الاثنين، 25 مايو 2015

الحلقه الثالثه والعشرون

اغلقت باب التاكسى المتجه بى الى المطار ....بغلقه اغلقت حياة ماضيه ...اخذت منى الكثير ....وتركت جرحاً غائراً ...اغلقت الباب وفتحت مجرى دموعى فانهمرت دون توقف .....انسابت منى دون اردة .....تخاطبنى ..بأن كُفى عن منعى ...منعتنى منذ ثلاثة شهور ....ابيتى ان انزل ولو مرة بينك وبين نفسك كما منعتنى بقوة ان اظهر امامه .....فتركتها تهبط بسلام عللها  تطفىء نار فؤادى ......
وصلت المطار .. بقلب ممزق ...اشعر بغيبوبة قلب .....حتى دموعى التى تنزل دون توقف كانت فقط المقدمة .....

فى الطائره اجلس وحدى لاول مره منذ سافرت اول مره مع فريق العمل للمسابقه ....من حينها لم يتركنى مصطفى نجىء ونذهب سوياً ....صعب هو ان تفعل الاشياء التى اعتدت عليها معه ....ان تجلس فى نفس الاماكن دونه ....ان تمشى الخطى وحيدا يدك فى جيبك بدل من مسك يده ......صعب هو ان تعود نصف ..بعد اكتمال ...
اقلب ورقه دُست بين اوراق السفر كتب عليها ......

"ما فرطت الا حباً " 

وما بالحب افراطٌ ولا تفريط ....اغمضت عينى واسندت رأسى للوراءلتكمل غزارة دموعى الانسياب بسلاسه ...لم انتبه لصعود الطائره او استقرارها...يبدوا اننى شُفيت ...تركنى الخوف والرهبه كما تركنى ...

لمسة من اكف رقيقه طبطبت على يدى ....فنتبهت الى صاحبه ...طفله صغيره لا يتعدى طولها 50 سم ولا يتجاوز عمرها الثلاث سنوات ...
-  اتى عيطى ...
عيطيث ....
اتى عبانه ....بابا اكور 

حاولت فهم  تلك الكلمات المتلعثه الطفوليه ....التى قالتها تلك الملاك الرقيقه ...ثم انطلقت الى خلف مقعدى بمقعدين تهز فى براءه رجل ثلاثين قد غلبه النوم ولم ينتبه للصغيرة التى انسحبت من جواره وانطلقت تتمشى بين الركاب 
كنت اسمعها توقظه بقوة 
- بابا اصحى ..تنت عيط ..تنت عبانه...اكثف عليها

مسحت دوعى وابتسمت لتلك البراءه التى ما لبثت الا لحظات وعادت الى من جديد ...ناداها والدها ..فاشرت اليه بيدى انها هنا ..اتى والدها ليأخذها فرفضت بشدة وقالت ايضا بكلمات لم افهم نصفها وفهمها هو فكان يرد عليها ويبادلها الكلمات اعتذر لى بشده فاستسمحته ان يتركها معى بعض الوقت ...عاد الرجل لمقعده وقد انصاع لامرة طفلته بيان

بيان تلك البراءه التى ارسلها الله الى فى تلك اللحظات كى تُهون على مرارة الطريق الذى بدأ ....
لم اشعر بمرور الوقت ولا هبوط الطائره ...ظلت ايضا معى فى المطار ونحن ننهى المعاملات الورقيه وجواز السفر 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق