الأربعاء، 3 فبراير 2016

8




كانت تجلس نفس جلستها على الكرسى عند النافذه قبل خروجها اليهم ...لكن هذه المره كان نهران من الدموع تزرفان ...
دخلت يمنى وخلفها ايمن ..عقد زراعيه امامه واسند ظهره الى الحائط ..وقال
حسبتك اقوى من ذلك ، منذ ان رأيتك بالمشفى وانت عنيده ..عاندتى جرحك وتعافيت منه سريعا ...حتى المياه التى قذفتى بنفسك فيها عاندتها فلم تقوى عليك ..بالكاد افقدتك الذاكره ...
استمعت لكلامه وعيناها قد اخذت امرها منه بان تتوقف فلا تذرف دمعه اخرى ...
تحرك حتى وقف قبالتها ثم جلس على السرير ..واكمل بهدؤ ...
من منا لم يقف يوما على حافة البحر... يرى فى استسلامه له نهاية لعذباته ...
من منا لم يتمنى اسدال ستار النهايه على اسؤ فصول الرواية ...
من منا لم يتمنى يوما ان يصل للشاطىء وينتهى من التجديف عكس التيار ...
لكننا نجهل دائما حكمة وجودنا ..بل اننا نجهل حكمة مصارعتنا لهذه الحياه ..
سكت ايمن قليلا ثم اكمل ..
ثمة هناك مفاجآت يدهشنا بها القدر ...استعدى لها واستقبليها بنفس قوية ..
واحمدى الله على حياة ثانية قد وهبها الله لك تخطينها كما تشائين انت ...
استعد ايمن للقيام ..فباغتته بسؤال
هل كنت محجبه ...
استغرب ايمن من سؤالها لكنه اجاب ..
لم ارك الا بالمشفى ...ولا اذكر اذا كان ماجد ذكر ذلك ..
نظرت للاسفل ...كانت تتمنى ان تجد اجابه عن احد الاسئلة التى ملئت رأسها ..ولو كانت اجابه لسؤالا فظا من يارا

لا يهم كيف كنت ..المهم هو كيف ستكوننى
قالها ايمن ..قبل ان يهم بالانصراف
توقف واستدار ناحيتها من جديد ومد اليها يده بكتاب قد احضره من اجلها ...وقال
احضرتك لك هذا ربما يخفف عنك او يساعدك بعض الشىء
ترك يمنى معاها وخرج
دخل غرفته وبدل ملابسه رغم همومه التى يحملها الا انه كلما مر طيفها فى ذاكرته تبسم وانشرح ...

حاولت يمنى بروحها المرحه التخفيف عنها ...تحدثت كثيرا رغم ان سارة لا تملك احاديث مثلها لكنها اسمتعت بحوارها وشاركته فيه...حدثتها يمنى عنهم جميعا تكلمت عن امها وخالتها عن ابيها وعن اخيها على الذى يصغرها بعامان فهو فى السنه النهائيه من كلية التجارة وتحدثت عن اختها يارا ولم تنس ان تتحدث عن ياسر وماجد ايضا وعلى الرغم من ان احاديثها عنهم جميعا كان يتخللها حديث عن ايمن الا انها افردت له جانبا من حديثها فأيمن بالنسبه ليمنى
"هو اكثر من اخ واكثر من صديق .."
قالتها هكذا
قبل ان تقوم لفتح الباب ...

بعد العشاء جلس الجميع فى صالة المنزل الواسعه ..احضر عبد الرحمن الشطرنج واتخذ جانبا تحت الشرفه العاليه هو والحاج احمد ابو على وبدأت معركتهم الليلة ما بين جنود سود وبيض وملكان ووزيران وحاشيتهما فى كر وفر متناغم ...
وضعت يمنى الشاى على المنضده واتخذت مكانها على الاريكه بجوار ايمن ..
همست بلطف وقالت له ..اكنت تحدثها ام كنت تحدث نفسك ؟!
اجابها وهو يمسك كوبه
متى ؟!!
لما كنا مع سارة
ارتشف من الشاى رشفه وعيناه هناك على الجانب المقابل من الصاله ..وقال
كلانا ...كلانا يحتاجه
نظر اليها بطرف عينه وقال
اخبرينى ماذا فعلت صديقتك ...تلك المعجبه بجارها
اضطربت يمنى وصرفت بصرها هنا وهناك وقالت
لا شىء ..قررت ان تفعل كما قلت ..وتنسى الامر
ابتسم ابتسامة خبيثه وقال
حقا....ولكنى لم اقل ذلك
بلى قلت
قال ايمن
قلت انها عليها ان تصارح اخاها حتى وان كان اخيها من الرضاعه. .ويعرض هو عليه الامر بلطافه دون احراج اى منهما ...
وضعت الكوب بحده على المنضده
وقالت
لا ...انسى الامر
هتف ماجد صائحا ...عدتم للهمهمه انتم الاثنين ثانية
ابتسم ماجد واشار الى يارا وقال
اليك يارا تحدث معها
نظرت اليه ساخره وقالت
ابتعد يا ماجد لا اريد الحديث برنامجى المفضل على وشك البدء
قال ماجد وهو يشيح بيده
ومن قال انى سأحادثك بالاصل
ثم نظر الى سارة وقال
سأجلس مع سارة
سارة تعال سأريك احد اسرارى العظيمه فى هذا البيت
انتظرينى عند المائدة وسآتى فى الحال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق