الثلاثاء، 18 أبريل 2017

45 كما انا

" انا نادين
وهذة مفكرتى الخامسة منذ أن بدأت الكتابة او بالأحرى كتابة مذكراتى الشخصية  ، اكتب ذلك فى بداية كل مفكرة جديدة ،هذا ممل بعض الشىء "
كان ذلك فى الصفحة الاولى من المفكرة التى وجدتها نادين فى منزلها القديم ،
فى الصفحة التالية قرأت " أسامه ،أسمه أسامه ،  اسم جميل ويليق به حقاً، كنت فى غاية السعادة حين عرفنى به والدى فى زيارتى الاخيرة للشركة، كنت اراه كلما ذهبت الى هناك ، جذبنى اليه منذ اول مرة تقابلنا فى المصعد ، ولا ادرى ما سر انجذابى اليه هكذا اهى وسامته ام أناقته او ربما ابتسامته الساحرة، فى النهاية انا معجبة به ،وما زاد افتتانى به هى نظرة التقدير التى القاها ابتى عليه وهو يعرفنى به ، يبدوا ان ابى يثق به كثيراً "
قفز الحلم الذى رأته من مدة الى رأسها ،" اليوم هو ذكرى يوم ميلادى ، كم كان رائعا هذا اليوم وكم اشعر بالتعب ايضا ، سأكتب عنه بالتأكيد غدا "
" كنت سعيدة جدا بالأمس كنت قد علمت هدية ابى لى من قبل ان يفاجئنى بها وكنت اتشوق لرؤيتها فارتديت ملابسى فى اقل من دقيقه وهبطت الدرج قاصدة الباب ، استوقفتني والدتى عند الباب وطلبت منى ان لا اخرج قبل ان اتناول فطورى ، امى سيدة ارستقراطية لكل شىء لديها حساب ، ويجب ان تسير الامور دائما حسب الاصول والقواعد والقوانين التى تفرضها احيانا علينا ، وكثيرا كنت اتشاكل مع امى بخصوصها لاننى كنت اتمرد دائما على تلك القيود ،
لم اقاومها هذه المره وتناولت فطورى لم ارغب فى اختلاق مشكلة فى يوم كهذا ، انهيت محاضراتى وانطلقت الى مكتب ابى ، قابلت اسامه فى المصعد  ،وبخطواته الواسعه تجاوز الردهه ومكتب السكرتارية ودخل عند والدى ، لم استطع اللحاق به بسبب حذائى اللعين وخطواتى الصغيرة فضلا عن تعثرى اكثر من مره ، قابلته هذه المره كان خارجا من مكتب ابى ، ابتسمت حين رأيته امامى واظن انه ابتسم ايضا، لا اعلم كيف علم بيوم ميلادى لكنه هنأنى به ، هلل ابى حين رأنى وقال لى كم انا متعجلة دوما ويجب ان اتعلم الصبر ، تجاوزت كلام ابى فكثيرا ما اسمعه وان كان بجوار امى فتضيف هى سيلا اخر من اختراقى للقوانين وفوضويتى وامورا اخرى كثيرة تبغضها فى ، اخرجه من درج مكتبه ورفعه متأرجحا فى الهواء  وقال : استعجالك الدائم جعلك لا ترينها وهى امام منزلنا .
فعلا كانت السيارة التى حدثت عنها ابى الشهر الماضى وطلبتها منه واخبرنى يومها انها ستكون هدية يوم ميلادى ولاثبت له حينها اننى لست عجولة وافقت ان تكون هديتى ليوم ميلادى ." 
اغلقت المفكرة من شدة الصداع فى رأسها وخبأتها تحت وسادتها وقامت ترد على الطارق كان شادى على الباب فتح الباب بمجرد ان سمع صوتها فأرتبكت ووقفت تنظر الي حجابها الملقى على طرف السرير لكنها لم تستطع ان تمد اليه يدها ، اقترب اكثر وقال متفحصا اياها : ماذا يا نادين ! منذ ان عدت من منزلك القديم وانت تجلسين فى غرفتك ، الم اقل لك انه لا فائدة من زيارته سوى الاحزان فقط
ابتعدت خطوة للوراء وقالت بتلعثم : لا لا انا بخير انا فقط لدى صداع مزمن قال الطبيب انه سيلازمنى فترة ليست يالقصيرة .
اقترب اكثر حتى لامست يداه شعرها تمسده وقال : حبيبتى افتقدك كثيرا ، الن تعودى الى يا نادين .
انسحبت من تحت يده واقتربت من الباب وقالت مطرقة الرأس
: ارجوك ، بعض الوقت ، امنحنى بعض الوقت .
زم شفتيه وتنهد قائلا : حسنا ..كما تشائين ، لكن يجب على الاقل ان تمارسى حياتك قبل الحادث بكل تفاصيلها كما قال الطبيب
نظرت باستفهام  ، فاردف : يعنى ، اذهبى للنادى ، قابلى صديقاتك ، احضرى حفلات عشاء العمل معى
بدت منصته لما يقول فأكمل : اود التجهيز لحفل كبير على شرف عودتك ولكن عليك ان تتخلصى من طريقة ملابسك هذه  . كان بقرب السرير فرفع حجابها وقال : وعليك ان تتخلصى من هذا ايضا .
لم ينتظر اجابتها او رأيها يبدوا انه كان يخبرها فقط قال كلامه وانصرف
ماهذا الذى انت فيه يا نادين ، وماذا ستفعلين ؟!! وضعت رأسها بين كفيها وارتمت على وسادتها ، افتقدت فى هذه اللحظه حضن السيدة ام ايمن كيف كانت تهون عليها الامور .
لم يكن موجودا على العشاء ، حمدت الله كثيرا ومكثت فى الحديقه بعض الوقت هاتفت يمنى وحكت لها ما قرأت فى المفكرة واخبرتها ايضا بحوار شادى معاها وقراراته وطلبه ، ثم صعدت متلهفه للمفكرة ارادت ان تعرف اين ذهب أسامه ولما لم تتزوجه هو وتزوجت شادى ، اغلقت الباب هذه المره بالمفتاح  وفتحت صفحاتها من حيث وقفت .
" سامر ذاك الشقى اهدانى حرفه ، اضحكنى كثيرا لم اكن اتوقع هديته واعلم بالتأكيد من صاحبة الفكرة انها نيرة صديقته بالتأكيد هى
فهى ايضا ترتدى نفس السنسال بنفس الحرف، شغل مراهقين ، المهم انها من سامر اخى حبيبى "

قلبت الصفحة والصفحة التى تليها لم يكن بها سوى تفاصيل ايامها بالجامعه
ثم كانت هناك فترة بين اخر تدوينتين وضح ذلك من التاريخ اعلى الصفحات
كان التاريخ أيضاً يدل على انه كان بعد الحادث بأسبوع ،ويبدوا انها حاولت ان  تحكى عن فقدها لوالدها لكنها لم تستطع ، بدا ذلك واضحاً تماماً من الكلمة التى كتبتها اول الصفحة ثم اثر قطرات ماء على الكلمة والصفحة ،كانت تلك قطرات دموعها تبلل الصفحة بعد ان كتبت
" مات والدى … ومات اسامه .."
حاولت نادين منع دمعة حاولت الفرار من عينها تأثرا بأحساسها بنفسها وقت كتابتها آنذاك ..ومن صدمتها لوفاة اسامه ايضا ً
قلبت الصفحات كلها فلم تجد اى كتابات اخرى كان ذلك اخر ما دونت .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق