الخميس، 4 أغسطس 2016

26.كما انا

كانت يمنى لديها منذ الصباح بعد ان سمعت صوتها القلق عبر الهاتف ..
سألتها يمنى وعيناها مفتوحه من وقع المفاجأه
يمنى : هل اخبرتك شيئا اخر
اؤمات سارة بالرفض
يمنى : وتركتيها تذهب هكذا بسهوله !!
سحبت سارة هاتفها من على المنضده المجاورة لسريرها واضأت شاشته على احد الاسماء المسجله وادارته تجاه يمنى ..
فصاحت : ماذا تنتظرين هيا اطلبيها
اعادت اليها سارة الهاتف ونظرت للرقم والاسم وابتلعت ريقها بصعوبه ..وترددت فى الضغط على زر الاتصال
رنين ثم اتاها صوت السيده ...
باضطراب قالت سارة
اااانا نادين ...اود مقابلتك لامر ضرورى
بأسف قالت السيدة
: للاسف يا عزيزتى لقد عدت الى منزلى فى المدينة التى اسكن بها مع زوجى قد كنا فى زيارة لمدينتكم ثم عدنا فى المساء .
تأسفت لها سارة واغلقت الهاتف ...فصاحت بها يمنى اكثر :- ماذا بك ...لما اغلقت معها الهاتف
قالت سارة : كنت اود مقابلتها ...كنت اريد ان اراها وهى تتحدث عنى ان كانت حقا تعرفنى ..
ويبدوا انها ليست قريبتى او صديقه مقربه ...يا ترى من تكون بالنسبة الى ...
يمنى : وهل ستظلين هكذا تفترضين فروضا وتضيعين خيطا حقيقى للمرة الاولى
نظرت لها سارة ورفعت كتفيها : وماذا افعل
امسكت يمنى الهاتف من يدها واظهرت الرقم على شاشته وقالت : اتصلى بها ...حدثيها واسأليها عن كل شىء.
كانت بالفعل قد ضغطت على زر الاتصال ..
وضعت سارة الهاتف على اذنها وتحدثت الى السيدة معتذرة عن الاتصال ثانية ....ثم بصوت حزين يملؤه الرجاء
:- لقد تعرضت لحادث وفقدت على اثرها ذاكرتى ...هلا ساعدتنى ..
اتاها صوت السيدة متاثرا بما قالت
:- ياااا إلهى انه لامرا صعب  ...بالطبع.. ان كنت استطيع ذلك
سارة :- من انا ..نادين من ؟؟ وانت من اين تعرفيننى ؟
السيدة :- انت نادين علم الدين ..نادين سامى علم الدين ..
اعرفك من الجامعه كنا زملاء
سارة :- اى جامعه؟؟ ماذا كانت دراستى ؟؟
السيدة :- الصيدلة
سارة :- اين اسكن ..فى اى منطقة اعيش ..هل رأيتى ابى وامى من قبل ؟
السيدة :- لا اعلم ..لم اكن صديقتك يوما ولم يكن بيننا صديقات مشتركات ..
سكتت السيدة قليلا ثم قالت
:- هل هى نفس الحادثه ...هل كنت مع والدك فى تلك السيارة يوم الحادث ؟؟!....لكن لم تخبر عنك الجرائد شيئا
سارة وقد علت انفاسها :- هل تعرض والدى لحادث ..ولما اخبرت عنه الجرائد ..
سكتت السيدة  ثم قالت : - والدك كان رجل اعمال معروف .. توفى فى حادثه على الطريق السريع هو واحد مساعديه بعد تخرجنا باشهر قليله ..
شهقت سارة من وقع الخبر وكأنه حدث توا ..وكانها تعرفه او تعلم شكله ...لكن الخبر كان مؤلما على اية حال
فقالت السيدة :- اسفه ...
سارة :.- لا عليك ..هل تستطيعين ايصالى باحد صديقاتى المقربات ؟؟
السيدة : لم ارى منهم احد بعد تزوجى وانتقالى للعيش هنا مع زوجى ..
شكرتها سارة كثيرا على المعلومات التى امدتها بها عنها ...واجابت على بعض الاسئلة التى كانت تدور فى رأسها وتطن طنين لا يهدأ ..امسكت رأسها وضغت عليه بكلتا يديها ...
اضأ الهاتف باسم مالك
فتحت عينيها واجابته سريعا بصوت مضطرب من وقع المحادثة الفائته
سارة:- مالك ..علمت من انا يا مالك
اتاها صوته باردا ساخرا
مالك :- وماذا اصبحت ناديه ام سلوى
بادرته سريعا وتجاهلت سخريته
سارة :- نادين ...نادين علم الدين
مالك :- هل فكرت ؟!! سأتى فى المساء لنتفق على باقى التفاصيل ...
اغلقت الهاتف ..وضربات قلبها المتلاحقه خلف انفاسها المتقطعه ودوامة الاحداث تغرقها ..وصدمتها من برود حديثه وعدم اكتراثه لها اصابت اطرافها بالبرود ...شعرت بدوار
فوضعت رأسها على الوسادة واغمضضت عينيها وراحت فى سبات عميق ...اغلقت يمنى النور وغطتها واغلقت خلفها الباب ..مشفقه على حالها وعلى رفيق لا يمد يد العون ولا جسور التفاهم متمسكا برغبة انانية ...

دخلت يمنى غرفتها فوجدت يارا تمسح اثار دموعا منهمرة لم تود ان يراها احد او حتى اختها ..
جلست يمنى بجوارها ورتبت على ظهر اختها ...
ودونما كلام بينهما استدارت يارا واحتضنتها يمنى واخذت دموعها تسيل كالانهار ...
فملئت يمنى بكل المشاعر التى تعصف بقلبها ويقتلها كبريائها وتعذبها نفسها فلن تتراجع عن قرارها واختيارها ان تظل ولا تسافر معه ...
فتوحدت مع مشاعر اختها وحالتها ومن قبلها كانت تحمل معاناة سارة التى تلقت صدمات متتالية من سيدة من الماضى...فتألمت لها ...فى اول تعارف لها مع الماضى الذى اكتشفت به وفاة والدها فى حادث ...
وكانت قد حكت لها قبلا عن مالك وحديثه معها وطلبه الغريب رغم وضع الاتفاق من البداية ..وكيف انه لم يتحمس للسيدة التى تعرفت اليها سارة فى المطعم ..
وما شهدته بنفسها من حوار بارد اصاب صديقتها بالخذلان ..
ايمن :- الو يمنى كيف حالك
يمنى :- بخير يا اخى العزيز
ايمن :- ماذا حل بصديقتك لم تخرج من غرفتها طيلة اليوم ونائمة اغلب الوقت ..
يمنى :- لما تسأل ؟!
قال متعجبا :- يمنى !!
يمنى :- هل يهمك امرها حقا
ايمن :- يمنى ماذا هناك
يمنى :- انت كأخيك تعذبون أحباكم
تعجب ايمن من حديث يمنى وصوتها المتحامل فسكت لا يدرى ما يقول وتركها تفرغ شحناتها الغضبة
يمنى :- يارا تتعذب واخيك قد سافر ومارس حياته وكأن شيئا لم يكن حتى انه رفض تطليقها ..أسعيد هو هكذا وهى مربوطة برباطه ..ولما لم يصر على اخذها معه ..حتى انه لم يودعها حتى قبل سفره ..
وانت تسأل عنها ...وتدعى اهتمامك لامرها ..اذا فلما تركتها لغيرك يؤلمها ولا يكترث بحالتها
كان ايمن يستمع لحديثها عن ماجد ويارا وتوقع ثورتها من حالة يارا وكلام والدتها عن الوضع الذى لا يرضى احد ...
لكنه لم يتوقع كلامها الغاضب عنه وعن سارة ومشاعرة تجاهها هل كانت مكشوفه الى هذا الحد  ...
تحدث اخيرا عندما وقع على مسامعه كلماتها عن مالك ومعاملته ...قاطع ثورتها وكلامها المرسل الغاضب
ايمن :-  هل سارة ليست مرتاحة مع مالك
يمنى :- لا يحق لك ان تسال عنها ..ولن اخبرك ما دمت تنازلت عنها بملىء ارادتك ..
ايمن :- يبدوا انك لست بحاله جيده وانا لست مستعدا لسماع سخافاتك
اغلق ايمن الهاتف غاضبا من يمنى او ربما من نفسه اكثر التى تكشفت امام يمنى ومن قبل ماجد ..ومعاتبتهم جميعا له على تخاذله ووقوفه فى مكانه  ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق