الاثنين، 29 فبراير 2016

14



استيقظت على الظهيره...لا تدرى كيف نامت كل ذلك الوقت ...لكنها تذكرت الايام التى تلت الحادثه كانت تنام كثيرا واوقاتا متصله ...
خرجت فوجدت ام ايمن فى المطبخ كعادتها والحاج عبد الرحمن نائما كعادته ايضا ...
اتجهت للحمام لتتوضأ لتصلى ما فاتها من صلوات ...بادرتها السيدة ام ايمن
فتاتى ...استيقظتى اخيرا ..
اقتربت منها ومسحت على شعرها الاملس ..
اقلقتنى عليك يا ابنتى ...ماذا حدث ...وكيف تشعرين ؟!
مسحت سارة وجهها بيديها وقالت بوهن
ربما لاننى لم اخرج الى الشارع منذ فترة ...
قالت ذلك ثم نظرت اليها وابتسمت لتبث اليها الاطمئنان وقالت :
انا بخير اطمئنى
قالت ام ايمن : حفظك الله يا ابنتى ...خذى حمامك وصلى وسيكون الطعام جاهزا ...

حاولت استعادة روحها التى غاصت فى متاهه بالامس ...حاولت تجاهل الامر والعودة اليهم ...اصحاب البيت الدافىء والحياة الهادئة. .
لكن تشويشا لازال برأسها ...
انفردت بغرفتها بعد الغداء ...جلست على الكرسى المجاور للنافذه ...واخذت تطرح الاسئلة التى كانت قد صمتت عنها الايام الماضيه ...عادت بقوة اكبر من ذى قبل ..
لاول مرة يتعرف عليها احد ...ويناديها باسم غير الذى اختارته هى بعد الحادث ...ربما تعرفنى ...لكنها توترت ولم تصر على معرفتى ...ربما بالفعل تشبهت بى ...واختلط عليها الشبهه ليس اكثر ...وليس انا من تقصد ..

اغمضت عينيها وارسلت رأسها للخلف. .واستندت على حافة الكرسى ..

تخلل الى مسامعها كما تخلل الى الغرفة صوت اذان المغرب ..استغفرت الله وقامت للصلاه ...
بعد الصلاة تذكرت امرا قد قررت فعله وتشعر بارتياح كبير كلما تذكرته ...
وتذكرت ايضا انه الخميس وبعد العشاء ستأتى الخالة ام يمنى وعائلتها لقضاء سهرتهم وتناول العشاء هنا ككل ليلة جمعة ..

رن جرس الباب ...لم يكن فى المنزل سوى ام ايمن وسارة ...خرجت سارة من الغرفه وهى تقول
انا سأفتح يا خالتى
وقفت يمنى على الباب غير مصدقة للحظات ...ثم قفزت بين احضان سارة ...واخذتها ولفت بها ..
مبارك يا عزيزتى ...
ابتسمت سارة وقالت لها ادعوا لى الثبات
اقتربت ام ايمن على صوت يمنى المهنىء لتجد سارة بملابسها الجديده التى اشترتها وحجاب جميل يزين رأسها تتناغم الوانه مع الوان ملابسها الجديده ...
احتضنتها ام ايمن وفرت دمعه من عينها وقالت الحمد لله
..الحمد لك يارب استجبت دعائى ...
دخلت يارا الواقفه عند الباب وقالت بابتسامه مصطنعه
مبروك ..
دقائق ولحقت بهم ام على التى كانت تصعد السلم بتأنى كبير درجة تلو الدرجة   .....
...
كانت السيدتان تتسامران وزوجاهما منهمكان فى معركتهما الاسبوعيه على طاولة الشطرنج ...

و الفتايات فى المطبخ يعدن العشاء ...لم تكن يارا معهم طيلة الوقت كانت تخرج من المطبخ وتعود ثم اخيرا جلست تشاهد برنامجها المفضل على التلفاز وتركت يمنى وسارة يثرثرن اثناء تحضير العشاء ...

لا يكفن عن الحديث... يتحدثن كثيرا وفى امور شتى  ...يتحدثان وهما يعملان ...تلك مهارة تتقنها كثير من الفتايات ...وقد تعلمتها سارة من الخالة ام ايمن ..لا تعلم هل كانت هكذا فى الماضى ام انه شىء جديد تعلمته ...

حضر على وكان أول الشباب فى الوصول بالاضافة الى ياسر القابع فى غرفته للمذاكرة ..مضى وقتا ولم يخرج منها على عهد انه سيترك المذاكرة عند العشاء ليهنأ بسهرة ليلية مع الجميع ....

حضر ماجد وايمن سويا ..جلسا مع الجميع ...خرجت يمنى فى مرح تقول ..انتهينا ..هيا يارا ساعدينا فى تحضير المائدة ...
هتف ايمن :
يمنى احضرى لى كوب من الماء
لم تسمعه يمنى كانت مشغوله بوضع الطعام على المائدة ...قام هو متثاقلا الى المطبخ ليحضر كوب الماء ..
صدم بها تخرج من المطبخ تحمل الاطباق ...كادت تقع لولا ان عادت خطوة للوراء فحافظت على توزان الاطباق فى يديها ...
كان الامر ملفتا ليراه ...هى . ....وبحجاب ...وبكنزة ذات لونه المفضل ...
سارة !! هتف متعجبا
اضطربت وراحت تنظر فى الاطباق ...
كانت تود ان تسأله عن رأيه فى هئيتها الجديده ..لكنها لا تقوى على استخراج الكلمات فى حضرته ...
وبتلعثم قالت :
هلا... افسحت.... لى الطريق
ارتبك هو ايضا وهز رأسه وتنحى جانبا ...
هل فرض الحجاب ليحجب مفاتن المرأه ام ليزيدها فتونا ...
ظل واقفا للحظات فى مكانه ...يستوعب ما رأه حقا ....حتى دخلت يارا وصرخت فيه
ساعدنا او اخرج ...لا تقف هكذا
على المائدة ...هتف ماجد بمرح ..مبارك عليك سارة ..قال على غامزا ...مبارك لكنك كنت احلى بدونه ..
خجلت سارة من كلمته ...فغيرت ام ايمن دفة الحديث ...
ضغط ايمن بمقبض يده على الملعقه ..وقضب جبينه من كلمة على المتفلته ..كيف يسمح لنفسه ان يغازل فتاة تعيش معهم وتكفلوا بحمايتها .. سكت تقديرا للكبار ...لكنه سيعلم (على) يوما كيف يراعى الحرمات ...
جلست الفتايات فى  الشرفه بعد العشاء ..كانت معهم يارا التى كانت تقف وتستند على الصور وتراقب السيارات والمارة فى الشارع ...تستمع لحوار يمنى وسارة وتشارك ببعض الكلمات ...فى لحظه اختفى صوتهم ...لم تشعر بانسحابهم من جانبها ...تنبهت فقط لمن جاء يتنحنح ..ويمسح انفه باصباعيه كأنه يتحين الفرصه ...
التفتت اليه ...ثم عاودت النظر للشارع ...قال ماجد بصوت متقطع ...
: لم تجيبينى
ردت يارا دون ان تلتفت اليه
على ماذا اجيبك
التفتت اليه ووقفت قبالته ثم اردفت
اااه تذكرت. ....قلت انك تحبنى ....هناك عند باب الجامعه ..
ربعت يارا زراعيها امامها ونظرت اليه نظرة جريئه وقالت
: ثم ....
لم يفهم ماجد ما تقصد فاتبعت هى وكانها تحدث نفسها
هاه ...قد ابتلع لسانه ثانية....
اتعرف لو كان ايمن مكانك لكان اعلنها امام العالم ولم يقف هكذا كالصنم ...
اغتاظ ماجد من كلامها ثم قال
هكذا اذا ....تعالى لاريك ماذا يفعل الصنم
خرج ماجد الى الجميع فى الصالة وجلس على ركبته ورفع الاخرى وقال لوالدها ..
عمى ...انا احب يارا واريد ان اتزوجها
فوجىء الجميع من المشهد
حتى والدا يارا ...من المفاجأه تبادلا النظرات فى صمت ...ثم قالت امها
ذلك يوم المنى يا ماجد
هنا قال الحاج ابو على
طيب نأخذ رأى الفتاه اولا
ابتسمت يارا واحمرت وجنتاها خجلا ونظرت للارض ..
قال ماجد ..
هى موافقه ....وافق انت يا عمى
قال عبد الرحمن
لن نجد لماجد عروس افضل من ابنتكم يا حاج ابو على
سكت الرجل قليلا
ثم قال : هى ابنتك يا حاج عبد الرحمن والشرف لنا
رفع عبد الرحمن يديه وقال
اذا نقرأ الفاتحه الان
انطلقت الزغاريد والتهانى ليارا وماجد وعمة الفرحة اركان المنزل ......


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق