الجمعة، 22 مايو 2015

الحلقه التاسعه عشر

: نحِجّ ...هتفت بها فى فرح بعد ان سمعتها من مصطفى 
: اه انا خلاص قدمت وان شاء الله هنطلع السنه دى 
رغم اننا اعتمرنا اكثر من مره منذ زواجنا ..لكن لم ييسر لنا الله الحج فى اى سنه منها 
:مالك يا نور الى يشوفك كده يقول انك مشفتيش الكعبه ولا روحتى الحرم قبل كده 
: اه يا مصطفى بس الحج كده ليه رهبه غريبه وبعدين العمره مفيهاش جبل عرفه ولا رمى الجمار ولا مَنى ولا مُزدلفه ....الاحساس المرده دى مختلف ..
مصطفى : وكمان دى سُنه ..ودا فرض 
: ضيف عليهم بقى الاحساس بانك هتم الاركان الخمسه ...يااااه يا مصطفى بجد انت انسان رائع 
انا بحبك اووووووى 

عدنا بعدها اهدى نوعا ما وعادت علاقتنا طبيعيه شيئا فشيئا بعد صدمة الابتلاء ...كنا بحاجه اليها تلك الرحله الربانيه ...كنا بحاجه الى شد الرحال ...لنغسل قلوبنا بنور الايمان به وحسن التوكل عليه والتسليم لأمره والرضا بقضائه ...

مرت الاعوام الاربع الاخيره فى هدؤ ..حاولت فيها ان ابتعد عن اى شىء وكل شىء يخص الاطفال ...فى العمل طلبت نقلى الى قسم الملابس النسائى فقوبل طلبى بالرفض ...عامان ...وفى كل مره اجدد طلبى ... وبالحاح واصرار حصلت على مطلبى ونُقلت الى قسم اخر غير ملابس الاطفال ...لم يناقشنى مصطفى.. كان يتابعنى فقط فى صمت ......حتى فى اجازاتنا فى مصر ...كنت اتجاهل ابناء امل فى حضرته ...ولا احمل الصغير فى وجوده ابدا ....حتى اولاد اخيه ...كنت افعل نفس الامر ....وكنت احتار من قسوة زوجة اخيه على ابنائها ...اعلم انها امهم ولست انا وعليها تربيتهم ..باعتقادى هناك شىء خطأ او ربما يغلب حنينى اليهم واتمنى فى قرارة نفسى ان يرزقنى الله باطفال او حتى واحد فقط ولن اعنفه ابدا او المس جلده الا بالطبطه والاحتضان ....جال ذاك فى خلدى وانا اراها تعنف احد ابائها بقسوه ...نظرت حولى فوجدت مصطفى قد دخل الشرفه مع اخيه فقمت من مكانى والتقط الولد بين يدى وقلت فى غضب لا اعلم من اين اتى لكنه انطلق مسرعا من خوفى على الطفل : حرام عليك الى بتعمليه فى الولد دا ...غيرك يتمنى ولو ظفره 
سحبته من يدى فى عصبيه وقالت ...لو كان عندك عيال كنت عرفتى انا بعمل كده ليه 
احستّ بى حماتى فقبضت على يدى قبضه خفيفه تقول بها سامحيها ..هى لا تقصد 

مصطفى ايضا شىء به قد تغير ...مهما حاول ان يدفنه بعيدا فى حنايا القلب يظل جليا على محياه ...يخبء عنى ما انا اعلمه  ....ويطفىء دمعه ما انزوت ولا تجرأت ...قلبى لقبه يهفو لو انه يقدر ان ينتزع ذلك الحزن المخبؤ ..ذاك الجرح النازف ...يتمتم دائما رب لا تذرنى فرداً وانت خير الوارثين ..اللهم رضنى بقضائك ...اللهم اختر لى ...تلك الاخيره لا اعلم فيما يدعوها ...ولم اكن اسمعها الا سِرقة من صلاته ...او دعاء فى خفوت فى جوف الليل او فى هبوط المطر ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق