الخميس، 7 مايو 2015

الحلقة الثامنة



تتصارع الذكرى بداخلى قديمُها وحديثُها وكأنهن ضُرتين وما اجتمعتا الا بقلبى ...تُعذبنى نفسى كثيراً كلما تذكرت نور وتؤرقنى ذكرى زوجتى ...أأخونها بمجرد التفكير فى اخرى ..أهذا ما عاهدتُها عليه أَلا اخونها ابداً ...أَلاّ يعرف قلبى غيرها ألا اسُكن إِلا اليها ..أسكتُّ قلبى المتألم وعزمت ان اكون وفياً ولا تزورنى نور حتى ذكرى عابره .....تشاغلت بالعمل وانهمكتُ فيه اهرب من كل الذكريات ....وكلما اتت الى مخيلتى صورة احداهن قفزت الاخرى خلفها متسارعه وما تأتينى صورة زوجتى الا وتبعتها صورة نور ثم يستقر الحال بها هى وحدها تسيطر وتظل باقيه فى المخيله ....
اين المفر منك يا نور العين وضياء القلب ....كان يكفينى حضورها لاغدو سعيدا لتسكننى الفرحه ..حتى دون الوصال ..اتذكر كل المواقف التى اغضبَتها منى ...اتذكر ردود افعالها وانفجارى ضاحكاً على غضبها وكلماتها التى تخرج سريعه مبعثره من نرفزتها ...
شعور بالارتياح طالما هى فى المكان الذي اغدو فيه ....وبسفرى ذهب الارتياح وبقى شعور أسى لما سببته لها يوم زفاف اختها من الم ...ام تُراها لم تهتم ؟؟او تبالى بى ؟؟ اذاً فلما جرت مسرعه واختفت لنهايه الفرح ..ولماذا انسحبت لما رأتنى تحت شرفتها ؟؟....


: السلام عليكم
: وعليكم السلام يا درش عامل ايه

: مين ؟؟!! احمد !!
: ايوه يا عم احمد ومالك مستغرب كده ليه ..
: دا رقم اماراتى ...انت بتكلمنى منين ؟..
: ايه هو محدش راح الامارات غيرك يعنى
: انت فعلا هنا ..
: وفى دبى ذات نفسها
: من امتى ومكلمتنيش ليه قبل ما تيجى
: من 10 ايام ..زيارة سريعه تبع الشغل ..
: الله يسامحك يا احمد يعنى تبقى فى دبى من 10 ايام ومتقوليش
: معلش بقى يا مصطفى الشغل اخدنى من ساعة ما جيت
: يبقى نتقابل فورا ادينى العنوان

قابلت صديقى احمد الذى كان فى زياره عمل لدبى تستغرق شهر ...وجلسنا فى مطعم الفندق الذى يقيم فيه فتره وجوده فى الامارات مع باقى فريق عمله نتناول طعام العشاء بعد ان اتفقنا على ان نتقابل فى الغد لأصطحبه فى جوله فى دبى ....
حركه لا ارادية جعلت اعناقنا تتجه ناحية الصوت صوت ارتطام احد القطع الفضيه من ادوات المائده بالارض ...اوقعتها فتاه تجلس على طاوله بالقرب منا ....

تاتى الرياح بمالا تشتهى السفن ...بل الريح مع السفن اتحدتا ضدى فأتت بما أشتهى ولا اتوقع ...عصفت بى بقوة فرمتنى فى واجهه النور ..ضؤ صاعق يسحبنى ويشدنى اليه مسحورا كالفراشات متجها اليه ...
نور... واى نور.... هذا الذى اضأ فجاه ...
ماذا اتى بى الى هنا ؟؟
بل ماذا اتى بك انت يا نور الى هنا ؟؟؟ فى هذا المكان فى هذه الساعه ؟؟؟ ماذا انت بفاعل بى يا قدرى ؟؟؟
لحظات من الصمت خيمت على ...فتحدث صديقى
: دى الانسه نور ديزاينر ملابس عندنا فى الشركه ..الى احنا موجودين هنا بسببها
: بسببها ؟؟!!..سألته مستفسرا
: هى الى فازت بالمسابقه لاحسن تصميم ملابس اطفال فى مصر واحنا هنا عشان تنافس باقى فروع الشركه الموجوده فى 7 دول عربيه
: فنانه طول عمرها ....
سالنى احمد مستفهما عما قلته
: انت تعرفها ...أجبته وانا اضع قطعه اللحم فى فمى
: يعنى ....حاجه زى كده
كنت اتسال منذ اللحظه التى التقيت فيها احمد فى الفندق عن هذا الارتياح الذى اشعر ..ظننته لقاء الصديق ما فعل .....دقائق من بداية تناولنا الطعام حتى علمت من اين اتى الارتياح ...من صاحبة الحضور القوى ...أُنس يطمئن القلب ...يكفى لان يُهدأ من روعه وسرعة نبضاته ...يكفى لان يكف القلب عن الصراخ ....لان تهدأ نفسى من نسمات تحمل انفاسها
من مكان يضمنى وهى تحت سمائه ......

عدت الى فراشى اتململ وقد جفانى النوم ليلتها ها هى من جديد امامى اعرف كيف اصل الى مكانها ...لكن الطريق الى قلبها مجهول ....

انهيت عملى مسرعاً انظر للدقائق التى لاول مره تمر بتثاقل فى عناد معى ..لم اكن انتبه من قبل لمرور ساعات العمل كانت تنقضى وانا لازال اعمل واتمنى زيادتها ..لم يكن لدى ما انهى عملى واعود لأجله فالعمل هو كل ما افعل فى حياتى ....

انطلقت الى صديقى الذى كان ينتظرنى امام الشركه ...علمت منه ان باقى زملائه بما فيهم نور انطلقوا قبل ثوانى الى الفندق وتركوه كما طلب منهم ....هى ثوانى فصلتنى عن رؤيتها الليله ...تجولنا فى شوارع دبى ...وتناولنا الطعام فى احد المطاعم الشهيره ...وكم كنت اود تناوله هناك ...حيث النور الأتى من مصر 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق