الجمعة، 15 مايو 2015

الحلقة الثالثه عشر

هذا المجنون الذى ظل صامتاً صامتاً وحين تكلم انفجر كالبركان ... ولحق بى على متن طائرة العوده وترك ورقة اصابت مفاصلى بالشلل المؤقت ..اكمل الصورة بطلب يدى من ابى الذى رحب وأمى التى غيرت كلامها التى قالته لمحمود قبل عودتى حين فاتحهم بالامر ...لم تكن تعلم امى بأن مصطفى ارمل ..قد سبق له الزواج مما اصاب امى بالامتعاض بعض الشىء 
: بس حضرتك قلتى قدام محمود انك اتمنتيلى مصطفى 
امى : ايوه يا بنتى مكنتش اعرف انه اتجوز قبل كده 
انا : بس مراته ماتت ...مش موجوده 
امى : كان نفسى يا نور فى واحد انت اول حد فى حياته ..معرفش قبلك حد ولا حب قبلك ...ولا يحب غيرك 

ما قالته امى لم يضف جديدا بالنسبة لى فهذا الامر ايضا اقلقنى ...هذا الرجل قد عرف الحب قبلى ...ولم يهنأ بحبيبته ...نُزعت من بين يديه ...فاصبح فارغٌ قلبه ...وماذا عنى ؟؟الن اغار ؟؟ الم تغار امى عائشة من امى خديجه رضى الله عنهما بعد وفاتها بالكثير ...
حين حكى عنها لم اتمالك نفسى ..زرفت دموعى فاستوقفتها قبل الهطول ...نظرت لامى فجدتها وقد انهمر دمعها بالفعل ...
هناك اشياء تُبكينا رغماً عنا كصوت يشبه غائب ابعده القدر وقريب يحمل وفاءاً لا يُقدر ...هكذا هو ...يحمل من الوفاء لها ما لم اره فى احد ...فقلت يا بختها ......ذهبت عن عالمنا وتركت حبيبا لازال يذكرها بفيض مشاعر ودعاء ....

كان لابد من وقفة مع نفسى اولا قبل ان اعطيهم قرارى ...هل سأستطيع ان احترم مشاعر رجل وفىّ ...هل اتقبل ان اكون الحب الثانى لزوجى ولست الاول ...لم تهمنى الاخيره كثيرا ..فهل يوقنّ كل الفتايات انهن عرفن ماضى ازواجهن قبل الزواج ...فكثيرا ما تكون للرجل تجارب وقصص حب وليست واحده قبل الزواج ......وليست زواجاً بالفعل .....
استخرت الله كثيرا ..وبدأتُ أراه من زوايا عدة فتغلبت مزاياه على قلقى ...فلها الماضى ولى الحاضر والاتى ...وان مرت ذكراها مروراً عابراً لن امنعها..... لكن بقائها على سطح التفكير لن يكون..... فأنا نور ..
هكذا بتحدىٍ داخلى قبلت ...كأشياء كثيره اقبلها بالتحدى ...
مر الامر سريعاً ككل شىء حدث فيما بعد ...خطبة قصيره ...واتفاق على السفر يوم العرس ..لم يكن هذا ما تخيلت او ما وددت فى عرسى وحياتى ...لكن هناك ثمة اشياء تجعلنا نغير خططنا بل مجرى حياتنا كلها ....ربما ان استطعنا غيّرنا معالم الكرة الارضيه لاجلها او لاجله .....ولما ...فهل نسيت انه دئما ما يفسد خططى ...وانه يغير ترتيباتى ...هذه المره اذنت له وسلمت له امرى طواعية ...وملكته زمام الامر بمحض ارادتى ...
وما رأيته منه فيما بعد اثبت لى صدق مشاعره ..بل تخطاها بمراحل ...قلب صادق ..عطوف ...حنون ...يصبُ الحب على صباً كانت حياتى حقا معه ايام من جنة لم يطأها احد ..او جنة اخرج منها ادم وحواء من جراء معصية ....وماذنبى ومعصيتى !

كلما شعرت بكلمة ستخرج فى غير موضعها..اوقفتها على لسانه فورا ...لا اريد بدأ حياة تغضب ربى ...واعلم ان مصطفى احرس منى على ذلك ..واعلم جيدا ان ما يخرج منه يخرج دون ارادته ...يخرج بطلقائيته ...وبراءة قلبه ....اسميتها صناديق الاسرار وطلبت منه ان يضع بها كل مشاعره لنفتحها سويا بعد ان نغلق بابنا علينا وحدنا ...

تشوقت لهذا اليوم كأى عروس تشتاق لحبيبها ..واشتقت لصناديق الأسرار لأفتحها معه ونتشاركها نبضه نبضه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق