السبت، 27 فبراير 2016

13



انفجرت سارة ضاحكه حين حكى لها ماجد ماحدث
تلفت ماجد من باب الشرفه وقال بغضب
اشش اشش ..ما بك ..هل القيت عليك النكات توا
وضعت سارة يدها على فمها وحاولت منع الضحك ...هدأت وحاولت تصنع الجديه قليلا كى لا يغضب مجددا ...
لو كنت مكانها لفعلت ذلك و اكثر ..
ماجد : الم تكن فكرتك هذه
لم اقل اذهب وقل لها فى وجهها احبك
فرك ماجد وجهه بكفيه وقال
لا اعلم ...عندما رأيتها لم اتمالك نفسى ...
ابتسمت سارة بهدؤ وقالت
حسنا... لا بأس رد فعلها كان طبيعى. ..فلما انت مبتأس
نظر اليها ماجد وربع زراعيه امام صدرة ولازال غاضبا
فاكملت سارة
ليس معنى انها نهرتك عن تعبيرك لحبك لها امام الجامعه وتركها لك وانصرافها ليس معنى ذلك كله انها لا تحبك او لا تبادلك شيئا ..او انه ليس لك لديها مكانه ...
هى فقط استنكرت المكان وتفاجأت ...
نظر اليها ماجد وانفرجت قسمات وجهه قليلا وارتاح لكلمات سارة ..التى كانت له صديقه اسر اليها باسراره وحكى لها عن مشاعرة لابنتة خالته ...
كانت تعتبره سارة ايضا اخا وصديق ...كانت تتحدث اليه كثيرا ..بل اكثر من كانت تتحدث معهم فى هذا البيت ...بالاضافه ايضا الى يمنى الصديقه التى لم تتركها معظم الوقت ان لم تكن معاها عندهم كانت معها على الهاتف ...
ارتاحت سارة للحياه ...كانت سعيده بوجودها مع هكذا عائلة ...لا يعكر صفو مزاجها الا ماضى لا تتذكرة وحياتها التى رحلت عنها ولا تدرى متى العوده ...فعلت كما اوصتها وعلمتها خالتها ام ايمن ...ان تداوم على الصلوات وان تدعوا الله كثيرا ...وان تلجأ لكتاب الله كلما ضاق صدرها واحست بأختناق ..

فى هذا المساء قد انتهت من صلاة العشاء جلست تختم الصلاة ورفعت اكفها لله ضارعة ان تعود لها الذاكره ...ان تتذكر ماضيها ...ان تجد ضالتها التى تاهت منها ...وان يغفر لها انتحارها ...احست ان فقد الذاكرة ما كان الا عقاب بسيط من الله على محاولتها الانتحار ...فلما شعرت بذلك بكت ....غطت وجهها بكفيها وبكت ....ثم اخفضت جبينها وروحها فى سجود ....تفرغ فيه اعتذاراتها واستغفارها لله ...وتوبة عن ذلك الذنب ....دعته ان يصلح لها حالها ويهديها اليه .....
كفكفت دمعها ورفعت سجادتها وطوتها واعادتها لمكانها وقبل ان ترفع عنها اسدال الصلاة لمحت وجهها فى المرآه كان صافيا بريئا ...زاد نوره الحجاب ...خلعت الاسدال واحضرت حجاب يمنى الذى ترتديه وشاحا ...لفته على شعرها. ..وادخلت خصلات شعرها منه ...وعدلته باصابعها ...ونظرت للمرآه ...انشرح صدرها له ...ولشكلها هكذا ...وتمتتمت ..يارب قونى ..
اعادته مكانه وراحت تفتح الباب الذى دق منذ قليلا ...
كانت السيدة ام ايمن ...
جلست معها قليلا واخرجت من جيبها بعض النقود ووضعتهم فى يد سارة ...
ماهذا يا خالتى
قالت ام ايمن بصوت يرتسم الجديه
ماذا يا ابنتى ...نقود ...الا تعلمين النقود
قالت سارة وهى تنظر اليها بين يديها
بلى اعلم ..لكن ما حاجتى اليها ..
الست ابنتى ...ام انك لا تعديننى كوالدتك
قالت سارة
لا....ولكن ....
قاطعتها ام ايمن ووقفت
لا شىء ..انت ابنتى وهذا مصروفك ..ربما اردت شىء ...
ابتسمت سارة فى امتنان 
قبلتها ام ايمن فى جبينها وانصرفت ..
وضعتهم سارة فى درج الكوميدينو بجوارها وشكرت الله تعالى على هذه الام ...
زاد هذا من تفكيرها فيما فاتحت فيه يمنى بالامس. ..فكرت فعليا فى العمل ...لا تدرى ماذا تعمل لكن لابد وان تعمل لتتحمل نفقات نفسها وان تخف حملها عن آل عبد الرحمن ....
فى الصباح هاتفتها يمنى
سارة اود الذهاب لشراء قطع ملابس هلا اتيت معى ..
ابتسمت سارة ...احست بشىء دبر لها ...لكنه لطف هذه العائله وكرمهم ...ومراعاتهم لشعورها دوماً. ..
اجابتها سارة ان لامانع لديها ...هى ايضاً تريد شراء بعض الاشياء...

كان ايمن ينتظرها اسفل البنايه ...
فوجئت به وقالت فى تلعثم ..
ايمن ...اتنتظر شيئا
ظهرت يمنى على بعد خطوات ..اشار اليها للاتجاه لاول الشارع واوقف سيارة اجرة ...ركب هو بجوار السائق وركبتا فى الخلف ..
جذبتها سارة من زراعها وهمست فى اذنها ...لم تخبرينى ان ايمن سيأتى معنا .
قالت يمنى بنفس الهمس ...وما فيها ...
قالت سارة ...سأصبح انا كالعزول الان ..
نظرت اليها يمنى وضحكت. .
فلتفت ايمن بغضب
فكتمت يمنى ضحكاتها واشارت اليه بيدها اعتذارا على صوت ضحكاتها العالى
توقفت السيارة ..وهبط يتجولان بين المحلات التجارية ..
توقفت يمنى وسارة امام احد واجهات المحلات الزجاجيه يطالعان احد الملابس المعروضه على الدمى ..كان ايمن خلفهما مباشرة ينظر مثلهما عبر الزجاج الشفاف ...
فى لحظة انعكست صورتها على الزجاج  ....نظر الى صورتها عليه ..ثم صرف نظره سريعا حين تلاقت عيناه بعينيها من خلال الصورة المعكوسه عليه ..
دخلا المحل ...
فتشا فى القطع عن مودلات ومقاسات والوان مناسبه ...
اخيرا وجدت يمنى ضالتها. ..اخذت الاشياء وذهبت الى غرفة تبديل الملابس ..
كانت سارة قد امسكت بكنزتين واحتارت بين لونيهما ..اقترب ايمن منها وقال مشيراً الى احدهم
هذا لونى المفضل ..
نظرت اليه سارة ...فذهب هو الى باب غرفة التبديل حيث خرجت يمنى بالملابس الجديده
ها ما رايكم ...رائع اليس كذلك
اقتربت سارة وابتسمت وقالت
واااو ستأخذ منك جزء ..
ثم فتحت باب الغرفه الاخرى ودلفت اليه
قال ايمن
سأنتظركما بالخارج
ابدلت يمنى ملابسها ...خرجت سارة مرتدية الكنزه ذات لونه المفضل ...بحثت عنه بعينيها فلم تجده ...
قالت يمنى مثنية على كنزتها
اختيار موفق ياسارة ...لونها رائع وملائم لك جدا ..
ابتسمت سارة وابدلت ملابسها ..

اصدمت سيدة بسارة فى كتفها وهما متجاهتان الى مكان دفع النقود ...قالت المرأه بفرح ..
اووه آنسة نادين ..شرف لى ان تزورينى فى محلى المتواضع ..
عادت يمنى للخلف حيث سارة وقالت فى قلق
سارة هل انت بخير
نظرت اليها السيدة واعتذرت
اسفه ..يبدوا انه اختلط على الامر ..تفضلا معى
كانت السيدة تعمل بالمحل ..وضعت الاشياء بالاكياس واستلمت نقودها ..
وسارة تحملق بها كل ذلك الوقت .....
لقد نادتها السيدة ...يبدوا انها تعرفها ...او كما قالت تشابهه عليها الامر ..
عادت للمنزل ورأسها تألمها من جديد ...وضربات قلبها فى تزايد ...احست بالدوار الذى كان يزورها على فترات متباعدة ...
وضعت رأسها على الوسادة وغطت فى نوم عميق. ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق