الأربعاء، 26 أبريل 2017

50

50

هاتفها المحامى ثم طلب مقابلتها ، شرح لها موقفها من الميراث من والدها ، اخبرها ان عقد التوكيل الذى سجلته والدتها ليدير به شادى الشركه اصبح لاغيا حيث انه كان بموجب وفاتها وان والدتها كانت الوريث الوحيد ، اما بعد ظهورها فتغير كل شىء ولم تصبح والدتها الوريث الوحيد ، وسيعاد تقسيم الميراث من جديد لذا بطل عقد الوكالة منذ ذلك الوقت وعليها ان تستلم هى ادارة الشركة .

اتت اليها المربية سعيدة والخادمة التي كانت معها فى بيت شادى ، أقاموا معها فى المنزل الواسع ، الذى دبت فيه الحياة من جديد ، كما دبت فى روحها الابتسامة ، فيكفى انها علمت بكل تفاصيل الماضى حتى وان لم تتذكره ، كان فقط ينقصها رؤية والدتها ، تمنت عودتها لتخبرها انها سامحتها على ما حدث فى الماضى ولتطلب منها هى ايضا ان تسامحها على حزنها التى تسببت فيه بانتحارها ، اكد لها المحامى انه سيبذل قصار جهده فى معرفة مكانها والتواصل معها .

فى المطار كان الجميع يودعون يارا التى ستسافر لزوجها ماجد ، كانت ام على تحتضنها وتبكى وبكت ايضا ام ايمن ، قال عبد الرحمن موجها كلامه لهن : يكفى يا جماعة ، الفتاة لن تسافر المريخ هى ذاهبه الى زوجها وستحدثنا من هناك بمجرد وصولها .
قالت ام على بلهجة تحذيرية  : اياك ان تنشغلى وتنسينى يا يارا ، انا اعلمك واعلم انك بمجرد رؤيتك لماجد ستنسين نفسك .
احمر وجه يارا خجلا وقبلت كتف امها ، قال اخوها على : هيا يا يارا ستفوتك الطائرة ، هل استطيع ان اوصلك بالداخل .
قال ايمن : ممنوع ، المسافرون فقط .ثم وجه كلامه ليارا وقال : هاتفك معك حديثنا ان قابلتك مشكله .
هزت رأسها واستدارت تدفع عربة الحقائب ثم ما لبست الا ان استدارت ناحيتهم مجدداً واستداروا هم أيضاً ناحية الصوت الذى هتف : يارا انتظرى …
اسرعت نادين الخطى تلحق بيارا وحين رأتها تبتعد عنهم نادتها بصوت مرتفع حتى تنتظر ، وصلت اليها وصافحتها قائلة : كان يجب ان اودعك ، اعتنى بنفسك جيدا ، الى اللقاء .
ابتسمت يارا ولوحت للجميع مودعة ودفعت حقائبها واختفت بين المسافرين،
التفتت نادين اليهم ، فتشت عنه بقلبها قبل ناظريها ، كان قد ابتعد عن الجميع بعض خطوات فى اتجاه بوابة الخروج ، اقتربت منه ووقفت قبالته وقالت بصوت هادىء بوتيرة حزن قد ذهب وفرح يرقص على اوتاره : ايمن..جئت احمل الماضى والحاضر بين يدى
نظر اليها والتمعت عيناه فرحا بعودتها اليه فقال : عندك يقف الزمن والتاريخ والتقويم وتكف الأرض عن الدوران .
ابتسمت وقالت : شكراً
قال : انا لم افعل شيئا
قالت : بلى فعلت ، يكفى انك تقبلتنى كما أنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق