الجمعة، 16 نوفمبر 2018

3 عائلة

الفصل الثالث

تلقى سيف مكالمة من والده يبارك له فيها انتظام الدراسه ويطمئن على احواله وارتياحة فى بيت عمته
قال حسام : وكيف هى عمتك ؟؟
اخبره سيف بانها بخير وجميعهم ايضا
فسأله حسام :   اتمنى ان لا تسبب لها المتاعب!
ضحك سيف ضحكات خبيثه وقال
- ابى ..قد كبُرت وسأصبح طبيبا بعد عدة اعوام
قال حسام مداعبا :    حسناً يا دكتور لنرا بأنفسنا....
اخبرنى كيف هم ابناء عمتك وعلاقتك بهم..اعلم ان( على )بنفس الجامعه .
رد سيف : نعم  فهو  يدرس طب الاسنان ....انا وعلى اصبحنا اصدقاء ، كان احمد ممتعضاً من وجودى فى البداية لكنه تقبل الامر فيما بعد
قال حسام محذرا:       لا تحاول مضايقته ..واعمل على كسبه ليس هو فحسب بل كل ابناء اعمامك وعماتك ..فهم عائلتك
رد سيف سريعا : وهل ارى الباقين !!
تنهد حسام قائلا :    لربما تجمعنا الاقدار ذات يوم

انهى حسام مكالمته مع صبيه الذى شب وصار جامعياً وسافر بعيدا عنه تذكر نفسه حين فاتح والداه بأمر سفره عقب تخرجه
وكيف حزن والده من ذلك القرار الذى فتح جرح لم يضمد بعد من سفر عصام واخبارهم بانه لن يعود ...رغم تشجيع والدته له ، كانت تود لولدها ان يعتمد على نفسه ان يكّون مستقبله ويشق طريقه حتى وان كان الثمن الغربه والبُعد كانت تتعلل بانه ليس عصام ذاك الولد الطائش ، عنيد الشخصية ،لايحسب حساب اى شىء فقد يسير خلف أهوائه وافكاره  ...كانت تتصبر بأن حسام مختلف ، عاقل ورزين لكل شىء عنده حساب بالتأكيد  سيعود ..سيعود ليتزوج ..سيعود ليكمل حياته هنا فى وطنه ...لكن الاعوام جرت وتزوج واخذ زوجته معه ، وانجب اولاده هناك واستقر واسس حياته ولم يعد ...
وسافر خلفه عصام فى بعثه دراسية مع زوجته ، حتى الصغيره سها تزوجت وسافر زوجها للعمل فلحقت به بعد عام من زواجها ....

خرج حسام من شرودة على صوت زوجته امانى يعلو مع ساره التى كانت تقول : ولما لا اذهب كل صديقاتى ذاهبات
امل : قلت لا يعنى لا

مر حسام من امامهم وبكل هدؤ قال
ساره اسمعى كلام والدتك ..ولا تجادليها
ثم انصرف الى غرفته يبدل ملابسه
دخلت خلفه امانى بعد انسحابها من نقاشها مع ساره ..مع التشديد على رفضها وتذمر سارة
-         ما الامر
-         لا شىء تود الذهاب فى رحله ..
-         وما الجديد فالتذهب
-         تقول انه معسكر كشفى لثلاثة ايام
صمت حسام برهه يفكر فى الامر ...ثم سألها وما وجهه اعتراضك
-         لم تذهب ساره الى معسكرات من قبل ولم تبيت خارج المنزل
-         ببساطه لانها كبُرت ...وكل مرحلة ولها متطلباتها
-         جيد لكنى لا اوافق
-         عزيزتى امانى اطفالك كبروا ويحتاجون لان يروا العالم من نظرهم هم وليس من نظّاراتنا نحن ..
ابتسم حسام وهو يتذكر كلمة سيف
وكما قال ابنك سيف لقد كبرت يا ابى وغدا سأصبح طبيباً
التفتت اليه امل
-         حدثت سيف ..وكيف هو
-         بخير
-         لما لم تنادنى لأحدثه ؟!
نظر اليها بنظرة تعجب
-         الا تحدثيه كل صباح ...
-         بلى
-         امانى اخرجى لسارة وابلغيها اننا موافقون للمعسكر
-         لا لن اذهب اخرج انت اذا اردت
ناداها حسام فلم تستجيب
فذهب اليها حيث غرفتها واخبرها بموافقته فتعلقت سارة برقبته كالاطفال
فضحك حسام وجلس يمليها بعض الارشادات والتنبيهات
وامانى ترقبهم من بعيد
رن الهاتف بجانبها فأجابت

: الو مرحباً... كيف حالكم وكيف حال امل
اعطها الهاتف قبل ان تحدث حسام فلا استطيع محادثتها ككل مره

امانى كيف حالك وكيف حال البنات
امل : بفضل من الله يا امانى..وكيف احوالكم انتم
امانى : بخير يا حبيبتى ...
امل: مبروك لسيف علمت من حازم انه سافر الى القاهره ليلتحق بكلية الطب
امانى: نعم صحيح
سمعت امانى على الجانب الاخر صوت رُبى تأخذ منها الهاتف
: طنط ا مانى  كيف حالك وحشتينى
ابتسمت امانى : كيف حالك يا شقية
روبا : لست بخير ..يعذباننى يا خالتى
نظرت امل بأستعجاب وضربتها على كتفها
تظاهرت رُبا بالبكاء وهى تقول
ويضرباننى ايضا
ضحكت امانى  على الجانب الاخر وضحك حسام عندما اخذا الهاتف من امانى
وقال : لن تكبرى ابدا يا رُبا اعطنى اباك هيا
: عماه كيف انت افتقدك بشدة ..
بصوت حازم ناداهاوالدها  لتعطيه الهاتف
اقتربت منه ولازال الهاتف على اذنها
: طبعا طبعا يا عمى ...ضحكت واعطت الهاتف لوالدها .

علقت امل : غريبه انت يا رُبا
نظرت اليها رُبا وهى تلتقط تفاحه من طبق الفاكهه وتقطمها
وقالت وفمها ممتلىء
:و لما ؟!
امل : فى اخر اجازه كنا بها فى الخليج عند عمك واولاده ..كنت كثيرة التذمر والشكوى وكنت غير سعيدة بتلك الزيارة
سكتت رُبا برهه قبل ان تجيب : ربما مللت بعض الشىء
قالت امل : اليس هذا عمك الذي تعشقين وخالتك المفضله أيضا ؟!
ابتلعت قطمة قد مضغتها واجابت : بالفعل انا احب عمى وخالتى امانى ، ثم سكتت تبحث عن اجابة مرضية وعله لتصرفها ان ذاك ، استحضرت الرحله كامله فى ذاكرتها ، تفاصيل العطله والسفر ، خالتها وعمها ، بيتهم واولادهم ، وسيف ...
انقذتها روبان حين دخلت تناديها
: رُبا تعالى اريد ان ترى شيئا على الحاسوب ..اهلا امى

فتاتان فى عمر الزهور تفتحتا فى ارض باردة لا تشرق فيها شمس الاهل ولا دفء الاحباب ..سافر والدهما حازم  ليكمل دراسته الجامعية فى بعثة الى لندن وعندما عاد الى مصر ليحضر زفاف اخيه حسام اعجب بأخت عروسه فخطبها وفى اجازته التاليه تزوجها وسافرا ليتم رسالة الماجستير والدكتوراه وسافرت معه ...وكأخيه الاكبر استقرت حياته فى اوروبا …

الفصل الرابع
دخل( على )على (سيف )الغرفه ووجده هائماً وتفكيره سارحاً فى جنبات الغرفه ...كان المساء قد حل منذ ساعات وانتهى الجميع من العشاء وقد سبقهم سيف.. انهى عشاؤه ودخل الى غرفة( على) التى يقطنها معه ..لحقه( على )بعد فترة ليست بالوجيزه ..
حدثه لكن سيف لم يفق من شروده ...بل ظل هائماً تعلو شفتاه ابتسامه عذبه لخيال يمر امامه كنسمه لطيفه عابره  ..
هجم( على )على سيف بضحكه خبيثه ...فقد ادرك ما بصاحبه وابن خاله فصرخ فى وجهه
: لست هنا بالمره يااا صاااح
انتفض سيف وتبدلت تعبيرات وجهه وقطب جبينه وقال
:..ماذا !!!...ماذا هناك.!!. ومنذ متى وانت هنا
ضحك  (على) وقهقهه عاليا
وغمز بعينيه ...منذ كنت شارداً فيها
فيها !!!
اقترب على منه وحوطه بذراعه واضعاً يده حول عنق سيف وقال
هيا يا صديقى ..قل لى من هى
انزل سيف يد على من حول رقبته وقال بتلعثم
من تقصد ؟؟!!
من اخذت بعقلك هكذا

------------

قضت امل يومها فى طهو احد الوصفات التى يحبها زوجها حازم والبنات ...مارست احد الهوايات المفضله لديها قديما قبل ان تنشغل فى البحث العلمى والتدريس الجامعى الذى اخذها كثيرا فأطاعت مرغمة رتم الحياة الغربية السريعه ...
اتت من المطبخ مسرعه على نغمات طرقات ربا على الباب ..
بانزعاج قالت منبه : كم مرة نبهتك باصطحاب مفاتيحك معك !..
دخلت ربا وهى تقول
: كثيرا كثيرا
دخلت خلفها امل
وكيف كنت ستدخلين اليوم !
دائما معها روبان مِفتاح
?? واين هى روبان
قالت انها اخبرتك ان ستذهب مع احد صديقاتها لمنزلها لتنفيذ مشروع قد طلب منهم
اه تذكرت ..بالفعل اخبرتنى ...اذا كيف كنت ستدخلين ايضا فى عدم وجود روبان
ابتسمت ربا فى مكر وقبلت وجنتة والدتها وقالت بدلال : انت موجوده يا قمرى
ردت امل وهى تعبر الطرقه خلف ربا : وماذا ان كنت غير موجوده

هدأت امل  وقالت
ربا الى متى يا حبيبتى
قالت بتبرم :
ماذا هناك يا امى  ؟؟
الى متى يا صغيرتى ستظلين معتمدة على الاخرين ...الى متى ستظلين تعتمدين على روبان
زفرت ربا بضيق ورفعت احد جوانب فمها معترضه
امى ..انا لست صغيرة ولا اعتمد على احد
وضعت امل اصابعها على جبينها تضغط بهما بقوه على صداع تحاول مقاومته منذ الصباح فتغيبت بسبه من عملها اليوم ..جلست على اقرب كرسى اليها
جثت ربا بركبتيها امام امها
مام ،  ماذا بك ؟؟
حدثتها امل لتذهب عنها القلق والفزع الذى اصابها
صداع .مجرد صداع ...وسيزول
سمعت الاثنتان صوت مفاتيح فى الباب فكان حازم هو القادم ..دخل يشمشم الروائح القادمه من المطبخ
وقال بصوته الحاد وعيناه اللمعتان :  اعلم تلك الرائحه ..انها المفضلة لدى
قامت امل فاحتضنها واحتضن ربا
وهى تقول بلهجة مرحه ...الدكتورة امل تنازلت اليوم ... واليوم فقط لاجل الدكتور حازم  لتصنع تلك المفضلة لديه ...
ضحكت امل وذهبت تعد المائدة حالما يبدلون ثيابهم ..
---
جلست سها بجانب والدتها بعد ان وضعت كوبا الشاى على الطاوله امامهم وقالت
لما تودين السفر يا امى ...لازال الوقت باكرا على الاجازه الصيفيه ...لانستطيع النزول الان
ردت الام بإقتضاب
كونى انت بجانب زوجك واولادك انا سأعود 
: امى ماهذا القرار المفاجأ ...نعود معا ونأتى معا ..
: استوحشت بيتى وثناء واهلنا والجيران ..اريد ان اعود اليهم ..
: سنعود سويا بعد امتحانات الاولاد
: سها لا تتعبينى يا ابنتى ..قد اتخذت قرارى وحزمت امرى ..
قالت الام هذه الجمله بنبرة مصممه
سكتت سها ونظرت للارض ثم قالت
امى حسن ...
قاطعتها الام
لا دخل لحسن ...هذا قرارى من قبل ولكنى اجلته بضع مرات ..
لم تجد سها سبيلا لثنيها عن قرارها الا واتخذته لكن جميعها باء بالفشل ..
سها هى الاخت الاصغر ...كما يقولون عنها ابنت ابيها المدللة ...كانت اكثرهم دلالا على والديها ..تشبه والدتها الى حد كبير لكنها امتازت عليهاوتفوقت بعينان عسليتين ونغازتين اضافوا لها حسناً مزدوجا حسن امها وملامحها الجميله ...ربما لذا كانت ايضا المفضله عند امها ..وهى الوحيده دون اخوتها التى حظيت بوجود امها معها لعدة سنوات متتاليه ...منذ ان تزوجت سها وسافرت لزوحها حسن السعوديه وحملها الاول ثم وفاة والدها وهى غربتها فتأثرت تأثر بالغ أثر حزنها على مولودها فوضعته واكتشفوا ثقبا فى القلب لدى الصغير ...شهور وفارق الحياة ....فكانت الصدمة الثانية لها...
سافرت لها والدتها بتشجيع جميع ابنائها وظلت معها الى ذلك الحين ..لم يكن يدرك الجميع ان الام لن تستطيع مواساة ابنتها ثم تركها والعودة ...بل مكثت بجوار الابنه المدللة حتى عوضها الله
برؤى وسندس والاء ) )
يعودون للوطن فى الاجازات الصيفيه ثم تعود معهم الى السعودية مرة اخرى .

على الهاتف كانت ثناء فى محادثه مع اختها سها ، محادثه عادية بين الاختين تطمئن بها احداهن على الاخرى فى الاغلب ثناء هى من تقوم بالاتصال لتطمئن على والداتها وسها
كانت ذلك اليوم سها هى المتصل استغلت اخذ والدتها قيلولتها المعتادة وحدثت ثناء ربما استطاعت مساعدة سها و اقناع والدتهم بالبقاء معها .
قالت ثناء : الم يحل الخلاف بينها وبين حسن
سها : كان اختلاف فى وجهات النظر ..خلافا عاديا ..اعتذر عنه حسن وقبل رأسها لكنها ظلت متمسكه بطلبها فى العودة الى مصر ..
ثناء : هل ستنزلين معها
سها : لا استطيع ترك الاولاد فى ايام الدراسه ...احاول تأجيل سفرها حتى اجازة نصف العام ..
ثناء : إذا لن اخبرها. .
سها : بماذا
ثناء : عن وجود سيف عندى
ضحكت سها باستهزاء وقالت
:لا داعى ..قام اخى حسام بالواجب واخبرها
مما زاد من تمسكها بالامر
ثناء : لا تضغطى عليها ...اتركيها ...هى تحبك ولن تستطيع فراقك ...
بصوت منكسر اجابت سها
: يارب يا ثناء ...اعتدت وجودها معى وان سافرت لا ادرى ماذا سأفعل ...
ابتعلت ثناء غصه وقفت بحلقها ووخذه بقلبها وانهت مكالمتها مع اختها وهى تتعجب ...
راها محمد فشاكسها لتبوح بضيقها
فقالت بأسى : تبكى سها لان والدتى ستعود ...الم تعلم اننا حرمنا منها فى حياتها ..
انا ايضا كنت اود امى بجانبى. ..كنت اودها بجانبى وانا اضع اولادى ...كنت اريدها حين مرضت وقضيت فى المشفى اياما وانت ..بين الاطفال وبينى
كنت اتمنى ان نجتمع فى بيتها انا واخوتى ..فى بيت العائله كل اجازه ...
قال محمد مرتبا على كتفها : هونى عليك ...اخوتك الرجال لا يأتون هنا ولا يجتمعون فى اجازه ..
قالت ثناء ولازالت منفعله ..
يجتمعون هناك بالامارت عند اخى حسام
اجابهامحمد : كان ذلك منذ زمن حين كانوا شباب فى بدايات سفرهم ...اما الان فلا يجتمعون الا نادرا
ثناء .: وانا ...اليس لى حق بان اراهم جميعا حولى ...ان ارى امى بجانبى ،وجودها هناك كان داعما اساسيا فى هجرهم الوطن حتى فى الاجازات ...
قالت ثناء جملتها الاخيرة وجلست على الاريكه تخبىء وجهها بين يديها وقد انهمرت دموعها تطفىء شوقها وحنينها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق