السبت، 24 نوفمبر 2018

8

اعتاد سيف ان يتابع صفحتها على الفيس بوك فى صمت ، ولم يجرؤ على اقامة محادثه معها ولو لمره ، اتاه اشعار بشىء جديد كتبته توا فتح صندوق المحادثات واشار لأسمها واراد كتابة شىء ، اى شىء لكنه تراجع عندما تذكر ماقاله زوج عمته محمد ذات مره حينما كانوا على الغداء فرن هاتف علىّ معلنا عن وصول رساله واتس اب فانتفض لها علىّ تاركا المائده عندها رمى احمد كلمه ساخره  فهم منها الاب الحاله التى تسيطر على ابنه علىّ،  وحدثهم على اثرها بعد الغداء فى غرفتهم قائلا لهم : انه من الطبيعى ان نشعر ونعجب ونحب تلك ميزه ميزنا الله بها وليس فى ذلك عيب ، لكن الخطأ يحدث حين لا نراعى حدود الله حين نبعتد عن الاية ونواعدهن سرا ، حين لا نأتى البيوت من ابوابها هنا يكمن الشيطان .
وجهه كلامه لثلاثتهم وقال : اتعلمون ؟!!!...ان ذكاء الفتايات مخبأ فى قلوبهم وانهن يستطعن انتظار من يشعرن به ويريدنه حتى وان لم يقل ، فلا يخدعكم من يقول انه يخبرها لتنتظره ...تلك حجه واهيه .
شعر علىّ ان الكلام عنه هو فتعارك مع احمد عقب انصراف والدهما ملقيا عليه اتهامات بانه من اخبره.
عاد سيف من ذاكرته مغلقا المحادثه ، تنهد بأسى ونفض عنه فكرة الحديث معها .
خرج من غرفته ليبعد عن حاسوبه تماما ، وجد زياد يسحب من يد سارة حقيبتها مشاكسا ينادى على سيف ويقذف الحقيبه تجاهه فيجاريه سيف رغم تزمر سارة يعيد قذفها لزياد الذى يقول : الى اين ، الجميلة ذاهبه ؟؟!
فترد سارة بعد ان سقطت الحقيبه بين يديها : لا دخل لك .
فيهتف بها زياد غاضبا : سارة كيف تحدثينى هكذا ، الى اين انت ذاهبه ؟!
تعيد ترتيب الاشياء بحقيبتها بعد تبعثرها نتيجه تبادل قذفها وتهم بالخروج غير عابئه بسؤال زياد .
فيجذبها زياد من ذراعها فتصرخ هاتفه : دعنى وشأنى .
تأتى أمانى مسرعة ممسكه بهاتفها وتقطع كلامها فيه لتفض الشجار بين زياد وسارة 
امانى : دقيقه يا امل وساكون معاك ، حدثى سيف . أعطت الهاتف سيف وتوجهت للشجار
اخذت سارة فى حضنها وقالت : زياد ، ليس لك دخل بسارة ، انا من سمحت لها ..دعها تذهب.  ثم قالت بلهجه قاسية : لا تتعرض لسارة ثانية ...مفهوم
التفتت تاخذ الهاتف من يد سيف لتكمل حديثها مع امل
: الو امل ،  اووه روبا كيف حالك
:  هل انشغلت والدتك ايضا
:  حسنا حبيبتى سأتصل بها فيما بعد .

-------
اغلقت روبا الهاتف مع خالتها وراحت تبحث عن والدتها لتعطيها هاتفها ، طرقت باب الحمام حين سمعت صوت قيئها
: امى ….هل انت بخير .
: نعم نعم انا بخير .
حاولت تصنع ذلك ليظهر فى صوتها من خلف باب الحمام . خرجت منه بعد  ان انصرفت روبا ، خرجت ممسكه بالمنشفه تمسح وجهها وتزيل اثار التعب ، اخذت تفكر كيف ستخبر روبا انه تعب عادى ، وبأى حجه ستقنعها .

صدم حازم من نتيجة التحاليل وصدم اكثر من تقرير الاطباء بحالة زوجته ، ولا زال لا يعبأ بطلب زوجته فى العودة بالبنات لارض الوطن ، كل ما استطاعه هو كتمان الامر كما طلبت .

مضت الاجازه سريعا وطلب حسن من زوجته سها العودة فرفضت ونشب شجار صعب بينهما ، تدخلت الجدة وتدخل حسام عبر الهاتف  ولم يجدى حتى هدد حسن بانها ان لم تعد اليه قبل بداية العام الدراسى فلن تعود اليه  ابدا .
سافرت سها مرغمه وتركت الجدة ورأها فى منزل العائلة ، سافرت على مضض وبمجرد وصولها احرزت هدفا لصالحها .

عاد سيف واقام بمنزل العائله،  فرح باستقراره مع جدته خاصة فى سنواته الدراسية الأخيرة فتصاعد صعوبة المناهج واحتياجه للتركيز الكامل لم يكن بالمتوفر عند عمته كما انه اصبح يشعر بالحرج في ذهابه وايابه  بعد ان تحجبت سلمى ، كثيرا ما كانت تنسى ارتدائه امام سيف ، لم تعتاده بعد والامر مرهق فى وجود سيف فعليها ارتدائه فى المنزل طالما كان موجود .
فوجوده فى منزل العائله اراح اطرافا كثيره اولهم سلمى واخرهم جدته التى سعدت به معها وثناء التى لم تتركها وحدها ، ايضا سها لم تكن تتركها على الهاتف او الانترنت حتى أتت اليها بعد انتهاء امتحانات الفتايات ومعها الهدف الذى احرزته مقابل ان تعود لبيتها ولزوجها .

اصبحت حياته مختلفه بعد انتقال لي لي للعيش معه ، فقد كان من الضرورى ان يعود للمنزل باكرا من عمله حتى يتناول مع لي لي وجبة الطعام الوحيدة التى تجمعهم ، بين الغداء والعشاء لكنها كانت كفيلة باليوم ، يخرج عاطف باكرا لعمله وتتناول لي لي فطورها على عجل قبل ان تذهب لمدرستها الثانوية التى نقلت اليها نتيجه انتقالها لهذه المقاطعه الامريكيه حيث يقطن عاطف ، لم تتآلف لي لي مع زملائها بالمدرسة ولا حتى المكان
حتى المنزل بدا غريبا فى بادىء الامر ، عاطف ايضا كانت تراه فى اوقات متفرقه منذ ان استقرت مع جديهما ورحل هو ليقيم مع والده ، الذى لم تنعم به كثيرا ، اخر ذكرى له لديها كان فى يوم مولدها العاشر حين اتى ليحتفل معهم بعيد ميلادها ثم اختفى مع اطفاء الشموع ليترك لها رساله مع الهدية تحوى كلمات بسيطه " كل عام وانت بخير ، أحبك " لم تره ايضا منذ ذلك الوقت 6 اعوام مضت لم ياتى لرؤيتها ولو مره  ، مما اوغر صدرها تجاهه .
لم تكن تعرف عنه شيئا حتى ذلك الحين ، حين وقفت تنظر لصورته مع عاطف المزدانه داخل اطار خشبى صغير موضوع على منضدة قريبه من مصباح طويل ، رفعت الصورة اليها تتأمل وجهه الباسم وتحدثها نفسها باحاديث قطعها عليها عاطف بقوله : ابتسامته رائعه ..اليس كذلك
قالت وهى تتأمل الصورة اكثر : لم اره يبتسم هكذا
قال : مر ابى باوقات عصيبه
قالت وهى تنظر اليه : لما لا يعود ...كنت اظنه هنا معك ...كنت اظننى سأراه .
سكت عاطف ونظر ارضا بينما أكملت هى : ام انه لا يحبنى ولا يود رؤيتى .
رفع عاطف راسه نافيا : بالطبع ليس كذلك
قالت وانسابت الدموع على وجنتيها : اذا ماذا ؟!
احتضنها بذراعه وجلسا سويا على الاريكه واخبرها بما حدث لوالدهما فى السنوات الأخيرة
رفعت خصله شعرها وراء اذنها واعتدلت وقالت باهتمام : وهل وجدته هناك .
اجاب نافيا : لا
سكت برهه ثم اكمل : لكنه كان هناك قبل ذهابى اليهم ...زار والدته واخبرهم انه عائد قريباً
قالت بتعجب : ألديه والده ؟!!!
رفع حاجبيه وانزلهما وابتسم ابتسامه خفيفه من تعجبها : نعم ولدية اخوه وابناء اخوة ايضا
قالت : حقا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق