنى ايه واحتار كيف ابسط اليهم معناها واشرحها ...فعكفت على كتب التفسيرالمبسط منها ومييسر للاطفال لكى افهمها اولا واكون قادراً على شرح بعض المعانى لهم .....ربما حرمت منهم لهكذا دور ..ما كنت سأفكر يوما ان اكون بينهم فى بيت الله اعلمهم اياته لو كان لدى اسره من زوجه واطفال ربما علمت اولادى ..لكن حتماً كانت ستشغلنى الدنيا وطاحونة الحياه وينحصر نفعى لنفسى واولادى ...حمدت لله على حالى ...فانا اسعد حالا بهؤلاء الاطفال وتزداد سعادتى حين ارى ثمرة ما ازرع فأرى حفظ وتلاوه صحيحه ومداومه على الصلوات كما اتفقت معهم ..واتلمس بعض الاخلاق الطيبه التى ازرعها بهم فى تعاملهم مع بعضهم او الاخرين ...واشد ما اود ان ارى فيهم تعلق قلوبهم بالمسجد فينالون ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله "..ورجل قلبه معلق بالمساجد" ....

ثلاثة نسوه فى دعائى ....ثلاثة نسوه كل ليله ادعو لهن ...فى صلاة الليل ....اثنتان بالمغفرة والرحمه والاخيره بالسعاده والهناء ...مافرطت الا حباً ....

من بعيد احاول تصيد اخبارها ....يؤلمنى قلبى من وخذات تحضرنى من بعد علمى بزواجها وسفرها ....واخدع نفسى بانى فعلت الاحسن لها ...ربما هى الان ام ...ربما لطفل او اثنان ...بالتأكيد هى سعيده ....وأخدربها جرح قلبى ...

اصبح الجمعه يوماً غير عادى ...اصلى الجمعه مع اخى ونصعد الى بيته فنتناول الغداء واجالسه واولاده ثم نذهب الى النادى ويقابلنا محمود بأولاده  .. نتبارى فى ماتش كرة قدم ويدخل معى فى فريقى ابناء اخى فنغلب فريقه فيقول محاولا دفع الخساره عنه 
- انت وولاد اخوك بتتفقوا عليا زى كل مره 
- انت الى تخنت يا محمود ومابقتش عارف تجرى من كرشك دا 
ضحكنا واكمل محمود وهو يشير الى بطنه المرتفعه كالهرم 
- هى امل الله يسامحها ...اكلها هو الى ودانا فى دهايه زى ما انت شايف 
نظرت فى اتجاه السماء وقلت والذكرى حانية 
- نور كمان كان اكلها ما يتوصفش
نظرت اليه وسألته كيف هى الان ...
سكت محمود قليلا واجابنى بلطف متفهما لحالى 
- حاول تنساها ..نور دلوقتى فى عصمة راجل تانى وليها حياتها 
- خلفت ؟؟
- اه ربنا رزقها ببنت غير بنته من مراته الاولنيه 
فى ابتسامه ارسمها على شفتى 
- يعنى كده عندها بنتين ....اردفت فى وهن ..ربنا يسعدها 
- ويسعدك انت كمان يا مصطفى ...استغنيت عن سعادتك عشان تسعدها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق