الأحد، 21 أغسطس 2016

30

ايمن : انت بخير اليس كذلك
هزت رأسها ..واغمضت عينها لثوان وتنفست بهدؤ ..فأتبع ايمن مشيرا الى احد الجرائد ..
: تشير الجرائد ان الحادث كان من 4 سنوات مضت
انتبهت لجملته الاخيره وراحت تنظر لتاريخ الجرائد امامها ...وهزت رأسها موافقه لكلامه ...ثم نظرت اليه لتفهم ما يقصد ...فهى لم تستطع من الم رأسها التفكير او استنتاج اى شىء

كان وقت الغداء قد حان وبدأت والدته فى تجهيز المائدة فأردف ايمن وهم يلتفون حولها ...

: قال الشاب بالامس انك دخلت فى حالة اكتئاب بعد وفاة والدك ..
لازالت تسمعه ولازالت تهز رأسها موافقه لكلامه ...
ايمن : وانقذك ماجد العام الماضى ...اذا اين كنت فى الاعوام الثلاثة السابقه ...
قال عبد الرحمن : ربما كانت تعانى الاكتئاب فى تلك السنوات حتى قررت الانتحار ؟!
قال ايمن :
واين كانت تعيش ومع من خلال تلك الفتره ؟!!..
قال عبد الرحمن : ذكر الشاب انها كانت تعيش مع والدتها
هز ايمن رأسه نافيا : بالامر شىء غير منطقى .
قال ياسر : ربما كانت تعالج يا اخى ...
نظر اليه ايمن ..ثم عاد الى طعامه وهز رأسه وقال : لا اظن ..

جلست بعد الغداء تفترش الجرائد والصور امامها ...اخذت بين يديها الصورة الجماعيه وتفحصت المعالم بها ...ثم طرأ فى ذهنها فكره ...اخذت هاتفها من على المنضدة واتصلت على احدهم ...دقائق واتاها الصوت على الجانب الاخر للفتاه التى تعرفت عليها فى المطعم ...سألتها سارة عن تلك الصورة بالتأكيد ان لديها نسخه ...اجابتها الفتاه عن كل الأسئلة التى دارت فى بالها وسألتها اياها ..كان ينظر ايمن الى الصورة ايضا ويستمع للحوار ولاسئلة سارة...نظر اليها منتبها لسؤال طرىء فى ذهنه ....طلب منها ان تسألها هل اخبرت احد عنها وعن بمقابلتهم تلك ...
سكتت الفتاه قليلا وقالت :
لا ....ثم استدرجت  وقالت ...لا بل تذكرت ..سردت ما حدث يومها لصديقتى المقربه ولم نتحدث من يومها ...

انهت معها الحوار وجلست تسرد ما قالته لها ...قالت سارة وهى تشير الى اشخاص بالصورة
: هذه المجموعة الملتفه حولى قالت عنهن انهن كن رفيقاتى المقربات ..
سألها ايمن : والفتاه ؟
بحثا عنها فى الصورة بين الطلبه فكانت فى اقصى يسار الصورة على النقيض من سارة ورفيقاتها ....
قالت سارة : لكنها فى باقى الصور هى الاقرب الى من جميعهن ...
قال ياسر بلهجه ساخره : ربما كنتن متشاجرات يوم تلك الصورة ...انت وهى اقصد ...
نظرت اليه بتمعن فأردف قائلا وهو يحرك يديه فى الهواء :
اقصد انه كثير ما يحدث بين الفتايات يتشاجرن ويتصالحن ...وهكذا ..
اعاد ايمن النظر الى الصورة وقارنها بباقى الصور ..
ثم طلب من سارة اعادة طلب الفتاه على الهاتف وبعد ان تأسفت لها سارة عن الازعاج اخذ ايمن الهاتف وسألها
: هل كانت سارة مخطوبة ..اقصد نادين ....هل كانت مخطوبة او مرتبطه اثناء الدراسة ..
الفتاه : وكيف لى ان اعرف ..لم اكن من المقربات لها ..
ايمن : لكن بالتأكيد كنت ستعلمين اذا كانت مرتبطه بزميل لكم ..اليس كذلك ..
الفتاه : نعم بالطبع ..زميلاتنا التى ارتبطن من نفس الدفعه او دفعات اخرى كنا نعلم بهن ...لكثرة تقابلهم فى الكلية ما بين المحاضرات ..
ايمن : هل كان لنادين صديق مقرب من دفعتكم او من دفعه اكبر ..
الفتاه : الحق يقال ...صحيح ان نادين لم تكن محجبه او متدينه الا انها لم تكن من تلك النوعية من الفتايات اللاتى تصادقن الشباب ...كل صديقاتها كانوا من الفتايات ...
ايمن : هل تذكرين فتاه اسمها ندا كانت من صديقات نادين الفتاه : لا ..لا اذكر ان من بين صديقاتها كانت من بينهم من تدعى ندا..
سكتت برهه ثم قالت
لكن اذكر ندا واحده حدثت مشكلة بين اخيها ونادين ذات مره..
قال ايمن باندهاش : مشكلة !!
اكملت : اذكر اننا ذات يوم سمعنا شجار بين نادين واخاها لندا فى كفاتيريا الجامعه..كان يتودد اليها لكنها كانت  تصده دائما...حتى مسك ذراعها ذلك اليوم فضربته بيدها على وجهه فتوعد لها بصوت عال امام الجميع ...كنا وقتها فى فترة امتحانات السنه النهائيه .....
قال ايمن : اشكرك كثيرا ..سؤال اخير هل تذكرين شكل ذلك الشاب ..
قالت الفتاه : لا اتذكر ملامحه بالطبع لكنه كان كثير الشبه لاخته. .
قال ايمن : هل اذا ارسلنا لك صوره عبر الواتس اب هل ستتعرفين عليه او من فى الصورة ..
قالت : امممم...سأحاول ...لكن ذاكرتى ضعيفه بعض الشىء ربما لن تسعفنى ..
قال ايمن متمتما : ليس اكثر من فقدها كلية .....شكرا لك سيدتى سأرسل الصورة حينما انهى المكالمه. .
فتح كاميرا الموبيل والتقط صورا للصور الفوتوجرافيه....وارسلها لها عبر الواتس ....
ردت برساله نصيه اسفل الصورة نعم هو اخو ندا ....لكن لا اعلم متى كانوا قريبين من نادين هكذا حتى يلتقطن معاها تلك الصور وصورة عيد الميلاد أيضاً بها شىء غريب لا اعلمه لكنها تبدوا غريبه وليست طبيعيه ..
وانتهى الحديث معها الى هذا الحد ...
شعرت معه سارة بأسياط الذاكرة تلهبها ....وهزات الصداع تدمدم رأسها .....ضغطت بأصابعها على مقدمة جبهتها واغمضضت عينيها وارجعت رأسها لمسند الاريكه ...
نادتها ام ايمن فى قلق ...ونهض ايمن فجأه من مكانه ....واشار لياسر والى الجرائد والصور الموضوعه على الطاوله الصغيرة ...ففهم ياسر ولملمهم وارفعهم الى منضدة الطعام ...بينما اتى ايمن يحمل كوبا من الماء واقراص مهدئة ...
ناولها الاقراص والمياه وطلب من امه ان تعد كوب ليموناده لها فقامت على الفور ....

يعلم ان ما تمر به الان ربما هو الاصعب من بين ما مرت به عقب حادثة فقد الذاكرة ...
كان يود لو اذهب عنها ما تعانى ....لو احتضن كفيها الباردتين الواضح عليهما الزرقه والاهتزاز ...

هتف بها : سارة. ..ااقصد نادين ...اه صحيح ايهما سنناديك به ..ام سنناديك دكتورة نادين وابتسم ابتسامه ماكره ..

ارتسمت ابتسامه صغيره على جانب شفتها ...مما ادركته من محاولة لتغير الحديث ...فأتبع هو
: فأنت صيدلانية ...اى زميلة مهنه ..
قال ياسر : تقصد زميلتى انا فأنت خريج علوم وليس صيدله ..
قال ايمن : نعم ولكنى اعمل فى نفس المجال ...الادوية العلاجية ...الا يحق لى ان اصبح زميل عمل ...ما رأيك يا سارة ...ثم نظر اليها ...فتلاقت عيناه بعينيها الذابله لكنها لازالت تحمل سحرا يخطف انفاسه ...فكانت تتابع حديثه مع ياسر حين نظر اليها على غفلة منها....وقالت بابتسامه صافية ..بلى يحق لك ...
استطاع خفض نظرة سريعا ....لكنه لم يستطع منع خفقان قلبه المتلاحق ....

اتت والدته تحمل اقداح الشاى لهم ...وكوب كبير زجاجى من عصير الليمون اليها ......


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق