الجمعة، 19 فبراير 2016

11

دخل ايمن مكتبه
فسأله زميله احمد ...
كيف سار التحقيق
جلس ايمن على كرسيه وعلى فمه شبه ابتسامه ساخرة ثم قال
اغلق ...كعادتهم
قال أحمد
صعب ان يجدوا ما يدينك ...انت موظف نزيهه
سكت احمد قليلا وتلفت حوله ثم اكمل
ولو تغلق فمك قليلا لما قامت ضدك كل تلك التحقيقات
هم ايمن بالرد عليه لكن قطع حديثهم صوت هاتف احمد الذى فتحه سريعا ليجيب المتصل ..
وضع ايمن يديه على مقدمه رأسه واستغرق فى التفكير 
حمد الله على نجاته من التحقيق الملفق ...وسأل نفسه هل يصمت ويغلق فمه كما قال احمد ....وجد نفسه يهز رأسه نافيا لتلك الاجابه فما تربى على ذلك وما امره اسلامه بذلك ...سكوته لن يضر به لكن سيتسبب فى ضرر الاف من المرضى يستخدمون عقار هذه الشركه التى تتلاعب فى الكميات الاتيه من الخارج ...يعلم مايحدث لكنه لا يملك الدليل ...خاصة بعد ان علم واخبر رئيسية بذلك ...فقامت عليه الاتهامات والتحقيقات... لكنه قد عاهد نفسه على ان يكشف امرهم ويفضح امر من يقومون بذلك دون علم صاحب العمل بالتأكيد ...
فكر كثيرا ان يسافر اليه فى مقر الشركه الاساسى فى المدينه المجاورة ليخبره لكن مادليله وخاصة بعد ملفه الذى امتلاء بالتحقيقات .....
امتلىء عقله بالتفكير ...وضجت نفسه من فساد وغش ولا يعلم كيف يمنعه
اخرج هاتفه واطلق رقم يمنى
حدثها فى كذا امر واستمع اليها ثم سكت ....فهمته يمنى فهى تفهمه جيدا كما يفهمها وتلاحظ اهتمامه المتوارى بها   تحدثت تقطع سكوته ...
مابها جميلتكم ؟
ابتسم ابتسامه صغيرة سرعان ما تلاشت عندما تذكر صورتها بالامس بعد زيارة الطبيب
يبدو ان الامر سيطول ..لم يخبرها الطبيب بأى امل فى الشفاء ..لذا حالتها النفسيه ليست على مايرام
تأثرت يمنى من حديثه عنها
وقالت
وماذا تود منى ان افعل
يعنى ..تقربى اليها انت ويارا ...انتم فتايات مثلها ..
ردت يمنى
بالتأكيد هى تشعر بالغربه ...وخاصة فى بيت اغلبه شباب
حسناً حسناً لا تشغل بالك سأتولى الامر
انهت يمنى حواره عنها بتلك الكلمات وادارت دفة الحديث فى اتجاه اخر فقد غارت من اهتمامه بها ..فهى كانت دائما تحب اهتمامه بها ومراعاته لها اكثر من اخيها ابن والديها على وكانت تتباهى امام صديقاتها به ولو لا معرفة الجميع انهم اخوان من الرضاعه ما شك احد فى انهم حبيبان او خطيبان ...

مر شهر منذ الحادث
وهى لا زالت تعيش معهم فى بيتهم المتواضع وبين افراده الذين اعتادوا عليها اصبحت فردا منه وكأنها ولدت فيه ..
احست ام ايمن ان الفتاه قد بعثها الله لها لتعوضها فهى لم ترزق بالبنات ...واحبها الحاج عبد الرحمن كأحد ابنائه ...كان ياسر برغم قلة تواجده وانشغاله بمذاكرته طوال الوقت الا انه كان يحب حديثها ومشاكستها احيانا ..كانت تحب ان تقرأ فى بعض كتبه ودروسه ارادت كثيرا ان تضع نفسها نفس الموضع لربما تذكرت كيف كانت عندما مرت بتلك المرحله فبتأكيد مرت بمرحلة الثانوية العامة والجامعه ...اعتبرها ماجد اخت وصديقه مع حفاظه على الضوابط الشرعيه رغم انه لم يكن بقدر التزام ايمن لكنه كان يشعر بمسؤلية كبيرة تجاهها منذ لحظة ان قفز خلفها وانقذها من الماء وهى ايضا تحفظ ذلك الجميل وممتنه له ..
اما ايمن لم يكن تجمعه بها اى احاديث من اى نوع ..كلماته كنت تكتفى بالسؤال عن الحال اليوم فترد على قدر السؤال و فقط ...كانت تحتار كثيرا فى اسلوبه هل هو عدم رغبه فى الحديث معها هى بالذات ام انه هكذا حاله مع الجميع  ..
لكنه يتغير كثيرا فى وجود يمنى ...يتحدث معها كثيرا وترى ضحكاته ايضا فى حضورها ...لم تكن تعلم معنى اخوة الرضاعة. .بدى لها الامر وكأنها قصة حب تجمعهما ..
هى ايضا احبت يمنى كثيرا اصبحت صديقتها فى هذه الحياه الجديده ..احبة ايضا والدتها السيدة ام على فهى على نفس طيبة ونقاء اختها ام ايمن رغم حدة حديثها ...
اعتادت يارا ايضا وحديثها اللازع ويبدوا انها قد ورثته من امها لاكنها لم تستطع انشاء صداقه معها ...
على لم تكن تراه كثيرا فى غير اجتماعات العائلة للعشاء مساء كل خميس اما دون ذلك فكانت تراه اذا كانت بصحبة يمنى فى منزلهم ..


اصبح ايمن شريكا اساسيا فى غرفة نوم ماجد وياسر بعد ان استولت سارة على غرفتة ...
فى تلك الليله ...ليلة الجمعه بعد انتهاء العشاء والسهره العائلية وانصراف الجميع ...
خرج ياسر كعادته ليستذكر فى الصاله ...تقلب ماجد فى سريره وجفاه النوم ...لاحظه ايمن الذى لم يكن سيطر عليه النوم كلية ...
فقال مداعبا اخاه
تلك حاله اعرفها ....
قام ماجد ووضع الوساده خلف ظهره وشبك يديه ...
وقال ..انصحنى ماذا افعل ...
جلس ايمن ايضا واشعل ضؤ المصباح الصغير على المنضده الصغيرة بين السريرين ..
اتحبها حقا؟! سأله ايمن وهو يركز بصره بعيدا عن ماجد الذى هز رأسه وزم شفتيه ولمعت عيناه ...
قال ايمن بنفس تقطيبة الوجه
اذا فاتح ابى ليخطبها لك ...
قال ماجد باستنكار
هكذا قبل ان اتأكد من مشاعرها
اغمض ايمن عينيه وفتحهما ببطء وابتلع ريقه بصعوبه وقال
اعتقد انها تستلطفك
ابتهج ماجد وقال
حقا ...
ثم اكمل فى مراره
لكنها تصدنى ...ولا تدع لى فرصه لافصح فيها عن مشاعرى ..
ولا اعلم هل تحمل لى اى منها ام لا
عدل وسادته وهو يكمل
لا اود ان اتقدم اليها قبل ان اتأكد اولا هل لى مساحة بقلبها ام لا ...
مد ايمن يده للمصباح واطفأه ...ليته يستطيع بضغطة كهذه ان يذهب شيئا اشتعل بداخله ..وافكار ملئت رأسه ...
نام ماجد ..وظل هو حتى الفجر يتقلب ....ايقظ ابواه وماجد وصلى الفجر ونام ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق