الثلاثاء، 2 فبراير 2016

كما انا 7




عاودها الصداع ثانية بعد الغداء ففضلت الانفراد بنفسها ...يعاودها الصداع على فترات ، ويشتد كلما ضغطت على ذاكرتها لتتذكر اشياء او أحداث مرت ...
طرق ايمن الباب وفتحه قليلا وامسك بمقبضه بيمينه بعدما  قالت تفضل ...
تنحنح واخبرها انه يريد اخذ بعض الاشياء من الغرفه ...
انتفضت لتقف لما تأكدت من صوته ، انه بالفعل أيمن
دارت بها الغرفه وكادت تقع لولا ان امسكت بقائمة السرير  دخل مسرعا حين رأها تتمسك بالقائمة الخشبية خشية الوقوع
ما بك ...هل انت بخير
جلست على السرير وضغطت بأصابها على جانبى جبهتها
لا شىء ..مجرد دوار
مد اليها بكوب الماء ...عقد ذراعيه امامه وقال
يجب مراجعة طبيب
ارتشفت قليلا من الماء وقالت
اين ماجد
تقضب جبينه وأشار بيده للخارج
دار هو بالغرفه قليلا يتفحصها ....كان يفتقدها ..
تلمس السرير ...نظر الى حقيبة يمنى الموضوعه على منضده بجواره ...نظر الى المرآه والى فرشاة الشعر التى احتفظت ببعض الشعيرات القليله من شعرها البنى ....سرت قشعريره خفيفه بجسده ....فلملم اشياءه التى يريد سريعا...وخرج
خرجت هى تبحث عن ماجد
كان الاقرب لها فى هذا المنزل ، وهذا العالم الذى لا تعرفه ولا تعرف عن نفسها شيئا فيه سوى حياة بدأت عندما انقذها ..
ربما لانه منقذها كانت تألفه ..وربما ايضا لقرب سنهم ..
طلبت منه تحديد موعد مع الطبيب النفسى
اخبرها انه سيحدث صديقه لاخذ موعد فى اقرب فرصه
ابتسمت رغم الصداع وشكرته وانصرفت...

فى المساء
طرقت ام ايمن الباب بلطف ودخلت .. يبدوا انها كانت غارقه فى الافكار فلم تسمعها كانت تجلس على كرسى بجانب النافذه ترفع قدماها وتحيطهما بذراعيها ..ترخى رأسها عليه وتنظر من النافذه
اقتربت ام ايمن منها برفق ...
- فتاتى ..هل انت بخير ؟!
بهدؤ ادارت رأسها اليها ...واومأت انها بخير ...
- تعالى اعرفك بأختى وبناتها..ستحبينهن ..
ثم اردفت
معهم يمنى التى رأيتها فى الصباح ...جأت تتعرف عليك ربما صرتم اصدقاء ..
اتجهت ام ايمن ناحية الباب والتفتت اليها بابتسامه وقالت
لا تتأخرى ...
عدلت سارة من هندامها امام المرآه ..اعادت ترتيب شعرها الطويل بالفرشاة ثم لفت حول عنقها وشاحا ..كان من ضمن الملابس التى جلبتها يمنى فى الصباح ..
وخرجت عليهم

..كانت ام على ومعها ابنتيها يمنى اخته لايمن من الرضاعه ويارا اختها الصغرى يتوسطهم على لكنه لم يأت معهم ....
..سلمت على السيدة ام على..فهى تشبه اختها كثيرا لكنها اطول قليلا ويبدوا عليها تقدم السن اكثر من ام ايمن
سلمت على يمنى للمرة الثانية خلال اليوم ..ابتسمت لها يمنى ..فابتسمت لها سارة بدورها
واخيرا سلمت على يارا ..التى تفحصتها من اخمص قدميها الى اعلى رأسها ..استقرت عيناها قليلا على الوشاح ....ثم قالت بسخرية
هذا حجاب وليس وشاحا
نظرت اليه سارة ..وقد شعرت بالحرج من كلامها ونظراتها ايضا ..وبدا انها ليست بلطف أختها يمنى التى اسعفتها قائلة
اتعلمين شكله رائعا أيضاً وهو كوشاح
خرج ماجد من غرفته كان يبدوا عليه انه فى طريقه للخروج ...سلم على الجميع خالته والفتايات
وسلم على سارة خاصة ..ثم وجهه حديثه الى خالته قبل ان يتجهه ناحية الباب ..
واين عمى احمد يا خالتى
سيصلى العشاء بالجامع مع والدك ويصعدا سويا
هرولت اليه امه
انت خارج يا ماجد
نعم يا امى ...لن اتأخر
اذا احضر لى معك ..ثم اخفضت صوتها وملته طلباتها ...اغلقت خلفه الباب وعادت الى مجلسها مع اختها

كانت ام على تستعجب على حال الفتاه ..تبدوا جميله وابنة اناس طيبين ..هكذا كان تعليقها على حكايتها ..
كل فترة كانت تسألها وتهز سارة رأسها نفيا..فترد السيده باستعجاب اكبر
معقول ولا اى شىء تتذكريه ؟!!!
تصمت سارة من صداع رأسها تارة ومن اسألة مفزعة لا تجد لها اى اجابات فى ذاكرة فارغة ...
كانت تتلقى الاسئلة لتتجمع مع اخواتها فى عقلها فيصرن كحبات رمل تجمعت عبر الاف السنين حتى تماسكت واصبحت جبلا عظيما وهى فى اسفل الوادى السحيق ...
كادت تصرخ من حوار كانت هى محورة ..حتى ام ايمن التى كانت تأخذ اختها فى حكايات اخرى واحاديث شتى لم تكن تفلح طريقتها حين تتملكها يارا بأسلتها المستنكرة والمستفزه فى ذات الوقت ...فتدخل معها امها بسياط الاسئلة التى لا تنتهى ولا تعلم هى اى اجابه عنها ...
حاولت المقاومة الى اقصى درجاتها حتى بدا جليا على وجهها وصوتها الذى خرج متحشرجا حين قامت مستئذنه واسرعت الى غرفتها تحمل دمعة فرت من عينيها
فى نفس اللحظه كان ايمن يقف على باب المنزل ...
القى السلام وهو يتابع هرولت سارة الى الغرفه..
احس بان هناك شيئا ما قد حدث ...وتسبب فى انصرافها ...فسأل يمنى ..وقبل ان تجيب ..
قالت يارا
ماذا اليس لك ابنة خالة لتسلم عليها
اجابها ايمن
اذا فهمت ..يبدوا ان اسلوبك الرائع اغضبها
ومالى بها...كان الجميع يحدثونها ...ثم قامت واستئذنت ..لما تلومنى ؟!
قام ايمن وسحب يمنى من يدها واتجه بها ناحبة باب غرفته حيث سارة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق