الجمعة، 9 سبتمبر 2016

32


اعتدلت السيده ام ايمن وامسكت بكفى سارة وقالت فى جده
: لا لا ...لاتوافقى بسهوله ...فكرى جيدا ...صحيح انه حبس انفاسنا حتى صدح بما فى قلبه وما نتمناه ...ولو كان ابو الهول لكان تكلم منذ زمن ...وصحيح انه اكبر ابنائى واقربهم لقلبى ...لكن خذى وقتك
ضحك ايمن من كلام امه عنه ..وعلت وجهه ابتسامه جميله ...ونظر الى سارة التى تلونت بالحمرة خجلا وانصرفت تختبأ خلف باب غرفتها المغلقه.....
فى نهار اليوم التالى تحدث اليها الحاج عبد الرحمن بعد انصراف ايمن الى عمله ...والابتسامه التى تزين محياه دائما متزايده هذا اليوم...وبدى وجهه اكثر اشراقا وسعادة ...
قال بصوت هادىء ممزوج بالمرح ..
: ما رأيك يا بنتى فى ذلك الشاب ابن ام ايمن
ونظر الى ام ايمن واشار بوجهه اليها وغمز بعينه اليها ...فمصمصت زوجته شفتيها ورفعت جانبهما من اشارته لايمن على انه ابنها هى فقط ...
واكمل هو على نفس الوتيره ..
: انا لم اوافق حتى الان ..اخبرته ان على سؤالك اولا فانا ولى امرك اذا اذنت بذلك ..
هزت رأسها ايجابا وابتسمت
ابتهج الحاج والحاجه وبارك لها ثم خلى حديثه من المزاح وتمثل الجديه قليلا حين قال ..
: اقول يا ابنتى اننى ارجح كتب الكتاب ..ذلك احفظ لك ..
ثم نظر اليها واكمل ..
ولك الحرية طبعا فى اختيار الوقت المناسب لاتمام الزواج ومن قبلها لك الحرية كامله فى الموافقه او الرفض على كتب الكتاب واستبدالها بخطبه صغيرة ..
تفهمت جيدا ما قاله .. وقالت
: عمى ليس لدى بطاقه او اثبات شخصيه ...كنت افكر فى الامر منذ عرض على مالك الزواج ..
سكت الحاج ونظر امامه وفرك ذقنه وقال
: تاهت عنا تلك المعلومه ...لكن لا تقلقى لى قريب يعمل فى مصلحة السجل المدنى سأتصل به لنعلم كيف يمكنك استخراج بطاقة واوراق رسمية ..
.........
يوم الخميس يوم اجتماع العائلة على العشاء ورغم التوتر الذى حدث بين يارا وماجد ومشكلتهما الا ان العائلة واصلت الاجتماع كل خميس بعد سفر ماجد ...
لم تترك يمنى تلك الفرصه لتختلى بصديقتها بعد سماع الخبر لتسمع منها للمرة الثالثه كيف طلبها ايمن وماذا اجابته ... حتى ان سارة قالت فى ضجر
: ما بك يمنى ....قصصت عليك الامر ثلاثة مرات
ضحكت يمنى بصوت مسموع وقالت
: لا اصدق انه تكلم اخيرا
استعجبت سارة من نفس الجمله التى رددتها يمنى هى الاخرى ...هل كانوا يعلمون وهى لا تعلم ...

زغردت ام على عند سماع الخبر ايضا ...وتحدث الجميع حول الامر ..وراق لهم ان يجعلوا كتب كتابهم فى يوم زفاف يمنى وخطيبها خالد ..
ثم بعد العشاء جلس الحاج مع ابو على وجلست ام ايمن واختها ...وتجمع الباقين فى الطرف الاخر من الصاله ...
قالت يمنى مازحه : لن تصدق يا ايمن كيف كانت تعتقدنا سارة فى بادىء الامر ..
احست سارة بالحرج لكن يمنى اكملت
: كانت تظن انك ستخطبنى وان بيننا قصة حب .
ضحك الجميع وابتسمت سارة خجلا ونظرت لاسفل ..
بينما قالت يارا
: كيف هذا هل يخطب الاخ اخته ؟!
قالت يمنى : لم تكن تعلم يا يارا انه اخى ...ولكننى كنت اعلم من هى التى سلبته عقله وود ان يخطبها
وغمزت بعينيها ناحية سارة وايمن
قال ايمن : بل سلبت قلبى أيضاً. ..ونظر اليها باطراف عينه ..
فخفق قلبها خفقا شديدا وازدادت حمرة وجهها ....
لم ينم كل منهما من كثرة تفيكره فى الاخر ....هدأ قلبه وكف عن الضجيج...وارتاح خافقه واطمئن ان طيره لن يطير لغيره ...احس شعورا لم يشعره من قبل ..اختفى خوفه من تلك الخطوة ...تبدد جبنه من الاعتراف بحبه ...لم يكن يعلم ان شفائه سيكون على يديها ..

وهى ارتسمت السعادة على وجهها وقلبها ....سكنت روحها وهدأت ...ربما آن الاوان ان تتجه بطاقتها فى اتجاه واحد ...ان تحارب فى جانب واحد ....ان تستجمع نفسها المشتتة لتنطلق وتبحث عن نفسها وعن عائلتها ...تحتاج لسكن يكون هو عالمها التى افتقدته ولا تعلمه. ..ان يكون عون لها ودافعا لتجد محتوايات الذاكرة المفقودة من اشخاص وذكريات ....

فى المساء ..بل فى كل مساء يفتح ماجد كل برامج التحدث عبر  الانترنت يرى اخر مره لتواجدها ...يغتح صفحتها على الفيس بوك ويتابع اخر مانشرته ..ويستنتج من تعليقاتها عند صديقاتها حالتها النفسية ..ومزاجهها ...
يدعوا الله كثيرا ويبتهل فى دعواته ان يجمع الله قلبيهما ...ان تلين له وتفتح مغاليق قلبها من جديد .....حبيبته وزوجته التى تمنى رضاها وقبولها ولم يكن يرغب فى اكثر من ذلك حين فوجأ بحبها أيضا. ..بحب لم تكن تعيه بشكله..لقرابتهم ورحمهم ....لكنه حين صرح لها بحبه امام باب الجامعه ...اصابتها رعشة واهتز خافقها رغم موراتها واختبائها خلف ذلك القناع ...حتى حين فاتحها ثانية فى شرفة منزلهم ..ومقارنتها له بأخيه لتدفعه دفعا لاتخاذ خطوة جادة ما كان الا انها هى ايضا تريده زوجا وحبيبا ..
يتذكر تلك اللحظات وهو يشاهد صورهم على شاشة حاسوبه او هاتفه النقال ....
يراى شارة برنامج المحادثه امام اسمها مضىء علامة على وجودها حاليا ...فيغلق هو سريعا حتى لا يتزامن وجودهما متاحين معا  ....
تنظر هى الى اسمه الذى كان مضىء منذ ثوان وتقرأ فى اسى تحت اسمه تلك الجمله " نشط منذ ثوانى "
فتزم شفتاها ..وتغلق ...
حاولت معرفة مواعيد عمله ....ومواعيد عودته لسكنه ...وحتى مواعيد تواجده متوفر على شبكات التواصل ...
كانت تشعر باطمئنان غريب لمجرد تلك الجملة المكتوبه اسفل اسمه المضىء " نشط الان " ....

فى صباح اليوم التالى يوم الجمعه ...استيقظت سارة مع صوت زقزقة العصافير على شرفتها ...اكانت الاولى التى تقف فيها تلك العصافير ..ام انها لم تراهم من قبل ..ام انها زقزقات قلبها الطائر فوق غمامات السعادة والحب ...
كانت خجله حتى انها كانت تختفى فى الغرف والمطبخ كلما سمعت صوته بالمنزل ...انطلقت قليلا وكفت عن الاختباء وقت صلاة وخطبة الجمعه ...ثم تابعت ذلك حتى الغداء ...احس بخجلها واراد مشاكستها اكثر من مرة لكن امه كانت تنهره وتقول فى حزم
: ابتعد عن الفتاه لا شأن لك بها حتى تعقد عليها ...
فيعود ادراجه ينتظر ذلك اليوم والاكثر من ذلك ينتظر يوم الزفاف ..
تلقى هاتفا من خالد خطيب يمنى وصاحب مركز الترجمه اخبر فيها ايمن ان سارة تركت العمل بالمركز وقدمت استقالتها  ..كان يسأل ايمن هل هو من طلب ذلك منها ام لا ....لانها كانت مصرة عليها ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق