الجمعة، 16 نوفمبر 2018

2 عائلة

الفصل الثانى

اجرت العمة ثناء مراسم احتفال بابن اخيها القادم من السفر ...فأجرت بعض التعديلات على المنزل بمساعدة بعض الابناء وبتبرم البعض الاخر ...
قال احمد بضيق :
انا لا اريد ترك غرفتى
ردت والدته ثناء محاوله استرضائه ونيل موافقته على تبديل الغرف
: يا احمد انت لا تحب مشاركة احد فى غرفتك ...اليس كذلك
نظر احمد اليها فأكملت
اذا دعنا نبدل الغرف فتأخذ انت غرفة على ويأخذ هو مكانك
احمد : ولما ذلك
ثناء : غرفتك اوسع استطيع وضع  سرير ومكتب اخران لسيف
احمد : واذا لم اوافق
ابتسمت ابتسامه صغيره ماكره وقالت
سأضع السرير والمكتب هنا وسيشاركك سيف الغرفه
قام احمد منتفضاً من مكانه كأنه ينفض الفكرة ايضا
ثم قال بتبرم : ولما لا يمكث عند جدتى
ثناء : واين هى جدتك ...جدتك التى تزور مصر مع خالتك بعض الاشهر القليله ثم تأخذها خالتك وهى عائدة الى زوجها
صمت احمد ثم ترك الغرفه لامه تفعل ما تشاء على مضض .

كانت ثناء فى غاية السعادة لحضور سيف ومكوثه معها كانت تشتم فيه رائحة اخيها الاكبر ...
وقفت تتأمل صورة عائلية تجمعها بإخوتها ووالدها ووالدتها ...صورة قديمه لكنها تحمل من المشاعر المشتعله بفتيل الاشتياق ...ولهيب الحنين ....ما يجعلها تقيم الافراح لحضور احدهم او ابنائه ...
حضر الضيف المنتظر ...رحبت به اشد ترحاب ...رحبت بأبن اخيها وقرة عينه الذى اتى اليها.....احتضنته بقوه تلتمس فيه حضن اخيها ..تريد  ان تشعر ولو بجزء بسيط انه من اخيها فكثيرا قالوا هذا الشبل من ذاك الاسد ..
رحب به زوجها (محمد) ....وفرح (على) بوجوده ....على عكس احمد الذى كان كثيرا التبرم لوجود سيف ..
رغم مشاركة سيف لغرفة على الا ان احمد كان كثير التزمر من وجوده بالمنزل
جلس الجميع فى غرفة المعيشه مرحبين بسيف يتذكرون الزيارات الاخيره لاسرة سيف لمصر ..ويتذكرون المواقف المضحكه والمواقف الغريبه  صعبة النسيان ...الا الصغيره سلمى لم تتذكر ايا منها لصغر سنها وقتها وبُعد فترات زيارتهم ...لكنها كان تضحك بضحكهم ...فرحت سلمى هى الاخرى بوجود سيف ...ذاك الغريب الذى سيقطن معهم فى بيتهم ويشاركهم طعامهم واشيائهم ...

قال سيف لعلى ابن عمته  : لما اخترت طب الاسنان يا على
رد على : فى الحقيقه لم اخترها ..هم من اختاروها لى
سيف باستغراب : هم !! من ؟؟
على : مكتب التنسيق طبعا
ابتسم سيف وقال : وماذا كنت تريد غيرها
على : كنت اتمنى ان التحق بكلية الالسن ...فأنا احب اللغات وكنت اريد ان ادرسها
سيف : اذا لما لم تكتبها اول الرغبات
صاح على : وكيف ذلك  ؟؟ انت لا تعلم كم لاعتراضات التى قابلتها عند عرضى فقط لما اتمنى ...فقط لان مجموع درجاتى كبير يمكن ان يدخلنى طب او طب الاسنان او الصيدلة ...
سيف : نظرة طبقيه لتلك الكليات عن غيرها ...
على : وانت ...هل هى الكلية التى تريد ؟؟
سيف : نعم... احلم بها منذ كنت فى العاشرة ..
تآلف كثيرا على وسيف ربما لقرب السن بينهم وربما لتشاركهما نفس الغرفه وايضا نفس الجامعه ...كما ابتعد ايضا احمد لعدم استلطافه سيف وايضا لمذاركته التى انشغل بها حتى قبل بدء الدراسة  فالثانوية العامة كفيلة بجعل اى منزل مصرى فى حالة طوارىء دائمه ااذا كان لديهم طالب فيها  ...
ساور محمد زوج العمة ثناء بعض القلق من جراء وجود سيف بالمنزل مع وجود طفلتة التى تجاوزت الثالثه عشر
ثناء : محمد ماذا يشغل بالك ...قل لى فأنا افهمك حتى وانت صامت ..
اجابها محمد بشرود
: هل انت واثقه من ان وجود سيف معانا لن يسبب اى مشاكل لابنائك
اجابت ثناء بثقه
: ان شاء الله لن تحدث مشاكل
محمد : واعتراض احمد
ثناء : سيعتاد ..هم فى النهايه ابناء خال
محمد : وسلمى
ثناء : ما بها هى ايضا
نظر محمد اليها وقال
: اليس من السىء وجود شاب بالمنزل وطفلتك قد كبرت وعلى مشارف سن المراهقه ..
قربت ثناء منها سبت الغسيل وتناولت احد قطع الملابس لتطويها وهى تقول
: سلمى تربية يدى ثم انى لن اتركها من امام عينى ...لا تقلق
ثم رفعت ثناء عينها فى عينه فقال
حبيبتى لم اشأ اغضابك واعلم مدى حبك لأخوتك وابنائهم واعلم مدى اشتياقك لهم وحنينك لجمعهم ...
تنهدت ثناء واكملت على حديثه
-         حتى امى محضننا الاساسى منذ ان فقدت سها طفلها الاول وهى فى الغربه فى اول سنين زواجها ....سافرت امى اليها ومنذ ذلك الوقت لم تعد الا اشهر قليله كل عام مع سها وبناتها  فى الاجازات ...
محمد : كان الامر شديدا على اختك وكان على والدتك الوقوف بجانبها كما انها اكثركم تدليلا ..
ثناء : لا بأس ..انا لست حزينه لذلك ..فقط كنت اتمنى لمة العائلة بجوار امى فى منزل ابى ..
اتذكر يا محمد حين تقدمت لخطبتى اشترطت امى عليك ان لا تسافر وإن سافرت لا تأخذنى معك
نظر محمد اليها مستدعيا هو ايضا ذكرى تلك الايام فأردفت : كانت تخشى من تفرقنا خاصة بعد ان عاند اخى عصام  ابى وسافر للدراسة ثم اختفى واختفت اثاره ..
فرت دمعه من مقلتها هربا من شوق حار لإخ فقد منذ زمن ، فقد غير معروف أهو موت وفراق للأبد ام هو ثقب فى الزمن وسيعود منه يوما ما ..
لم يجد محمد سبيل بعد تداعى تلك الذكريات ورياح الحنين التى هبت فى تجديد للاشوا ق ...الا ان يغلق الحديث فى ذلك الامر داعيا الله ان يجعل له فرجا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق