الجمعة، 12 فبراير 2016

9



استيقظ ايمن فى موعده المعتاد صباحا للذهاب للعمل .خرج من الغرفه قاصدا الحمام .....فوجىء بها تجلس على الارض فى وسط الصاله تضع امامها لعبة البازل الكبيره وتنثر القطع حولها ....تمسك بأحداها تديرها مره و مره تحاول وضعها فى مكان... ثم تجرب مكان اخر لتضعها فى مكانها الصحيح. ..
تذكر ليلة البارحه عندما وضعها ماجد امامها على مائدة الطعام وجلسا يجمعان الصورة ...يعشق ماجد تلك اللعبه ..منذ الصغر وهو يدمن اقتنائها وقريبا احضر هذه ..يذكر يوم جاء بها ..كان كمن وجد كنزا خبئه فى حقيبته ودخل الغرفه ووضعها على سريره ونشر اجزائها حوله ...كان هذا احد اسراره العظيمه كما يسمى وكما اخبر سارة عنه بالامس
تنحنح ايمن ...والقى عليها السلام
التفتت  اليه وابتسمت وردت السلام ...واكملت ما تفعل ...كان واضحاً عليها انها احبت تلك اللعبه واثارت شغفها ...مما جعلها تستيقظ لاجلها مبكرا ...
قال ايمن
هل نمت جيدا
اجابته
افضل الى حد ما ...
هل تناولت فطورا
وضعت القطعه مكانها اخيرا وهى تجيبه بسرور
نعم ..تناولته مع ماجد
سكت ايمن قليلا
ثم انصرف الى وجهته
بدل ملابسه وكانت هى على حالها تكمل قطع البازل دون ملل ..
سألها قبل انصرفه الى عمله اذا كانت تريد شيئا
فشكرته وهى منهمكه داخل اللعبه حتى انها لم تنظر اليه
فاغلق الباب خلفه وانصرف

واستعد ليوم جديد وفصل جديد من فصول مقاومته للظلم وفساد يراه بأم عينيه ...
منذ ان عمل بهذه الشركة التى تعمل فى مجال العلاج الدوائى ولها معامل ومصنع معروف
احس بعد فترة وجيزه من عمله  بأن شىء ليس على مايرام ...فانتبهت كل حواسه وبدى متيقظا لكل ما يدور حوله ...حتى وقعت امامه احد الوقائع التى اكدت له صدق شكوكه ..حاول توصيل ذلك لمديرية ..فكان يقابل بالسخرية تارة واخرى بالتحذير من ترديد ذلك الكلام بين الموظفين ....
وحين اصر على كشف المستور ..حوله مسؤله المباشر للتحقيق ..كقرصة أذن له تمنعه عن الحديث والتنقيب خلفهم ...
فما زاده ذلك الا اصرارا على موقفه ...

اصبحت العودة للمنزل كالماء البارد على قلبة بعد عناء يومه ...يعود متعب لكنه فى هذه الايام سرعان ما يتذكر فيغزوه انشراح وترتسم ثمة ابتسامه على اخر فمه
دخل البيت ... ...كان البيت هادئا والده كما تعود يأخذ قيلولته قبل الغداء ووالدته مستغرقه فى طهو الطعام
القى نظرة سريعه الى صالة المنزل ..ربما كانت تلهو بلعبة ماجد كما كانت فى الصباح الباكر ...فكانت خاليه ...ذهب ببصره الى باب الغرفة الموصد ...نظر اليه وكأنه يسألها اهى خلفك؟!....ربما كانت نائمة في هكذا حدث نفسه ...
القى السلام فأتاه صوت والدته من المطبخ ...بدل ملابسه وخرج ....كانت والدته قد اعدت المائدة هذه المره لم يكن ماجد بالبيت ...
جلس على مقعده وشرع فى تناول الطعام ...انتظر ان تؤدى امه هذا الدور نيابة عنه ولكنه تعجب من شروعهم فى تناول الطعام ..ولم ينادها اى منهم ...
قطب حاجبيه وقال بلا مبالاه وهو يرتشف من الحساء الساخن ....
الن تنادى سارة لتأكل معنا ...
اجابه والده
ليست هنا
توقف ايمن عن الطعام ونظر الى ابيه ليكمل
اصطحبها ماجد الى الطبيب
حاول ايمن مدارة اضطرابة الذى ظهر فجأه واكمل طعامه على عجل ....
انهى طعامه وانصرف الى غرفته يقطعها مجيئا وذهابا من الباب الى الشرفه ...
لا يعلم اغضبان هو من صحبة اخية لفتاه لاتجوز له ...ام غضبه للألفة بينهما ....ام انه تضايق من عدم وجودها على المائدة ......لا يعلمها ولايعلم عن ماضيها شيئا ولا يعلم كيف بتلك السهوله سكنت معهم ...بل لا يعلم كيف احتلت مكانه لديهم بتلك البساطه ...لا ينكر ان جميع من بالبيت الفوها حتى خالته ويمنى ....ولا ينكر انه هو ايضا الفها ...ربما اشفق على حالها والحادثه التى افقدتها ماضيها وحاضرها ...
عاهد نفسه الا يكون اكثر من ذلك ...فلن يسمح بتكرار ذلك الاحساس مرة اخرى ...مشاعر ارهقته فى الماضى وتركت جرحا غائرا ...لم يقوى الزمن على طيه او تطيبه.. ...
مرت قرابة الساعه ....انتفض واقفا عندما سمع صوت صرير الباب ...تنهد وجلس مره اخرى عندما سمع صوت ياسر بجلبته المعهوده كلما عاد من دروسه ....
قرر ان يتوضأ استعدادا للمغرب الذى كان على وشك الاذان ..
اغلق باب غرفته وعيناه مع القادمان ....دخلت اولا ...مطرقة الرأس ...تبدوا فى حال سىء ..
من خلفها دخل ماجد على وجهه ايضا علامات الضيق ....
استئذنت ودخلت غرفتها واغلقت الباب ...تركت ماجد لسيل الاسئلة المنهمرة من والدته ...ونظرات ايمن المستفسرة .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق