الثلاثاء، 26 مايو 2015

الحلقة الخامسه والعشرون

تمضى بنا الايام وتحتل اماكن متقدمه فى الذاكره لترسل بدورها كل الذكرى للخلف تأخذ اماكن اخرى متأخره وتظل تراقب من بعيد كيف هى ايامنا الجديده وحياتنا الحديثه ...لا تموت الذكرى ابدا ....هى فقط تختفى فى صندوق الذاكره بين الاشياء الجديده والأحداث الراهنه ...تبقى ما بقى الانسان ....وتعود ..
 تعود فى لحظات نجهلها .....ربما تظهر فجأه حين نمر بنفس المكان , ....حين نأكل نفس الأطعمة. ..او ينادى احدهم اسماً نحفظه فنلتفت ....ثم تعود لمكانها باللخلف ....

فى اللحظات التى كنت اختلى بها بنفسى كنت ابكى ......اعلم انه الخير الذى اختاره الله حتى ولو لم اره جلياً... لكنه حتما خير

 ...حتى اتى دكتور كريم والد بيان لخطبتى
تغيرت حياتى بقدومهم اليها احببت الصغيره كأنها ابنتى التى لم الدها ...وهى احبتنى ايضا وكان من السهل عليها جدا ان تنادينى ماما ...اشفقت عليها ولدت ولم ترى امها التى فارقت الحياه بوصولها ....وكأنها عطِشه ان تنادى الاسم ان تنطقه كمثيلاتها ....

غارت منها كثيرا مى بل انها حين كانت تسمع ان بيان ستأتى مع والدها فى زيارتنا كانت تبيت معى الليله السابقه وتتحفز للصغيره التى تصغرها بثلاثه اعوام ....حاولت تدارك الامر واحضرت هديه لمى على ان تقدمها اليها بيان كبداية لعلاقه طيبه ....كانت امى تراقبنى وتضحك من فعلى وحيرتى بين الفتاتين ومحاولات الفاشله لانشاء صداقه بينهما فالاثنتان كانتا تغاران وتعتبرنى كل واحده لها هى فقط ولا تريدنى مى ان العب مع بيان او احدثها ابدا  ...تنتهى تلك الشجارات الصغيره المشتعله بالغيره عند مغادرة بيان ووالدها دكتور كريم  ...

كريم رجل مهذب مع انه صغير السن لكن يبدو اكبر من سنه بطبعه الهادىء وثقافته الواسعه واحتوائه للاخرين .....كان يشكر لى دائما قبولى وموافقتى على رعاية ابنته ....ربما لم اعتاد كريم بَعد.. لكن الطفله سحرتنى اليها.. انتبهت امى حبيبتى لذلك ...وجلست معى ذات مره تحدثنى فى الامر
- لو شايفه نفسك مش مستعده انت ممكن ترفضى
- ماما انت ليه بتقولى كده
- بتقعدى مع الراجل ما بتقوليش ولا كلمه بتسمعى وتهزى راسك وبس ...وبعدين تقعدى تلعبى مع البنت
لم ادرى احقا ما تقول امى ام لا لكن فكرة رفض الرجل باتت مستحيلة الان فتعلقى بالطفله ارتبط به ايضا .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق