السبت، 17 نوفمبر 2018

4

4
دخل سيف ساحة الجامعه يبحث بعينيه عن على الذى حدثه منذ قليل عبر الهاتف واخبره انه ايضاً انهى مُحاضراتِه تواً ويمكنهم الانصراف سوياً حيث اراد سيف اقتناء بعض الملابس فعرض عليه على اصطحابه الى المتاجر التى يعتادها
اخيرا وجده ووجد فى صحبته فتاه تبدو زميلته ويبدو ايضا ان الامر اكثر من كونها زماله ..انتظر سيف فى مكانه قليلا ثم اقترب ليلفت انتباه علىّ لوجوده ...
اعتذر علىّ للفتاه التى بدى عليها الضيق من انصرافه ...واتجه الى حيث ينتظره سيف ..تصافحا وانصرفا الى حيث وجهتهما ..
------
تدخل وتخرج ترتب المنزل وتطهو الطعام وهى على حرف سيل من البكاء تحاشاها الجميع ..بناتها وزوجها حسن ..فيعلمون جميعهم معنى ان تسافر الجده دونهم ...
ودونها هى بالذات سها الابنه المدللة ....
سأسافر معها
قذفت سها بكلمتها لحسن وهى بالكاد تسيطر على ضيقها واختناقها من واقع الامر
اجابها حسن بكل هدؤ : والبنات
يظلون معك حتى امتحناتهم ثم يسافرون
حسن : وهل هذا معقول تسافرين وتتركين الفتايات ..و تتركينى قبلهم
قالت وهى تذرف الدموع : حاولت بكل السبل اقناعها لكنها مصره ومتمسكه برغبتها فى العوده ..لا اريدها ان تغادر افعل شىء يا حسن ..
تنهد حسن وسكت يدير الامر فى عقله ويخشى وقوع ظنه ..وهو من ارتاح من قرار حماته فى العودة للوطن رغم الاعاصير التى تقيمها زوجته كلما اقترب موعد السفر ...
لم يجد حسن سبيلا لتهدأت زوجته الا ان يحجز لها على نفس متن الطائره اسبوعان اجازه نصف العام حتى تتعود او ربما تقر بالامر الواقع ...
غمرت السعادة ثناء التى راحت هى وسلمى ينظفون المنزل استعدادا لاستقبال الجده والخاله والابناء
-----------
دخلت ثناء منهكه ارتمت على فراشها من التعب ناداها محمد فلم تجيب دخل على ليتفقدها فوجدها نائمه
محمد : ناديتها يا على
على : نامت يا ابى
محمد : اتركها تستريح ونادى سيف واحمد وسلمى... دعونا نتناول الطعام قبل ان يبرد..
اتى سيف على حديث زوج عمته مع علىّ
هتف محمد قائلا : تعال تعال يا سيف لتتذوق طهو زوج عمتك اللذيذ ..ان تناولته لن تتناول طعام عمتك ثانيةً
ابتسم سيف وهو يجلس حول المائدة ...ثم مال محمد عليه وقال
بينى وبينك ..ولا تخبر عمتك ضحك سيف
واعتدل محمد فى جلسته ثم اكمل وقد التف الجميع حول الطاولة
وطعامها لذيذ ايضا ..اليس كذلك يا اولاد
استيقظت ثناء بعد ساعتان غطت فيهما بنوم عميق ...استيقظت على صوت احمد وهو يصرخ فى احد لاعبين كرة القدم امامه فى التلفاز قد افلت الكرة واخذها خصمه ..يتابعان معه سيف وعلىّ الذان علا صوتهما ايضا عند اول هدف فى المباره ..نظرت اليهما ثناء وابتسمت لهوس الشباب بالساحره المستديرة سألتهم عن زوجها محمد ..فلم تتلقى اى اجابه وكأنها تتحدث الى اصنام ..استدارت تبحث هى بنفسها عليه حتى وجدته فى الشرفه يقرأ الجريدة 
-         احُضر لك شاى
نظر اليها محمد وقال
ايقظك الشباب ؟
اومأت برأسها ..واتبعت كنت اود الاستيقاظ بالفعل حتى لا تفوتنى صلاة المغرب ...سأصلى واحضر الشاى
فقال فى ود:  لا مانع
عادت بعد قليل تحمل اكواب من الشاى وضعت امام الشباب بعضها واخذت لها ولزوجها كوبان
-         اتذكر يا محمد حين تزوجنا وعرفت انك لست من هواة الكرة استغربت فى البداية كثيرا فلم يكن فى حياتى رجل لا يعشق كرة القدم او يحب مشاهدتها فأبى واخوتى كانوا من العاشقين والمتعصبين لها
-         ارتشف محمد من الشاى وهو يستمع لحديث الذكريات
-         كنت حين تأتى الىّ فى موعد احد المباريات كنت اعتقد انك ستقضى الوقت مع اخوتى تشاهد معهم المباره
ابتسم محمد حين تذكر وقال بخُبث وهو يغمز بعينيه
كنت انتهز الفرصه يا حلوتى
علا صوت الشباب ثانية واختفى صوت التلفاز فعلمت ثناء ان المباره قد انتهت ..فأنضم اليهم محمد وثناء فى الصاله أخذ احمد فى الحديث عن المباره والاهداف وضربات الجزاء شاركه سيف ايضا الحديث وتدخل على بعض الوقت ..فيما كانت ثناء تحدث سها على الهاتف لتعلم منها موعد الطائرة ورقم الرحله التى ستعود فيها والدتها ...

سافرت الجده وعادت الى منزلها الكبير الذى كانت تعود اليه فى الاجازات مع سها وابنائها وربما صادفت تلك الاجازه اجازه احد ابنائها البنين وابنائه او زاروها هناك فى السعوديه عند سها اذا فكر احدهم فى قضاء عمرة او حج ..
عادت يحدثها قلبها بشىء تجهله لكنه يوسوس داخلها ويُقلق منامها ..لم تحدث به احد لكنها اصرت على الرجوع ..
عمُر البيت الذى خلى من اصحابه دهراً ..شعرت جدرانه بالسعاده كأصحابه الذين اتوا
جلست ثناء بجوار والدتها تحضن كفها بين يديها وتربت الام على كتف ابنتها ..جلس سيف ايضا بجانب جدته التى رأها عدة مرات فى زيارات مُتفرقه
دخلت سها غرفتها فى الطابق الارضى تتحدث فى الهاتف مع حسن والفتايات تطمئن عليهن  وعلى امتحناتهم التى بدأت قبل سفرها
كانت تتحدث بصرامه الى سندس
-         سندس انتهى الامر... انتهى من امتحانات انت واخوتك وستأتين فى اول طائره
سندس لست صغيره على ذلك ...كفى تبرماً

اغلقت سها الهاتف وخرجت الى الجميع تشاركهم الحديث

قالت الجدة ...
من الان يا سيف ستقيم معى هنا ..لا داعى لازعاج عمتك وابناء عمتك
نظر سيف الى عمته
فقالت ثناء
كيف ذلك يا امى انه ابن اخى حسام ...وهو وعلىّ اصبحوا اصدقاء
قات الجده
اتركينى انعم بحفيدى يا ثناء فهو يشبه حسام كثيرا وبيت جده اولى به
ثم نظرت الى علىّ واردفت
واذا اردت يا علىّ يمكنك المكوث هنا ايضاً
قال على مازحاً
انا ..ولما لا ..فرصه للخروج عن سجن الماما ثناء
ضربته ثنااء بكفها على قدمه وقالت
سجن ؟!!...اذا سأريك الاصلاح والتهذيب
هنا تدخل احمد قائلا
بل خذينى انا يا جدتى
ما يفعلونه معى هو ما يسمى حقا تعذيب
قالت سها بمكر
انظرى يا امى ليلة واحده لك هنا وتمرد ابناء ثناء عليها لأجلك
سينفلت امرهم اذا مكثت هنا اكثر من ذلك
ثم ضحكت فضحكوا جميعا
لكن  ثناء رفعت حاجبيها دهشة من قول اختها التى تريد الاستحواذ على امها واقناعها بالعودة معها
وقالت
اهدئى يا سها لن تغادر امى بيتها ثانية
تدخلت الام لوئد مشادة شارفت على البدء
هيا يا سيف اذهب واحضر ملابسك واغراضك وانت يا على اذهب ايضا فأحمد يريد منزلا هادئاً ليستذكر بجد ليحصل المجموع الذى يريد
اليس كذلك يا احمد

اومأ احمد وقام على وسيف الى منزل ثناء لتنفيذ ما قالته الجده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق