الخميس، 21 مايو 2015

الحلقه السابعه عشر

فرحة نور بالعوده لا توصف وكأنى وضعت بين يديها كنز ثمين بدلٍ من تذكرتى الطائره ...من عِظم فرحتها كُنت خائفاً جدا ان ترفض العوده معى بعد انتهاء الاجازه ....كانت اجازه جميله واجمل ما فيها زوجتى نور ..نور قلبى .....هذه اول زياره لنا لمصر بعد الزواج فانتهزها الجميع فرصه لتقديم التهانى ودعوات الغذاء او العشاء فى بيوت الاهل والاصدقاء ...التى لم يتسنى لهم فعلها من سفرنا يوم العرس ....وكنا نتفلت منهم بمعجزه لاخلو بها فى نزه او فسحه فى القاهره او بسفر مفاجأ للاسكندريه ....وما تبقى كانت تقضيه بين اختها وطفلتها ووالديها .......ذات ليله ذهبت لاحضارها من بيت محمود ...فأتت تحمل مى على زراعها ....كانت جميله وهى تحمل طفل تداعبه ...لا اعلم لما تنقبض ويتقطب جبينها حين نتحدث عن الامر ...احب نور واتمنى ان يرزقنى الله منها البنين والبنات ..ستكون ام رائعه ...بفيض حنانها وبياض قلبها....
: اهلا ...هى الكتكوته ايه ؟!..
اجبتنى وهى تعدل من وضع الطفله . : جايه معانا 
انا فى اندهاش : جايه معانا !!!!
: اه ..هتبات معانا النهارده  ..بكل براءه اجابتنى 
: يعنى هى مش هتعيط وتقول عايزه ماما وبتاع وتقومينى فى عز الليل تقوليلى وديها ..
اومأت برأسها ان لا 
ادرت محرك السياره وانا اتمتم : ربنا يستر 
انشغلت نور عنى تلك الليله بالصغيره وكنت استمتع وانا ارها فى دور جديد شكل اخر لم اعهده منها ..صحيح يقال ان الرجل طفل كبير واحد ادوار الزوجه التى تلعبه مع زوجها جزء منها امومه لحماقات طفولته المتأخره ...لكن وجود طفل حقا ابدى جوانب اخرى فى شخصية نور لم اعهدها ...عزمت الامران نتحدث ...ثم لمعت فى رأسى فكره ..
انتهزت فرصة توصيل مى لامها فى الصباح وحدثت امل فى الامر 
: هاه يا دكتوره امل قلت ايه ..هتكلمى نور 
امل : هتكلم معاها بس انت عارف نور عنيده اد ايه 
: عارف عشان كده جتلك انت من ناحيه وانا من ناحيه 
امل : الله المستعان 
هاتفتنى امل واعلمتنى بغضب نور من فتح الموضوع واعزت رفضها للفحصوات انه اعتراض على مشيئة الله ..ونحن سننتظرقضائه دون اعتراض... 

سافرنا بعد انتهاء الاجازه ولم نتحدث ثانية فى الامر ....تركتها على راحتها ...فهى حبيبتى وزوجتى وصغيرتى التى افضل ...

راودنى حلم ذات ليله رأيت فيه أمانى زوجتى المتوفاه ..فاستيقظت على اثره فى جوف الليل توضأت وصليت ودعوت وبكيت كثيرا فى سجودى تلك الاولى التى تراودنى فى حلم منذ زواجى بنور وكانها فى الحلم كانت تعاتبنى على اهمالى لها وتقصيرى معها 
انقطعت عن الدعاء لها منذ زمن ..تحديدا منذ تزوجت ...بكيت لما تذكرتها وبكيت لتقصيرى حتى بمجرد الدعاء .....احتلت النصيب الاكبر فى دعائى ودعوت ايضا لنور دعوته ان لا يحرمنى منها ابدا ودعوت ان يرزقنى البنين منها ....قبل ن انهى سجودى الطويل ..اخرجنى من ابتهالاتى صوت ارتطام شىء بالارض مما يعنى ان نور استيقظت وربما ايضا سمعت همهماتى بدعائى ...
كانت تبدوا نائمه او هكذا بدا لى حين انهيت صلاتى وذهبت اليها ...
: دعيتلى ...
: طبعا دعتلك ..دعتلك تفضلى نور قلبى 
اعتدلت فى جلستها واردفت 
: ربنا يرحمها ويكون مرضها فى ميزان حسناتها 
نظرت اليها وعلامات الاستغراب على ملامحى ..ترى هل سمعتنى ..هل كان صوتى عاليا للدرجه التى ايقظتها فاسمعتها ..اكملت وهى تنظر الى عينى فى رحمة وحب 
: انا مش هقول زى امى عائشة رضى الله عنها لقد ابدلك الله خيرا منها ....لله اعلم مين خير من الثانيه يمكن تكون هى على الاقل لسه فى قلب بيحبها وبيفتكرها فى صلاته ودعائه ....الوفاء بقى عمله نادره فى زماننا ..ودا حقها... ابسط الامور انك تفتكرها  وتدعيلها ....
ابتسمت نور وقالت 
: ياترى هتفتكرنى كده بردو لما اموت 
فى تلك اللحظه لم ادرى بنفسى الا وانا احتضنها بشدة...لا يانور لا تقوليها ...لن افقدك انت الاخرى ..لن اذوق مرارة الفقد مرتان ..لن اعيش الوحده ثانية 

نامت فى حضنى وانا امسح على شعرها وانفض الفكره وذاك الشعور المؤلم الذى هجم من اثر كلامها الاخير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق