الجمعة، 26 أغسطس 2016

31

قذفت بنفسها على السرير وارخت ذراعاها عاليا داعبت خصلات شعرها بأصابعها وراحت تنظر للسقف ...حاولت ان تسترخى ...ان تستدعى كل المشاهد ...رفضت ان تضغط على ذاكرتها حتى لا يعاودها الصداع ...فقط حاولت التفكير فى كل ما حدث منذ ان استفاقت فى المشفى واتت الى هنا ...السيدة التى تعرفت عليها فى المتجر ...وزميلتها التى قابلتها فى المطعم ...وندا واخيها ....لم تشعر بالوقت ...ولا تعلم كم ظلت على وضعها هكذا ....سمعت طرقات ام ايمن على الباب ...تخبرها ان الشاب والفتاه اتيا بالخارج ..لفت حجابها واستعدت للخروج اليهم ...فتحت باب الغرفه وقبل ان تخرج ...رن هاتفها المحمول ...اضاء بأسم زميلتها ...
كان ايمن وياسر فى استقبلهم هذه المره ...كان  بانتظارهم ايمن...انتظار متحفز ..مستعد ...مهاجم ان لزم الامر ...ومدافعا عنها حتى تصل الى الحقيقه المفقوده ....
لم يكن الشاب اقل منه تجهما ...ولم يرحب بوجوده ايضا. .كان يرى فى والد ايمن اقل غضاضه منه ..هاشا باشا يستطيع الاخذ والعطاء معه ...والاكثر رغبة.. وجودها هى عنهم جميعا ....
لم يشأ ايمن التحدث فى غير وجودها ....لكنه بدأ الحديث بدردشة عادية ...اين كانت تسكن نادين ...واين يسكنان هم ...امسك احد الصور ووجه كلامه لندا ...وقال : من هؤلاء الفتايات وما هى اسمائهن ...
خرجت الاجابات منهم هم الاثنان تارة هى تجيبه ... و يجيبه هو على مضض تارة اخرى ...حتى اتت نادين ..

بوجهه باش وابتسامه صافيه ...القت التحيه عليهم ...
وجلست على الكرسى المجاور لايمن..و المقابل لهم ...
ابتهج الشاب عند رؤيتها بهذه الحاله ووقف لتحيتها ومد يده لكنها رجعت خاويه فأمتعض لذلك وجلس مكانه ...
سكتوا جميعا لثوان حتى افتتحت هى الحديث فقالت :
لم اتذكر اننا اتفقنا على الارتباط مؤخرا...ما اتذكره فقط هو اننا انفصلنا منذ التخرج من الجامعه ...
بهت الشاب وشحب وجه الفتاه وقال : هاه .....هل تذكرتى كل شىء ؟!!!
ابتسمت وقالت : اوووه صحيح ..على ان اشكركم على الصور ..ساعدتنى كثيرا ..
نظر الشاب لاخته وابتلع ريقه ...ونظروا اليها بأعين شاخصه ...
ثم سألتهم : فقط لدى سؤال ...كيف عرفتما مكانى ...
ردت الفتاه بهدوء : رأتك احد الصديقات فى مركز الترجمة التى تعملين بها ...ومن هناك علمنا مكانك ..
قال الشاب ممتعضا : الن تذهبى معنا ؟؟!
ردت سارة : لا ...احببت حياتى الحاليه ...وسأتزوج قريبا
رد الشاب سريعا : تتزوجين!!...من ؟؟
رفع ايمن رأسه والتفت اليها وانتبه اكثر لما قالته ..
ولم يبد الانزعاج على وجه ياسر الذى استغرب تعبير وجهه اخيه ..فهو لم يعلم بما حدث فى الصباح وفسخها لخطبة مالك ..
اذ قالت ردا على سوءال الشاب
: نعم سأتزوج ...اتذكرون ذلك الشاب الذى كان يجلس هنا الامس ..انه مالك خطيبيى ...يعمل معى فى مركز الترجمه ..
وذيلت اجابتها بأبتسامه رقيقه ..
زم الشاب شفتيه ووقف
وقال : حسنا ....اتمنى لك حياة سعيده
انصرف فتبعته اخته بخفى حنين ..
جلست من جديد فنظر اليها ايمن لتفسر كل ما حدث
قالت :
هاتفتى زميلتى قبل ان اتى اليكم ...واخبرتنى انها هاتفت صدبقتها التى اخبرتها بلقائها بى وبحالى وعلمت منها بمخطط ندا واخيها واستغلالهم لذاكرتى المفقوده ...
ويبدوا انه لم ينس تلك الاهانه التى سببتها له قبل التخرج ....
سكت ايمن يفكر وعلى طرف لسانه سؤال اخر ..سرقه ياسر من فمه ...وقال
سارة هل ستتزوجين مالك قريبا ..اعنى هل اتفقتم على موعد الزفاف. .
اضطربت قليلا واتجها نظرها ناحية ايمن الذى علم بما حدث فى الصباح ...وجدته يطلب تفسيرا ايضا ..هل عادت فى كلامها ...هل كان مجرد سوء تفاهم بينها ومالك واحدهم سواه ...
اجابت ياسر بهدوء : لقد فسخت خطبتى به ..
اندهش ياسر وقال بتأثر : اوووه .. لماذا ؟!
لحقه ايمن بسؤالها : هل لى ان اعرف السبب
نظرت للارض واكتفت بكلمة : لم نكن على وفاق
لم يستطع ايمن منع شغاف قلبه من الانشراح والسعاده ..وقفت لتخرج من الغرفه ...اراد ان يستوقفها ليخبرها بعض مما يشكوا ...ليطلب وصالها ...ليحكى لها شوقه وحبه لها ...ليخبرها كيف تملكته منذ مجيئها ...كيف تربعت فى عرش قلبه دون منازع ...كيف سكنت جوارحه منذ رأها على فراش المستشفى غائبة عن الوعى ...
سارة
خرج صوته من حلقه بصعوبه .....كانت قد عدت صالة البيت فى طريقها لغرفتها ......عادت بضع خطوات ادراجها حين ناداها ...كانت ام ايمن تجلس على الاريكه تشاهد التلفاز وقد خرج ياسر من المنزل....ابتلع ريقه واقترب بهدوء منها ...
وقال بصوت هامس ....هل اذا طلبت يدك من الحاج عبد الرحمن ..توافقين ؟
التفتت امه فجأه من كلامه لسارة ووقفت تنتظر رد سارة التى تلون وجهها بالاحمر واخفضت ناظريها للاسفل فانطلقت ام ايمن بالزغاريد ....وقالت له بحنق  :
اخيرا ..تكلمت ..قطعت انفاسى ...كنت سأغضب عليك ان ضيعتها ثانية ..
واحتضنت سارة بين ذراعيها ....وقالت ودموع فى عينيها
: هكذا اطمئن عليك يا حبيبتى ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق