الأحد، 10 مايو 2015

الحلقة العاشره



سعادتى بنجاحى وتجربتى الجديده التى سأخوضها لم تسطتع ان تخفى ذاك الشعور بالخوف من لقياه ....الخوف على قلبى الذى تعلق به ...تعلق بما ليس له ...اعلم انى ذاهبة اليه. ..نفس البلد ..نفس المدينه ...ربما لن تفصلنى عنه الا بعض الامتار ...او اراه هو وزوجته فى احد الشوارع يمسك يدها ويتمشيان ....او ربما لن اراه ولن يعلم بوجودى ...واعود كما جئت للعمل وبالعمل فقط .

مر قرابة الاسبوعان من وصولى لدبى ...لم اخرج فيها لجوله سياحيه لم ارى معالم البلد ...لم اشاهد بناياتها العملاقه كبرج خليفه ...لم اشاهد الأكواريوم التى حققت رقما قياسيا كاكبر
واجهه أكريليك في العالم كنت متشوقه لارى الحيوانات البحريه
بها ...كنت قد خططت لجولة سياحيه داخل مدينة دبى ..هذه المدينه المتلألأه ...حذفتها جميعا خوفا من تصادف غير محسوب ...
لم اكن اتوقع ان اراه بهذه السرعه وهذه الطريقه العجيبه وأن يكون زميلى احمد هو احد اصدقائه ...أهذا سؤ طالعى ام حظى العثر ....
اراه يطالعنى من بعيد ..حقا لا اعلم كيف لرجل ان يخون زوجته وهما فى مقتبل الحياه حتى ولو بالتفكير فى اخرى ...تحزننى هذه الفكره ...وكلما تخيلته مع اخرى يثور داخلى ...اغار !!!..أيعقل ؟  اقفلت على كل شئ وطردت كل الافكار وانشغلت بالعمل ...يزداد توترى كل ما اقترب الوقت ..افقد اعصابى من شدة القلق ..اجرى اتصالات يوميه مع امى وابى وامل التمس منهم بعض الهدؤ والامل وحسن التوكل .....

بقيت ايام قليله قبل العرض النهائى للتصميمات يعقبها سفرى مباشرة ....اغضبنى جدا وجوده الغير مبرر بالنسبة لى نهائيا ماذا يرد حقا ...يوم سألته اخر مره تقابلنا ..كنت اعلم شيئا ما احسه منه تجاهى ومنطقيا ما كنت اود سماعه ...الان يكاد عقلى يقف من كثرة التفكير فى مغزاى افعاله ..الا شيئا واحد انه يخونها ..يخون زوجته ...ويريد منى ان ابادله هذه الحماقه ...لن اسمح بذلك ابدا ما حييت ...

قطعت كل تلك الافكار السيئه والمشاعر السلبيه بالتفكير فى العرض المقدم لى من السيد على المدير التنفيذى للشركة هنا ....عرضه الذى كان مقدم من شقين ...الاول ان اعمل هنا فى الشركة الأم طبعا مع كل الفوارق المادية والمهنيه ...هنا سأعلى بكل شىء مكانه مرموقه فى الشركه وراتب اضعاف ما اتقاضى فى مصر .....والثانى بعد ان ابدى اعجابه بى ..طلب محادثة اهلى والتقدم لخطبتى بعد موافقتى ... اعتذرت منه ومن عرضيه ..صمم ان أخذ فرصتى فى التفكير وانه لن يتعجل القرار وسينتظر حالما عودتى للقاهره ومشاورة اهلى ....

كنت لم اتشافى بعد من وعكتى العاطفيه ..ورفضت لهذا السبب رغم انه شخصيه صعب رفضها ...ليته ظهره فى وقتٍ اخر ما كنت ترددت فى القبول ....لازال قلبى يؤلمنى انى احببت الشخص الخطأ فى التوقيت الخطأ ....وما ألمنى اكثر هو كشف الستر عن ما أوارى من مشاعرى امامه ...

رفعت رأسى ببطء انظراليه بحنق ....وقفت لانصرف ..ما وددت رؤيته ولا سماع كلامه ....خانتنى قدماى ان انصرف وبقيت لثوانى امامه ...انه قلبى كسّراوامرى واراد ان يسمع ولو كلمة منه ...لكن لا حياة لمن تنادى ...ظل صامتاً ..ككل مره انتظر فيها كلامه فلا يجيب ....ما هذا الانسان ...يزعجنى صمته اكثر من مضايقاته التى كان يفعلها فى شقه امل ....كم من مره وددت لو اصرخ فى وجهه..انطق ...تحدث ...لا تقف هكذا ...اخبرنى عن ما يقف على طرف لسانك قبل ان تبتلعه ...واصبح انا قتيلة صمتك هذا ....

فى عشية المعرض كنت اعمل بجد متفانى لا اريد العوده بحُزنَيّن ..يكفينى الم قلبى المتجدد لن ازوده بفشل فى المسابقه ...

حتى وجدته يتابعنى ككل يوم من خلفه وقفت وسالته ماذا يفعل ...وكنت اعلم انى لن احصل على اى اجابه ..بعد كلمتة المتلعثمه ادرت ظهرى لاقولها ...لا اود رؤيتك ثانيةً ...كنت اضغط على قلبى وانا اقولها وادرت ظهرى له حتى لا يرى انكسارى ....كدت اخطو منصرفه حتى اتانى صوته على غير عادته ...

: على فكره انا مش متجوز ....انا كنت متجوز ومراتى ماتت من اربع سنين ....

اطلقت لقدمى العنان وانصرفت الى احد الغرف ...التقط انفاسى ....أُهدأ من روعى ....رغم فرحتى ..الا انه اعترانى حزن من نوع اخر ..اشفقت عليه وعلى قلبه المكلوم ...كم مؤلم ان تفقد شريك حياتك ...تفقد حبيب فى بداية الحب ....
حزنى ذاك واشفاقى لم يمنعا غضبى المتصاعد منه ومن جبن مشاعره .....

اتصلت امى تطمئن على وعلى سير العمل وتدعو لى ..فى طى حديثها ومن صوتها استنبطت شيئا ما تود قوله وتأجله شيئا مفرح ..هكذا امى ..لا تستطيع ان تخفى ..يفضحها صوتها تمام ...بعد الحاحى اخبرتنى ان هناك شخص تقدم لخطبتى ...اتى الى مخيلتى انه السيد على كما حدثنى من قبل ...وعدتها ان لا اتعجل فى قرارى وانتظر عودتى اليهم ..وافقتها الرأى كما طلبت ..

من الصباح وانا اطرد كل الافكار كلها على حد سواء ....احاول جاهده استبقاء تركيزى على النجاح والنجاح فقط ...
انتهى العرض وانتظرت حكم لجنة التحكيم بانفاس محبوسه وقلب من شدة الخفقان ظننته توقف عند لحظه اعلان التصميم الفائز

التصميم الفائز ...تصميم من مصر ...من فرع الشركه فى القاهره ...تصميمى ...نعم انه هو ..وما ذكر اسمى حتى خررت ساجده لله شاكره على انعمه وفضله على ......
توجهت بعدها للجنة التحكيم اشكرهم ...واشكر زملائى فى فريق العمل واشكر كل المساهمين معى فى اتمام العمل .....

وقف امامى فى لحظة نشوتى وابتسم ....فابتسمت
وقال : كنت واثق انك هتنجحى ...مبروك
قبل ان ارد نادانى احدهم من ورائى.. التفت لانظر فاذا به السيد على يحدثنى بفرحه وكانه من فاز: مبروك يا نور ..زى ما توقعت ...انت انسانه هايله فى كل شىء ...وانا لسه متمسك بطلبى ..هكون اسعد انسان لو وافقتى تتجوزينى ...
فى لحظه اعدها لحظه تاريخيه صعبة التكرار ...وجدت طوفان من خلفى وبركان انفجر وقف مصطفى بينى وبين على وحدثه بلهجه حاده وغاضبه الى اقصى حد بما لم اكن اتوقعه ابدا من ذاك الشخص الفاقد للنطق امامى
: ايه يا حضرة ازاى تخطب خطيبتى وانا واقف
صعقت من قوله كما صعق على
: خطيبها !! بس....الانسه ...
اكمل مصطفى بنفس الحده ..انا اتقدمت لاهلها فى مصر من اسبوع ...وهنعمل الخطوبه فى مصر اول ما نرجع ..مش كده يا نور
هربت ...اختفيت من امامهم الاثنان ...كيف يظن نفسه ...بل كيف يظنان نفسيهما ....
كل المشاعر التى اعلم والتى لا اعلم اجتمعت على ...طبقت جميعها على انفاسى ...لملمت اشيائى فى حقيبتى وانا ارتجف ...انهيتها مسرعه وتدثرت فى غطائى واغمضت عيناى وتمنيت ان لا افتحها الا فى مصر فى حضن امى واختى امل ..










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق