الجمعة، 12 فبراير 2016

10

حكى لهم ماجد ما قاله الطبيب. ..وكيف تبدلت حالتها من الامل فى علاج يرد اليها فقدها ..الى صدمة من مستحيل قد يحدث ..
قال ماجد بصوت هادىء اخبرنا الطبيب بعد ان فحصها وسمع منى ماحدث يومها  ..انها تعرضت لفقدان كلى للذاكرة ...وليست هناك اى دراسات مؤكده على متى تعود اليها ذكرياتها او بعض منها...مثل تلك الحالات قد تتعرض لصدمة جديده فتعود على اثرها الذاكره ويتذكر المصاب الماضى وينسى ما حدث بعد الصدمه الاولى  ...وهناك ايضا حالات يقومون فى الصباح التالى يتذكرون كل شىء ....وهناك حالات تستجيب للعلاج وتمارين تقوية الذاكرة. ...
سكت ماجد برهة من الزمن قبل ان يتبع ...
لكن فى حالة سارة .....الامر قد يبدوا مستحيلا ...
قالت والدته فى عجل ...
لما ؟
اطلق ماجد تنهيده ثم نظر اليها ثم انتقل بنظره الى ابيه
وقال : لانها حاولت الانتحار ..
لوح عبد الرحمن بيده وقال
وما دخل ذلك يا ماجد
اجابة ماجد
قال الطبيب ...حالة المريض ورغبتة فى التذكر من اهم العوامل التى تساعده ...
اكمل ماجد ليفسر اكثر كلام الطبيب
ان حاولت التذكر ستحول الذاكرة نفسها بينها وبين ذلك ...لانها كانت تحاول الانتحار اى التخلص من الحياة بأكملها ....ما يفسر انها عانت وعاشت احداث سيئة وذكريات مؤلمه ...لن تساعدها ذاكرتها لتتذكر الم قد تخلصت منه ......
اراح ايمن ظهرة للوراء وفرك جبينه بيده ...
فكر فيها للحظات ..وتخال حالتها الان ....قطع تفكيره قول والده ...
لم يسأل عنها احد منذ الحادث ...متأكد انك تركت ارقام صحيحه للمستشفى ...
قال ماجد وكأنه تذكر شيئا ايضا قاله الطبيب
كان يتمنى الطبيب وجودها بين اهلها وحياتها الطبيعيه....روتينيات الحياه واشخاص تعرفهم قد يساعد كثيرا فى مثل تلك الحالات
قالت ام ايمن بأسى
مسكينه يا ابنتى ...بالتأكيد احزنها كلام الطبيب
سأذهب لأخفف عنها
قامت اليها ام ايمن ...طرقت بهدؤ الباب ودخلت
قام عبد الرحمن من مكانه واتجه الى الباب وقال قوموا للصلاه ..سيحلها الله من عنده
هتف ايمن الذى عاد توا من صلاة المغرب لماجد الذى ارتمى على السرير ارهاقا جسديا ونفسيا اكثر ...

لما لم نذهب للمشفى..... لربما ضاعت ارقامنا ...وربما مر اهلها وتركوا عنوانا او هاتف ...
نظر اليه ماجد واعتدل فى جلسته ...
فكرت هى بنفس ما قلت الان وطلبت منى ان نمر الى هناك بعد الطبيب ...
جلس ايمن قبالته ينتظر استكماله ..
زم ماجد شفتيه وقال
زاد الامر بله ...واضاف الى حزنها حزنا اخر ...

وجدتها ام ايمن تجلس على حافة السرير .....لا تبكى كالمرات السابقه ...كان الدمع قد تحجر من انقطاع الامل ...
رتبت على ظهرها وقالت بصوتها الحنون ....لا تجزعى يا ابنتى ...سيجعل الله لك فرجا ..
نظرت اليها سارة ....وارتمت فى حضنها ....ثم اجهشت بالبكاء ....
خرجت كلماتها من بين دموعها مضطربة مشحونه بألم وصدمة ..
لن تعود الى ذاكرتى ....لن اعود الى احضان امى او ابى ...لن ارى اخواتى ....لن اعود اليهم ثانية ....لن اعود الى حياتى ....لماذا لم امت فارتاح من ذاك الالم ...لماذا لم امت فارتاح من طنين الاسئلة فى رأسى التى لا تكف وتقتلنى ولا اعلم لها اجابات ....من انا ....من انا ....
ابعدتها السيده قليلا وامسكت بكتفها ....الست مسلمه ...اين ايمانك ...اين ايمانك بقضاء الله وقدرة ...سكتت ام ايمن برهه وتذكرت انها لم ترها تصلى منذ ان جائت مع ايمن وماجد ...
قالت بلهجه اشد حنوا ....لما لا تلجأين الى الله ....فهو القادر ...سبحانه اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون ....وهو وحده القادر على اعادة ذاكرتك لانه وحده خالقها وخالقك ....
بدأت شهقات سارة تهدأ ودموعها تتوقف بسلاسة ...حين قالت ام ايمن ....صلى يا ابنتى وادعى الله ان يخرجك من ظلمات ذاكرتك ويضيئها من جديد ...
اصبرى على قدر الله وادعيه ان يعينك على ماهو قادم ....واحمدى الله يابنتى ...احمديه كثيرا ...على انك لم تموتى ...واستغفرية فذلك ذنب ..
وخذى ما حدث انه رسالة من الله اليك ...لتعودى اليه ...
كان كلام ام ايمن كبلسم على جرح مؤلم ....وكان نفس سارة اهدى به والطف ....
قالت سارة بصوت مبحوح...
انا لا اتذكر ......كيف هى الصلاه
ابتسمت ام ايمن
وجلست تعلمها خطوات الوضؤ ..ثم انتظرتها حتى انتهت واحضرت لها لباس الصلاه وخبرتها عنها
ثم صلتا المغرب جماعه ...
كانت ام ايمن سعيده بذلك لربما لم تكن سارة تصلى من قبل ..هكذا احست ام ايمن ...دعت لها الله ان يهديها على يديها وان تكون الفتاه التى اخرجها ابنها الاوسط من الماء هى سبب نجاتها من النار وان تكون هى ايضا قد ابدلها الله ببيت غير بيتها ليكونوا سببا فى هدايتها ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق