الخميس، 20 أبريل 2017

47

لم تخبر شادى هذه المرة بزيارتها لمنزلها القديم اكتفت باخباره انها ستذهب للتسوق ، كانت معها يمنى ، فتشا فى اغراض اخيها ، كانت اشيائه مرتبة والغبار الذى يعلوها كان اكثر سمكا من بقية المنزل وكأن اهل المنزل قد تركوه على حاله منذ ان فارقها سامر ، بعض رسائل ورقية متبادله بينهما ، وهدايا بسيطه ، ميداليا ، خاتم فضى وصور فوتوغرافية تجمعهما مع بعض الاصدقاء ، لم تعثر على شىء يفيد ، عادت خاوية الوفاق تفكر كيف ستصل الى نيرة او الى اشخاص اخرين عاشت معهم او بقربهم ويعرفونها ويعرفون ماضيها ، تسوقت مع يمنى وذهبت الى المحال التجارية التى اوصاها بها شادى لتبتاع ملابس جديدة  استعدادا للحفل

قبل ماجد طلب الصداقة الذى ارسلته يارا لحساب الفتاة الوهمية وحاول ان يدخل من جهاز اخر حتى يتسنى ليارا رؤية حالتهما معا "نشط الان "
ترك لها المساحه الكافية ليكبر وحش الغيرة بداخلها فيأكلها اولا ، اصبحت كالمسعورة لا تغلق الفيس بوك ولا تنام تظل تراقبهما اوقات دخولهما معا تعليقاتهما ومنشوراتهما التى توحدت مؤخرا مما ينم عن حالة شعورية موحدة ، ودت لو تصرخ او تبكى بصوت عالى ، ودت لو اخبرت ايمن ، أهذا من كنت تدافع عنه وتخبرنى بحبه ، هاهو يعيش قصة اخرى فى قارة اخرى ، بتأكيد سيقول لها انت السبب ، انت من تركته لاخرى ، ماذا تفعل ؟ هل تخبر يمنى ، هل تخبر والدها وتطلب هى وتصر على الطلاق هذه المره ، هل ستتركه لها بهذه البساطه ، شل تفكيرها من كثرة التفكير ، وتوجعت من امر خيانته التى باتت متأكدة منه ، هل كانت مخطئة حقا بتركه ، واين حبه لها ،ام انه يئس منها فترك قلبه مستباح لغيرها ، ام انه غاضبا منها بالحد الذى يجعله ينساها ، عضت اصابع الندم على ماجرى ، وارادت لو يعود بها الزمن للوراء ما تركته ، عند حلول الصباح غلبها النوم عوضا عن الليلتان الماضيتان اللتان لم تنم فيهما ، واستيقظت فى المساء عاقده العزم على مفاتحته فى الامر .

اصبح الصداع الان لا يفارقها من شدة التفكير والحزن على ضياع الامل فى ايجاد نيرة، احضرت لها الخادمة القهوة
وضعتها على المنضدة بجوارها وظلت واقفه ، فحيتها ناين بأماءة وشردت للحظه قبل ان تنتبه  ان الخادمة لازالت واقفه مكانها ، فنظرت لها نادين مستفسرة ، ضمت الخادمة الصينيه الفارغة اليها و قالت بارتباك : سيدتى هل حقا لا تذكرين اى شىء
نظرت اليها نادين باهتمام اكبر وقالت : منذ متى وانت تعملين هنا
قالت الخادمة : من وقت قريب
نادين : هل كنت تعرفيننى قبل الحادث
قالت الخادمة : عندنا جئت الى هنا كان الجميع يظنون انك ...توفيت .
اطرقت نادين رأسها وأومأت ، فمالت الخادمة للامام وقالت : الخالة سعيدة غير مصدقة تماما انك لا تذكرينها
رفعت نادين رأسها مجددا بعلامة استفهام اكبر : من الخالة سعيدة ؟؟؟!
الخادمة : مربيتك ، او هكذا تقول انها ربتك على يديها منذ كان عمرك اسبوع واحد .
وقفت نادين مسرعة وقالت : خذينى اليها الان .

تحينت الفرصه اخيرا بمجرد ان ظهر على شاشة حاسوبها ووجهت قذائفها اليها متهمة اليه بالخيانة ومشاعره الزائفه التى خدعها بها قالت بانفعال بالغ : كنت على حق ألا اتى معك ،ماذا كنت سأفعل هناك وحدى وانت تخوننى يا ماجد ، الان اترك لك المجال خاليا لتلهو كما تشاء .
كفت عن الكتابة تلتقط انفاسها وتتاكد من قرأته لما كتبت فلا يكفى ان تظهر رسائلها كمقرؤة فانتظرت رده ، لكنه بالغ فى الصمت فارسلت : رد يا ماجد ، دافع عن نفسك ، وبما ستدافع ؟ هل ستخدعنى مرة اخرى ؟! لقد شاهدت كل شىء بنفسى ايها المخادع الخائن .
رد ماجد بكل هدوء : هل انتهيت من عاصفة غضبك ؟!
ردت بعصبية : عاصفة !!!انت لم ترا العاصفة بعد .
ماجد : ماذا تريدين يا يارا ؟! ألم ترفضى المجىء معى وطلبت الطلاق ، ألم ترفضى حتى محادثتى طيلة الوقت ، ألم تخبرى الجميع انك لازلت على رأيك واننا لانصلح للزواج ؟!
ماذا تريدين الان ؟؟!
سكتت للحظه ثم كتبت : اعتقد يا سيد ماجد انك الان لن تستطيع ان ترفض ، وانا الان اجدد طلبى ، لتكون اكثر حرية فى لهوك وعبثك .
كتب ماجد : تريدين الطلاق ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة ، احست ان الامر سيأخذ منحى جدى وربما يطلقها بالفعل الان ، ارادت لو تتراجع ، لو ان تعود عن طلبها ، لو تخبره انها لازالت تحبه وانها غارت عليه واشتعل قلبها لاجله .
شاهدته يكتب فوقع قلبها بين يديها
ثم قرأت : لن اطلقك يا يارا ، لاننى أحبك .
ثم ارسل لها ايميل الفتاه الوهمية وكلمة المرور وكتب
: ادخلى وشاهدى بنفسك .
فكتبت : خدعتنى ؟!!.
كتب : كنت اموت يا يارا بفقدك، لست امامى ولا اراك ولا اسمع صوتك ولا اطمئن عليك الا من الاخرين ، مت شوقا اليك وانت بعيدة لا تعلمين ولا تريدين حتى ان تعلمى ، ولا ترغبى فى محادثتى ، تهربين منى كلما وجدتنى نشط الان ، كنت اريد ان ارى اين انا منك ، كنت اريد ان اشعر ولو لمرة انك تفكرين بى .
كانت عيناها تعيد قراءة الكلمات مرتين ، كانت تريد ان تصدق انها لازالت اميرتة وان قلبه لها وحدها .
كتب اخيرا : والامر لك فى النهاية .
ثم اغلق المحادثه فكتبت سريعا فرن لدية اشعار الرسالة فتردد قبل ان يفتحها ثم قرر اخيرا فتحها
كتبت : آسفة .
ثم كتبت : غرت ، الا يحق لى ان اغار على زوجى وحبيبى .
قفز من مكانه غير واعى لما قرأه توا وكتب : ماذا قلت ؟!!!!!!
كتبت على خجل : اقرأها لازالت موجوده بالاعلى .
كتب : لا تنفعنى مكتوبة. ثم نقر على محادثة فيديو .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق